بحث

السبت، 27 أغسطس 2016

صناعة الجوع العالمي.

هل اكلت برتقالة معدّلة وراثيا.. كيف وجدت طعمها؟

من المؤكد ان شكلها كان غريبا.. فحجمها مضاعف وبها انتفاخات، وطعمها لا يشبه طعم البرتقالة الطبيعية تماما..

فهل تعلم ان هناك دراسات علمية تؤكد ان تناول الأطعمة المعدلة وراثيا يمكن ان يسبب امراض السرطان.

اذن لماذا يزرعون مثل هذه النباتات؟

لأنهم يقولون: ان البشر قد كثر عددهم، ولم تعد النباتات المزروعة طبيعيا تكفي لسد حاجتهم، فاضطرت الدول المتقدمة الى اختراع عملية التعديل الوراثي من اجل ان تنمو النباتات بشكل اسرع لكي تسد افواه الملايين.

فهل الحقيقة كما يقولون؟ هل ان
الارض لم تعد تؤمن الغذاء الكافي لشعوب العالم حقا؟

لأول وهلة يبدو ان هذه النظرية صحيحة، فالكثير من الدول التي فيها حشود سكانية ضخمة تشكو من الجوع..

ولكن مهلا.. لا تنخدع، فهذه كذبة كبيرة، فالارض في الحقيقة كافية لان تسد رمق اضعاف مضاعفة من الاعداد البشرية الموجودة حاليا وزيادة.

كيف ذلك؟

الجواب تجده في الارقام الدقيقة التي سجلتها الباحثة فرنسيس مور والاقتصادي جوزيف كولينز في كتابهما الشهير(صناعة الجوع)، فمثلا في الصفحة 18 من الكتاب ذكرا تقريرا للّجنة الرئاسية بالولايات المتحدة ودراسات لجامعة (ايوا) يثبتان انه لا يزرع الآن سوى ٤٤ % تقريبا من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم، وفي كل من أفريقيا وأمريكا اللاتينية لا يزرع سوى اقل من ٢٥ % من الأراضي التي يمكن زراعتها.

ويؤكد الباحثان انه يمكن لمحاصيل الحبوب في الدول النامية أن تفوق الضعف قبل أن تصل إلى متوسط المحصول في الدول الصناعية، وليس هناك من سبب فيزيائي يحول دون أن يفوق إنتاج الفدان في معظم البلدان النامية إنتاج الدول الصناعية، وفي عديد من البلدان النامية يمكن للأرض التي تقدم الآن محصولا واحدا في السنة أن تقدم محصولين أو حتى أكثر.

ويشخص الباحثان أن المشكلة تكمن في السيطرة غير الصحيحة على الموارد الإنتاجية للاراضي الزراعية، ويؤكدان على ان احد اسباب عجز الكثير من الدول عن تلبية احتياجات الغذاء الأساسية لشعوبها هو سوء توجيه الموارد الزراعية.

فمثلا، في أمريكا الوسطى ومنطقة الكاريبي حيث تبلغ نسبة الأطفال سيئي التغذية ٨٠ % يخصص نحو نصف الأراضي الزراعية فيها لإنتاج المحاصيل للتصدير بدلا من إنتاج الغذاء الأساسي للشعب، حتى انه في عام ١٩٧٣ قامت ٣٦ دولة من بين أفقر الدول التي صنفتها الامم المتحدة بتصدير سلع زراعية إلى الولايات المتحدة الامريكية.

اذن فان مشكلة عدم التوازن بين عدد سكان الارض وانتاج الارض للغذاء محض خرافة، وان مظاهر الجوع في العالم ما هي الا نتيجة لسوء توجيه الموارد الزراعية، وان من وراء هذه المشكلة ايادٍ خفية تدفع باتجاه احتكار موارد الارض لمصالح طائفة محدودة تتحكم بالرأي العام العالمي، وتصدر للبلدان النامية مزروعات معدلة وراثيا تنشر بينهم المزيد من الامراض الفتاكة.

المصدر :

http://alssafat.com/?p=695

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق