بحث

الأربعاء، 23 أبريل 2014

المسيحيين الصهاينة - من أدوات مسيح الضلالة الأعور الدجال في اختراق الديانة المسيحية -4

الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة
.

المؤلف: البروفيسور نورتن ميزفنسكي .

محاضرة القاها نورتن ميزفنسكي في معهد الباحثين في صيف 2012، الذي عقده المعهد الدولي للفكر الإسلامي (
IIIT) في هيرندن، فرجينيا بتاريه 12 يونية 2012.

المؤلف في أسطر: 

هو أستاذ شرف في التاريخ (متقاعد) في جامعة كونيكتكت، ومؤلف كتب في التاريخ. الكاتب يهودي الديانة مناهض للصهيونية ومؤازر للشعب الفلسطيني في حق عودة مهجريه بالقوة عام 1948 هم وأحفادهم إلى قراهم وبيوتهم وبيارتهم التي طُردوا منها ومنادٍ بإقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية الموحدة لكل ساكنيها مسلمين ومسيحين ويهود، كل عليه حقوق وواجبات كما ينص عليها القانون والجميع له حق الانتخاب الحر.

كان قد ألف مع الكاتب الإنساني اليهودي (الإسرائيلي) إسرائيل شاحاك كتاب الأصولية اليهودية في إسرائيل، الكتاب الذي أحدث ضجة حين صدوره ولا زال.
 
المؤرخ نورتن ميزفنسكي ممنوع من القدوم إلى إسرائيل حيث يعتبرونه شخصية غير مرغوب فيها، كما كتّاب يهود غير صهيونيين آخرين.

نص محاضرة : الصهيونية المسيحية في الولايات المتحدة.

إنني لسعيد أن أكون هنا معكم في معهد الباحثين الصيفي
IIIT المثير للإعجاب هذا.

كلي أمل أنني سأقدم مساهمة صغيرة، إيجابية لتداولاتكم.

إن موضوعي، شبهاً لموضوع العرض السابق، قائم بالتأكيد على الإيمان الديني.

ومع ذلك، إن موضوعي ليس موجهاً نحو تحقيق السلام.

وتشكل الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية والصهاينة المسيحون الأفنجليكان تهديداً كبيراً لمجتمعنا ولكثير من العالم فيما وراء ذلك.

وهنا نقطتين كبريين لصياغتهما في هذا الشأن:

1) تأكيد الصهيونية المسيحية على دولة إسرائيل واليهود و 2) عداء الصهيونية المسيحية الموجه ضد ليس العرب ولكن أيضاً الإسلام والمسلمين.

وهاتان النقطتان متصلتان ببعضهما وتتداخلان لكن تحتاجان أيضاً لتحليلهما بانفصال عن بعضهما.

وأنا سأركز على كل نقطة منهما بالترتيب.

وكما هو ضروري عادة، نحتاج أن نبدأ بتعريف المصطلحات.

فالصهيونية المسيحية، المعرَّفة بشكل عام، ليست مقصورة على الأفنجليكان.

فقسس وقادة شعبويون وتجمعات تعبدية لكثير ممن يسمون بكنائس التيار العام تستحق أن تُسمى صهيونية مسيحية؛ فهم يؤمنون ويدافعون عن أن الصهيونية السياسية لشخصية دولة إسرائيل هي شرعية وأخلاقية ومخولة ومأصلة من قبل الكتاب المقدس ويجب أن يتم دعمها والحفاظ عليها.

إن هؤلاء الصهاينة المسيحيون من التيار العام يختلفون من واحد لآخر في تصوراتهم للإسلام والمسلمين.

وبؤرة حديثي، مع ذلك، ليست على هؤلاء صهاينة التيار العام المسيحيين ولكن عوضاً عن ذلك يتركز حديثي على الصهانية المسيحيين الأفنجليكان.

ليس كل أفنجليكانيي الولايات المتحدة الأمريكية صهاينة مسيحيين.

فبعض الأفنجليكان، أمثال الزعيم والمتكلم البارز توني كومبولو، عارض علانية اللاهوت الصهيوني المسيحي.

إن الغالبية الأكبر من زعماء المسيحية الأفنجليكانية واتباعهم في الولايات المتحدة، مع ذلك، هم صهيونيون مسيحيون.

وإنه لمن الصعب في 2012 التقدير بدقة للعدد الفعلي للصهيونيين المسيحيين الأفنجليكان في الولايات المتحدة.

فالكاهن جيري فالويل، أحد الزعماء الصهاينة المسيحيين الأفنجليكان الأكثر شهرة، قبل وفاته، تفاخر وبمبالغة قائلاً أن عدد الصهيونيين المسيحيين الأفنجليكان في الولايات المتحدة يُحصى بمائة مليون شخص؛ وذاك الرقم مبالغة.

إن الرقم في 2012، مُحدداً من تقديرات لمصادر ودراسات عديدة، هو بدلاً من ذلك يتراوح حول الخمسين مليون.

ومن الواضح، أن العدد كبير بشكل كافٍ ليبين أهميته.

إن الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية صورة واحدة من صور الأصولية المسيحية.

فالصهاينة المسيحون يؤمنون أن نصوص العهد القديم والعهد الجديد هي كلمة الله الموحاة حرفياً.

وبتعبير مختصر، الصهيونية المسيحية الأفنجليكانية حركة داخل الأصولية البروتستانتية التي ترى دولة إسرائل الحديثة تحقق للنبوءة التوراتية وهكذا تستحق الدعم المالي والسياسي والديني.

إن الصهاينة المسيحيين يعملون بشكل وثيق مع الحكومة الإسرائيلية وكذلك أيضاً مع المنظمات الصهيونية اليهودية الدينية والعلمانية.

نشأت الصهيونية المسيحية من نظام لاهوتي معين يُدعي التقديرية الإلهية لما قبل الألفية .

وقد أصبحت عقائدها واضحة خلال أوائل القرن التاسع عشر في إنجلترا عندما كان هناك تدفق للعقائد الألفية تالياً للعام 1800.

فمواعظ وكتابات رجال الدين الأيرلندي جون نيلسون ديربي (1800-1882) والأسكتلندي إدوارد إرفنج أكدت على التحقق الحرفي والمستقبلي للتعاليم مثل الصعود الجذل وظهور عدو المسيح ومعركة هرمجدون والدور المركزي لإحياء دولة إسرائيل.

لقد أصبحت تعاليم ديربي ملمحاً محورياً لوعاظ بارزين كثر للفترات ما بين 1880-1900، بضمنهم الأفنجليكانيان دويت ل. مودي وبل سندي؛ ووعاظ بريسبريتانيين أمثال الكاهن جيمس بروكس؛ وواعظ راديو فلادلفيا، هاولد ب. آيرونسايد؛ وسيروس أي. سكوفيلد.

عندما طبق سكوفيلد تعاليم ديربي بشأن الروح وعلاقتها بالموت وحساب الآخرة على الكتاب المقدس [بشقيه العهد القديم والعهد الجديد]، كانت النتيجة ملخص لتدوينات ملحقة من التقديرية الإلهية لما قبل الألفية على نص الكتاب المقدس، عُرفت بإنجيل سكوفيلد.

وأصبح إنجيل سكوفيلد بالتدريج النسخة الوحيدة المستخدمة من قبل معظم المسيحيين الأفنجليكان والأصوليين لطوال القرن التالي.

إن الما-قبل الألفية هي لاهوت مسيحي التي ربما قد تكون قديمة قدم المسيحية نفسها.

إنها ضاربة الجذور في فكر هلاك آخر الزمان اليهودي ويعتقد عموماً أن المسيح سيعود إلى الأرض قبل إقامته مملكة ألفية بمعنى الكلمة تحت سيادته.

وأضاف ديربي عناصر مميزة من “الصعود الجذل” للمسيحي الحقيقي المولود مجدداً قبل عودة المسيح، وقد فسر كل النصوص النبوئية الكبري بفهم تنبؤي مستقبلي.

وأيضاً ميز تاريخ العالم بحسب فترات معينة أصطلح عليها “التقديريات”، التي عملت على إرشاد المؤمنين لكيف عليهم أن يُصرِّفوا أنفسهم.

وفي هذا الشأن، يبدأ تحقيق العلامات النبوئية المهمات المركزية للتفسير الأفنجليكاني المسيحي.

لقد دعمت الصهيونية المسيحية في القرون التاسع عشر والعشرين والحادي والعشرين مطالبات الصهيونية السياسية اليهودية المتطرفة غير القابلة للمساومة في وجهة نظرهم، بما في ذلك سيادة إسرائيل على كل فلسطين التاريخية والقدس بضمنها.

فدولة إسرائيل الحديثة يُنظر اليها على أنها تحقق للكتب المقدسة النبؤئية وكواحدة من المراحل الضرورية سابقة للمجيء الثاني للمسيح. والصهيونية المسيحية تؤكد بدون شك أن اليهود يحتاجون ويجب أن يسيطروا على الأراضي المقدسة قبل المجيء الثاني لعيسى المسيح.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق