بحث

السبت، 19 أبريل 2014

القابعون في الظلام : الحلقة الثالثة عشرة

أما القوانين المتعلقة بـ"جودة السلعة"، و"صلاحية المنتج"، ونظام فحص واختبار المنتوجات، فتمثّل
وسائل ممتازة تمكنا من عزل الصناعات العريقة من المنافسة الجدّية المحتملة.

3ـ المساعدات المالية، ضرائب الحماية، والمعونة الأجنبية Subsidies, Tariffs, and Foreign Aid:

رغم أن المساعدات المالية المباشرة يمكن الحصول عليها أحياناً لأتباعنا من الشركات والمؤسسات عبر استجداءها من الجماهير "الراغبة في المحافظة على الوظائف"، لكن هذه الوسيلة الاستغلالية هي مفضوحة جداً. 

أما قوانين ضرائب الحماية، فيمكن تمريرها بسهولة عبر المجلس التشريعي، لكنها تؤدي إلى ظهور نقمة ضدّ أملاكنا الخارجية.

أما المعونات الأجنبية والقروض الحكومية المُسهّلة والمضمونة (المُصممة بطريقة تبدو عفوية)، فهي الوسيلة المناسبة جداً للظروف العصرية. 

المعونات الأجنبية تحافظ على إمبراطوريتنا المؤلفة من الدكتاتوريات المختلفة في الخارج، حيث تضمن مبيعات مضمونة ومربحة جداً لشركاتنا المتمركزة في القاعدة الأمّ (الولايات المتحدة). 

وجب على المعونات الخارجية أن تكون مشروطة، أي تُمنح للدول الأجنبية بشرط أن تشتري السلع أو الخدمات، غالباً ما تكون قطع حربية، التي فقط شركاتنا ومنشآتنا تصنعها أو توفّرها. 

وبشكل عام، القليلون جداً لديهم الجرأة الأخلاقية لمعارضة هذه المعونات "الإنسانية" للشعوب الجائعة في بلدان العالم الثالث.

4ـ مركزة السلطة Centralization of Power:

إن التقسيم الحقيقي للسلطات بين الحكومات المحلية، وحكومات الولايات، والحكومة الوطنية يُمثّل خطراً داهماً لمنظومتنا. 

عندما يحوز السياسيين المحليين على حكم ذاتي حقيقي، حتى لو كان ذلك ضمن نطاق محدود، يمكنهم فعل الكثير في دعم حديثي النعمة ليبرزوا ويشكّلوا تهديداً لقوتنا. 

هدف برنامجنا هو جلب كافة مستويات الحكومة إلى مجال نفوذنا المباشر، وذلك من خلال بِدع مُبتكرة مثل "المعونة الفدرالية" federal aid، "تقاسم العوائد" revenue sharing، "نظام ضريبي فدرالي مرتفع" high federal taxation، وأخيراً إنشاء "حكومات إقليمية" regional government.

5ـ التحالف مع الطبقات الأدنى Alliance with the Lower Classes:

من أجل إبقاء آلياتنا القانونية الضابطة في مكانها وتحت سيطرتنا المباشرة، وجب علينا الحوزة على دعم الطبقان الدنيا المتنوعة ضد منافسينا الشرسين، لكنهم نادرين، التابعين للطبقة الوسطى.

الوسيلة الأفضل هي تأمين المعونات لهذه الطبقات الدنيا على حساب الطبقة الوسطى. 

هذه الطريقة تخلق عداوة وحقد متبادل بينهما، وبالتالي يمنع الطبقة الوسطى من الاستنجاد بالطبقات الدنيا للحصول على دعمها. 

فعلى حساب الضرائب المفروضة على الطبقات الوسطى، يمكن توفير: التأمين الاجتماعي، عناية صحية مجانية، منافع بطالة، وبالإضافة إلى مساعدات مدفوعة مباشرة، وعيرها من نِعم تُغدق على الطبقات الدنيا، فيخلق نتيجة ذلك شريحة إتكالية عريضة تدعم هذه الإجراءات التي شرّعناها وغالباً ما تكون واضحة لهم بأن هذه العملية تمثّل اتفاقية مصالح مشتركة، أي أن ذهابنا يعني ذهاب هذه المعونات. 

وجب العلم بأن الاتحادات العمالية الرئيسية انطلقت أصلاً من دعمنا المالي، ولازالوا حتى هذا اليوم يتبعون قيادات مختارون من قبلنا. 

لا يمكن لأحد أن يصعد إلى قمة إتحاد عمالي ويبقى هناك طويلاً دون دعمنا المالي. 

بالرغم من خطابهم الثوري، إلا أن قادة الاتحادات هم مصدر قوتنا في إدارة المنشآت العملاقة. 

الإتحادات العمالية تمثّل السلاح الفتاك الذي نستخدمه لتدمير المنافسين المُحصّنين جيداً ضدنا من خلال التمويل الذاتي. 

وبالإضافة إلى ذلك، فالإخفاض المرن للرواتب والأسعار دون حصول أي تمرّد بين الاتحادات سيزيد من قدرة الاقتصاد بالبقاء قائماً دون حاجة لمساعداتنا المالية خلال الأزمات الاقتصادية التي نخلقها.

لازال الخبز والسرك يعتبران أدوات مفيدة اليوم كما كانت في عصر الرومان لتحريك الحشود ضد الخصوم. 


فيما يلي، سيشرح لك البروفيسور D سياساتنا المتعلقة بالتربية والتعليم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق