بحث

الخميس، 24 أبريل 2014

مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا - من أذرع الماسون في إدارة العالم - 9

الفصل الثاني:نظرة جديدة لبنية مخازن التفكير (Think Tanks) وعلاقتها التفاعلية بمنظومة اتخاذ القرار
.

كما يتضح جليا" مما مر بنا فان مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) في طابعها الأكاديمي البحثي هي ليست بالتكوينات الجديدة أو الحديثة العهد إلا أن تطورها و شكل و ديناميكية العلاقة بينها و بين دوائر صنع و اتخاذ القرار السياسي هو الذي يمثل المفصل الحيوي في الموضوع و هو العنصر الذي يحتاج إلى البحث و الدراسة و التمحيص و اخذ العبرة.

يقول ريتشارد هاس([1]) إن مؤسسات الفكر والرأي ..... تسد فراغا" في غاية الأهمية بين العالم الأكاديمي ، من جهة و بين عالم الحكم ، من جهة ثانية. 

ذلك أن دافع الأبحاث في الجامعات يكون في أحيان كثيرة ، النقاشات النظرية المنهجية و الغامضة التي لا تمت إلا بصلة بعيدة للمعضلات السياسية الحقيقية. أما في الحكومات فيجد الرسميون الغارقون في مطالب صنع السياسة اليومية الملموسة أنفسهم عاجزين ، بسبب كثرة مشاغلهم، عن الابتعاد قليلا" عن الشئون اليومية لإعادة النظر في المسار الأوسع لسياسة الولايات المتحدة. من هنا كانت أولى مساهمات مؤسسات الفكر و الرأي المساعدة على سد الفجوة بين عالمي الأفكار و العمل.

المبحث الأول : الرفد المتبادل بالكوادر و الخبرات.

إن من أهم ما يميز العلاقة بين مؤسسات مخازن التفكير (Think Tanks) و مراكز صياغة و اتخاذ القرار السياسي و الاستراتيجي في الدول الحديثة المتقدمة و على وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية إنما يكمن في : الدور المتبادل في توفير الكوادر و الخبرات و النتاج الفكري كل للأخر بين كل من :

1-  مؤسسات مخازن التفكير.
2-الأحزاب و التنظيمات و الكيانات المشاركة في لعبة السياسة و السلطة.
3-   دوائر المعلومات و صياغة القرار ضمن اطر السلطة كدوائر الاستخبارات بأنواعها و فروعها و مختلف تخصصاتها كذلك الدوائر السياسية و الدبلوماسية بالإضافة إلى المفاصل القيادية في القوات المسلحة و دوائر الأمن.

إن الملاحظ والمتتبع لأسماء عناصر وشخصيات و نشاطات مخازن التفكير سيجد بوضوح و بالشكل الظاهر و الملموس إن أغلب الكوادر و العناصر الراعية و المنشئة و الناشطة بشكل أساسي في هذه المؤسسات إنما هم من ذوي الارتباط المباشر (في مراحل حياتهم المختلفة) إما بمراكز و مؤسسات السلطة أو بالأحزاب و الكيانات والتنظيمات ذات التماس بها أو بلعبة السلطة و اللعبة السياسية بشكل عام. 

ويكاد المرء أن يجزم بأن قراءة في قائمة أسماء أعضاء و ناشطي هذه المراكز ستظهر لنا بوضوح أن أغلبهم قد عمل في مختلف مؤسسات السلطة و تقلد مختلف المهام و المناصب فيها لينتقل في مراحل تقاعده إلى مؤسسات مخازن التفكير و يمارس نشاط البحث و هو مسلح بالخبرة و التجربة العملية ثم ليعود مجددا و في مراحل لاحقة إلى ممارسة نشاطات في إطار مؤسسات السلطة و صنع القرار و هكذا تتبادل هذه المراكز و مؤسسات السلطة المختلفة و الهيئات و الأحزاب العناصر و الخبرات أو لنقل أن العناصر و الخبرات هي ذاتها في حالة دوران في هذه الأفلاك لتؤدي أدوار مختلفة في مراحل مختلفة بما يحقق تراكم في رصيد خبرتها و أفق رؤيتها و يساهم في تعميق نمط تفكيرها.
و بالنظر في بعض الأمثلة و النماذج المعاصرة لمؤسسات مراكز التفكير (Think Tanks) في الولايات المتحدة من زاوية تركيبة الأفراد و الباحثين العاملين في هذه المؤسسات يمكننا أن نلمس و نؤشر بوضوح تام حجم الترابط الكبير و العميق القائم بين أفراد هذه المؤسسات و أجهزة السلطة بفروعها المختلفة.

1-   معهد بروكنغز (BROOKINGS) :

يحتوي معهد بروكنغز أكثر من (140) مائة و أربعون شخص باحث مقيم و غير مقيم و من أبرز الشخصيات المقيمة المنتمية إليه([2]) :

·      ايفو اج دادلر (Ivo H. Daalder) و هو مدير سابق للشؤون الأوربية في مجلس الأمن القومي الأمريكي و لديه خبرة و اطلاع في مواضيع حلف شمال الأطلسي (ناتو/ NATO) و العلاقات عبر الأطلسي بين أوربا و الولايات المتحدة و مواضيع استخدام السلاح النووي([3])

· وليام جي غيل (Wiliam G. Gale) خبير اقتصادي في مجلس خبراء الاقتصاد الخاص بالرئيس الأمريكي لعامي (1991 - 1992)[5]).

· فيليب اج غوردون (Philip H. Gordon) مدير سابق للشؤون الأوربية في مجلس الأمن القومي و متخصص في قضايا مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط و أوربا[6]).

· رون هاسكنز (Ron Haskins) كبير مستشاري الرئيس و الحزب الجمهوري في الكونغرس في القضايا المالية و الاجتماعية[7]).

·      ستيفن هس (Stephen Hess) موظف مخضرم في البيت الأبيض منذ أيام الرئيس أيزنهاور مختص بقضايا الإعلام و الثقافة السياسية السائدة في محيط البيت الأبيض و الكونغرس[8]).

· مايكل أي اوهانلون (Michael E. O'Hanlon) متخصص في قضايا الدفاع و السياسة الخارجية و عضو في قسم / فرقة الأمن الوطني([9]) المنشأة استنادا لسلطات قانون الوطنية لعام 2006م و توصيات تقرير لجنة تحليل قدرات أجهزة الاستخبارات للولايات المتحدة في موضوع ملف أسلحة الدمار الشامل في أذار 2005م. و تشمل عدة أفرع و مكاتب في مجال مكافحة الإرهاب و مكافحة التجسس([10]).

· كارلوس باسكوال (Carlus Pascual) متخصص في قضايا إعادة البناء في مناطق شرق أوربا و اوراسيا و قد عمل في وزارة الخارجية و وكالة التنمية الدولية (USAID) و كذلك عمل سفيرا" في أوكرانيا و مديرا" لموظفي مجلس الأمن بالإضافة إلى وظائف استشارية أخرى في مواضيع روسيا و شرق أوربا و اوراسيا و مجموعة الدول المستقلة حديثا"([11]).
السيدة أليس ام ريفلين (Alice M. Rivlin 

متخصصة في الميزانية و قضايا التنمية الحضرية و قد عملت في البيت الأبيض في مواضيع الإدارة و التنظيم و الميزانية كذلك هي عملت في هيئة الاحتياط الفدرالي و هي مؤسسة أمريكية مستقلة توازي سلطة البنك المركزي في بقية الدول([12]).


([1]) ريتشارد هاس ، مؤسسات الفكر و الرأي و سياسة الولايات المتحدة الخارجية .......، مرجع سابق
([2]) راجع في هذا الشأن ما منشور عن المعهد في موقع موسوعة ويكيبيديا على صفحة الانترنت على الرابط التالي :
([3]) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
([4]) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
([5]) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
([6]) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
([7]) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
([8]) للاطلاع على تفاصيل هذه المؤسسة و نشاطها راجع موقعها على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
([9]) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
([10]) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :
([11]) راجع حول هذا الباحث الملخص المنشور عنه في موقع المعهد على شبكة الانترنت على الرابط التالي :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق