ويعمل هذا الجهاز (الذي يشبه جهاز
العرض السينمائي) على إظهار
صور بسرعات متفاوته ، ويدرس العلماء ردود أفعال
الأشخاص خلال رؤيتهم لهذه الصور التي تعرض عليهم بسرعات مختلفة .
لكن الأمر الذي أدهش العلماء هو أن
الأشخاص استطاعوا التعرّف على الصور و تمييزها و التجاوب لها عندما تعرض عليهم
بزمن خاطف لا يتجاوز 100/1 من الثانية !
أي على شكل وميض ! و يتفاعل معها
لاإرادياً !.
وبعد أبحاث متعدّدة أقاموها فيما بعد
(حتى على الحيوانات) ، توصلوا إلى نتيجة مدهشة فعلاً ، هي أن الإنسان (والكائنات
الأخرى) يستطيع تمييز أي صورة أو كلمة أو شكل أو غيرها إذا مرّت في مجال نظره
بسرعة خاطفة تصل إلى 300/1 من أجزاء الثانية !.
لكن الأمر الأهم هو أن هذه الصور
الخاطفة التي لا يراها و يميزها سوى العقل الباطن ، هي أكثر تأثيراً على تصرفات
الفرد و تفكيره من تلك الصور التي يراها العقل الواعي في الحالة الطبيعية !.
أقام " فيساري" في العام
1957م أبحاثه في إحدى دور السينما في نيويورك ، واستخدم جهاز "
تاتشيستوسكوب" في عرض عبارات تظهر كل خمس ثوان بشكل خاطف (300/1 من الثانية)
على الشاشة أثناء عرض الفيلم ، أي أن المشاهدين لم يلاحظوا ظهور هذه العبارات
الخاطفة خلال مشاهدة الفيلم ، أما العبارات التي أطلقها فكانت تقول :
" .. هل أنت
عطشان ؟ .. إشرب كوكاكولا ... هل أنت جائع ؟ ... كل الفيشار ..." !.
بعد هذا الاكتشاف المثير راح يتنقّل
بين المؤسّسات الكبرى و الشركات التجارية و الإعلانية ليعرض عليها فكرته الجديدة
التي أسماها "الإعلان الخفي" Subliminal Advertisement ، وقد تناولت
وسائل الإعلام هذا الاكتشاف الخطير باهتمام كبير ، وراح "فايساري" يظهر
على شاشات التلفزيون المختلفة ليتحدّث عن اختراعه العظيم ، لكن من ناحية أخرى ،
ظهرت معارضة مفاجئة لهذه الفكرة الخطيرة , وأعلن مجلس الشيوخ الأمريكي أنه يجب ضبط
هذه الوسيلة الخطيرة ، ويجب إصدار قانون خاص يحكم هذا المجال ويستوعبه من أجل
حماية "الشعب الأمريكي" ! .
ثم أطلقت وكالة الاتصالات الفدرالية
تصريح ينصح بإجراء المزيد من التجارب والأبحاث العلمية كي يتوصّلوا لنتيجة لها
مصداقية علمية قبل اتخاذ أي قرار رسمي بهذا الموضوع ومن ثم القيام بإجراء مناسب
تجاهه ! .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق