بحث

السبت، 19 أبريل 2014

تعرف على الحقيقة - هام جداً - الحلقة الرابعة



وكانت تُتلى أقسام وتعهدات صارمة بعدم إفشاء السرّ عن هذه العلوم التي
سيتعرّف عليها المنتسب الجديد إلى الكيان السرّي، وكانت عقوبة كل من ينقض هكذا تعهّد هي الموت تعذيباً وبالألم الشديد.

من المعروف جيداً اليوم بأن الكيانات المتفرّعة من هذه المجموعات السرّية هي قائمة حتى الآن من خلال منظمات مثل الماسونية التي لديها تأثير كبير بين أرقى طبقات النخبة الاجتماعية حول العالم.

إذاً، فقد تم المحافظة على السرية التامة من قبل هذه الجمعيات الخفية لتجنب الاضطهاد ولكي لا تقع هذه المعارف القوية جداً في أيدي من قد يستخدمها لغايات غير مستقيمة.

لكن مع مرور الوقت تشوّهت هذه المعارف وطُمست واختلطت بشوائب من الأساطير والخرافات حيث غالباً ما تناقلتها الأجيال المتتالية شفهياً، كما كانت الحال مع الكهنة السيلتييين (بلاد السيلت في أوروبا) the Celtic Druids حيث تم تشفير جميع الوثائق المكتوبة فتحوّلت إلى رموز، ولم يكن يعرف كيفية فك الشيفرة سوى الأتباع المنتقين بعناية.

وقد حصلت اللقاءات بين هؤلاء الكهنة في جميع أنحاء العالم وتم المحافظة على السرية من خلال الرموز والشيفرات السرية التي تشير إلى أماكن التقائهم.

ويتم تطبيق هذه الطريقة حتى اليوم بين المجموعات السحرية والمحافل الماسونية المختلفة. 

وفي النهاية، وكما هي الحال دائماً، فإن عدداً كبيراً من هذه المجموعات السرّية، والتي كانت أولاً عبارة عن أقسام فرعية من النظام الأساسي، بدأت تفقد بصيرتها الحقيقية وراحت تتخلى عن معتقداتها وأهدافها الأصيلة.

وساهم التحريف التدريجي للشيفرات والرموز التي مثّلت تعاليمهم، بالإضافة إلى الخرافات التي أُدخلت عليها، وكذلك ظهور الرغبات الأنانية، في تباين الأهداف والمقاصد بين هذه المجموعات.

وبعضها تطوّرت لتصبح منظمات سحرية أو حتى أدياناً كبرى أيضاً.

لكن هذا لم يجعلها محصّنة ضد الوعي الشيطاني (مصدر النوايا الشريرة) الذي أدى إلى أن تصبح معظم الديانات العقائدية تقوم على سوء فهم للحقائق الأساسية الكبرى حيث ابتعدت عنها تماماً.

تم تضخيم الاختلافات بين المعتقدات مما زاد الشرخ أكثر وأكثر، و برز الاهتمام بالاختلافات العقائدية والعرقية بحيث أصبحت تُشكّل أولويات مهمة في الوقت الذي قللوا فيه من أهمية الأواصر المشتركة بين أتباع هذه المعتقدات.

كل ذلك بسبب تحريف المفاهيم والمعارف التي هي أساساً من مصدر واحد، أصل واحد، فلسفة واحدة.

ومع مرور الوقت، وتطوّر الأحداث، فقد تفشّى الوعي الشيطاني بين معظم هذه المجتمعات السرّية، واستطاع أخيراً الإمساك بزمام الأمور، وحكم عقول هؤلاء، وكانت النتيجة هي حدوث أبشع الكوارث المفجعة التي يمكن للإنسان أن يواجهها على الإطلاق.

إن التاريخ البشري، ولمدة آلاف الأعوام، هو عبارة عن قصة الصراع على القوة والسلطة والنفوذ، سواء بين الإنسان والإنسان أو بين الإنسان والطبيعة.

وتم فهم عملية البقاء على أنها دائماً للأفضل والأقوى والأكثر ثراءً .

وهذا كرَّس الخلل وعدم التوازن، وأدى إلى النتائج المريرة المتمثّلة بالحروب والاستعباد والاستبداد والاضطهاد.

وتحقيق للسيادة المطلقة، التي أتت من خلال النزاعات والغطرسة والمجازر بدلاً من اللطف والوداعة والتعاطف، أدت إلى مرور عهود طويلة من الإقطاعية والطبقية الاجتماعية الظالمة التي تجلّت بأسوأ مظاهرها وأشكالها.

وللمحافظة بشكل مطلق وأبدي على ادعائهم القائل بأنهم يستحقون السمو فوق العامة،  استخدم الحكام والملوك في الماضي أساليب لا تحصى مكنتهم من تحقيق أهدافهم، سواء عن طريق المكر والخديعة أو عن طريق العنف والقسوة.

وقد وجدت الطبقات الأرستقراطية الحاكمة في كل أنحاء العالم أن إحدى أكثر هذه الطرق فعاليةً منذ ما قبل التاريخ وحتى عصرنا الراهن تتمثل في السيطرة على الحكومات والأعمال التجارية والسلالات الملكية والدين.

بالإضافة إلى إبقاء الناس في غفلة عن معرفة إمكانياتهم وقوتهم الحقيقية، كي يظلوا في مستوى معرفي متدنٍ، وإبعادهم منذ ولادتهم عن إدراك ما هي حقيقتهم الجبارة، ذلك من خلال إلهائهم بشؤون دنيوية ثانوية والتلاعب بهم بواسطة برنامج تعليمي منظم يشمل جميع مجالات وجودهم، وإلى توجيههم نحو تسليم السلطة والقوة دائماً وأبداً إلى حكامهم.

وقد نجحوا بطريقة ما بجعل الناس يعتقدون أن هذا الوضع هو الطريقة الوحيدة للحياة وليس لديهم أي ملاذ آخر، وقد أصبح من المستبعد جداً  أن يحاولوا تغيير الحالة الراهنة.

لقد تم تصميم النظام الحالي عبر العصور من قبل المجامع السرية الغير مستقيمة وذلك كي يُخَلِّدَ هذا النظام القائم نفوذهم وثروتهم.

وبما أنهم الذين أسسوا هذا النظام، فبالتالي هم فقط اللذين يعلمون بكل حلقة في سلسلته المتشعّبة، وهذا ما أبقانا في نير الاستعباد لمدة آلاف السنين..

واليوم لدينا شبكة عالمية للمجامع السرية، تعتبر نفسها أنها تمثّل العلوم السرية، ودافعهم الوحيد هو خدمة الشيطان بأساليبهم الشريرة والملتوية.

إن هذه الشبكة من المجامع السرية الهدّامة والمسلحة بأموال طائلة جداً، بالإضافة إلى المعرفة السرية، قد برزت وازدهرت على أساس أنها الطبقة الارستقراطية الأرقى في العالم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق