بحث

السبت، 19 أبريل 2014

القابعون في الظلام : الحلقة السادسة عشرة

البروفيسور Xحول دور المحافل السرّية والنوادي النافذة

ON PRESTIGIOUS ASSOCIATIONS AND SECRET SOCIETIES

".. لقد استُخدمت كافة وسائل الإخضاع والإجبار والإكراه لجعل الأدباء والكُتاب يصبحون آمنين (غير خطرين)، مهذبين، ومطيعين، وعقيمين. واحتجاجاً على هذا الوضع، قمت بمقاطعة انتخابات المعهد الوطني للفنون والأدب منذ بضعة سنوات، لكنني الآن أصبحت مُجبراً بالإكراه على مقاطعة جائزة بوليتزر Pulitzer .."
أوبتون سينكلار Upton Sinclair
كاتب ومصلح اجتماعي أمريكي

".. ليس من المجدي إنكار، لأنه يستحيل إخفاء، حقيقة أن جزء كبير من أوروبا ـ كامل إيطاليا وفرنسا، وقسم كبير من ألمانيا، هذا ولم نتكلّم عن البلدان الأخرى ـ تغطيها شبكة من المجتمعات السرّية، كما شبكات السكك الحديدية التي تغطي وجه الأرض الآن.."
بينجامين ديزريلي Benjamin Disraeli
رئيس وزراء بريطاني سابق، 1856م

من خلال حماية والمحافظة على استمرارية الإمساك بالأمم والأوطان المختلفة، وجب علينا التشديد من وطأة السيطرة الخفية لكافة الجمعيات السرية المسئولة عن صانعة القرارات، وخاصةً النوادي النافذة التي تجذب إليها القادة والزعماء في كافة المجالات والذين لديهم نفوذ في توزيع المناصب العُليا في الحكومات ومجال الأعمال. 

إن كافة الجمعيات والنوادي التي تنتمي إليها شخصيات بارزة مثل: فقهاء، رجال أعمال، كتاب، دينيين، فنانين، بيروقراطيين، صحفيين، أيديولوجيين، ناشرين، مذيعين، وهناك رجال محترفون وبالإضافة إلى مجموعات مصالح خاصة تمثّل: العمال، الفلاحين، المستهلكين، أقليات عرقية أو دينية، .. وهكذا.. جميعهم يخضعون، بطريقة خفية، تحت سيطرتنا المباشرة من خلال سيطرتنا على الجمعيات والنوادي التي ينتمون إليها. 

طالما أن رسوم اشتراك المنتسبين لا تكفي لدعم النشاطات الطموحة لهذه المنظمات ذات الطابع الاجتماعي التطوعي، فهذا بالتالي يجعلها فريسة سهلة لمصادر الدعم المالي غير المحدود الذي يغدقه عليهم أتباعنا الماليين بسخاء. 

لكن رغم ذلك، وجب أن لا تُُكشف في هذه العملية دوافعنا الحقيقية الهادفة لتعزيز نفوذنا السياسي والاقتصادي. وجب على سياساتنا أن تكون عقلانية بقدر الإمكان، حيث تتوافق مع الأيديولوجيات والأخلاقيات السائدة بين تلك المجموعات، وطبعاً لا ننسى مراعاة مصالحهم المادية أيضاً لكسب ولاءهم. 

فزعماء تلك المجموعات يتقبلون حججنا العقلانية بسرعة عندما نغدق عليهم دعماً مادياً بحجة دعم مسعاهم النبيل. 

نحن لا ننخرط في عملية رشوة مباشرة، إلا إذا كانت تمثّل ملاذاً أخيراً، أي في حالات نادراً جداً. 

إن أفضل طريقة لخدمة مصالحنا بعيدة المدى تتمثّل بتأجيل مؤقّت لانتصار سياسي معيّن بدلاً من المخاطرة بكشف قوتنا الحقيقية عبر محاولات الرشوة الواضحة والصريحة. 

وفي الحقيقة، فإن عمليات الرشوة الحمقاء وكذلك محاولات الترهيب الصريح هي من مظاهر بعض أخصامنا الأغبياء الذين ارتفعوا حديثاً إلى مناصب عالمية نافذة.

وكمثال على أسلوبنا غير المباشر: إذا قررنا بأنه وجب منح التراخيص والامتيازات للشركات من قبل سلطة فدرالية بدلاً من سلطة ولاية محلية، لا نأمر السياسيين وصانعي القرار التابعين لنا بأن يدعموا رغبتنا بشكل مباشر. 

فهذا سوف يزرع شكوكاً كبيرة لدى الشركات (غير المسيطرة) بأن شيئاً ما يحصل، وبالتالي لا بد في النهاية من اكتشاف مخططنا. 

بدلاً من ذلك، سوف تكون إستراتيجيتنا على الشكل التالي:

1ـ نضحّي بإحدى فرق إداراتنا الأقل كفؤاً من خلال خلق فضيحة مالية كبرى، تركّز عليها أجهزة الإعلام بشكل كثيف، مما يوحي للجميع بأن يصبوا اهتمامهم على مشاكل الفساد المستشري والخطير بين الشركات القائمة في البلاد، والذي المسئول عن انتشارها هو القوانين والتشريعات الرخوة وغير المنضبطة.

2ـ من خلال عملائنا الممولين جيداً، نسلّط الأضواء الكثيفة على مفكرين أو مجموعات سياسية تدعم فكرة الترخيص الفدرالي كخطوة أولى نحو الاشتراكية. 

(من خلال التصميم والتوزيع العبقري للتوجهات الاجتماعية والسياسية المختلفة في البلاد، نستطيع إيجاد داعمين متحمسين لأي إجراء نرغب باتخاذه، مهما كانت طبيعته أو توجهه السياسي أو الإداري أو الاجتماعي)

3ـ بعد أن طُرحت المسألة أمام الرأي العام، نقدّم عرضاً يتمثّل بدعم مالي سخي، عبر مؤسساتنا المعنية، لإجراء دراسات واسعة وشاملة حول الاقتراحات المتناولة لموضوع الترخيص الفدرالي مقابل التشريع المحلي، مع ميل واضح وصريح إلى استحسان فكرة الترخيص الفدرالي. 

وطبعاً، سوف تتبنى جمعيات كثيرة مهمة القيام بهذه الدراسات (طمعاً بالتمويل السخي الذي تقدمه مؤسساتنا). 

وبنفس الوقت، نقوم بدعم وتمويل دراسات معارضة لهذا التوجّه، لكن هذا الدعم لا يذهب إلى جهات محترفة وعقلانية ومنصفة، بل إلى جمعيات فوضوية غير متزنة (وحتى منحطّة)، وبذلك نكون قد منعنا تشكّل أي قاعدة صلبة للمعارضة العقلانية الفعلية، حيث ستصبح ضعيفة جداً أمام شركائها من المعارضين المنحطّين الذين قوي سلطانهم ونفوذهم بفعل أموالنا السخيّة التي أغدقناها عليهم.

4ـ عندما تتجسّد قاعدة متنامية من الدعم، بفعل الإجراءات المذكورة السابقاً، نزوّد المنظمات الضاغطة (اللوبيات) بأموال طائلة لرشوة السياسيين. 

فيصدر أخيراً تشريع حكومي يأخذ بالترخيص الفدرالي بحجة أنه يمثّل المصلحة العامة. 

هذا الإجراء يجعل المعارضين المحبطين الرافضين لهذا القانون الجديد، يظهرون بصورة انفعالية، معوّقة، هستيرية، وغيرها من صفات وتصرفات سيئة تخدم في ضرب مصداقيتهم وسمعتهم.

بعد أن يتخذ نظامنا الرأسمالي العالمي شكله النهائي، حيث التحكم المطلق بالعقول وكذلك السيطرة الكاملة على التوجّه العام للبشرية، سوف تُتوّج المنظومة الهرمية التراتبية للمجتمعات السرّية العالمية بمنظمة واحدة تتربع على القمة. "مجلس الشئون العالمية" The Council of World Affairs

لكن هذه المنظّمة أيضاً هي عبارة عن واجهة للجمعية السرية التي يرأسها والدك. 

هذه الجمعية السرية تتألف من الأشخاص الذين تكلموا للتو، وبالإضافة إلى ستة أعضاء آخرين غير حاضرين الآن. 


أنت الآن ستأخذ مكان الروفيسور Q الذي سيتقاعد قريباً. 

وفي النهاية سوف تحل مكان والدك. 

نحن الأعضاء الـ13 نمثّل المستشارين المؤتمنين الوحيدين لوالدك. 

أما باقي أفراد وعملاء المنظمة، فهم مُضللين بحيث يجهلون الأهداف والدوافع الحقيقية لها. 

معرفتهم محدودة لتناسب التفاصيل المتعلقة بالمهمات الموكلة إليهم فقط. 

أما عقوبة الخيانة فهي الموت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق