بحث

السبت، 19 أبريل 2014

القابعون في الظلام : الحلقة السابعة

ربما عليّ توضيح مسألة الأيديولوجيا في عدة سطور قبل أن
أنتهي. 

إن الأيديولوجية الوحيدة المجدية والأكثر واقعية هي طبعاً وبكل تأكيد: الأنانية العقلانية rational egoism، أي العمل على إشباع الرغبات والحاجات الفردية إلى أقصى حد وبأي وسيلة تثبت جدواها. 

وهذا يتطلّب القوة على الطبيعة، خاصة، إذا أمكن، القوة على البشر.. الذين يمثلون الأدوات الأكثر نفعاً وبراعة. 

لحسن الحظ، ليس هناك مجتمعات يكثر فيها الأنانيون المحبين لذاتهم. 

فمن المستحيل ظهور أباطرة المال في هكذا مجتمعات، حيث أن عملائنا المثقفون والأكاديميون والقانونيون والدينيون وغيرهم من الذين يعقلنون أو يبررون سيطرتنا على المجتمعات من خلال تعاليم ومعلومات مخادعة ومضللة سيتحولون إلى مسخرة وأضحوكة لا تؤخذ على محمل الجد. 

وفي هذه الظروف، ليس هناك أي بديل سوى نظام يعتمد على مبدأ "عشّ ودع غيرك يعيش"، أو يتحوّل المبدأ العامل بـ"عدم التدخّل الحكومي في الشئون الاقتصادية الفردية والجماعية" Laissez-faire إلى واقع حقيقي وليس مزيفاً كما هو اليوم، وبالتالي لا بد من أن تسود الفوضى العارمة بين المجتمعات الفوضوية أصلاً. 

وبالإضافة إلى ذلك، فسوف يصبح من الصعب المحافظة على النظام التراتبي الهرمي باستخدام القوة فقط. 

فالقوة وحدها في هذه الحالة تزيد من الفوضى أكثر من إخمادها.

لكن في هذا الوضع الراهن، حيث لازالت العقول مخمورة بالتعاليم والأفكار التي تكرّس التفاني والغيرية والمثالية وحب الجماعة وغيرها من مبادئ واهية يكرسها عملائنا الدينيين والأخلاقيين الأكاديميين، فالسياسة العقلانية الوحيدة التي وجب على الأنانيين إتباعها هو استثمار هؤلاء المرشدين الدينيين والأكاديميين الواهمين بهدف التحكم بالآخرين. 


المتحدث التالي، البروفيسور M سيشرح تفاصيل المؤسسة الرئيسية التي تستند عليها قوتنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق