بحث

السبت، 19 أبريل 2014

القابعون في الظلام : الحلقة الخامسة عشرة


إن كل من يُنشِد التغيير الاجتماعي سوف ينجذب إلى
مجال التعليم. 

وإستراتيجيتنا هي بسيطة: دع فقط الذين يكون تأثيرهم متوافق مع قوتنا ينجحون. 

شجّع فقط الذين يطوّرون ميل حيادي أو متلقي لما يجري حولهم في الحياة. 

أثبط من عزيمة الذين يعزّزون الكوامن الفاعلة أو العدوانية. 

صمّم طقوس دراسية طويلة المدى بحيث تبدو غير منتهية، واجعلها تمثّل الدرب الديمقراطية الوحيدة نحو النجاح. 

واسخر من الطريقة التي تقدم بها الأشخاص الناجحون في الحياة بغير طريقة التعليم، واعتبرهم شخصيات فردانية، وعرة، وقديمة الطراز.

قبل أن أترك المجال للبروفيسور X، والذي سيناقش دور المجتمعات السرّية والنوادي العالمية النافذة، أودّ التعليق على نهاية التعليم الديني كوسيلة فعالة للسيطرة الاجتماعية. 

كان الدين في أيامه المزدهرة يُعتبر سلاحاً مدهشاً لترسيخ الانصياع الكامل والرضوخ المطلق بين الرعايا، وبالإضافة إلى التفاني (الغيرية) والتضحية بالذات لصالح السلطة. 

وفي الحقيقة، نحن لم نستسلم لهذا السلاح بشكل طوعي، حيث كان جدّك من بين الداعمين الأساسيين لبقاء واستمرارية السيطرة الدينية، لكن معظم الرأسماليين النافذين الآخرين أصرّوا على التحوّل إلى الأيديولوجيات الدنيوية بحجة زيادة انتشار الأفكار العلمانية التي تمهّد بدورها الطريق لانتشار الفكر الاستهلاكي حول العالم، والذي يتوافق مع الأهداف الأساسية التي قامت من أجلها ثورتنا الصناعية الكبرى. 

لكن مع ذلك، فإن الميل نحو العقلانية في الشئون البشرية يمثّل عقبة عنيدة يصعب على قوتنا ونفوذنا التعامل معها بسهولة. 

فقط في الدكتاتوريات التوتاليتارية التي أنشأناها يمكن سحق هذا الميل العقلاني بالكامل بين الجماهير. 

بينما في المجتمعات شبه المنفتحة التي تتمركز فيها قواعدنا المالية الرئيسية (الدول الغربية)، لا يمكن التعامل مع القوى العقلانية سوى من خلال التحريف والموارية والمناورات. 

ينظّر البعض بأنه، في النهاية، لابد للانتشار الواسع للأنانية العقلانية rational egoism أن يؤدي إلى قلب نظامنا الرأسمالي وإنهائه. 

لكنني واثق كل الثقة بأن العقائد الدنيوية المخلوطة ببعض من البلبلة والإرباك يجسّدان حالة معيّنة كافية لأن تحافظ على استمرارية قوتنا ونفوذنا لقرون عديدة مقبلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق