بحث

الأربعاء، 23 أبريل 2014

من وسائل تكوين الرأي الجمعي للشعوب والمجتمعات - الرسائل الخفية - 1


هل سمعت يا سيّدي الكريم عن ما يسمّى بـ"الإدراك الخفي"
؟!، وتسمى باللغة العلمية الغربية Subliminal Perception .

هل تعلم أنه يمكننا أن ندرك أموراً كثيرة دون استخدام أي من حواسنا الخمس التقليدية ؟! و نتفاعل معها و نتجاوب لها دون أي شعور منا بذلك ؟! . أي أن ما نراه هو كل ما نراه ، لكن ما ندركه هو أكثر من ما نراه !.

هل تعلم أن الناس يتعرّضون للآلاف من المنبهات و الدوافع اللاشعورية يومياً ؟ . و تتمثّل هذه المنبهات بشكل أصوات و صور و حتى روائح ، و يمكن أن تكون عبارة عن منبهات فوق صوتية ، تحت صوتية ، إشعاعية ، رادارية ، و مايكروموجية ، و غيرها من منبهات نتأثر بها دون إدراك من عقلنا الواعي ! لكنها تسجّل في عقلنا الباطن ( القسم الخفي من العقل ) و يكون لها أثر كبير على سلوكنا و تفكيرنا و شعورنا و حالتنا الصحيّة و حتى تركيبتنا الفيزيائية !.

وقد بدأت الأبحاث تشير بشكل واضح إلى وجود مستويات متعدّدة من "الوعي" عند الإنسان ! .






حتى أثناء النوم أو في حالة التخدير الجراحي ، يمكن للإنسان أن يدرك أمور كثيرة من حوله ! و يمكن لهذه الأمور أن تأثّر نفسياً أو جسدياً عليه ، بشكل غير شعوري !. و قد بدؤا يوصون الأطباء مؤخراً بعدم التحدّث عن حالة المريض في حضوره ، حتى لو كان في حالة تخدير تام ، لأنه يدرك كل كلمة يقولونها ! و يتفاعل معها لا شعورياً ! بالرغم من نومه العميق !.

يعود الاهتمام بهذه الظاهرة إلى أواخر القرن التاسع عشر ، حيث أقيمت أبحاث و دراسات سيكولوجية (نفسية) كثيرة حولها . و كان أشهر هذه الأبحاث هي تلك التي أقامها علماء مثل : "ج.ك أدامس" و "س. فيشر" و "ب. سيديس" و "س.س بيرس" و "ج. جاسترو" و "و.بوتزل" ، و غيرهم الكثيرون الذين درسوا ظاهرة الإدراك الخفي عند الإنسان .

لكن الذي يهمنا في الموضوع هو ظاهرة غريبة برزت منذ فترة الحرب العالمية الثانية . 

قام العلماء في تلك الفترة بتصميم جهاز يدعى " تاتشيستوسكوب"   TachistoScope ، ليساعدهم على تدريب الطيارين الحربيين في التمييز بين طائرات العدو و الطائرات الصديقة بسرعة كبيرة تجعلهم يصدرون أحكاماً سليمة بشكل فوري قبل أن يفوت الأوان , لأنهم كانوا يعانون من مشكلة كبير في تمييز الطائرات مما أدّى إلى حصول الكثير من حوادث إطلاق نار على الطائرات الصديقة بالخطأ !.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق