المقالة الأولى: معركة الصبر .
.. وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
" إنما النصر صبر ساعة " هذا الأثر يُلخص الطريق إلى النصر في أي معركة نخوضها مع الأعداء، وقد سيق لشرحه
مثال لطيف يُجلي معناه أكثر: تخيل نفسك وقد وضعت إصبعك تحت ضغط أسنان خصمك، ووضع خصمك إصبعه تحت ضغط أسنانك بحيث يكون المنهزم هو من يصرخ أولاً، فكان أن صرخت أنت أولاً فقال لك عدوك وقد انتصر: لو أنك صبرت لحظة واحدة لصرخت أنا قبلك ورفعت الضغط عن إصبعك وفي هذه الحالة تكون أنت الذي انتصرت.
في اليوم واللحظة التي قرر فيها الروس الانسحاب من أفغانستان لم تكن عدتهم من السلاح أقل من عدة الأفغان وقتها , بل كانـت أضعاف ما لدى الأفغان كماً ونوعاً، كذلك لم يكن عـدد جنودهم المدربين أقل عـدداً أو كفاءة من جنـود الأفغان، وكذلك عندما انسحب الروم من أراضي إمبراطورياتهم في الشام ومصر في بدايـة الفتوحات كان عددهم وعدتهم أكثر كماً - بأضعاف - وأفضل نوعاً من عدد وعدة المسلمين، فما الذي حدث ؟ وما السبب في هزيمتهم ؟
أحيانا يصدر مثل ذلك القرار بحيث لا يمكن لمحلّل عسكري أن يتوقعه قبلها بيوم!!
الذي حدث يطلق عليه في كتب الحرب [انهيار الإرادة القتالية] وانهيار الإرادة القتالية يحدث في أحد حالتين: عندما يرى الطرف المُنسحب - إذا كان عاقلاً - أن الخسارة المادية أو المعنوية - ولها صور - من جراء استمراره في القتال أكثر من مكاسبه إذا استمر في القتال، والحالة الثانية هي نفاد صبر الطرف المنسحب، ويُمكن أن نُدخل الحالة الأولى في الثانية بحيث يمكننا القول:
إن انهيار الإرادة القتالية ينتج عن نفاد صبر الطرف المُنهار.
في هذه المقال سنتناول كيف يعمل عدونا على التعجيل بنفاد صبرنا ؟ وكيف نعمل نحن على التعجيل بنفاد صبره ؟
ستتناول الإجابة أهم ما يقوم به العدو للعمل على تعجيل نفاد صبرنا، وكيف أن مفتاحنا للتعجيل بنفاد صبر العدو هو مقاومة ما يقوم به وهي الأهم لاعتبارات ستأتي، وكذلك علينا المبادرة ببعض الأعمال لتحقيق غرضنا.
نسجل في البداية نقطة هامة: وهي أنه لطبيعة نفسية الطواغيت ونفسية جندهم لا يستطيعون أن يبقوا تحت الضغط والتهديد مدة طويلة، وذلك أحد الأسباب - ليس كل الأسباب - التي لا تدفعهم لاستئصال متوالٍ أولاً بأول للحركة الإسلامية بل يعمدون إلى ضرب الحركة كل فترة زمنية طويلة نسبياً، بل وعند ذلك القرار يتم وضع خطة تنهي الأمر بسرعة لأنهم يعلمون أنهم وجندهم مهما بلغ عددهم وعدتهم ليس عندهم صبر لمعركة طويلة، ومما يطيل أمد المعركة ويضع العدو تحت ضغط آخر أشد هي مقتل أفراد العدو خصوصاً بأعداد كبيرة، فهي أولاً: تجعل منه يراجع خطواته مما يطيل من أمد المعركة، ثانياً: تعمل على وضع الجند والقادة في حالة نفسية سيئة لا يطيقون الاستمرار عليها مدة طويلة فيبدأ الجند والضباط في التململ أو عدم تنفيذ الأوامر أو الفرار، ومن ثم يعمل الطاغوت على سحب جنوده وتجنيبهم المعارك، ويبدأ هو - إذا لم يرحل إذا كان عنده الشجاعة لقرار الرحيل - في إطالة فترة المعركة عن طريق تجنب الصدام وهو يعلم أنه بذلك يُعطي المجاهدين فرصة لترسيخ قواعدهم العسكرية وتنمية قدراتهم ولكنه يلجأ لذلك على أمل أن يتمكن من دعم قدراته عن طريق الداخل أو الخارج في المستقبل، وفي أسوأ الظروف يقوم بذلك من أجل نهب أكبر قدر من الأموال قبل أن يرحل أو لتنفيذ أوامر أسياده في البقاء أكبر فترة ممكنة لحين النظر في بديل له من قبلهم أو تدخلهم ونحو ذلك.
لذلك نستطيع القول أنه يريد:
(1) تقصير أمد المعركة بقدر الإمكان.
(2) تجنيب جنوده الدم بقدر الإمكان لأنه يعلم أن ذلك سيرعب جنده وسيكون عاملاً من عوامل
إطالة المعركة.
لذلك يضع العدو لتحقيق هذين الهدفين خطة خبيثة، وهي أنه يتجنب في البداية الدم قدر الإمكان بل يعمل على جمع أكبر عدد من الشباب في السجون، ويرسم صورة أن من لا يقاوم عند الضبط لا يُطلق عليه النار، وهو في الأصل لا يتمنى أن يصل الأمر لذلك، وفي الفترة الأولى من مرحلة السجن طالما أنه ما زال هناك أعداد كبيرة بالخارج يجعل الضغط داخل معظم السجون بسيطاً إلا على قلة من الأخوة الذي لديه غرض من الضغط عليهم، ثم عندما يجمع أكبر قدر من الإخوة في السجون يبدأ بالضغط على جميع الإخوة داخل السجون وعلى ذويهم خارج السجون فيبدأ في جعل السجون جحيماً، ويعمد إلى منع الزيارات تقريباً، ويعمل على متابعة الدعم والمساعدات التي تصل لذويهم وتصبح الصورة سوداء، فيبدأ الناس يمنعون ذويهم من الانضمام للمجاهدين أو مساعداتهم لما يرونه من أمثلة كثيرة، وتبدأ حالة المجاهدين في التدهور، فضلاً عن أن الطاغوت يبدأ في هذه المرحلة في تغيير استراتيجيته من تقليل الدم وإكثار الاعتقالات إلى استراتيجية الحسم
والاستئصال بعد أن يكون هيأ الجميع لها إعلامياً، فيقوم بعمليات قتل في المداهمات، وهنا يقترب الأمر من نهايته ويبدأ صبر المجاهدين في النفاد - لا قدر الله -، بعد أن يكون بدأ الأمر بنفاد صبر من في السجن من الشباب.
كذلك من الاستراتيجيات التي يتبعها العدو هي [استراتيجية الحشد] حيث يعمد إلى تهدئة بعض المدن والمناطق ويستعين بجندها في حشد قواته في منطقة أو منطقتين يكثر من الاعتقالات والمواجهات فيهما، وذلك حتى يُشعر جنده بالاطمئنان لأنهم أكثر عدداًً أضعاف أضعاف المجاهديـن، ثم بعد أن ينتهي ويُحكم قبضته على تلك المنطقة ينقل قواتـه للمناطق الأخرى الهادئة.
وتقريباً كل ما سبق حدث من النظام المصري الخبيث وقت مواجهة الحركة المجاهدة حيث كان يخطط بداية التسعينات في بدء حملة لضرب الكيانات الإسلامية بصفة عامة والمجاهدة بصفة خاصة التي نَمَتْ في العشر سنوات التي تلت حملة بداية الثمانينات والتي بدأت قبل قتل السادات وانتهت بعد الانتهاء من المحاكمات التي تلت مقتله القصد: أنه عندما بدأ في حملة أرادها سريعة للقيام بذلك، فقامت الجماعة الإسلامية برد قوي بقتل المحجوب - رئيس مجلس الشعب -، دفعه لتأجيل حملته عامين، وبدلاً من أن تستغل الجماعة حالة تردده تركت له الفرصة كاملة لترتيب أوراقه فتباطأت لمدة عامين لبدء المواجهة الشاملة، فقد كان يمكنها حزم أمرها والبدء بعد عام على الأكثر، وعندما بدأت سهلت له القيام بعملية حشد لقواته حتى أنه قام بالقضاء على كيانات الجماعة بمدن ومحافظات تواجدها واحدة وراء أخرى، ثم حدث بسبب طريقة تفكير بعض قادتها حيث كانوا يضعون أعينهم على المفاوضات من بداية المعركة!! بل وظنوا أن نظاماً كنظام مبارك يمكن أن يرضخ للمفاوضات إذا قُتل له بضع مئات من الجنود وبعض القيادات، ونسيت أن هذه الأنظمة لا اعتبار للأعداد عندها إلا بقدر خوفها من تفلت هذه الأعداد ( والتفلت والفرار يحدث عندما يكون القتل بأعداد كبيرة مع دعاية إعلامية جيدة وتبرير إعلامي جيد كذلك )، ثم عندما وافق النظام كانت أوراق الضغط كلها في يديه ( أعداد هائلة من أعضائها رهائن بالسجون ) مما أتاح له أن يفرض شروطه، فالذي بيده أوراق أكثر يفرض شروطه ويقدم الطرف الآخر التنازلات بالطبع، هذا مع تحفظنا على مشروعية مفاوضة المرتد أصلاً خاصة التي تفضي إلى إقراره وتركه على ردته، أما جماعة الجهاد فهي لم تكن قد اتخذت قرار المواجهة أصلاً، لكون سياستها كانت تقوم على إعداد مادي طويل يسبق التحرك ( وتلك سياسة تم شطبها من خطط الحركات الجهادية بعد ذلك لأنها أفضت إلى كوارث وتم وضع سياسات بديلة )، وفوجئت بكشف نصف خلاياها على الأقل بسبب أخطاء أمنية، هذه الأخطاء يصعب جداً معـالجة آثارها الضارة في ظل نظام يتبع سياسة المداهمات العشوائية خاصة إذا كانت الجماعة لم تتخذ قرار بدء المواجهة بعد، ولكن على الرغم من الضرر البليغ الذي لحق بكيان جماعة الجهاد حتى أنها أوقفت العمليات فترة - دون أن تغير من موقفها من النـظام - إلا أن ثبات قياداتها وعملهم على معالجة ما حدث أبقاها حتى الآن شوكة في حلق النظام وأسياده بفضل الله، مما جعل النظام لا يقدر على استكمال سياسته باستئصالها ومن ثم استئصال الجماعات الإسلامية الدعوية كما يأمل بعد ذلك.
خلاصة هذه النقطة: أن سبب هزيمة الجماعة الإسلامية أنها لم يكن لقيادتها تصور جيد وواضح للاستراتيجية العسكرية، عطلت أربعة أخماس قوتها تحت ما يسمى بالجناح الدعوي بل وجعلته مكشوفاً مما مكن النظام المصري من أخذهم كرهائن وأوراق ضغط للتعجيل بنفاد صبر الجماعة، وتم ذلك في فترة زمنية طويلة ولم تتخذ الجماعة أي إجراء عملي تجاه ذلك مع أنه كان أمامها فرصة، أما انهيارها العقدي وتراجعاتها فيرجع لأنها اتخذت مواقف غير شرعية في تعاملها مع الهزيمة العسكرية ولهذا الأمر جذور وظروف يطول شرحها، أما جماعة الجهاد فلا أدري كيف يجرؤ الجهال على جعل القتال سبباً لما حدث معها في حين أن ما حدث معها تم أغلبه قبل أن تقرر هي أي مواجهة!.
عودة للموضوع: ماذا علينا أن نفعل للتعجيل بنفاد صبر العدو وإبطال هدفيه واستراتيجياته ؟
نحن لو كان عندنا القوة التي عند العدو لكان عندنا القدرة على حسم المعركة من البداية لأن جنودنا لا تخشى الدم والموت بل تطلبه، ولكننا ليس عندنا هذه القوة - وذلك من سنن الله في الدعوات -، لذلك ستكون خطتنا بالنظر لكل المعطيات السابقة هي العمل على إطالة فترة المعركة عن طريق مقاومة أهداف العدو والمبادرة بتوجيه ضربات قوية وموجعة له، على أن يكون تركيزنا في البداية - بحكم إمكانياتنا - على رد الفعل المتمثل في مقاومة أهدافه أكثر من المبادرة بتوجيه ضربات له، ثم بعد فترة إذا نجحنا لن تكون أعمالنا إلا المبادرة بضربه لأنه بحكم التجارب المرصودة ستكون أيامه في المرحلة الثانية هي عبارة مقاومة غاراتنا إلى أن نصل إلى مرحلة إسقاطه بإذن الله.
- فعلينا إبطال استراتيجية الحشد عن طريق جعل عملياتنا منتشرة على أكبر رقعة من الأرض - على الرغم من محدوديتها في البداية إلا أنه يجب أن تكون منتشرة على أكبر رقعة ممكنة -.
- وعلينا منعه من تحقيق هدفه بجمع أكبر عدد من الإخوة في السجون ليضع في يده أكبر أوراق للضغط عن طريق:
(1) تلافي التسيب الأمني قدر الإمكان، وتنفيذ التعليمات الأمنية بدقة، وبمناسبة هذه النقطة تنتشر بين الأخوة قصص من نوعية أن أخاً تعرض لكمين وكان معه اسطوانات [سي دي] أو أوراق وكانت التعليمات أن يقوم بكسرها حتى يمر على الكمين بدون مشاكل، إلا أنه احتفظ بها لغرضٍ ما وعمل على قول الدعاء والأذكار حتى مر الأمر بسلام، وجميعنا بالطبع يصدق بحقيقة مثل تلك القصص والحمد لله، إلا أنه ينبغي أن نعلم أن ما فعله الأخ يأثم بفعله فقد خالف التعليمات وعرض نفسه ومجموعة من إخوانه - الذين يعرفهم - للخطر، وذنبه هذا مع ذنوب أخرى قد تجعل الأذكار لا أثر لها في المرة القادمة كذلك من التسيب الأمني محاولة معرفة ما لا يخصك، وتوجد مظاهر عدة للتسيب الأمني فلتراجع في مظانها.
(2) الطريق الثاني الذي يُبطل تلك الاستراتيجية هو جعل مداهماته لاعتقال الإخوة تتحول إلى جحيم ويسقط فيها أكبر عدد من قواته، وذات تكلفة عالية في الدم والإنفاق واتخاذ وقت طويل في الإعداد لها، بل إذا تم اعتقال أو قتل أفراد في مداهمة يتم المبادرة بتوجيه ضربة ردع ودفع ثمن يتم الإعلان إعلامياً أنها بسبب اعتقال أو قتل الأخ فلان، والمبادرات القليلة في البداية بمهاجمة قواته أو قوات العدو الصليبي يُعلن إعلامياً أنها ردود فعل على ممارساته في السجون أو اعتقالاته، وأننا نقوم باستهداف أسياده الصليبيين نكاية فيهم وفيه - نكاية مُسببة - على أن نبين أننا لن نوقف استهدافنا أهل الطغيان إلا أن ممارساتهم تدفعنا أكثر وتجعل عملياتنا أكثر شراسة.
وكل ما سبق - تقريبا - يمثل السياسة التي يتبعها إخواننا أسود جزيرة العرب نسأل الله لهم الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد.
وينبغي أن نتذكر جيداً أيضاً أن عقيدة الصراع عند أهل الكفر والردة عقيدة مادية دنيوية في أغلب بنائها ولهم دوافع دنيوية يسترونها بدوافع دينية أو حضارية كاذبة ومزعومة، وأن العامل العقدي التقليدي فيها ليس العامل الوحيد فهو يُعتبر أحد عوامل دفعهم للمعركة ودفع الأتباع الجهال عندهم، أما وقود تحركهم فهو المصالح المادية والبقاء، فهم يصارعون من أجل ذلك، وليس أي بقاء بل البقاء الذي يضمن لهم حياة الرفاهية والترف بدون منغصات، وحلفاؤهم ومن يدعمهم ليستمروا ويصبروا يتحالفون معهم ما دامت المصلحة متحققة بذلك التحالف، فيجب أن نعي ذلك جيداً.
فان إطالة أمد الصراع وإيجاد قوة تستطيع توجيه ضربات قوية تجنح بالعدو إلى الموادعة من طرفه فقط بالطبع، وتوجيه ضربات لمصالحه الاقتصادية، وتهديد مصالح واقتصاد ومادة رفاهية من يدعمه - بتبرير إعلامي جيد كما بينا في دراستنا المفصلة - تجعل العدو يتقوقع على ما في يده من مصالح، وهذه القوة الرادعة كذلك تدفع جنده للتفكير في أن القتال تحت راية قادتهم لا يضمن لهم البقاء فهاهم يموتون من أجل لا شيء، فتبدأ مرحلة التفكير في الانتقال أو على أقل تقدير الفرار وانتظار انقلاب الموازين، لذلك وجدنا أن أشد الناس عداوة لهذه الدعوة أصبحوا فيما بعد جنداً مخلصين لها يقدمون أرواحهم في سبيلها، وذلك سيكون بعض حديثنا في المقالات القادمة بإذن الله، القصد: أن تطور المعركة باستراتيجية صحيحة هام حتى لا تكون إطالة المعركة وبالاً علينا أكثر من العدو فينفد صبرنا قبله.
نختم هذا المقال بهذه الواقعة من غزوة بدر: عندما أرسل المشركون عمير بن وهب الجمحي عيناً لهم على المسلمين فقال بعد أن تأكد أنه ليس للقلة من المسلمين كمين أو مدد: ( لقد رأيتهم ثلاثمائة رجل يزيدون قليلاً أو ينقصون قليلاً.. ولكني قد رأيت يا معشر قريش , البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتـل رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادهم , فما خير العيش بعد ذلك ؟ فَرُوا رأيكم! ).
نخرج من هذه الواقعة أنه إذا استطعنا أن نسرِّب للعدو هذا الشعور بحقٍ بل ونؤكده بزيادة - كما فعل سلفنا وقتها - سيكون ذلك بإذن الله بداية هزيمته، وليرجع القراء إلى كتب السيرة لقراءة أثر تلك الكلمات على صف قريش.
وسيكون ذلك الشعور بإذن الله هو أول الطريق للتعجيل بنفاد صبره، فان معركتنا معه هي معركة الصبر.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .
والحمد لله رب العالمين .
.. وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
" إنما النصر صبر ساعة " هذا الأثر يُلخص الطريق إلى النصر في أي معركة نخوضها مع الأعداء، وقد سيق لشرحه
مثال لطيف يُجلي معناه أكثر: تخيل نفسك وقد وضعت إصبعك تحت ضغط أسنان خصمك، ووضع خصمك إصبعه تحت ضغط أسنانك بحيث يكون المنهزم هو من يصرخ أولاً، فكان أن صرخت أنت أولاً فقال لك عدوك وقد انتصر: لو أنك صبرت لحظة واحدة لصرخت أنا قبلك ورفعت الضغط عن إصبعك وفي هذه الحالة تكون أنت الذي انتصرت.
في اليوم واللحظة التي قرر فيها الروس الانسحاب من أفغانستان لم تكن عدتهم من السلاح أقل من عدة الأفغان وقتها , بل كانـت أضعاف ما لدى الأفغان كماً ونوعاً، كذلك لم يكن عـدد جنودهم المدربين أقل عـدداً أو كفاءة من جنـود الأفغان، وكذلك عندما انسحب الروم من أراضي إمبراطورياتهم في الشام ومصر في بدايـة الفتوحات كان عددهم وعدتهم أكثر كماً - بأضعاف - وأفضل نوعاً من عدد وعدة المسلمين، فما الذي حدث ؟ وما السبب في هزيمتهم ؟
أحيانا يصدر مثل ذلك القرار بحيث لا يمكن لمحلّل عسكري أن يتوقعه قبلها بيوم!!
الذي حدث يطلق عليه في كتب الحرب [انهيار الإرادة القتالية] وانهيار الإرادة القتالية يحدث في أحد حالتين: عندما يرى الطرف المُنسحب - إذا كان عاقلاً - أن الخسارة المادية أو المعنوية - ولها صور - من جراء استمراره في القتال أكثر من مكاسبه إذا استمر في القتال، والحالة الثانية هي نفاد صبر الطرف المنسحب، ويُمكن أن نُدخل الحالة الأولى في الثانية بحيث يمكننا القول:
إن انهيار الإرادة القتالية ينتج عن نفاد صبر الطرف المُنهار.
في هذه المقال سنتناول كيف يعمل عدونا على التعجيل بنفاد صبرنا ؟ وكيف نعمل نحن على التعجيل بنفاد صبره ؟
ستتناول الإجابة أهم ما يقوم به العدو للعمل على تعجيل نفاد صبرنا، وكيف أن مفتاحنا للتعجيل بنفاد صبر العدو هو مقاومة ما يقوم به وهي الأهم لاعتبارات ستأتي، وكذلك علينا المبادرة ببعض الأعمال لتحقيق غرضنا.
نسجل في البداية نقطة هامة: وهي أنه لطبيعة نفسية الطواغيت ونفسية جندهم لا يستطيعون أن يبقوا تحت الضغط والتهديد مدة طويلة، وذلك أحد الأسباب - ليس كل الأسباب - التي لا تدفعهم لاستئصال متوالٍ أولاً بأول للحركة الإسلامية بل يعمدون إلى ضرب الحركة كل فترة زمنية طويلة نسبياً، بل وعند ذلك القرار يتم وضع خطة تنهي الأمر بسرعة لأنهم يعلمون أنهم وجندهم مهما بلغ عددهم وعدتهم ليس عندهم صبر لمعركة طويلة، ومما يطيل أمد المعركة ويضع العدو تحت ضغط آخر أشد هي مقتل أفراد العدو خصوصاً بأعداد كبيرة، فهي أولاً: تجعل منه يراجع خطواته مما يطيل من أمد المعركة، ثانياً: تعمل على وضع الجند والقادة في حالة نفسية سيئة لا يطيقون الاستمرار عليها مدة طويلة فيبدأ الجند والضباط في التململ أو عدم تنفيذ الأوامر أو الفرار، ومن ثم يعمل الطاغوت على سحب جنوده وتجنيبهم المعارك، ويبدأ هو - إذا لم يرحل إذا كان عنده الشجاعة لقرار الرحيل - في إطالة فترة المعركة عن طريق تجنب الصدام وهو يعلم أنه بذلك يُعطي المجاهدين فرصة لترسيخ قواعدهم العسكرية وتنمية قدراتهم ولكنه يلجأ لذلك على أمل أن يتمكن من دعم قدراته عن طريق الداخل أو الخارج في المستقبل، وفي أسوأ الظروف يقوم بذلك من أجل نهب أكبر قدر من الأموال قبل أن يرحل أو لتنفيذ أوامر أسياده في البقاء أكبر فترة ممكنة لحين النظر في بديل له من قبلهم أو تدخلهم ونحو ذلك.
لذلك نستطيع القول أنه يريد:
(1) تقصير أمد المعركة بقدر الإمكان.
(2) تجنيب جنوده الدم بقدر الإمكان لأنه يعلم أن ذلك سيرعب جنده وسيكون عاملاً من عوامل
إطالة المعركة.
لذلك يضع العدو لتحقيق هذين الهدفين خطة خبيثة، وهي أنه يتجنب في البداية الدم قدر الإمكان بل يعمل على جمع أكبر عدد من الشباب في السجون، ويرسم صورة أن من لا يقاوم عند الضبط لا يُطلق عليه النار، وهو في الأصل لا يتمنى أن يصل الأمر لذلك، وفي الفترة الأولى من مرحلة السجن طالما أنه ما زال هناك أعداد كبيرة بالخارج يجعل الضغط داخل معظم السجون بسيطاً إلا على قلة من الأخوة الذي لديه غرض من الضغط عليهم، ثم عندما يجمع أكبر قدر من الإخوة في السجون يبدأ بالضغط على جميع الإخوة داخل السجون وعلى ذويهم خارج السجون فيبدأ في جعل السجون جحيماً، ويعمد إلى منع الزيارات تقريباً، ويعمل على متابعة الدعم والمساعدات التي تصل لذويهم وتصبح الصورة سوداء، فيبدأ الناس يمنعون ذويهم من الانضمام للمجاهدين أو مساعداتهم لما يرونه من أمثلة كثيرة، وتبدأ حالة المجاهدين في التدهور، فضلاً عن أن الطاغوت يبدأ في هذه المرحلة في تغيير استراتيجيته من تقليل الدم وإكثار الاعتقالات إلى استراتيجية الحسم
والاستئصال بعد أن يكون هيأ الجميع لها إعلامياً، فيقوم بعمليات قتل في المداهمات، وهنا يقترب الأمر من نهايته ويبدأ صبر المجاهدين في النفاد - لا قدر الله -، بعد أن يكون بدأ الأمر بنفاد صبر من في السجن من الشباب.
كذلك من الاستراتيجيات التي يتبعها العدو هي [استراتيجية الحشد] حيث يعمد إلى تهدئة بعض المدن والمناطق ويستعين بجندها في حشد قواته في منطقة أو منطقتين يكثر من الاعتقالات والمواجهات فيهما، وذلك حتى يُشعر جنده بالاطمئنان لأنهم أكثر عدداًً أضعاف أضعاف المجاهديـن، ثم بعد أن ينتهي ويُحكم قبضته على تلك المنطقة ينقل قواتـه للمناطق الأخرى الهادئة.
وتقريباً كل ما سبق حدث من النظام المصري الخبيث وقت مواجهة الحركة المجاهدة حيث كان يخطط بداية التسعينات في بدء حملة لضرب الكيانات الإسلامية بصفة عامة والمجاهدة بصفة خاصة التي نَمَتْ في العشر سنوات التي تلت حملة بداية الثمانينات والتي بدأت قبل قتل السادات وانتهت بعد الانتهاء من المحاكمات التي تلت مقتله القصد: أنه عندما بدأ في حملة أرادها سريعة للقيام بذلك، فقامت الجماعة الإسلامية برد قوي بقتل المحجوب - رئيس مجلس الشعب -، دفعه لتأجيل حملته عامين، وبدلاً من أن تستغل الجماعة حالة تردده تركت له الفرصة كاملة لترتيب أوراقه فتباطأت لمدة عامين لبدء المواجهة الشاملة، فقد كان يمكنها حزم أمرها والبدء بعد عام على الأكثر، وعندما بدأت سهلت له القيام بعملية حشد لقواته حتى أنه قام بالقضاء على كيانات الجماعة بمدن ومحافظات تواجدها واحدة وراء أخرى، ثم حدث بسبب طريقة تفكير بعض قادتها حيث كانوا يضعون أعينهم على المفاوضات من بداية المعركة!! بل وظنوا أن نظاماً كنظام مبارك يمكن أن يرضخ للمفاوضات إذا قُتل له بضع مئات من الجنود وبعض القيادات، ونسيت أن هذه الأنظمة لا اعتبار للأعداد عندها إلا بقدر خوفها من تفلت هذه الأعداد ( والتفلت والفرار يحدث عندما يكون القتل بأعداد كبيرة مع دعاية إعلامية جيدة وتبرير إعلامي جيد كذلك )، ثم عندما وافق النظام كانت أوراق الضغط كلها في يديه ( أعداد هائلة من أعضائها رهائن بالسجون ) مما أتاح له أن يفرض شروطه، فالذي بيده أوراق أكثر يفرض شروطه ويقدم الطرف الآخر التنازلات بالطبع، هذا مع تحفظنا على مشروعية مفاوضة المرتد أصلاً خاصة التي تفضي إلى إقراره وتركه على ردته، أما جماعة الجهاد فهي لم تكن قد اتخذت قرار المواجهة أصلاً، لكون سياستها كانت تقوم على إعداد مادي طويل يسبق التحرك ( وتلك سياسة تم شطبها من خطط الحركات الجهادية بعد ذلك لأنها أفضت إلى كوارث وتم وضع سياسات بديلة )، وفوجئت بكشف نصف خلاياها على الأقل بسبب أخطاء أمنية، هذه الأخطاء يصعب جداً معـالجة آثارها الضارة في ظل نظام يتبع سياسة المداهمات العشوائية خاصة إذا كانت الجماعة لم تتخذ قرار بدء المواجهة بعد، ولكن على الرغم من الضرر البليغ الذي لحق بكيان جماعة الجهاد حتى أنها أوقفت العمليات فترة - دون أن تغير من موقفها من النـظام - إلا أن ثبات قياداتها وعملهم على معالجة ما حدث أبقاها حتى الآن شوكة في حلق النظام وأسياده بفضل الله، مما جعل النظام لا يقدر على استكمال سياسته باستئصالها ومن ثم استئصال الجماعات الإسلامية الدعوية كما يأمل بعد ذلك.
خلاصة هذه النقطة: أن سبب هزيمة الجماعة الإسلامية أنها لم يكن لقيادتها تصور جيد وواضح للاستراتيجية العسكرية، عطلت أربعة أخماس قوتها تحت ما يسمى بالجناح الدعوي بل وجعلته مكشوفاً مما مكن النظام المصري من أخذهم كرهائن وأوراق ضغط للتعجيل بنفاد صبر الجماعة، وتم ذلك في فترة زمنية طويلة ولم تتخذ الجماعة أي إجراء عملي تجاه ذلك مع أنه كان أمامها فرصة، أما انهيارها العقدي وتراجعاتها فيرجع لأنها اتخذت مواقف غير شرعية في تعاملها مع الهزيمة العسكرية ولهذا الأمر جذور وظروف يطول شرحها، أما جماعة الجهاد فلا أدري كيف يجرؤ الجهال على جعل القتال سبباً لما حدث معها في حين أن ما حدث معها تم أغلبه قبل أن تقرر هي أي مواجهة!.
عودة للموضوع: ماذا علينا أن نفعل للتعجيل بنفاد صبر العدو وإبطال هدفيه واستراتيجياته ؟
نحن لو كان عندنا القوة التي عند العدو لكان عندنا القدرة على حسم المعركة من البداية لأن جنودنا لا تخشى الدم والموت بل تطلبه، ولكننا ليس عندنا هذه القوة - وذلك من سنن الله في الدعوات -، لذلك ستكون خطتنا بالنظر لكل المعطيات السابقة هي العمل على إطالة فترة المعركة عن طريق مقاومة أهداف العدو والمبادرة بتوجيه ضربات قوية وموجعة له، على أن يكون تركيزنا في البداية - بحكم إمكانياتنا - على رد الفعل المتمثل في مقاومة أهدافه أكثر من المبادرة بتوجيه ضربات له، ثم بعد فترة إذا نجحنا لن تكون أعمالنا إلا المبادرة بضربه لأنه بحكم التجارب المرصودة ستكون أيامه في المرحلة الثانية هي عبارة مقاومة غاراتنا إلى أن نصل إلى مرحلة إسقاطه بإذن الله.
- فعلينا إبطال استراتيجية الحشد عن طريق جعل عملياتنا منتشرة على أكبر رقعة من الأرض - على الرغم من محدوديتها في البداية إلا أنه يجب أن تكون منتشرة على أكبر رقعة ممكنة -.
- وعلينا منعه من تحقيق هدفه بجمع أكبر عدد من الإخوة في السجون ليضع في يده أكبر أوراق للضغط عن طريق:
(1) تلافي التسيب الأمني قدر الإمكان، وتنفيذ التعليمات الأمنية بدقة، وبمناسبة هذه النقطة تنتشر بين الأخوة قصص من نوعية أن أخاً تعرض لكمين وكان معه اسطوانات [سي دي] أو أوراق وكانت التعليمات أن يقوم بكسرها حتى يمر على الكمين بدون مشاكل، إلا أنه احتفظ بها لغرضٍ ما وعمل على قول الدعاء والأذكار حتى مر الأمر بسلام، وجميعنا بالطبع يصدق بحقيقة مثل تلك القصص والحمد لله، إلا أنه ينبغي أن نعلم أن ما فعله الأخ يأثم بفعله فقد خالف التعليمات وعرض نفسه ومجموعة من إخوانه - الذين يعرفهم - للخطر، وذنبه هذا مع ذنوب أخرى قد تجعل الأذكار لا أثر لها في المرة القادمة كذلك من التسيب الأمني محاولة معرفة ما لا يخصك، وتوجد مظاهر عدة للتسيب الأمني فلتراجع في مظانها.
(2) الطريق الثاني الذي يُبطل تلك الاستراتيجية هو جعل مداهماته لاعتقال الإخوة تتحول إلى جحيم ويسقط فيها أكبر عدد من قواته، وذات تكلفة عالية في الدم والإنفاق واتخاذ وقت طويل في الإعداد لها، بل إذا تم اعتقال أو قتل أفراد في مداهمة يتم المبادرة بتوجيه ضربة ردع ودفع ثمن يتم الإعلان إعلامياً أنها بسبب اعتقال أو قتل الأخ فلان، والمبادرات القليلة في البداية بمهاجمة قواته أو قوات العدو الصليبي يُعلن إعلامياً أنها ردود فعل على ممارساته في السجون أو اعتقالاته، وأننا نقوم باستهداف أسياده الصليبيين نكاية فيهم وفيه - نكاية مُسببة - على أن نبين أننا لن نوقف استهدافنا أهل الطغيان إلا أن ممارساتهم تدفعنا أكثر وتجعل عملياتنا أكثر شراسة.
وكل ما سبق - تقريبا - يمثل السياسة التي يتبعها إخواننا أسود جزيرة العرب نسأل الله لهم الثبات على الأمر والعزيمة على الرشد.
وينبغي أن نتذكر جيداً أيضاً أن عقيدة الصراع عند أهل الكفر والردة عقيدة مادية دنيوية في أغلب بنائها ولهم دوافع دنيوية يسترونها بدوافع دينية أو حضارية كاذبة ومزعومة، وأن العامل العقدي التقليدي فيها ليس العامل الوحيد فهو يُعتبر أحد عوامل دفعهم للمعركة ودفع الأتباع الجهال عندهم، أما وقود تحركهم فهو المصالح المادية والبقاء، فهم يصارعون من أجل ذلك، وليس أي بقاء بل البقاء الذي يضمن لهم حياة الرفاهية والترف بدون منغصات، وحلفاؤهم ومن يدعمهم ليستمروا ويصبروا يتحالفون معهم ما دامت المصلحة متحققة بذلك التحالف، فيجب أن نعي ذلك جيداً.
فان إطالة أمد الصراع وإيجاد قوة تستطيع توجيه ضربات قوية تجنح بالعدو إلى الموادعة من طرفه فقط بالطبع، وتوجيه ضربات لمصالحه الاقتصادية، وتهديد مصالح واقتصاد ومادة رفاهية من يدعمه - بتبرير إعلامي جيد كما بينا في دراستنا المفصلة - تجعل العدو يتقوقع على ما في يده من مصالح، وهذه القوة الرادعة كذلك تدفع جنده للتفكير في أن القتال تحت راية قادتهم لا يضمن لهم البقاء فهاهم يموتون من أجل لا شيء، فتبدأ مرحلة التفكير في الانتقال أو على أقل تقدير الفرار وانتظار انقلاب الموازين، لذلك وجدنا أن أشد الناس عداوة لهذه الدعوة أصبحوا فيما بعد جنداً مخلصين لها يقدمون أرواحهم في سبيلها، وذلك سيكون بعض حديثنا في المقالات القادمة بإذن الله، القصد: أن تطور المعركة باستراتيجية صحيحة هام حتى لا تكون إطالة المعركة وبالاً علينا أكثر من العدو فينفد صبرنا قبله.
نختم هذا المقال بهذه الواقعة من غزوة بدر: عندما أرسل المشركون عمير بن وهب الجمحي عيناً لهم على المسلمين فقال بعد أن تأكد أنه ليس للقلة من المسلمين كمين أو مدد: ( لقد رأيتهم ثلاثمائة رجل يزيدون قليلاً أو ينقصون قليلاً.. ولكني قد رأيت يا معشر قريش , البلايا تحمل المنايا، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع، قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ إلا سيوفهم، والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتـل رجلاً منكم، فإذا أصابوا منكم أعدادهم , فما خير العيش بعد ذلك ؟ فَرُوا رأيكم! ).
نخرج من هذه الواقعة أنه إذا استطعنا أن نسرِّب للعدو هذا الشعور بحقٍ بل ونؤكده بزيادة - كما فعل سلفنا وقتها - سيكون ذلك بإذن الله بداية هزيمته، وليرجع القراء إلى كتب السيرة لقراءة أثر تلك الكلمات على صف قريش.
وسيكون ذلك الشعور بإذن الله هو أول الطريق للتعجيل بنفاد صبره، فان معركتنا معه هي معركة الصبر.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} .
والحمد لله رب العالمين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق