بحث

الأربعاء، 15 أبريل 2015

إدارة التوحش : دستور ومنهجية الخوارج في تدمير الدول : 18.

المقالة الثالثة : رجالنا وأفراد العدو تحت النار .

{سَنُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُواْ الرُّعْبَ بِمَا أَشْرَكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا} .

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصبه ومن والاه، أما بعد:

في مشهد تكرر كثيراً في كل أرض قام بها جهاد في سبيل الله، هناك في جزيرة العرب حوصر

أحد المجاهدين ومن معه بين عددٍ من سيارات ضباط وجند الطواغيت، فترجل من سيارته وتقدم دون أن يحتمي بأية سواتر وبدأ في رش جنود العدو الذين كانوا في المقدمة، علماً بأنهم كانوا أعداداً كبيرة، ولو أن أحدهم ثبت قليلاً وأطلق على الأخ المجاهد لأصابه في مقتل - لأنه كان مكشوفاً وبدون أية سواتر - لكنهم هربوا كالفئران، ومما له دلالات هامة أن الفرقة التي في المؤخرة عندما رأت ما حدث هربوا على الفور مع أن الأخ المجاهد لم يطلق عليهم ولا رصاصةً واحدة، والأمر لم ينته بعد ذلك، فقد تقدم الأخ وأصبح يطارد فلول الضباط والجنود!! وأخذ يلاحقهم برشاشه وهو مكشوف وهم بعضهم في السيارات وجميعهم يرتدي السترات الواقية!!، حكايات وقصص متواترة من عمق التأريخ بدأت يوم بدر وامتدت إلى كل معارك المجاهدين طالما استكملوا عدة الإيمان من صلاح النية والغاية والراية وتمام التوكل بعد الأخذ بالأسباب المستطاعة، يروي أحد الإخوة أنه قبل فتح خوست بأفغانستان وقد حاصرها المجاهدون مدة طويلة من الزمن انتظاراً لوصول بعض المدرعات - التي تحصل المجاهدون عليها غنيمة من معارك سابقة - لتساعدهم في فتح الحصن الذي تحصن فيه جند الروس، ولسان حالهم لن نغلب عندما تأتي هذه المدرعات، وعندما أتت المدرعات وبدأوا الهجوم أتت قذائف ودمرت المدرعات وفر المجاهدون وقتل منهم من قتل، ثم تجمعوا بعدها بفترة وحاصروا الحصن مرة أخرى وتوكلوا على الله فلم يعد لديهم مدرعات واقتحموا الحصن بأسلحتهم الخفيفة فقط، يقول الأخ وقد كان يرصد بالمنظار من فوق الجبل لقد رأيت نفس جند العدو الذين دمروا المدرعات من قبل يفرون لا يلوون على شيء تاركين أسلحتـهم الخفيفة والثقيلة، وفتحت خوسـت، كيف نزلت السكينة على المجاهدين وهم أضعف وكيف فر جند العدو وهم في موقع أفضـل .. وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ  ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ .

يرجع بعض الأحبة ذلك إلى شجاعة المجاهدين وجبن أعداء الله، وقد يكون ذلك أحد الأسباب في مرات كثيرة، إلا أنه أحياناً يكون المجاهد يعلم من نفسه أن شجاعته غير كافية لمثل هذا الموقف المذكور أعلاه، وعلى الجانب الآخر قد يكون جند العدو ممن مروا من قبل بمعارك مع غير المجاهدين وثبت فيها أنهم يتمتعون بشجاعة فطرية، فماذا حدث عندما واجهوا المجاهدين ؟ لماذا شعروا بالرعب ؟ ولماذا وجد المجاهد نفسه قد نزل عليه من الثبات أضعاف أضعاف ما كان يتوقعه من نفسه ؟ كيف يجد أفراد العدو شللاً في الأطراف عند الرمي ولا تفسير له عند أهل الدنيا، كيف يضيق الأمر على الرامي من المجاهدين فيرمي باسم الله وهو شبه واثق أن وضعه لن يبلِّغه الهدف ولكنه يرمي مضطراً فيجد بعد ذلك رمايته قد استقرت في مقاتل جنود العدو ؟ بل أحياناً يكون مدى السلاح لا يبلغ الهدف نظرياً لبعد المسافة، كيف ينتصر المشركون في معركة من المعارك وعندهم القدرة على الاستمرار لتصفية بقايا المؤمنين ثم يصرفهم الله ليبتلي المؤمنين هل سيثبتون على أمر الله بعد ذلك أم سينقلبون على أعقابهم ؟ كيف أن موازين الصراع تتغير بما لا يد للمجاهدين فيه ماداموا قد استفرغوا الوسع ونفذوا أوامر الله الشرعية والكونية ؟ حتى أنها لحظة واحدة فارقة بين وضع الصحابة خلف الخندق - وأحدهم لا يأمن أن يذهب إلى الخلاء وقد بلغت القلوب الحناجر وظن البعض بالله الظنونا - لحظة واحدة بين ذلك وبين إرسال الله الريح على جانب المشركين تطفئ نارهم وتقلب قدورهم فقط فعلت الريح ذلك، ولكن الأهم وَجَدَ قادة المشركين أن جندهم قد انهارت إرادتهم القتالية ولا يريدون الاستمرار أكثر من ذلك، فاتخذوا القرار بالعودة بالجيش وانقلبت موازين الأحزاب وتركوا حلفائهم من حقراء الخونة وقد أكل الرعب قلوبهم غنيمة باردة للمؤمنين لحظة واحدة بين كل ذلك وبين قول النبي صلى الله عليه وسلم: " الآن نغزوهم ولا يغزونا " لذلك نحن نبشر المجاهدين في العراق ما داموا ثابتين لم يبدلوا أن تلك اللحظة آتية حتى لو وصل بهم الحال إلى الزلزلة بل لعلها لا تأتي إلا عند الزلزلة عندما يقول المؤمنون من أعماق قلوبهم: هذا ما وعدنا الله ورسوله وصدق الله ورسوله، قد يتخذ العدو هذا القرار لأي سبب والأسباب كثيرة بسبب عملية أخرى كذبح الأمريكي أو فضيحة جديدة كفضيحة أبي غريب أو آية جديدة كآية ما حدث في الفلوجة أعزها الله عندما حاصر أعظمُ جيش في العالم بما يمتلك من أسلحة فتاكة وتكنولوجية متطورة وغطاء جوي مكثف مدينةً صغيرةً لا يملك المجاهدون فيها إلا الأسلحة الخفيفة والتي حتى لا تقارن بالأسلحة الخفيفة للعدو، هذه لحظة آتية يا مجاهدي العـراق - بإذن الله - فقط الثبات الثبات، فقط عليكم عند حدوث ذلك بإذن الله أن تتحضروا لشكر هذه المنة والنعمة، وشكرها بأن لا يكون هناك وقت للراحة فلا يصلين أحدكم العصر إلا عند حصون الخونة في دياركم وتأكدوا أن الرعب الذي سيكون في قلوبهم وقتها عند انسحاب إلههم [أمريكا] لا يُوصف فعليكم أن تفعلوا بهم وبوزراء حكومتهم العميلة وبجند شرطتهم ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم ببني قريظة ولا تستمعوا وقتها إلا لمثل رأي سعد بن معاذ رضي الله عنه فلنعم الرأي ذلك الرأي، ولا تلتفتوا للرأي القائل وقتها [أمريكا والحلفاء والأحزاب لم يذهبوا أو سيعودون مرة أخرى] فإنما هؤلاء سيكونون الذين خذلوكم أول مرة ووقفوا يتفرجون عليكم  يَحْسَبُونَ الْأَحْزَابَ لَمْ يَذْهَبُوا وَإِن يَأْتِ الْأَحْزَابُ يَوَدُّوا لَوْ أَنَّهُم بَادُونَ فِي الْأَعْرَابِ يَسْأَلُونَ عَنْ أَنبَائِكُمْ وَلَوْ كَانُوا فِيكُم مَّا قَاتَلُوا إِلَّا قَلِيلًا  فالأحزاب عندما يخرجون في مثل هذه الظروف لا يرجعون، ثقوا من ذلك، أسأل الله أن يمن عليكم بذلك اليوم ويمكنكم من هؤلاء الخونة وممن وراءهم ممن دعموهم من أقزام وحكومات دول الجوار.

قلت: والشواهد المتواترة كثيرة بقرب حدوث ذلك الأمر بإذن الله، وها نحن نسمع ما يروى عن بكاء وصياح جندهم حتى يبلغ صوتهم أعلى من صوت قرقعة القتال!! وعن غبائهم حتى أن المجاهدين يضربونهم من موقع واحد لعدة مرات، أما عن انخلاع قلوبهم وأنانيتهم فيحدث المجاهدون أنه عند ضرب سيارة من رتل سياراتهم العسكرية فإن من ينجو منهم يلوذ بالفرار دون أن يأبه لما أصاب أفراد تلك السيارة، ولا شك عندي أن الجندي منهم عندما أتى من بلاده كان يتمتع بالذكاء والشجاعة وكل ما يظن أنه سينجده عندما يحارب المجاهدين الصادقين .

ألم نفطن بعد إلى أن الله هو الذي بيده نواصي العباد وبين إصبعيه قلوبهم يقلبها كيف يشاء، وإذا شاء أعمى أبصارهم وشل أيديهم وخيب رميهم، وأنه يحفظ بحفظه المؤمنين ويدافع عن الذين آمنوا فماذا يملك العدو من ذلك أو تجاه ذلك، بل إذا شاء جعل قلوبهم مع المؤمنين، أما عن الآيات العديدة الأخرى فها نحن رأينا وسمعنا عن العناكب الضخمة التي تهاجم جند الأمريكان وحلفائهم في العراق ونشرت في قلوبهم الرعب، والبعوض الذي يلسعهم ويتورم الجلد ويتساقط ولا علاج له، وجاءت الروايات في صحف الكفار بكتائب مثل الأشباح تقاتل أثناء قتال المجاهدين ولا تصيبها أسلحة الأمريكان المتطورة ولله الحمد والمنة.

إنَّ من تابع عشرات التقارير الإخبارية التي تناقلتها الصحف والقنوات الإعلامية في الغرب والتي تنقل مثل هذه الأخبار والقصص يستطيع أن يتحسب ويدرك أثر تلك القصص بتفاصيلها المتشعبة على الغرب [شعوب وجنود العدو].

إن مثل تلك الآيات ومن قبلها غزوة نيويورك وواشنطن وما بينهما من الآيات تدخل أخبارها الآن كل بيت من بيوت الكافرين لا تترك بيت مدر ولا وبر إلا دخلتـه لتمهد الطريق بإذن الله لمرحلة فاصلة من مراحل جهاد المؤمنين في العصر الحاضر، تلك المرحلة التي يدرك فيها العدو ويستيقن أنه يحارب الله ولن تعجب وقتها عندما ترى بعض من فيه خير وعقل من رجال وشباب جيوش الكفار الأصليين ومن رجال وشباب جيوش الردة ينضمون إلى قافلة الجهاد وكيف نعجب وقد حدثتنا كتب التأريخ عن انضمام العديد من قادة جيوش الصليبين لجيش صلاح الدين لما رأوا مثل تلك الآيات وهذا خالد بن الوليد عندما كان قائداً من أكبر قواد جيش الكفار يذهب بعد غزوة الأحزاب إلى المدينة فيلقى في الطريق قائداً آخر يسير إلى نفس الوجهة وهو عمرو بن العاص فيقول له إلى أين تذهب فيجيب: ( لقد اتضح الميسم.. وبان الطريق.. ما رأينا من أمر هؤلاء القوم وعون الله لهم وصبرهم إلا آيات شاهدة تثبت أن هؤلاء يحملون دين الله خالق السماوات حقيقة ).

لا تعجبوا إخواني فذلك سمة وهدف وبرهان في منهاجنا الرباني وطريقنا الدعوي والجهادي أن أعدى أعداء هذا الدين يمكن بقدرة الله الذي بيده نواصي وقلوب العباد وتدبيره للمؤمنين أن يتحولوا في لحظات إلى أتباع مخلصين له يريقون دماءهم في سبيله ويسبقون إلى الجنان الآلاف المؤلفة من شباب الحركات الإسلامية باردي التدين الذين عاشوا السنين الطوال بين المسلمين عيشاً كعيشة المخلفين من الأعراب نسأل الله العفو والعافية والمغفرة والتوبة لنا جميعا.

لا تعجبوا إخواني فعندما شج الكفار وجه النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة أحد قال: لن يفلح قوم شجوا وجه نبيهم فأنزل الله عليه قرآناً يتلى إلى يوم القيامة  لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ  ويقول الله عز وجل  إِنَّ الَّذِينَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُوا فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ الْحَرِيقِ .

يا الله.. فتنوا المؤمنين ويمكن أن تكون لهم توبة وحياة جديدة!!..

إنَّ ما قدمته أجيال المجاهدين من الهجرة والجهاد وترك الديار والمنافع والمصالح الدنيوية وإراقة دمائهم وهلاك نفوسهم في الجهاد وما لاقوه من أهوال لن يذهب هباء وسيعمل أثره ولو بعد حين.
فهذا عكرمة بن أبي جهل وسفيان بن حرب يحدث أحدهما الآخر بعد إسلامهما مباشرة: ( لقد سَبَقَنا القوم، لقد عُذِّب وقُتِل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهاجروا وتركوا الديار والأهل وقدموا الأنفس والأموال والتضحيات الجسام فما بالنا نحن ) فكانت الإجابة: ( قم لننهض نقاتل أهل الكفر لعل الله يرزقنا الشهادة فيغفر لنا ويرفع درجاتنا ) فسبحان الله فهذه التضحيات والأهوال التي واجهت المجاهدين والمؤمنين لها مردود على الأجيال التي ستدخل الإسلام في المراحل القادمة بإذن الله، ولها مردود آخر وهو أن الله أذن لها أن تقع حتى يبلغ العدو من الإجرام ما يستحق أن ينزل الله به عليه العذاب كاملاً غير منقوص، فبالأمس يهبط الروس بمروحياتهم على قرية أفغانية رجالها في الجبال يجاهدون ولا يوجد بالقرية إلا الشيوخ والنساء والأطفال فقتلوا الشيوخ والأطفال وأركبوا النساء الطائرات وجردوهن من ملابسهن وألقوا بهن أحياء من الطائرات وعندما عاد المجاهدون خلعوا ملابسهم ليغطوا نساءهم وأخواتهم وأمهاتهم ورفعوا أكف الدعاء على الروس وبعد برهة قصيرة محق الله منهم الخلق الكثير في كارثة تشرنوبل ومكن الله المجاهدين من أن يكونوا أحد الأسباب الرئيسية في تمزيق الاتحاد السوفيتي شر ممزق، وتابت جيوش من المرتدين من بلاد الاتحاد السوفيتي السابق والتحقوا بقافلة الجهاد في طاجيكستان والشيشان وأبخازيا وغيرها بل في روسيا نفسها حتى أننا في الشيشان رأينا جنرالاً روسياً من أصل شيشاني كجوهر دوداييف يقود الجهاد ضد أشرس جيش في العالم ولا يبالي ملقياً رتبته ومركزه، كيف جاء أمثال هؤلاء ؟

أليس لما رأوا نماذج الصابرين أمامهم وثباتهم أمام أكبر ترسانة أسلحة في العالم، وآيات الرحمن التي تتنزل عليهم وحقيقة القوى العظمى المزعومة.

نعم إنَّ من جوانب أحداث الأعوام الأخيرة أن يمحص الله الذين آمنوا ويظهر ثباتهم وصدق إيمانهم للناس ويمحق الكافرين ويتوب على من شاء منهم ويرينا آية ودليلاً على أن بيده وحده قلوب ونواصي العباد.

إنَّ الموازين بإذن الله ستتغير بمعدلات لا يصدقها العقل، فسيفر جنود العدو من أمامنا ولن يرغب أحد منهم في مواجهتنا بل سنرى أخيارهم ينضمون إلينا بإذن الله، فقط إذا أدركنا مفاتيح القلوب والعقول بما علمنا الله سبحانه وتعالى.

تلك المرحلة التي نأمل أن نكون على أبوابها يجب أن نستمر في التمهيد لها بما أمرنا الله، كما جاء في الحديث القدسي الذي في صحيح مسلم ".. إني خلقت عبادي حنفاء كلهم وأنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم وحرمت عليهم ما أحللت لهم وأمرتهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطانا " وقال صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث: " وإن الله أمرني أن أحرق قريشاً فقلت رب إذن يثلغوا رأسي فيدعوه خبزة " - كأنه يقول عليه الصلاة والسلام: يا رب، إني ضعيف ومن حولي لا يقدرون على أن يدفعوا عني ذلك - قال عز وجل: " استخرجهم كما استخرجوك واغزهم نُغْزِك وأنفق فسننفق عليك وابعث جيشاً نبعث خمسة مثله وقاتل بمن أطاعك من عصاك.. ".

إن الشرط والطريق الذي يجب أن نسلكه حتى نصل إلى تلك المرحلة وما يليها من أن نعيد القطعان الضالة من الكافرين إلى فطرتهم التي اجتالتها الشياطين بما يهيجون من غبار وشبهات وشهوات حتى يمنعوا الكافرين من رؤية الآيات في الكون وفي أنفسهم.. أقول: إن الطريق أن نعمل على أن نحرق على الكافرين ديارهم وبلادهم وأن نقاتل بمن أطاع الله من عصاه فإما أن يُمحقوا ويريح الله الأرض والبشرية منهم أو يسوق الله لهم الآيات والحجج لهدايتهم، وهي أحب إلينا كما حدث مع قريش.

ولن تأتي الآيات كاملة إلا إذا دفعنا بالمؤمنين في أتون المعركة (.. اغزهم نغزك وأنفق فسننفق عليك وابعث جيشاً نبعث خمسة مثله وقاتل بمن أطاعك من عصاك.. ).

فأي تباطؤ أو تراجع أو مراجعات في ذلك الأمر خاصة أو ضن بالشباب الذين يتعين عليهم ذلك سينقص مقابله خمسة أضعافه من الملائكة وما يصحبها من الآيات الربانية.

إنَّ الدعوة بجهودها التقليدية لن تؤتي ثمارها المرجوة إلا إذا صاحبتها آيات وحجج ونماذج بشرية معاصرة تثبت المؤمنين وتلفت أعين الكافرين ولن تظهر تلك الآيات إلا إذا كان طريقنا الدعوي على منهج الصحاب الكرام وديدنهم الذي غلب على أعمالهم وهو الجهاد فبينما كان الدعاة معروفين بالاسم مثل مصعب بن عمير ومعاذ بن جبل وغيرهم من القراء رضي الله عنهم أجمعين كان أكثر الصحابة دعاة مقاتلين، بل حتى هؤلاء الذين تخصصوا في الدعوة كانوا مقاتلين شهداء.

ما أريد أن أقوله من هذه المقالة:

إنَّنا في ساحة المعركة الكبرى التي نتربص فيها بالعدو ويتربص بنا فيها العدو، وفي ساحة المعارك الصغرى عندما ترتفع قعقعة القنابل وهدير الرصاص عندما يدنو الموت من الرؤوس - عندما يحدث ذلك - تنقشع الغمامة عن الأعين وينكشف الغطاء، أما من يرجو لقاء ربه فلا يعبأ بها ولسان حاله يقول ( مرحى بهذا الهول يا مرحى إن كان فيما يرضيك يا مولانا ) أما من لا يرجو لقاء ربه فهي لحظة الحقيقة فإما يهلك، أو أن ينجيه الله فيجب أن نستغل حالته قبل أن تبرد حرارة اللحظة من جسده وعقله - ولعلها في عقله تكون ممتدة لفترة طويلة - إننا في هذه الأجواء الساخنة التي تمر بالعالم في أجواء المعركة الكبرى وبعد المعارك والعمليات الصغرى يجب أن نكثف خطابنا للبشرية لندعوها لوقفة تأمل لحقيقة الصراع، ولنوقن أننا إذا فعلنا ذلك بأن زدنا نار المعركة وكثفنا خطابنا أثناءها.

( طريقة مباشرة وغير مباشرة ) أقول: إذا فعلنا ذلك فلنوقن أن الموازين ستتغير بمعدلات لا يصدقها العقل، وكل ذلك ليس أوهاماً حالمة وإنما قصص تكررت على مدار الزمان حدثت مع كل فئة مؤمنة أيقنت بموعود الله وتوكلت على ربها حق التوكل طالبة منه المغفرة وتثبيت الأقدام.

أسأل الله أن يتوب علينا ويغفر لنا خطايانا ويثبت أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين، وأن يُبرم لهذه الأمة أمر رشد يُعز فيه أهل طاعته ويُذل فيه أهل معصيته ويُؤمر فيه بالمعروف ويُنهى فيه عن
المنكر، إنه ولي ذلك والقادر عليه والحمد لله رب العالمين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق