لجنة السيسى تعيد اكتشاف ثروات سيناء.. 80 مليون طن فحم فى وادى البروك والحسنة.. 200 مليون طن رخام فى لبنى والمنشرح وعنيزة.. و4 مليون طن جبس فى مصفق.. وربط ترعة السلام بمنطقة القوارير يحدث طفرة تنموية
لا يختلف أحد، على أن تأخرعملية التنمية فى شمال سيناء تسببت فى أزمات كثيرة، أهمها فقدان الثقة بين المجتمع السيناوى والحكومة المصرية وإحساسهم الذى تعمق لأكثر من 30 عاما بالإحباط، وهو ما انعكس على شكل العلاقة بين الدولة وأبناء المحافظة ورغبة الأخير فى عدم التعاون لحقب تاريخية عديدة، فشلت فيها كل محاولات التنمية لأسباب سياسية وأخرى اقتصادية واجتماعية. شكل العلاقة بين الدولة وأهالى سيناء، تغير كثيرا بعد تولى الرئيس السيسى حكم البلاد، وعادت جذور الثقة مرة أخرى بعد سنوات طويلة من الإحباط وتجلى هذا التعاون بين الطرفين فى رغبة الدولة وأبناء المحافظة فى القضاء تماما على الإرهاب فى شمال سيناء، هذه العلاقة أعادت التوازن مرة أخرى بين الطرفين وزادت بعد رغبة الدولة فى بناء تنمية حقيقية فى شمال شمال شرق البلاد.
السيسى أصدر أمس قرارا برقم 329 لسنة 2016، بتشكيل لجنة برئاسة المهندس إبراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية للمشروعات القومية والاستراتيجية، وعضوية محافظ شمال سيناء رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس و قائد قوات شرق القناة لمكافحة الإرهاب ورئيس جهاز تنمية سيناء ورئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ممثل لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية للقوات المسلحة وممثل للمخابرات الحربية وممثل للمخابرات العامة.
وتختص لجنة محلب لإعادة التنمية المتوقفة فى شمال سيناء، بالتحضير لحزمة من المشروعات التنموية والخدمية والبنية التحتية تحت مسمى المشروع القومي لسيناء ورسم السياسات العامة المتعلقة بالمشروع، وإعداد برامج زمنية محددة لتنفيذ هذه المشروعات، على ألا تزيد فترة التنفيذ عن 18 شهرا من تاريخ إصدار هذا القرار، والعمل على تحسين الظروف المعيشية لأسياد الرمال المنسيون" كما يطلق عليهم" من خلال التركيز على أن توفر تلك المشروعات فرص عمل.
قرار الرئيس السيسى، يفتح الحديث حول ثروات شمال سيناء المهملة والتى من المفترض أن تكون دليلا لعمل اللجنة لبدء الانطلاق فى مشروعات التنمية، ففى ورقة عمل لمستثمرى سيناء كشفت عن حجم الثروات فى منطقتى الشمال والوسط، وأكدت انتشار الرخام بنسبة تتعدى 200 مليون طن فى جبلى لبنى والمنشرح ويكثر تواجد بعض أنواعه فى منطقتى ريسان عنيزة وأم شيحان، كما تتوفر خامة الطفلة التى تكون المادة الأساسية فى صناعة الأسمنت بكمية تصل إلى 25 مليون طن فى وادى البروك والحسنة وجبل الحلال وجبل المغارة و4 مليون طن من الجبس وكميات هائلة من الحجر الجيرى فى منطقتى الروضة ومصفق، كما ينتشر الفحم بنسبة تصل وفق التقديرات خبراء الجيولوجيا إلى 80 مليون طن فى مناطق الوسط ووادى البروك والحسنة، كما تنتشر ملايين الأطنان من الرمال البيضاء المكون الرئيسى لصناعة الزجاج والبلور فى جبال المنشرح ويلق ومنظور ووادى فيللى، بالإضافة إلى وجود خامات تدخل فى صناعة الأسمدة وأعمال البناء والخزف والصينى والسيراميك وتكرير الزيوت وفحم الكوك وأجود أنواع الملح فى ملاحات سيناء.
إعادة تشكيل الكتلة السكنية، أمر أكثر أهمية لإعادة التنمية فى شمال سيناء وخاصة بعد نقل بعض الأهالى من مساكنهم مع بدء عمليات الحرب على الإرهاب، أضف إلى ذلك أن تقرير التنمية البشرية الذى أصدرته الوزارة بالتعاون مع البرنامج الإنمائى للأمم المتحدة فى عام 2007 كشف حقائق هامة فى ضرورة إعادة توزيع الكتل السكانية، أهمها أن توزيع السكان على المساحة الكلية أظهر أن 9 أفراد فقط يعيشون فى كل كيلو متر مربع فى محافظة شمال سيناء، والتى تبلغ مساحتها الإجمالية 29 ألف كيلو متر مربع، ولا يسكنها سوى 300 ألف شخص، وقال التقرير أن أهالى سيناء كانوا يعانون من الإهمال الشديد للحكومات المتعاقبة لمنطقة شمال سيناء، وذكر فى "متنه" أنه لا تنمية تذكر فى شمال سيناء، والدليل أن 40 ألف نسمة يعيشون تحت خط الفقر ويبلغ إجمالى العاطلين عن العمل ما يقرب من 25 ألف نسمة. فى حين تراجعت نسبة القيد فى التعليم بمراحله المختلفة من 4.67 % إلى 1.44% فى بعض القرى مثل قرية "أم القطن".
مشروع تنمية سيناء الذى أقرته الحكومة منذ 18 عاما كان الهدف منه هو استصلاح وزراعة 400 ألف فدان على امتداد ترعة السلام، وإنشاء سحارة تحت قناة السويس لتمرير 13 مليون متر مكعب من المياه بطول 155 كيلو متر، لتكوين زمام الترعة فى سهل الطينة والبردويل ومنطقة السرو والقوارير وبئر العبد، حيث تقدر الاحتياجات السنوية لمشروعات التنمية فى تلك المساحة بـ 2 مليار متر مكعب لتحقق 2 مليون فرصة عمل فى سيناء، وكان وزير التنمية المحلية وقتها عبد السلام المحجوب، قال فى إحدى جلسات مجلس الشورى، إن العام 2017 المستهدف للانتهاء من المشروع، والذى يركز على دمج سيناء فى الكيان الاقتصادى والاجتماعى لبقية الأقاليم، وإضافة محور تننموى يضم 3 قطاعات رئيسية هى العريش .. هذا المشروع الذى توقف أكد الخبراء على ضرورة استكماله بمشروع ترعة السلام لأنه الوحيد الذى سيحقق تنمية فعلية لشمال ووسط سيناء فوصوله إلى منطقة السرو والقوارير سيحدث طفرة تنموية بشرية وزراعية وصناعية ومن الضرورى أيضا توصيل خط الألف ميل ليشرب المواطنون مياها نقية.
المصدر :
http://www.youm7.com/story/2016/7/27/%D ... 9-/2817697
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق