بحث

الأربعاء، 23 أبريل 2014

المسيحيين الصهاينة - من أدوات مسيح الضلالة الأعور الدجال في اختراق الديانة المسيحية - 1

نعم، إن ضحايا مَن يسمون الصهاينة المسيحيين لا يحصون كثرةً، فهم
يقتلون ويذبحون، ويدمرون ويسحقون، ويستلبون وينهبون باسم الله وبمباركة مزعومة من دين نبيه عيسى المسيح صلى الله عليه وسلم، ولعمري إن الله تعالى والمسيحيةَ الصحيحة بريئان كل البراءة من هذا الكذب والمَين.

ونفياً لهذه التهمة الجائرة، وتبياناً للحق الصراح انبرى الكاتب البريطاني ستيفن سيزر Stephen Sizer معلناً للعالم أن المسيحية لا تحمل وزْرَ وآثامَ هؤلاء الصهاينة الذين اختطفوا المسيحية وعملوا فيها تشويهاً وتحريفاً، ليطوعوها لمبتغاهم؛ ومن هنا كانت تسميتهم (الصهاينة المسيحيين)، وليس (المسيحيين الصهاينة)، والأُولى حق، والثانية باطل.

ستيفن سيزر قس ذو رتبة عالية في كنيسة المسيح Christ Church في فيرجينيا ووتر Virginia Water في بريطانيا، ورئيس جمعية الكتاب المقدس العالمية في المملكة المتحدة.

من أهم كتبه وأبرعها كتابه "الصهيونية المسيحية: من خارطة الطريق إلى هرمجدون"Christian Zionism: Road-map to Armageddon?(USA: IVP Academic, 2004) (296 صحيفة)

يسعى المؤلف فيه إلى تبيان زيف ادعاءات واعتقادات الصهاينة المسيحيين، التي بسببها حصل ما حصل من دمار وخراب في فلسطين، هذه الأرض المباركة.

قسم المؤلف كتابه إلى مقدمة وأربعة فصول:

1- الجذور التاريخية للصهيونية المسيحية.
2- التأكيدات اللاهوتية للصهيونية المسيحية.
3- التضمينات السياسية للصهيونية المسيحية.
4- الخاتمة.

وفيما يلي وصفٌ موجزٌ ودقيق لأهم ما تضمنه هذا الكتاب من معلومات حول هذا الموضوع الخطير.

تعرف الصهيونية بأنها حركة قومية لإعادة اليهود إلى وطنهم الأصلي، وعودة السيادة اليهودية على أرض إسرائيل. أول من أطلق هذا التعبير ناثان بيرنبوم Nathan Birnbaum عام 1892، وهو يهودي نمساوي (1864-1937). أما تعبير الصهيونية المسيحية فيفسره ولتر ريغانز Walter Riggans أنه يتناول كل مسيحي يدعم هدف الصهيونية في إقامة دولة إسرائيل، أياً كان نوع الدعم.

ويبدو أن أول من استعمل هذا التعبير هو ثيودور هرتزل في حق هنري دونانتHenri Dunant وهو سويسري من المعروفين بتبرعاتهم، ومؤسس الصليب الأحمر.

ومن المفارقات أن المسيحيين كانوا السبّاقين في دعم وتأييد الرؤية الصهيونية في الاستيلاء على فلسطين؛ قبل أن تحظى الصهيونية بالدعم من اليهود أنفسهم.

إن فكرة الصهيونية المسيحية أتت من الاعتقاد بأن الله على علاقة خاصة ومستمرة مع الشعب اليهودي، وأن اليهود لديهم حق إلهي في امتلاك فلسطين.

هذا الأمر مبني على تفسير حرفي ومستقبلي للكتاب المقدس، وعلى اعتقاد أن نبوءات العهد القديم المتعلقة باليهود يتم تحقيقها الآن في دولة إسرائيل المعاصرة.

ماذا عن عدد الصهاينة المسيحيين في أمريكا؟

يدعي بعض قادة اليمين المسيحي مثل بات روبرتسون وجيري فالويل أن العدد يبلغ مئة مليون، لكن ترى الكاتبة كريس هالسل أن العدد بين 25 و30 مليوناً من الصهاينة المسيحيين الذين يقودهم 80،000 ألفاً من القساوسة الأصوليين، من ورائهم 1000 محطة راديو مسيحية، و100 محطة تلفاز.

الفصل الأول: الجذور التاريخية للصهيونية المسيحية .

يتتبع هذا الفصلُ الأحداثَ التاريخية، والعوامل الاجتماعية والثقافية والتطورات اللاهوتية التي أدت إلى نشوء الصهيونية المسيحية الإيفانجيلية ضمن أوساط سياسية ودينية في بريطانيا وأمريكا، من أوائل القرن التاسع عشر حتى الوقت الحاضر.

إن التكوين اللاهوتي للصهيونية المسيحية بدأ مع الحركة الإصلاحية التي أتاحت لعامة الناس -بعد حرمان طويل الأمد- قراءةَ الكتاب المقدس، مع تفضيل القراءة الحرفية على التفسير المجازي للكتاب المقدس؛ الذي انتهجته قديماً ولقرون مديدة الكاثوليكيةُ الرومانية.

هناك عدد كبير من القادة الإيفانجليين البريطانيين الذي أرسوا القواعد اللاهوتية للصهيونية المسيحية، منهم الكاتبُ لويس وي، وتشارلز سايمون، وجوزيف ولف، وتشارلز سبيرجيون، و إدوارد إرفنغ، وجون داربي، وبنيامين نيوتن.

وللأسف غدت جهود هؤلاء وأهدافهم واقعاً بسبب دعم بعض السياسيين البريطانيين مثل اللورد شافتيسبري، وبالميرستون، وبلفور، الذين لم يدخروا وسعاً في محاولة إعادة اليهود واستيطانهم في أرض فلسطين.

كان جون داربي (1800-1882) أكثر القادة المذكورين تأثيراً في تشكيل وصوغ الصهيونية المسيحية في أمريكا (1859-1945).

فزياراته المتكررة إلى أمريكا (1859-1872) تركت بصمة في فكر أشياعه وأتباعه حول عقيدة التدبير الإلهي؛ كما أن حديثه عن فكرة نهاية الزمان، في أمريكا الشمالية كان عميق الأثر.

ومن القادة الصهيونيين المسيحيين الذي تربوا على أفكار داربي والذين أسهموا في تطوير الصهيونية المسيحية فيها: جيمس بروكز، وآرنو كايبيلين، ودويت مودي، ووليم بلاكستون، وسايرس سكوفيلد.

وسكوفيلد هذا ( 1843-1921) هو صاحب الكتاب الشهير "مرجع الكتاب المقدس" (طبع أول مرة عام 1909) Scofield Reference Bible الذي شرح فيه عقيدة التدبير الإلهي Dispensationalism للكون والنبوءات المقدسة.

خطورة هذا الكتاب تكمن في أن سكوفيلد وضع شروحه لنصوص الكتاب المقدس وكأنها جزء أساسي من النصوص.

ثم يعرض المؤلف لأشهر الصهاينة المسيحيين بين 1967 و2002، في مقدمتهم رونالد ريغان، رئيس الصهيونية المسيحية، الذي مراراً وتكراراً دعم إقامة دولة إسرائيل في فلسطين لأن وجودها هناك يمهد لنزول الرب.

وجيري فالويل، سفير الصهيونية المسيحية، ومؤسس الأكثرية الصامتة، وهي مجموعة من المحافظين والأصوليين المسيحيين.

وبات روبرتسون، زعيم ديني وسياسي يميني مشهور. أنشأ عدة مؤسسات إعلامية أكبرها «الشبكة التلفازية- الإذاعية المسيحيّة».

وهال ليندسي، أكثر العاملين في مجال تجارة النبوءات وآخر الزمان إثارةً وشهرة في التاريخ المعاصر، وكتبه في النبوءات من أكثر الكتب رواجاً وشيوعاً، أهمها كتابه "كوكب الأرض العظيم المنقرِض" The Late Great Planet Earth الذي طبع أكثر من مئة مرة، وبيع من نسخته الإنكليزية فقط 18 مليون نسخة.

ومن المنظمات التي أسست على مبادئ الصهيونية المسيحية جمعية يهود لندن (1809)London Jews' Society، ويهود لأجل اليهود (1973)Jews for Jews، وجسور لأجل السلام (1976)Bridges for Peace، وأصدقاء إسرائيل المسيحيون (1985) Christian Friends of Israel، ومنظمة سفارة القدس المسيحية العالميةInternational Christian Embassy Jerusalem (1980).

وهذه المنظمة معدودة من المنظمات الأكثر نفوذاً وتأثيراً فسفراؤها منتشرون في 140 دولة، وعضويتها تضم أكثر من مئة ألف.

الفصل الثاني: التأكيدات اللاهوتية للصهيونية المسيحية .

إن الصهيونية المسيحية من حيث هي ظاهرة معاصرة انبثقت من إحياء وبعث عقيدة المجيء الثاني لعيسى قبل حدوث الألفيةHistoric (covenantal) premillennialism في القرن التاسع عشر، والتي منها نشأ ما يسمى بعقيدة التدبير الإلهي Dispensationalism

وهاتان العقيدتان مبنيتان على التفسير الحرفي والمستقبلي، وتؤيدان إعادة اليهود إلى فلسطين؛ لكن العقيدة الأولى ترى أن أهداف الرب المستقبلية لإعادة إسرائيل تعتمد على الإيمان بعيسى المسيح ومرتبطة بعلاقة وطيدة بين الكنيسة وإسرائيل، وترى أيضاً أن إسرائيل والكنيسة سيحظيان ببركات الرب عند تحقق الألفية.

أما العقيدة الثانية فتفرّق بين أهداف الرب الأزلية لإسرائيل والكنيسة في رؤية منفصلة؛ فإسرائيل هي شعب الرأس الأرضي، والكنيسة شعبه السماوي.

هناك سبعة مبادئ لاهوتية رئيسية، يتبناها الصهاينة المسيحيون:

1- التفسير الحرفي والقراءة المستقبلية للنبوءة هي حجر الأساس التي تعتمد عليها المبادئ الستة الأخرى.

وقد ناقش المؤلف هذه المبدأ مبيِّناً بالأدلة مشفوعةً بالأمثلة من كتب هؤلاء القوم أن هذه الطريقة في التفسير لا تخلو من تناقضات، وعشوائية واضحة.

2- اعتقاد أن اليهود هم شعب الله المختار، المنفصل عن الكنيسة، ومكانة إسرائيل فوق مكانة الكنيسة، وإذا أراد المسيحيون أن يحظوا بالبركة من الرب فما عليهم إلا أن يتمسحوا بأذيال إسرائيل ويقوموا على خدمتها وإنجاح مسعاها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق