بحث

الأربعاء، 15 أبريل 2015

إدارة التوحش : دستور ومنهجية الخوارج في تدمير الدول : 13.

المبحث الرابع أهم المشاكل والعوائق التي ستواجهنا وسبل التعامل معها .

في هذا المبحث نتناول أهم المشاكل والعوائق التي ستواجهنا، وسنجد بإذن الله أن أغلب هذه المشاكل والعوائق
تنحل تلقائياً طالما اتبعنا القواعد والأسس التي أشرنا إليها في المبحث السابق، فقط علينا توجيه عملنا إلى حلها بدون تغيير آلية تحركنا على القواعد المشار إليها في السابق والله المستعان.

(1) مشكلة تناقص العناصر المؤمنة .

في بداية الحرب الأفغانية في سبعينات القرن الفائت مر بالجهاد فترات عصيبة حيث وُجِّهت للمجاهدين عدة ضربات حتى تبقى منهم - في إحدى الروايات - ثلاثون رجلاً ولكن بعد ذلك وعلى مدار أكثر من عشر سنوات في مواجهة النظام ثم في مواجهة النظام والروس قدَّم الجهاد هناك مليون ونصف مليون شهيد - بالطبع منهم أعداد كبيرة من الشعب المسلم مات تحت القصف - فمن أين أتت هذه الأعداد ؟

الإجابة أن ذلك حدث من خلال جر الشعب إلى المعركة وتجييشه، خاصة عندما نقيم مناطق آمنة من الفوضى والتوحش الناتج عن القتال ويهاجر الناس إلى تلك المناطق، نستطيع أن نجعل من هذه المناطق ساحات للدعوة والتدريب والتعليم فنحقق النتائج المثالية بالتربية التي لا تكون مكتملة إلا إذا تمت خلال المعركة فمن خلال جو المعركة سيتأهلون بل ويتفوقون على أساتذتهم، يقول الشيخ عبد الله عزام رحمه الله: ( والحركة الإسلامية وهي تعلن قرارها بالمواجهة المسلحة في وجه داود - الرئيس الأفغاني - لم يكن بوسعها يومئذ أن تتملى في خيالها مجرد تصور هذه القمة السامعة التي بلغتها بالجهاد المبارك ) وقال: ( لقد كان البون شاسعاً بين تلك الأيام التي كان يرسم فيها المهندس حبيب الرحمن الشهيد - الأمين العام للحركة - الكلاشنكوف على الأوراق ثم يشرحه في أعماق الغرف الظلماء للذين يربيهم على حب الجهاد وبين هذه الأيام التي يلعب فيها الأطفال بالقاذف الصاروخي [آر.بي.جي] الذي يحطم الدبابة ).

(2) مشكلة نقص الكوادر الإدارية .

تلحق بالمشكلة السابقة مشكلة أخرى ألا وهي حاجتنا لعدد كبير من العناصر ذات الخبرة الإدارية خاصة في الفترات الأولى لمرحلة إدارة التوحش، نعم نحن عندنا خبرات سابقة من إدارة مجموعاتنا التنظيمية إلا أنه عند نزولنا إلى المناطق لن تكون عناصرنا الإدارية كافية من حيث العدد لإدارة هذه المناطق بأعدادها السكانية التي ستفاجئنا، إن مناطق التوحش ينبغي أن تدار بأيدينا وأيدي الناس الذين يعيشون فيها، وحتى نوضح أكثر هذه النقطة سنتحدث عنها من خلال الشبهة الأم التي تدور في أذهان بعد الشباب.

كنا في وقت وظروف تبعث على اليأس وتولد الشبهات التي تدفع إلى إيثار السلامة وتجنب البلاء - وما أُبرئ نفسي أسأل الله الثبات - قال لي وقتها أحد الأخوة: إن هذا الطريق لن يصل بنا إلى أهدافنا، هب أننا خلعنا الأنظمة المرتدة اليوم، من سيمسك وزارة الزراعة والتجارة والاقتصاد.. الخ ؟

فقلت له بعفوية أبو سفيان وعكرمة و.. فما فهم قصدي وتركته يفكر فيها، ولعلي وقتها قد أجبته إجابة ناقصة، وتمام الإجابة أن سؤاله وشبهته قائمة على فرضية أن المعركة ضربة خاطفة وذلك لأمر قد يتعلق بفهم قاصر للجهاد، كذلك قد يكون لدخن في دوافعه التي جاهد من أجلها نسأل الله العفو العافية لنا جميعا وأن يغفر لنا..

إن القيادات تبرز من خلال المسيرة الطويلة - مسيرة الأشلاء والدماء والجماجم - وثانياً: لا يُشترط أن تعد الحركة المجاهدة متخصصاً في الزراعة والتجارة والصناعة، حتى أن المشاهد يرى أن الحركات والأحزاب التي تتسلم الحكم في العالم تحكم من خلال عناصرها السياسية فتعينهم وزراء من داخل الحزب أو الحركة لإدارة الوزارات المختلفة، ولضبط السياسة العامة لكل وزارة بما يتفق مع السياسة العامة للدولة، أما الذي يدير التقنيات في كل وزارة فيمكن أن يكون موظفاً براتب لا اهتمام له بالسياسة ولا ينتمي للحركة أو للحزب، والأمثلة في ذلك عديدة وشرح ذلك يطول.

بل والأهم أنه يوجد للمشكلة حل أفضل من ذلك ألا وهو أن نقترب من الناس، قد نُعين منهم في إدارة المنطقة التي نديرها أفراداً لإدارة بعض الأعمال برواتب وأجور في حين سيجدون رجالنا يعملون بجانبهم بدون أجر، يجب أن يروا منا مثالاً للصبر والزهد والبذل والتضحية، مثالاً للعدل وإنصاف المظلومين، المظلومون في مجتمعاتنا هم الأكثرية، لنفتح مجالس لرد المظالم السابقة على وجودنا بحيث يأتي المظلوم بالبينة فنأخذ له حقه أو نسعى بينه وبين من ظلمه ونرغبه للعفو وهو قادر مخير لإنصاف نفسه، نؤلف بين قلوب الناس ندافع عن الضعفاء والمظلومين وهم الكثرة نقول لهم أرواحنا فداء لكم لأنكم أمة محمد عليه الصلاة والسلام، نتواضع للخلق مع القوة والعدل، نعم ستواجهنا أهوال ومشاكل يثيرها الأعداء والمنافقون لكن في هذا الجو سترون الأعاجيب، فعندما تهب ريح الإيمان تأتي بالأعاجيب، عندما يرى الناس روائع الشجاعة واليقين والعفة والأمانة وروح التطوع والاحتساب والتواضع في المظهر مع كبر النفس وسمو النظر وعلو الهمة ستهون في أعينهم كل الأهوال التي ستصاحب ذلك، والله سترون مجموعات للمجاهدين يأتيها الشباب والرجال أفواجا من المناطق المجاورة والبعيدة للبيعة والتوبة وأكثر من ذلك.

يجب أن نتعرف كيف نعيش مع طبقات الناس ماذا نفعل إذا طلبوا ذات أنواط، ماذا نفعل إذا ارتكبوا بدعاً أو محرمات، لو شربوا الخمر مثلاً، متى نعاقبهم وبأي قدر ومتى نتألفهم وبأي قدر ؟ يقول الشيخ عبد الله عزام رحمه الله: ( إن المعركة التي عركت أبناء الحركة الإسلامية اضطرتهم أن يعيشوا مع جميع طبقات الشعب {فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ}.. واضطرارهم للحياة مع جميع طبقات الناس من مفرط ومقصر ومخطئ ومتعثر وصادق وملتزم أعطاهم من التجربة والخبرة والحنكة من خلال المعاناة المريرة في رفع المستويات ومحاولة إيجاد التناسق بين هذه المستويات المتباينة التي تعيش في قاعدة واحدة وتواجه عدواً واحداً خلال عشر سنوات متواصلة في حياة واحدة تحت ظل سقف واحد تجمعهم مائدة واحدة ويتحركون حركة واحدة كأنهم جسد واحد.. بينما الدعوات الإسلامية في كثير من أقطار العالم الإسلامي تعيش في مجتمعات خاصة نظيفة لا تلتقي مع سائر طبقات الناس الإيمانية إلا في المحافل والندوات والخطب والاجتماعات ) كذلك قادتنا ستطور خبراتهم يقول الشيخ عبد الله عزام رحمه الله: ( كل واحد من هؤلاء - يقصد رحمه الله قادة الجهاد - مفروض عليه أن يجد حلاً للمشاكل الاجتماعية ولقضايا الجفاف التي تعض المنطقة بنابها، وعليه أن يوجد حلاً لقضايا الجراح التي لا تكف عن النزيف ولمشاكل الأيتام والأرامل، ولا بد أن يبحث عن وسيلة لإيجاد مخرج لمئات الألوف من الأولاد الذين لا يعرفون القراءة، فلا جرم أنه مضطر لفتح بعض المدارس ولو في كهوف الجبال أو تحت الشجر، فكل واحد منهم إنما هو حكومة قائمة بذاتها.. فهو رئيس الوزراء، وفي نفس الوقت فهو وزير الصحة والتربية والتعليم والدفاع والشؤون الاجتماعية والزراعة والإعلام والإرشاد , إن القادة قد تمرسوا على الحكم خلال فترة الحياة بين فكي الموت وإذا كان بعض العسكر قد وصلوا إلى الحكم من خلال البيان الأول في الدول العسكرية الثورية دون أن يعرف عنه سابقة حكم ولا صبغة إسلامية ولا نشأة حركية ولا ذكاء ملموس ولا خلق آسر أخاذ , أفلا يستطيع هؤلاء القادة الحكم ؟!!.. ).

يقول أحد الصحفيين الغربيين بعدما التقى بعض القيادات الشابة من الأفغان في التسعينات: ( كنت أحسبهم شباباً أغراراً جهلة متهورين يعشقون القتل، ولا يفهمون غير ذلك وعندما جلست معهم فوجئت أن الواحد منهم وإن كان لم يتعدى الرابعة والعشرين يملك من الاتزان والحكمة السياسية ما لا يملكه أعضاء الكونجرس المخضرمون في أمريكا ) - ذاك كان معنى كلامه -.

(3) مشكلة الولاء القديم لعناصر الإدارة (خاصة لاتجاهات إسلامية أخرى) .

عند حدوث الفوضى واشتعال الجهاد وخلو الفراغات سنجد أحزاباً وجماعات إسلامية وغير إسلامية تسعى لركوب الموجة واستغلال الموقف، وهنا احتمالان.. الأول: أن تتمكن هذه الكيانات من إدارة بعض المناطق، وقواعد التعامل مع تلك المناطق قد ذكرناه في المبحث الثالث خاصة ما يخص تفهم قواعد اللعبة السياسية كذلك ما يتعلق بالاستقطاب، الاحتمال الثاني - وهو ما يواجهنا في هذه المشكلة -: إذا كنا ندير منطقة ونطوع أفراداً كانوا كوادر سابقة في جماعات أو أحزاب إسلامية للمشاركة في الإدارة أو الجهاد وإعطاء الولاء للإدارة.. بداية: نحن لم نؤمر بالتفتيش في قلوب الناس أو امتحانهم، الذي يعطينا الولاء نتولاه الولاية الكاملة، إلا إذا أظهر في كلامه أو أحواله استمرار ولائه مع تنظيمه السابق أو تبنى بعض القضايا أو المفاهيم لذلك الحزب.. فلنا هنا وقفة: فمثلاً لو وجدناه يتصل بقيادات في جماعة مثل الإخوان أو تيار إرجائي فنسأله: هل تعتقد ما يعتقدون في دخول المجالس البرلمانية الشركية أو عدم الكفر بالطاغوت ؟ فإن قال نعم أو على جانب آخر بدون أن يعلن ولاءه لتلك الجماعات ولكن يناقش الأخوة بأن إذا عرضت علينا قوات الأنظمة من حولنا الدخول في ائتلاف أو مثلاً إقامة استفتاء أو انتخاب ونحو ذلك فكل ما سبق - في الجانبين - داعٍ لنا لفصله من الصف، نعم: قد لا نستطيع إنزال حكم عليه بسبب مانع التأويل إلا أننا لا نقبل في صفنا هذه النوعيات، بل ينبغي منعه من المجاهرة بهذه القضايا وإثارتها في مجتمع التوحش بكل وسيلة مشروعة وتبعاً لخطورة ما يثيره.

وفي مشكلة شبيهة بهذه المشكلة يقول الشيخ العلامة عمر محمود أبو عمر فك الله أسره: ( عند اشتعال الجهاد في مكان ما تواجه الحركات الإسلامية مشكلة ارتفاع أصوات الجهاد عند القواعد - خاصة من لم تتلوث كامل فطرتهم - فيسمحوا لهم بالجهـاد إلا أن المشكلة موجودة في ذلك الرجل الذي يكون معك في التّنظيم وهو يرقب إشارات المشايخ وفتاويهم من خارج السّرب فإن هذا النوع من الشباب خطير جداً ومُذهِب للقوة والريح لدى أي تنظيم من التنظيمات في أي ظرف من الظّروف.. ) .

إلا أن الشيخ ينبه كذلك أن الذي يأتي من هؤلاء في مراحل البلاء والعسر عددٌ لا يُخاف منه في الغالب: ( نعم هذا أمر لا يُخاف منه - وأعني لحوق أفراد عديدة من جماعات البدعة معك بالجهاد في وقت الفتنة والابتلاء - فإنّ هذه القواعد لا تلتحق بك لصعوبة هذه القنطرة، ولكن يُخاف حين يكون للجهاد الصَّوتُ العالي والمدُّ الشَّعبيُّ الواسع، فإن مشايخ هذه التنظيمات قد يسمحون لأفرادهم بالجهاد وقد يسكتوا عنهم فحينئذٍ يكون هذا المحذور الذي نتكلَّم عنه.. ) .

(4) مشكلة الاختراق والجواسيس .

من نعم الله علينا أن حركتنا الكثيرة والأهوال التي نخوض تكشف لنا أولا بأول العملاء في صفوفنا بينما الحركات التي لا تواجه الأحداث والبلاء والقتال والقتل من الممكن أن يعيش العميل في صفها السنوات الطوال بل ويرتقي ليصل إلى أعلى المناصب فيها دون أن يشعر به أحد، أما حركات التوحيد والجهاد فنبئوني عن ذلك العميل الذي يقبل أن يشارك في عملية قتالية ويُعرِّض نفسه للموت - والتعرض للموت واحد من أهم عناصر الترقية في الحركة الراشدة -.

إلا أن وجود الجواسيس قد يتأتى عند اتساع الحركة خاصة عند اختلاطنا بالناس في مجتمعات المناطق التي نديرها، ولكن إذا أحسنَّا علاقاتنا بالناس فيصعب أن يخرج منهم من يتجسس علينا بل سيكونون خير عين ودرعاً لنا ووقاية من الجواسيس، فضلاً عما ذكرنا في السابق من إتقان بث العيون واختراق الخصوم مما يتيح لنا التعرف على الجواسيس ورصدهم أولاً بأول خاصة إذا وصلت عيوننا إلى المؤسسات الأمنية للعدو، كذلك يجب أن يترسخ بين الناس عن طريق إعلامنا التوعية بحكم التجسس وموالاة أعداء الله في الدنيا والآخرة وأجر موالاة الله ورسوله والذين آمنوا.
وقواعد كشف الجواسيس موجودة بالمذكرات الأمنية التي يصدرها المجاهدون عادة.

ولكن ما نريد أن نؤكد عليه أن اتباع قاعدة الشدة التي ذكرناها في المبحث السابق يدخل في مجال استعمالها معاملة الجواسيس فمن يثبت عليه التجسس بالبينة يجب معاملته بما يكون رادعاً لأمثاله وإذا كان فاراً فيجب تعقبه وعدم تركه حتى ولو بعد سنوات، ويجب إعلان أنه سينال عقابه ولو بعد سنين طويلة، مما سيجعل ضعاف النفوس يترددون في فعل ذلك كثيراً، كذلك ينبغي إصدار بيان كل فترة وأخرى - خاصة بعد الكشف عن جاسوس ومعاقبته - بفتح مجال التوبة لمن يتقدم مختاراً بالاعتراف بأنه تحت ضغط معين أو زلة معينة تعامل مع العدو، مع ترويج أن ذلك حدث ليصل ذلك الخبر للعدو بصورة أو بأخرى - حتى وإن لم يحدث حقيقة - مما سيربك العدو وجواسيسه لشكِّه فيهم.

كما يجدر التنبيه أن اتباع الشدة والغلظة وعدم الرحمة مع من يثبت - بيقين - القيام بهذا العمل في حقه قد يستنكره محبو المجاهدين ممن لم يمارس الجهاد عملياً تحت دعوى التركيز على أئمة الكفر وعدم إهدار الجهود على أغمار العدو من صغار الجند والمخبرين والمرشدين وقد قرأت بعض ذلك، وهؤلاء أصابوا في جانب وغاب عنهم جوانب , فقد أصابوا في جانب عدم إهدار الجهود في استهداف صغار الجند، اللهم إلا إذا كان لغرض [تكتيكي] وبدون خسائر مقابلة، إلا أن استهداف المخبرين والمرشدين لا يدخل تحت هذا الباب , وذلك لأن كبار القادة والضباط لمباحث العدو وجنده لا يستطيعون التحرك بدون هؤلاء - سواءً في بحث المهمة أو تنفيذها -، فهم لا يستطيعون التحقيق في قضية أو نزول منطقة لتنفيذ عملية مداهمة أو اعتقال أو هجوم على موقع بدون هؤلاء المخبرين والمرشدين، والعمل على إفناء هؤلاء يشل حركة ضباط العدو تماماً، بل والعمل على إفنائهم بمنتهى الغلظة والبشاعة يردع من يحاول أن يفكر في القيام بمثل ذلك، مع أهمية التغطية الإعلامية لنشر الأمر وتبريره للناس وأحياناً لتبريره فقط،كما أسلفنا عند الحديث عن دور الإعلام، وذلك إذا كنا سنعلن المسئولية عنه.

إحدى المشكلات التي تلحق بمشكلة الاختراق والجواسيس أنبه عليها هنا لأهميتها وغالباً ما تقع في مرحلة [شوكة النكاية والإنهاك].. وهي: عندما يقع أحد المجاهدين في الأسر - نسأل الله العفو - ( سيأتي في المقالات الملحقة بالدراسة أهمية وأسباب القتال حتى الموت وعدم الوقوع في الأسر ) وبعد الضغط عليه وتعذيبه يضطر للكلام وأحياناً يريد تضليل المباحث فيقوم بذكر اسم أخ أو إخوة لا شأن لهم بالجهاد، يزين له الشيطان ذلك تحت مبررات شتى، منها أن ذلك أخف الضررين وأن المباحث لن تحصل من هؤلاء الصنف على شيء، وأن ذلك سيؤدي إلى تنبه المقصودين وأخذهم احتياطاتهم، وأن المباحث ستتركه بعد ذلك وستكتشف الحقيقة، وإذا اعتقل لعل ذلك يُعرفه ظلم وكفر النظام ويتعرف بالإخوة بالسجن وينضم للمسيرة بعد خروجه..! بعض هذا قد يحدث بالفعل إلا أن هذا غير مبرر ليفعل ذلك الفعل فهو أولاً: قد أوقع الإيذاء والظلم على مسلم بل وليس له علاقة بالموضوع.. ثانياً: أحياناً يكون عند ذلك الأخ - الذي لا شأن له بالجهاد - معلومات مهمة أو غير مهمة ولكنها تصلح لأن تكون خيوطاً للمباحث - وذلك أحد أسباب أخذهم الشباب بالجملة عند نزولهم منطقة ما - كذلك قد يتطوع هذا الأخ حنقاً على ما فعله المجاهدين به بإفشاء أمور عرفها بالمصادفة قد تكون من ورائها أضرار خطيرة، كأن يكون شاهد بعض المجاهدين يترددون على مكان ما أو مسكن ونحو ذلك، وهذا الأخ في الغالب تكون حياته أثناء التحقيق وفي السجن إذا لم يفرج عنه مأساة له ولمن حوله، والقصص والمآسي في ذلك كثيرة، وأحيانا تخرج هذه النوعية من السجون فيصبحون عيونا على الأخوة الذين كانوا السبب في مأساتهم، والمباحث في الغالب يتبين لها حقيقة أن هؤلاء لا علاقة لهم بالجهاد إلا أنها تستغل ما حدث لأغراض عدة ذكرنا بعضها هنا، بل في أغلب الحالات لا يذكر المجاهد الأسير جاره الملتزم بأي شيء ولكن خبثاء المباحث يقومون بالقبض على الجار وادعاء أن المجاهد اعترف عليه بأشياء للتحريش بينهما، ولاحتمال أن يدلي الجار في هذه الحالة - تحت ضغط الاتهام والحنق على من يظن أنه افترى عليه - بمعلومة لم يكن ليدلي بها في الظروف العادية.
ل
كل ذلك يجب أن يبتعد الأخوة عن ذلك الأسلوب خاصة أن فيه ظلم للناس الذين نجاهد لرفع الكفر والظلم عنهم، بل ينبغي ألا يستسلم مجاهد للأسر أصلاً , بل يقاتل حتى الموت ولا يقع في الأسر، بل يجعل من تلك المقاومة مجزرة للقوات المداهمة.

(5) مشكلة التفلت أو الانقلاب من أفراد أو مجموعات أو مناطق بأكملها تغير ولاءها كيف نتفهمها ؟ وكيف نتعامل معها ؟

جاء فيما سبق بمبحث القواعد أن هناك بعض من مناطق التوحش ستقع تحت سيطرة إدارة عشائرية أو أحد التنظيمات المسلحة من بقايا الأنظمة - بعد أن قطعوا صلتهم بالأنظمة -، أو تنظيم لأحد الأحزاب ونحو ذلك، وإننا تغليباً لحكم الإسلام سنعاملهم على أنهم مسلمون، وعلينا مراسلتهم والتأكيد على أمور وبيان أهميتها ألا وهي أن يحكموا بينهم بالشرع والدخول في الولاء - أي تبادل الولاء والنصرة - والاتحاد أو مقدمة للاتحاد، وأحياناً قد يفعلون كل هذه الأمور أو قد يكتفون فقط بتحكيم الشرع فيما بينهم لاعتبارات لديهم ذكرناها فيما سبق، ثم حدث بعد ذلك أن نكثوا عهودهم ودخلوا في أمر كفري كتحكيم قوانين طاغوتية اختياراً أو الدخول في موالاة الكفار والمرتدين، فأولاً علينا تذكر أن ذلك الانقلاب والنكوص من طبائع النفوس وأن ذلك لا يطعن في أمير أو قائد قد قَبلَ هؤلاء القوم من قبل وضمهم إلى الصف أو لم يحترز منهم وذلك لأننا لم نُرسل على البشر حافظين، ومن أظهر لنا خيراً أمنَّاه وقرَّبناه وما ندري ماذا يفعل بعد ذلك، فهذا الصديق رضي الله عنه جاءه رجل - الفجاءة - وطلب منه رجالاً وأموالاً لقتال المرتدين، فأعطاه مالاً وجعله أميراً، فإذا به يصبح قاطع طريق يقتل المسلمين والمرتدين ويأخذ أموالهم حتى أنه أغار على أقوام جاءوا يبايعون أبا بكر، وقد حرقه الصديق رضي الله عنه بالنار بعد ذلك كما جاء بالأثر، فما كان ذلك ليطعن في بصيرة الصديق ومعرفته بالرجال والأحوال وهو خير البشر بعد الأنبياء، بل وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم بايعه أقوام وعين منهم من عين عمالاً وأمراءً على قومهم ثم بعد وفاته ارتد منهم من ارتد، وجروا قومهم معهم إلى الردة وقتل منهم من قتل في حروب الردة - كافراً - ومات واستشهد في تلك الحروب جمع من القراء، فهل يُسأل بشر عن ذلك ؟ وهل كان رسـول الله صلى الله عليه وسلم أو أحد من بعده حفيظاً على الناس ؟!، هذه هي طبيعة البشر، والله يريد أن يعلم منا - علم حدوث - حال الثابتين الذين يحبهم ويحبونه ويجزي الشاكرين الذين يواجهون الأهوال والخطوب بصبر ويقين.

ووالله إن هذا الطريق بمرارته وأحداثه سيكشف لنا أسرار آيات في القرآن لو عشنا عشرات السنين نقرأ تفسيرها في الكتب ما اكتمل إحساسنا بها وفهمنا حقيقة معناها تمام الفهم بمثل أن نخوضها عملياً أثناء ترتيلنا لها أو سماعنا لها في الصلاة، طبعاً مع تعلم تفسيرها من كلام أهل العلم..{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} .

وما علينا في هذه الحالة أن نواجه ذلك بما يتناسب مع قوتنا وقوتهم، فأولاً أصبحت الإدارة التي تشرف على هذه المنطقة مرتدة وأهلها الخاضعين تحت سيطرتها مسلمون ما لم يدخلوا في أمر مُكفر طوعاً، ويُعرف ذلك بقرائن الأحوال والحكم عليهم عن طريق الراسخين في العلم كما ذكرنا في السابق، قرائن الأحوال والأوضاع كذلك نستطيع معرفتها عن طريق عيوننا ومن أعطانا الولاء في السر ممن يعيش في هذه المنطقة.

إذا كان كيان إدارة هذه المنطقة المنتكسة إدارتها قوياً فهي حرب نحضر لها بما يناسبها، وإذا كان ضعيفاً فعلينا إرسال من يستأصل زعماء الشر فيهم قبل استفحال أمرهم، مما يسهل بعد ذلك سقوط هذه المنطقة واحتمال دخولنا لإدارتها.

وفي معالجة رؤوس الشر الصغيرة قبل استفحال أمرها - خاصة عندما نصل لمرحلة إدارة التوحش لمناطق عدة - يقول الشيخ العلامة عمر محمود أبو عمر في ذلك: (.. وقد كان بمقدور الشّباب المسلم أن يعالجوا الشيخ الضال الحبشي برصاصةٍ رخيصة الثّمن في لبنان من بداية أمره، ولو فعلوا لكان الآن أثراً بعد عين، ولكن هذا الحبشي وأمثاله الآن قد اشتدّ عودهم وقويت شكيمتهم حتّى صاروا أكبر من معالجتهم بالأبحاث والدّروس، وأهل السنّة في هذا الزّمن من أبعد الناس عن الأخذ بالطريق السنني لمعالجة مثل هذه الانحرافات، ولا يعالجونها كما عالجها الصحابة رضي الله عنهم، فأمثال هذه الانحرافات وهؤلاء الشيوخ يجب القضاء عليهم بالذّبح في بداية أمرهم، وهم لا شهرة لهم ولا حساً ولا خبراً، ولكن أهل السنة الآن وللأسف يعالجون عامة مشاكلهم بالتّباكي ويبدأ صراخهم على الأمور بطريقة جنائزية كأنهم في محفلٍ كربلائي شيعي.

ولعل هذه الفقرة وإن كانت لا تدخل في صلب موضوع الأحباش لكن لا بدّ من معالجتها ولو بطريقة عابرة، تكشف لنا عن عمق الخلل في التنظيمات والأحزاب والتّجمّعات التي تنتمي لأهل السنّة، فلو أخذنا مثلاً جمال عبد الناصر وجماعـة الإخوان المسلمين لرأينا مثلاً صارخاً لما نقول، فماذا كان يحتاج عبد الناصر ليُقضى عليه وينتهي أمره وهو في بداية أمره ؟ الجواب: لا شيء.

ولو سألنا عن علي عبد الله صالح الحاكم اليمني الآن، وقدرة الحركة الإسلامية على القضاء عليه في مظاهرة التصويت على الدستور ؟ لو قضي عليـه لن يبكي عليه أحد، ولن يذكره أحد، وهو الآن سيشتدّ عوده، وسيجعل الحركة الإسلامية هناك في اليمن في الأيام القادمة من مقبِّلات ومشهِّيات طعامه.. والأمثلة كثيرة كثيرة، وهذه الأمثلة هي التي تبين أن أهل السنّة يخافون الدماء، ويتّقون إراقتها فزعاً وخوفاً تحت باب المصلحة، ولكنهم بعد حين يدفعون الثّمن غالياً وأضعاف أضعاف ما اتّقوه وخافوه، ورضي الله عن أبي بكر الصديق حين استنفر الصحابة لقتل المرتدّين واجتثاثهم من جذورهم قبل أن تقوى شوكتهم، وتتهيأ لهم أحوالهم.

ولنعلم أن الكفار هم الآخذون حقّاً هذه الأيام بهذه السنّة القدريّة، إذ أنهم يعالجون رموز أعدائهم بالقتل والإفناء، وهم يعملون بقاعدة [الكبار لهم القبور والصّغار ينسون] ) أ.هـ.

وما نريد أن ننبه عليه كذلك أنه أحياناً - ونستعيذ بالله من ذلك لنا ولغيرنا - قد يحدث الانتكاس في عمق المجموعات المقاتلة فما ينبغي لنا أن نستغرب أو نتعجب من ذلك، والوقاية من ذلك أن تعمل كل مجموعة على أن تقارب وتسدد، فلا ينبغي لها أن تتشدد فيما يجوز فيه التيسير، أو تتراخى فيما ينبغي أخذ الأمر حياله بقوة، ويجب أن يكون توكلها دائماً على ربها ولا تغتر بنتائج أو قوة منهج أو كثرة أتباع وأنصار فما صحة وقوة المنهج إلا أثراً من آثار الكتاب المنزل والسنة، وما كثرة الأتباع والأنصار كانت لتحدث لولا أن الله ألف بين القلوب، وما النصر إلا من عند الله، ولو شاء الله لما تحصل لها شيء من هذا.

(6) مشكلة التحمس الزائد عن الحد وملحقاتها (كالتعجل بالعمليات أو الحماقة أو الغلو) .

التعجل بالعمليات: بالنسبة للتعجل فعلاجه التفهم والجلوس مع الشباب وتوضيح السياسة العامة للعمل وأهمية التريث في بعض مراحل المعركة لاستنزاف العدو مثلاً ونحو ذلك من الاعتبارات، نبين لهم أن هذا الأمر لا يسلم إلا لمن يكون ثقيلاً كالجبال الذي لا يخضع لاستفزاز العدو بسهولة، نعم لا ينبغي أن يكون المؤمن بارد الحس ويجب أن يغضب لله ويتحرك للدفع عن الحرمات بكل قوة إلا أنه ينبغي أن يعلم متى وكيف يتحرك حتى يحقق ما يريد، وكذلك نبين أهمية السمع والطاعة خاصة في الأمور التي لا نستطيع كشف الحكمة من ورائها لسريتها، والتركيز على المواقف الكثيرة للسيرة النبوية في ذلك، وأننا لا نفعل ذلك تراخياً ولا ضعفاً ولا نكوصاً وإلا لما أعلنَّا الجهاد أصلاً، وأننا نعمل على المقاربة والتسديد ما استطعنا والمحافظة على جذوة الحماس من خلال معارك تحقق النكاية في موضعها ووقتها، فمدخلنا لذلك غير مدخل القاعدين، كذلك يمكن تفريغ شحنات الحماس الزائدة عند هذه النوعية في النافع من الأعمال، مع توضيح أهمية وخطورة أي عمل داخل في منظومة العمل الكلية وأهمية إتقانه مهما ظهر للناظر من صغر حجمه وعدم أهميته وذلك لأنه يغلب على نفسية بعض هؤلاء المتحمسين الرغبة في الأعمال الكبيرة خاصة القتالية، وتلك سمة جيدة تدل في الغالب على الهمة العالية إلا أنه من مضارها أنها قد تدفعهم إلى الاستخفاف بما دونها من الأعمال مما قد يوقعهم في الفتور أو القيام بتلك الأعمال بدون إتقان.

إضافة لكل ما سبق أنه إذا أحسنَّا اختيار قادة العمل بحيث يكونون محل ثقة الأفراد كلما قل من يخرج عن أمرهم بأمر متعجل ونحو ذلك.

أما الغلو: فعلاجه الأساسي العلم وكلما تم رفع المستوى العلمي للشباب كلما تم الحد من هذه المشكلة، أو على الأقل وجود كادر علمي متمكن في كل منطقة لدحر هذه المشكلة في مهدها.
أما من يصر على أسلوب العجلة أو إثارة قضايا الغلو فيجب استبعاده من الصف مع عدم قطع الموالاة، ومعاملته بما يناسب نوع غلوه وقدره وبما يناسب ما يصدر منه، ومنعه من إيقاع الضرر بالمجموع بما يناسب من السياسة الشرعية في مثل ذلك.

الحماقة: أما المتحمس التي تصدر منه تصرفات حمقاء وعُلم بالفراسة أو بالقرائن أن علاجه غير ممكن فهذا يجب استبعاده تماما من الصف خاصة في مرحلة [شوكة النكاية والإنهاك] لأنه قد يؤدي إلى كوارث ليس لمجموعة يعرفها فقط ولكن لمجموعات وتقع بسببه مشاكل لا حصر لها، والتجارب في ذلك يعرفها كل من تعامل مع هذه النوعيات، ومن ذلك أن بعض القضايا الكبرى التي تتناقلها الصحف ووسائل الإعلام تكون في حقيقتها أن أحد هؤلاء الحمقى تخيل خطة لعملية كبرى - على قدر تقديره - غالباً غير صالحة للتنفيذ بالمرة - وقام بكتابتها على الورق ووضعها في درج مكتبه..!!، ولأنه في الأصل كثير الكلام والعلاقات تأتي المباحث إلى بيته للتفتيش فتعثر على الورقة التي عليها رسم المخطط الخطير..! وتطير بها وتبدأ معه التحقيقات ويبدأ هو - تحت الضغط - بذكر أسماء لا رابط بينها بعضها أحياناً ممن لا صلة لهم بالجهاد بل أحياناً من العوام، إلا أنه أيضاً بسبب علاقاته المتعددة وثقة البعض به لحماسته يكون على معرفة ببعض الأفراد في مجموعات جهادية عدة فيدل عليهم، وتتسع القضية بمجموعات جهادية لا صلة بينها واتهامات وقصص جديدة، ويتم نسج قضية من ذلك الـ لا شيء وغالباً ما تعلم المباحث أن هذه القضية مفبركة إلا أنه يتم تقديم العشرات للمحاكمة وتتناول وسائل الإعلام قصصهم الوهمية طبعاً تصدر أحكام بسجن طويل عمن له صلة بالجهاد وتُدخر أحكام البراءة للعوام ومن ليس لهم صلة بالجهاد من الملتزمين بعد أن يكونوا قضوا فترة المحاكمة - أحياناً أكثر من عام - في السجون، والقضية وأحكامها كلها متفق عليها بين المباحث ومحاكم أمن الدولة وما أحكام البراءة فيها إلا ليُثبت الكلاب للناس أنهم أهل عدل، وأحيانا يُحكم على بعض من لا صلة له بالجهاد من العوام أو الملتزمين بأحكام سجن بالخطأ أو لغرض خبيث من المباحث وكل ذلك من جراء الحلم الذي كان يحلم به ذلك الأحمق والذي في الغالب يأخذ حكماً مخففاً أو براءة فهو فخ جيد لهم بالخارج بدون أن يقصد - نحن لا نرضى له أو لغيره السجن بالطبع -.

في حالة أخرى طُلب من أحد هؤلاء أن يقرأ أوراقاً ورسائل معينة ثم يقوم بحرقها , ولكنه لم يحرقها وأخفاها جيداً، وعندما تم تفتيش بيته أثناء عشوائيات المباحث تم الوصول للأوراق وتم فتح قضية بل قضايا كبيرة وحقيقية هذه المرة، وعندما قيل له - في السجن - لماذا لم تحرق الأوراق ؟ قال: لم تطاوعني نفسي أن أحرق أوراق بخط المشايخ والقادة..!!

القصد: الحمقى - خاصة الذين لا علاج لهم - يجب استبعادهم من الصف في مرحلة [شوكة النكاية والإنهاك] خاصة.. ولتتذكر أخي الكريم دائماً تلك الأبيات وتطبقها أفضل من أن تسمعها كنشيد يترنم به الأخوة حولك خلف أسوار السجن:

لا تصحبن الأحمق عمائم الشمقمق
عدو سوء عاقل ولا صديق جاهل
لا يحفظ الأسرارا ولا يخاف عارا
وربما تمطى فكشف المغطى
وربما نظر أراد نفعاً فأضر
كفعل ذاك الدب لخله المحب
يروي أولوا الأخبار

الخ الأبيات...

هذا بالنسبة للحماقة في مرحلة شوكة النكاية والإنهاك، أما في مرحلة إدارة التوحش فيمكن تلافي أضرار الحماقة بتفريغ شحنة الحماس التي يحملها من فيه ذلك الداء في أعمال كثيرة لا ضرر من إشراكه فيها على رجال الإدارة أو الناس في منطقة الإدارة ولكن يجب الحذر من محاولاته التطلع أو المشاركة في أعمال لا شأن له بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق