لا تزال الغلبة للأسف للإعلام الإخواني الإلكتروني على ما سواه مدعوما من العيال المصريين الأمريكان المتمولين بوسائل مختلفة.. وسيظل تفوقهم طالما ظلت
حالة المثالية عند الأغلبية الكاسحة من شعبنا من أنصار الدولة المصرية وجيشها العظيم.. فأنصاف الحلول تعني أنه لا حلول.. وأنصاف المواقف تعني أنه لا مواقف.. وعندما يطل علينا هؤلاء بطرحهم الخبيث من عينة "آه بنحب الجيش بس مش للدرجة دي"! إلى آخر هذا المنهج في التفكير فنبشر باستمرار تفوق الإخوان !نعود لصلب الموضوع.. وصلبه يقول "إن الإعلامي والصحفي الأستاذ محمد الغيطي أذاع قبل أشهر ما يفيد أن الجيش المصري حاصر الأسطول الأمريكي في البحر المتوسط وأجبره على الانصراف بعيدا عن المياه الإقليمية المصرية".. أضاف الغيطي في برنامجه " صح النوم " على قناة التحرير ما يفيد التعامل الخشن مع قائد الأسطول!
قبل أن تنتهي الحلقة اشتعلت المواقع بهجوم كاسح وغير مسبوق على الغيطي.. الهجوم أغلبه وقح وبعضه بذىء وبعضه الآخر مقرف.. خلط فيه الكثيرون بين موقفهم المسبق من الغيطي لمعارك سابقة بينه وبين الإخوان و6 أبريل وغيرهما.. وبين موقفهم من جيش بلادهم.. ودارت المعركة ضد الغيطي حتى من داخل القناة التي يعمل بها.. إلا أن الملاحظة الأساسية لدينا وقتها وحتى أمس أن القوات المسلحة المصرية العظيمة لم تنف ما جاء على لسان الغيطي.. ولم توضحه.. ولم يتدخل متحدثها الرسمي بأي طريقة رغم أنه يتدخل وعلي الفور في أمور أقل من ذلك بكثير.. وهو ما اعتبرناه ضمنا إما تأكيدا للمعلومة أو رضاه عنها لحسابات مختلفة..
تمر الأيام وما من واقعة أو خبر أو حلقة يكون الغيطي طرفا فيها إلا وهوجم من البعض وسخر منه البعض الآخر.. كنا نفهم أن الإخوان يصفون حساباتهم معه.. ومعهم حلفاؤهم.. لكن.. لماذا يفعل مثلهم ويقلدهم الآخرون من خصوم الإخوان؟ ما العجيب أن يدافع جيش مصر عن حدوده ومياهه؟ ما العجيب أن يفتخر إعلامي حتى بالمبالغة بجيش بلده؟ إنه لم يقل إن الجيش الأمريكي حاصر الجيش المصري كي يغضبون منه ويهاجمونه.. إنما قال العكس.. فإن لم تكن المعلومة ترضي البعض أو تقنعه فعليه بالصمت.. أو قل عليه بالتناول الهادئ..
لكن استطاع الإخوان ومن معهم جر الأغلبية الكاسحة تلك من السير ورائهم.. واستمر الحال كذلك حتى خرج الفريق مهاب مميش الإثنين في حوار تاريخي مع "المصري اليوم" وينهي الجدل وقد كان الرجل قائدا للبحرية المصرية وقت الواقعة ويقول بالحرف للزميلة رانيا بدوي "في أعقاب ثورة 25 يناير وأثناء الانفلات الأمني أبلغتني الوحدات البحرية وحرس الحدود برصد وحدتين حربيتين كبيرتى الحجم طراد وفرقاطة عليهما مجموعة من السفن وطائرات الهليكوبتر، وكنت وقتها قائد القوات البحرية فأمرت بخروج القوات البحرية واعتراض الوحدتين وتهديدهما ووضعنا خططًا عسكرية للتعامل معهما في حالة رفض الخروج من المياه الإقليمية وبالفعل اعترضتهما القوات المصرية وحاصرتهما وطالبتهما بالانسحاب فورًا من المياه الإقليمية فاضطرا للانسحاب وأبلغت المشير طنطاوي وقتها بما حدث وأيد القرار" !!!
علامات التعجب لنا والكلام هذه المرة على لسان مسئول كبير جدا في الدولة المصرية.. وكلامه سمعه العالم وأولهم السفارة الأمريكية ومسئولوها ووزارة الدفاع الأمريكية أيضا وهو يطول دولة عظمى.. ولا يمكن الصمت على كلامه إلا أن كان صحيحا وكلامه لا يقبل فزلكة المتفزلكين ولا غباء الأغبياء ولا يقبل إلا تصديقه والسؤال الآن: هل سيعتذر واحد من المشككين في جيشهم الآن؟ هل سيتوبوا من تهمة وطنية شنيعة تقول بعدم ثقة بعضهم في جيشهم ؟ هل يسفيق من يتأثر بالإعلام الإخوان كي لا يقع مرة أخرى في فخاخهم ؟ هل سيفكر الكثيرون قبل أن تصنع أياديهم ما تصنع وهو شر؟
الآن.. يتبقي توقيت تصريح الفريق مميش وأسبابه وهو ما يستحق مقالا مستقلا !
المصدر :
http://almogaz.com/news/politics/2015/03/25/1931809
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق