بحث

الخميس، 24 أبريل 2014

مؤسسات الفكر والرأي في أمريكا - من أذرع الماسون في إدارة العالم - 15

لقد شكلت فترة إدارة الرئيس الأمريكي الحالي - وقت إعداد الدراسة - جورج بوش تطورا" كبيرا" للعلاقة بين الادارة ومؤسسات مخازن التفكير
دللت على عمق العلاقة بين عالمي الحكم والتفكير السياسي الإستراتيجي.

ففي رئاسة بوش الأولى اجتمع لمدة عام كامل أكثر من مئة شخصية تعرف بمجموعة عمل الرئاسة بينهم إعلاميون و خبراء مراكز أبحاث و مسئولون أمنيون وعسكريون وسياسيون سابقون مرموقون. 

وعقدت عشرات الندوات و أجريت زيارات لمختلف دول العالم لوضع خطة عمل الرئاسة للسنوات الأربع وهو ما بات يعرف بـ (تقرير هيئة الرئاسة).

بعد انتهاء الدراسة قدم لبوش تقرير مطول عرف باسم (ملاحة في بحر مضطرب) شَخّصَ الواقع الدولي ، بما فيه الشرق الأوسط وقدم خريطة طريق لإدارة العالم تضمنت خططا وخطط بديلة لكل قضية ومفصل وكيف تدار لما فيه مصالح الأمن القومي الأمريكي بكل أبعاده.

ذلك التقرير الذي جعلت رصانته وعمق التحليلات والأفكار التي احتواها الرئيس شبه ملزَم باتباعه .

وقد صيغت على هديه الكثير من القرارات

وما أن انتهت فترة السنوات الأربع التي خصصت لأعداده وتنفيذه (2001 – 2004) حتى كانت نخبة مماثلة تنهي تقريرها الثاني باسم تحديات الإصلاح والأمن والسلام لفترة الرئاسة الثانية (2005-2008)([1]).

إن المثل الذي أوردناه عن تجربة إدارة بوش في التعاون الديناميكي المعمق مع المؤسسات البحثية ومراكز صنع الأفكار هي ليست ظاهرة منفصلة في منظومة السياسة الأمريكية بقدر ما تمثل السمة الغالبة في تاريخ هذه المنظومة بانتهاجها سياسة الباب الدوار الذي يتيح انتقالا سلسا للخبراء في مراكز الأبحاث لتولي مناصب رسمية في حين يعود مسؤولون آخرون للعمل بعد تقاعدهم من الوظيفة الرسمية أو قبل ذلك، للعمل في مراكز الأبحاث إذ تؤمن مؤسسات الفكر و الرأي إلى جانب تقديم أفكار جديدة لكبار الرسميين الحكوميين دفقا مستمرا" من الخبراء للخدمة في الإدارات الجديدة وفي فرق الموظفين التابعين للكونغرس.


([1]) جريدة الرأي الأردنية / تحقيق للكاتب راكان السعايدة بعنوان مؤسسات الدراسات الإستراتيجية .. ضرورات العصر أم ترف الفكر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق