بحث

الأربعاء، 23 أبريل 2014

المسيحيين الصهاينة - من أدوات مسيح الضلالة الأعور الدجال في اختراق الديانة المسيحية - 2

ورُدَّ هذا الادعاء بأنه يصادم ما ورد صراحةً في العهد الجديد، كما ورد أنه بعد
عيد العنصرة Pentecost حذر بطرس الشعب اليهودي بأنهم إذا أصروا على رفض الاعتراف بعيسى أنه هو المسيح، فلن يكونوا شعب الله.

جاء في أعمال الرسل (الإصحاح الثالث: 23): "ويكونُ أن كل نفس لا تسمع لذلك النبي تُباد من الشعب." 

فاليهود إذن بمعزل عن كونهم شعب الله المختار إذا لم يؤمنوا بعيسى المسيح.

زدْ على هذا أن مسألة "الاصطفاء" هي هبة من الله لعيسى، تمنح لكل من يؤمن به بغض النظر عن أصوله العرقية.

3- لأن اليهود لا يزالون شعب الله المختار فإن الله وعدهم أن يمنحهم أرض كنعان للأبد؛ فإعادة لليهود إلى فلسطين أمر يحث عليه الكتاب المقدس. وهذا طبعاً مبني على القراءة الحرفية للعهد القديم.

لكن هذه النصوص نفسها تشير إلى أن مثل هذه الإعادة قد حدثت فعلاً تحت عزرا ونحميا، وليس من المتوقع أن تكون هناك إعادة أخرى.

كما أن كتَّاب العهد الجديد يرون تطبيق مثل هذه الوعود على اليهود المؤمنين والجنتايل (غير اليهود) أيضاً.

4- دولة إسرائيل العظمى، الممتدة من النيل إلى الفرات، هي إرث يهودي محض وعد الله به إبراهيم (سفر التكوين، الإصحاح: 12-13، 15) ثم أكده فيما بعد لإسحاق (التكوين، الإصحاح:22) ويعقوب (التكوين، الإصحاح:28) دون قيد أو شرط.

وردّ بأن هذا الوعد مقيد بشروط؛ فقد حُذِّر الإسرائيليون بأنهم إن عصوا الله فسوف يشرّدون بين الأمم (سفر اللاوين، 26: 33) وامتلاك الأرض متوقف على شرط الوداعة والخضوع وليس "الاصطفاء." أما التجبر والتكبر فهما من أسباب الطرد والتشريد. ففي المزامير (37: 11): "أما الودعاء فيرثون الأرض ويتلذذون في كثرة السلامة".

إن الصهاينة المسيحيين يتجاهلون عن عمدٍ تأكيدَ الأنبياء العبرانيين حول أن الأرض ملك لله تعالى وأن الإقامة فيها مشروطة دوماً، كما ورد على سبيل المثال في اللاوين (25: 23): "والأرض لا تباع بتة، لأن لي الأرض وأنتم غرباء ونزلاء عندي." الأرض لله، ولا يمكن أو تباع أو تشرى إلى الأبد، فضلاً عن كونها تسرق أو تصادر، كما حدث في الأراضي المحتلة في 1867.

إن الأرض ليست تحت تصرف إسرائيل من أجل تحقيق أهدافها القومية، بل هي تحت تصرف أهداف الله، واليهود سيظلون نزلاء في أرض الله. إن المتطلبات الأخلاقية من أجل ديمومة السكنى في الأرض ملخصة بوضوح في القانون. يقول النبي حزقيال: " يا ابن آدم إن الساكنين في هذه الِخرَب في أرض إسرائيل يتكلمون قائلين: إن إبراهيم كان واحداً، وقد ورث الأرض. ونحن كثيرون، لنا أعطيت الأرض ميراثاً.

لذلك قل لهم: هكذا قال السيد الرب تأكلون بالدم، وترفعون أعينكم إلى أصنامكم، وتسفكون الدم، أفترثون الأرض؟ وقفتم على سفكم، فعلتم الرجس، وكل منكم نجّس امرأة صاحبه، أفترثون الأرض؟....فأجعل الأرض خربة مقفرة، وتبطل كبرياء عزتها، وتخرب جبال إسرائيل بلا عابر." (حزقيال: 24-29). يعلق الكاتب قائلاً: على أساس هذه التحذيرات الصائبة، ربما يسأل المرء محقاً: هل تتوقع دولة إسرائيل المعاصرة- بسبب سياسياتها التوسعية الحاضرة- نفياً وطرداً عوضاً عن العودة؟

5- القدس أو صهيون تقع في لب وصميم الصهيونية المسيحية، فهي مدينة يملكها اليهود حصراً وللأبد.

لكن ليس في العهد الجديد ما يقوي أو يعضد هذا الادعاء، وعلى العكس فالمسيحيون مطالبون بأن لا يعولوا على المدينة الأرضية، وأن يعولوا بأنهم مواطنون في القدس السماوية.

6- لا بد من إعادة بناء الهيكل، وإقامة نظام القرابين لكي تدنس من قبل المسيح الدجال قبل رجوع المسيح عيسى. ويعتبر سكوفيلد الكاتب الأكثر نفوذاً في ترويجه لفكرة وجوب إعادة الهيكل، ومعه هيكلان آخران أيضاً.

ورد بأن العهد الجديد يؤكد بأنه بعد موت المسيح أصبح الهيكل ونظامُ القرابين أثراً بعد عين.

فالقيمة النهائية للهيكل ليست في هيكل آخر يصنعه الإنسان بل في عيسى المسيح وكنيسته.

جاء في سفر الرؤيا (22:21):"ولم أر فيها هيكلاً لأن الربَّ الله القادر على كل شيء هو والخروف هيكلُها."

إن تركيز الصهيونية المسيحية المرتبطَ بالآخرة قائم على لإعادة مملكة اليهود، لا جسد المسيح، وعلى دولة إسرائيل المعاصرة، لا صليب المسيح. وإن موت المسيح الذي كفر به عن خطايا البشر ألغى وظيفة الهيكل وما يتصل به من نظام القرابين، وما تحطيم الهيكل في 70 ميلادي إلا تأكيد لهذه الحقيقة، لذا فالقول بوجوب إعادة بنائه هو عكس للكتاب المقدس.

7- يرى جلُّ الصهاينة المسيحيين أن المستقبل القريب في جوهره ينطوي على تشاؤم، ومعركة هرمجدون سوف تسبب في مقتل ثلثي اليهود قبل أن يعود المسيح لإنقاذ الباقي.

وإن المسيح-في زعمهم- سوف يحاسب الأمم وفقاً لطريقة تعاملها مع اليهود.

الفصل الثالث: الآثار السياسية للصهيونية المسيحية.

يناقش هذا الفصل العواقب الوخيمة الناتجة عن اعتقادات وتصرفات الصهاينة المسيحيين:

1- الإيمان بأن اليهود لا يزالون شعب الله المختار يقود الصهاينة المسيحيين إلى استرضاء إسرائيل بجميع الوسائل؛ وسياسة الاسترضاء هذه ستؤدي لا محالة إلى غض الطرف بل إلى تسويغ جميع التصرفات والسياسات العنصرية التي تمارسها إسرائيل، في الإعلام وبين السياسيين غيرهم.

2- وبما أن اليهود شعب الله المختار، فإن العودة النهائية لليهود إلى إسرائيل أمر يتم تشجيعه على مختلف الأصعدة وبالتعاون بين المنظمات المسيحية واليهودية.

3- دولة إسرائيل العظمى، كما وصفت في الكتاب المقدس، هي ملك حصري للشعب اليهودي، ولهذا لا مناص من احتلال الأرض وإقامة أكبر عدد ممكن من المستوطنات.

4- القدس هي العاصمة الحصرية والأبدية لليهود، من دون مشاركة الفلسطينيين، ولذا فإن على الحكومات الغربية وبضغط من الصهاينة المسيحيين أن تنقل سفاراتها إلى القدس، تأكيداً وتوطيداً لهذه الحقيقة.

5- إذا كان الصهاينة المسيحيون يؤمنون إيماناً راسخاً بأن حرباً ستقع بين الخير والشر في المستقبل القريب، فما من أمل في سلام يدوم طويلاً بين اليهود والعرب. وبلغة أوضح، إن القول بوجوب تقديم إسرائيل تنازلات للإسلام أو العيش بسلام مع الفلسطينيين يعد بمنزلة من يعارض الرب وإسرائيل في معركة هرمجدون الوشيكة.

وغالباً ما يهدد الصهاينة المسيحيون كل من لا يرى رأيهم أو ينفذ تعاليمهم، من المسيحيين وغيرهم، بعذاب ماحق من الله يأتي عليهم يستـأصل شَأْفَتهم ولا يبقي لهم أثراً.

يقول بات روبرتسون: " لو كان لأمريكا دور في نزع نصف القدس من يد إسرائيل وتسليمها لياسر عرفات ومجموعة من الإرهابيين، فإننا سوف نرى غضب الله يحل بهذه الأمة،

غضباً يجعل الأعاصير تبدو كأنها نزهة مدرسية في يوم الأحد." ويرى روبرتسون أيضاً أن اغتيال رابين كان عملاً صادراً من الله وحساباً منه على خيانة رابين لشعبه.

الأصناف الأربعة للصهيونية المسيحية:

الأول: عقيدة المجيء الثاني لعيسى قبل حدوث الألفية Covenantal premillennialism

وما يميزها هو التبشير وإعادة اليهود إلى فلسطين؛ تمثلها منظمة جمعية يهود لندن London Jews' Society وتعرف أيضاً باسم Church’s Ministry Among Jewish People (CMJ)

الثاني: عقيدة التدبير الإلهي المسيحانيMessianic dispensationalism

وما يميزها هو التبشير وإعادة الهيكل؛ تمثلها منظمة يهود لأجل اليهود (JFJ)Jews for Jews

الثالث: عقيدة التدبير الإلهي التنبؤي Apocalyptic dispensationalism

وما يميزها التنبؤ ومعركة هرمجدون؛ تمثلها مؤسسة (DTS)Dallas Theological Seminary

الرابع: عقيدة التدبير الإلهي السياسي Political dispensationalism:

وما يميزها هو دعم إسرائيل ومباركتها؛ تمثلها منظمة سفارة القدس المسيحية العالميةInternational Christian Embassy Jerusalem (ICEJ) وجسور لأجل السلام (BFP) Bridges for Peace.

هذا عرض أرجو أن يكون-ولو في حده الأدنى- وفّى هذا العمل المهم حقه، وأنزله منزلته اللائق بها، مبيناً عُوارَ معتقدات الصهاينة المسيحيين وخَطَلَ آرائهم، وكاشفاً للعالم أن بنيانهم -بعد التدقيق والتمحيص- قائم على غير أساس، والبناءُ على غير أساسٍ هَدْمٌ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق