بحث

الخميس، 24 أبريل 2014

مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا - من أذرع الماسون في إدارة العالم - 18 : الأخيرة

الخاتمة و الاستنتاجات


لقد حاولت هذه الدراسة تسليط بعض الضوء على مفهوم مصطلح مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) وتاريخ نشوء وتطور هذه المؤسسات و قد سعينا من خلال الفصل الثاني منها و عبر نماذج و أمثلة أظهرت مستوى الترابط العضوي و الوظيفي بين هذه المؤسسات و دوائر السلطة و مراكز اتخاذ القرار إلى تقديم محاولة لفهم آلية التفاعل لأطراف هذه العلاقة مما يمنح الباحثين و الدارسين و المختصين فرصة للاستفادة من هذا الموضوع في دراسات لاحقة معمقة و موسعة بما يلقي مزيد من الضوء على هذا الجانب الحساس و المهم و الذي يحمل أفاقا" واسعة من التطور و النمو.

إن التجربة الأمريكية وتجارب الدول المتقدمة المتميزة في مجال إنشاء علاقة تفاعلية عميقة بين هياكل الدولة ودوائر صياغة  وصنع القرار من جهة و بين مراكز ومعاهد ومؤسسات البحوث و الدراسات ومخازن التفكير من جهة أخرى والنتائج الايجابية المفيدة لكل الاطراف من جراء هكذا علاقة لتدفع الباحث والمتتبع لهذا الموضوع إلى محاولة التعمق في دراسته والمساهمة في نشر وتعميق ثقافة من هكذا نوع. 

قد تساهم في تحريك مؤسساتنا للوصول بها إلى تنمية وإشاعة هكذا نمط من العلاقة وذلك عن طريق تعميق الممارسات التالية :

1- تأكيد تواصل مراكز البحوث و الدراسات مع مواقع صناعة القرار و مواقع العمل السياسي و الدبلوماسي لتبادل الافكار و الخبرات.

2-  استقدام الطاقات الوطنية ذات الخبرة العالية و الابداع في المجال الوظيفي في حلقات و دوائر صنع القرار لتشارك و لفترات محددة و في مجالات محددة في اثراء البحوث و الدراسات و الندوات و الحلقات الدراسية.

3 - تمكين الطاقات البحثية من الخروج خارج المواقع البحثية الاكاديمية و دعمها للتحرك و الاحتكاك بدوائر صنع السياسة و القرار السياسي و الدبلوماسي.

  4- تبادل النشريات و الدوريات و الخبرات.

 
5- تشجيع الاتصال وتبادل الخبرات فيما بين مراكز و مؤسسات البحوث افقيا وعموديا وداخليا وخارجيا.

6- تشجيع إنشاء مراكز البحوث الرصينة و دعمها عن طريق التعاقد على بحوث و دراسات مدفوعة الأجر.
  
7- محاولة جلب نظر الأجهزة السياسية و الدبلوماسية العراقية و العربية و الإسلامية إلى أهمية هذه المؤسسات في صناعة القرار السياسي و الاستراتيجي الأمريكي و محاولة تنظيم التعامل و التعاون معها و مراقبة تلك العلاقة بما يخدم المصالح الوطنية و الأمن الوطني.

إن هذه النقاط البسيطة هي مجرد خلاصة أولية للكثير مما يمكن عمله في هذا المجال و هي محاولة للتحرك باتجاه النهوض بواقع مؤسستنا البحثية و مراكز دراستنا في المجال السياسي و الدبلوماسي و صناعة القرار الاستراتيجي.
 
إن هذه الرؤية التي عرضناها في صفحات هذه الدراسة هي بالقطع لا تنفي و لا تتعارض مطلقا" مع الرأي التحليلي الذي يقول بأن دور هذه المؤسسات الـ (Think Tank) إنما تؤثر فيه و ترسمه قوى نفوذ اقتصادية واجتماعية كبرى و إن العملية تتحرك وفق أهداف وقوانين محددة ومعلومة لم تتطرق لها الدراسة .

إننا نرى أن عدم التقاطع هذا إنما يجيء من كون هذه الدراسة قد اختصت بمحاولة استعراض وكشف جانب من صورة التفاعلات السياسية المؤثرة في قرارات السياسية الخارجية الأمريكية و دور هذه المؤسسات فيها باعتبارها ظواهر مباشرة وحقائق واقعية ملموسة فيما الآراء الأخرى تبحث و تحاول أن تحلل و تتحدث عن مستوى تفاعلي أخر وطبقة أخرى .

مصدر هذه الدراسة :

مجلة القادسية للقانون والعلوم السياسية  العدد: الثاني المجلد: الثاني / كانون الاول 2009 م .


بسمة خليل نامق .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق