«أحداث الحادى عشر من سبتمبر عمل داخلى ومن تخطيط الحكومة الأمريكية».
ليست العبارة السابقة مفاجأة للكثيرين، فقد تكررت مرارًا في تحليلات خبراء استراتيجيين، وكثيرًا ما استشهد بها مفكرون عرب ومسلمون للتدليل على أن الهجوم الذي استهدف برجى التجارة في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» لا يخرج عن سياق نظرية المؤامرة.
لكن المثير هذه المرة أن العبارة صدرت عن
المتحدثة الرسمية لحملة المرشح دونالد ترامب، الأمر الذي يحمل إدانة واضحة لجورج بوش الابن الذي ينتمى لفصيل ترامب السياسي «الجمهوريون».ليست العبارة السابقة مفاجأة للكثيرين، فقد تكررت مرارًا في تحليلات خبراء استراتيجيين، وكثيرًا ما استشهد بها مفكرون عرب ومسلمون للتدليل على أن الهجوم الذي استهدف برجى التجارة في نيويورك ومبنى وزارة الدفاع الأمريكية «بنتاجون» لا يخرج عن سياق نظرية المؤامرة.
لكن المثير هذه المرة أن العبارة صدرت عن
١٥ عامًا مرت على الزلزال المدوي.. المشهد الذي أذهل العالم، الولايات المتحدة تحت هجوم إرهابى استثنائى بـ«الطائرات المدنية»، وما زالت الحقائق حتى الآن ملتبسة بشأن هذا الحدث الأسود.
حديث «ترامب الجمهوري» عن تورط أجهزة أمريكية في المؤامرة ليس الأول في صفوف الجمهوريين، فقد سبقه حديث لحاكم نيويورك رودى جوليانى خلال عامى ١٩٩٤ و٢٠٠١، والذي اعتبر أن «بوش هو المسئول عن الأحداث»، لكن أن يأتى الحديث من مرشح الحزب للرئاسة، فإن الأمر يغدو شديد الأهمية.
غير أن «جولياني» قال قبل أيام «إن الجمهوريين هم الأقدر على محاربة الإرهاب»، الأمر الذي دفع صحفًا أمريكية إلى وصفه بأنه رجل ذو ذاكرة انتقائية.
ونشر مركز جلوبال ريسيرش الكندى تقريرًا للرد على تصريحات جوليانى التي ذهب فيها أيضًا إلى أن فترة أوباما هي الأسوأ بالنسبة للأمن القومى الأمريكى «وقد تسبب خاصة خلال فترة هيلارى كلينتون بوزارة الخارجية في أزمات كبرى على رأسها في سوريا والعراق».
وقال المركز البحثى إن الأحداث المأساوية في ١١ سبتمبر ٢٠٠١ تشكل معلمًا أساسيًا في تاريخ الولايات المتحدة، ونقطة تحول حاسمة، حيث تم تضليل الملايين من الناس حول أسباب وعواقب الأحداث، بغرض عسكرة المجتمع الأمريكي.
وفتحت الأعمال الإرهابية الباب أمام رغبة بوش الابن في «شن العدوان هنا وهناك» تحت عباءة مصطلح مكافحة الإرهاب.
ولم يتطرق التقرير الكندى إلى عبارة جورج بوش لوصف حروبه بالحروب الصليبية، وهى العبارة التي سارع البيت الأبيض وقتها إلى التبرؤ منها كونها «زلة لسان».
والمعروف أن الرئيس السابق كان ينتمى إلى تيار يسمى بالمسيحية الصهيونية ويضم صقور الحزب الجمهورى ممن يؤمنون بحروب نهاية العالم ضد المسلمين ومن ثم نزول المخلّص.
ورصد التقرير وجود تضارب تسلسل السيناريو الأمريكى بشأن الحادى عشر من سبتمبر، ففى الساعة ١١ صباحًا، أعلنت إدارة بوش الابن، أن تنظيم القاعدة هو المسئول عن الهجمات على مركز التجارة العالمى والبنتاجون، وجاء هذا التأكيد قبل بدء التحقيق من الأصل.
وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية جورج تينيت في صباح ذلك اليوم إن أسامة بن لادن لديه القدرة على التخطيط لهجمات متعددة دون سابق إنذار، ووصف وزير الخارجية كولن بأول الهجمات بعمل حربي.
وقال مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جيمس وولسي، من دون الإشارة إلى أفغانستان، إن الهجمات تمت «تحت رعاية دولة»، وفى ذلك المساء ذاته عند الساعة التاسعة والنصف، كان مجلس حرب أمريكى قد تشكل من قبل عدد مختار من عملاء المخابرات والمستشارين العسكريين، وفى تمام الساعة الحادية عشرة مساء في نهاية هذا الاجتماع التاريخى في البيت الأبيض، تم إطلاق مصطلح «الحرب على الإرهاب» رسميًا.
وقدمت الأحداث المأساوية في ١١ سبتمبر المبرر لشن الحرب على الشرق الأوسط بدعم كامل من الرأى العام الدولي، وقدم العديد من أبرز المثقفين فكرة «الانتقام من الإرهاب»، على أسس أخلاقية ولا أخلاقية، واستخدمت الفكرة كذريعة لغزو أفغانستان والعراق، ناهيك عن إلغاء الحريات المدنية والحكومة الدستورية في أمريكا.
ونادرًا ما تذكر وسائل الإعلام الأمريكية، أن تنظيم القاعدة تمت صناعته من قبل وكالة المخابرات المركزية التي تعود إلى الحرب السوفيتية الأفغانية.
واعترف قياديون سابقون في الاستخبارات بأن الولايات المتحدة دعمت أسامة بن لادن، وبالتالى فإن الرواية الرسمية لـ١١ سبتمبر محت أيضًا السجل التاريخى للولايات المتحدة لدعم الإرهاب الدولي.
ويسأل التقرير الكندي: أين كان أسامة بن لادن في ١١ سبتمبر ٢٠٠١؟.. وهل هناك دليل بأن أسامة بن لادن منسق لهجمات ١١ سبتمبر؟
ووفقًا للتقارير فإن «العدو رقم واحد» نُقل إلى جناح جراحة المسالك البولية في مستشفى عسكري باكستانى في ١٠ سبتمبر ٢٠٠١، وكان من الممكن إلقاء القبض عليه في وقت قصير بعد الهجمات، ولكن بعد ذلك سمعنا عن أسطورة أسامة، التي تغذيها سلسلة الأخبار وكذلك الخطب الرئاسية في غضون السنوات الخمس عشرة الماضية.
وقال التقرير «لم يكن ممكنًا أن ينسق أسامة بن لادن للهجمات وهو يرقد في سريره، كما أن المستشفى تحت الولاية القضائية للقوات المسلحة الباكستانية، التي لديها صلات وثيقة مع وزارة الدفاع الأمريكية التي كانت تعرف مكان وجود أسامة بن لادن».
لكن بعد ذلك قام مستشارو الجيش والمخابرات الأمريكية ومقرها في روالبندى بالعمل بشكل وثيق مع نظرائهم الباكستانيين في محاولة للقبض على الهارب الأكثر شهرة، حيث زعم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد، في ذلك الوقت، أن مكان وجود أسامة بن لادن لم يكن معروفًا، ووصف البحث عنه مثل البحث عن إبرة في كومة من القش.
المصدر :
http://www.albawabhnews.com/2080609
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق