بحث

السبت، 19 أبريل 2014

القابعون في الظلام : الحلقة العشرون



إلى أن يتم تطوير تقنية صنع "الزمبي" إلى حد الكمال، وجب أن يبقى استخدامهم محصوراً على
الساحة الوطنية فقط ووفق مسرحيات مُصممة لإيجاد الذرائع المناسبة لتنامي قوة ونفوذ الحكومة المركزية في البلاد. 

معظم الراديكاليين الانتحاريين والمجرمين المعتوهين الذين يفلتون من عمليات القبض والتوقيف بشكل غامض لمدة سنوات طويلة هم من "الزومبي" الذين نبرمجهم لإرهاب الناس باسم أيديولوجيا معيّنة غير عقلانية. 

بعد صنع بعض الأحداث الإرهابية المتسلسلة، ينهار الرأي العام أمام شروط جديدة كان يرفضها سابقاً وأهمها هو ضرورة زيادة نفوذ الشرطة والأجهزة الأمنية على حساب حريات المواطن.

يتم الآن تسريع برنامج أبحاث مكثفة يتناول مجال "تعديل السلوك" behavior modification، ومُعظم الميزانية التي تُصرف على هذا المشروع هي على حساب دافعي الضرائب طبعاً، وتحت عنوان "إعادة تأهيل الصحّة العقلية" mental health and rehabilitation

يمكن إجراء هكذا أبحاث، ودون أي تذمّر أو شكوى من أحد، في السجون، مخيمات اللاجئين، مراكز إعادة تأهيل مدمني المخدرات، المستشفيات الحكومية، المستشفيات العسكرية، وحتى في المدارس العامة ومراكز الرعاية الاجتماعية. 

وتُعتبر مؤسسات الأمراض العقلية، ومراكز إدارة عقار الميثادون methadone، والسجون أراضٍ خصبة لتجنيد الأشخاص المناسبين للتحوّل إلى "زومبيات". 

وطبعاً، فقط القليل من عملاءنا الأكثر ثقة وتكتماً يشاركون في عمليات خلق "الزمبيات". 

أما العلماء اللامعين الذين يبحثون في هذا المجال العقلي/النفسي الاستثنائي، والذين يعود لهم الفضل في القفزات النوعية بهذا المجال، فيعتقدون بأن التقنيات التي يبتكرونها تُستخدم فقط لغايات خيّرة تهدف لتحسين وإصلاح الحالة الإنسانية الراهنة.

لكن في النهاية، سوف يبرز معارضة بين مجموعات قليلة من المواطنين والتي تعتبر أن مجال أبحاث "تعديل السلوك" behavior modification تمثّل انتهاك صارخ لحرية الإنسان المقدّسة، حتى لو كانت مقتنعة بأن نوايا الأبحاث بريئة وتهدف للخير. 

من أجل تجنّب هذه الأفعال الشاذة التي تبرز بين الحين والآخر، نعمل على إحداث بعض الفضائح المُختلقة بين الحين والآخر لإرضاء تلك المجموعات المعارضة لهذا التوجّه بحيث نوحي لهم بأن الاختبارات الجارية في هذا المجال لازالت متخلفة ولم تتطوّر أبعد من المرحلة التي يمكن اعتباره خطرة على الإنسان. 

والفضائح التي نختلقها صُممت خصيصاً وببراعة كبيرة لأن تُظهر العلماء بأنهم مغفلين لدرجة أنهم لم يصلوا مستوى الكفاءة التي تجعلهم قادرين على تحقيق إنجازات ثورية في هذا المجال. 

وإن انتشار أخبار موت بعض المرضى الخاضعين لأبحاثهم البدائية كافي لأن يقنع الجماهير بأن هذه التقنية لم تصل بعد إلى مستوى الخطورة المزعومة. 

وهذا وحده يساهم في إخفاء القفزات النوعية التي حققناها في هذا المجال الاستثنائي الذي اقترب كثيراً من الهدف النهائي: التحكّم المطلق بالعقول البشرية. هناك الكثير من الأشياء العظيمة تنتظرنا في المستقبل.
 ....... سوف أعيد الساحة لوالدك لطرح ملاحظاته الختامية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق