بحث

الأحد، 12 أكتوبر 2014

مخططات تفكيك وتدمير الأمم في عصرنا الحديث منهجية واحدة . [2] .

نشر الكاتب الروسي اوليغ بلاتونوف , دراسة بعنوان
(الاتحاد السوفييتي في ملفات المؤامرة الماسونية ) ,ضمنها معلومات قيمة بالغة الاهمية ,مستقاة من مصادر غربية مختلفة ومتنوعة , عن الدور الهدام الذي اضطلعت به الحركة الماسونية العالمية في تفكيك الاتحاد السوفييتي , ودول المعسكر الاشتراكي السابق .

وقد أعدها وترجمها للعربية : يوسف سلمان و نجم الدليمي .

الحلقة الاولى

اولا:- الماسونية في العالم المعاصر .


لدى التمعن في تاريخ الحركة الماسونية العالمية المعاصر وعبر إبراز المناحي والاتجاهات الرئيسة لتأثيرها على روسيا , يدهشنا النمو المتعاظم المخطط لاعضاء ( الاخويات) الماسونية السرية . فخلال الثلث الاول من القرن العشرين فقط تضاعف عدد اعضاء ( الاخويات) الماسونية , إذ ازداد من مليوني عضو إلى أربعة ملايين وأربعمائة ألف , بينما بلغ عدد أعضاء الجمعيات الماسونية خلال عقد التسعينات فقط عشرة ملايين عضو .

تلعب الماسونية في الغرب دورا مفتاحيا هاما , حيث يتحكم جهازها التنظيمي بعملية التطور الاجتماعي والاقتصادي والسياسي ويسيطر على كل مناحيها وجوانبها من خلال غرز ممثليها ومعتمديها الاساسيين في المراكز الاجتماعية والسلطوية الهامة والحساسة .

فالأغلبية الساحقة من قادة الغرب السياسيين المعاصرين إما هم اعضاء في المحافل الماسونية او يلعبون دور الاداة الطيعة المنفذة لمخططاتها واهدافها .

فقد اصبح عرفا في السياسة الامريكية ان يكون جميع رؤساء الولايات المتحدة الامريكية بدءا من أول رئيس وانتهاء بالاخير اعضاء في الجمعيات والمحافل الماسونية .

انه لامر جدير بالملاحظة ان يكون ثلاثة ارباع اعضاء الجمعيات والمنظمات الماسونية في العالم موجودين في الولايات المتحدة الامريكية ,علما ان بريطانيا والمانيا وفرنسا تعتبر مراكز مؤثرة هامة من مراكز الحركة الماسونية العالمية , لكنها تتخلف من حيث الاهمية عن الولايات المتحدة الامريكية ,التي يعيش فيها اليوم حوالي ثمانية ملايين عضو .

بيد ان هذه الاحصائية لاتشمل الا الاعضاء الاصليين للجمعيات الماسونية الرئيسية , ولا تاخذ بعين الاعتبار اعضاء التكوينات والتنظيمات الماسونية غير النظامية , كما انها لا تشمل ايضا شخصيات اعتبارية هامة تدور في فلكها , وتدخل في اطار التكوينات الماسونية التنظيمية وتشكل ما يسمى بالماسونية (البيضاء).

ويقابل كل عضو من اعضاء المحافل الماسونية النظامية عضوان على الاقل من اعضاء ما يسمى بالماسونية (البيضاء) وهكذا يصبح من الجائز ان نقول ان عدد المنظمات الماسونية العالمية يصل الى ثلاثين (30) مليون عضو منهم 75- 80 % في الولايات المتحدة الامريكية ( أي مايعادل 24 مليون عضو ).

تعتبر الحركة الماسونية العالمية اضخم منظمة سرية عالمية , فهي تمتلك اليوم ميزانية وثروات تناهز مليارات الدولارات .

ويبرز في عداد المؤسسات المشرفة على رعايتها وتنظيمها وتمويلها كبار البنوك الغربية وفي مقدمتها البنوك السويسرية والفرنسية, والمنظمات الصهيونية العالمية وجمعية اليهود في فيينا والمؤتمر اليهودي الامريكي والمركز اليهودي الرئيسي للاعلام في امستردام .

وتبرز بجلاء ووضوح العلاقة الحميمة والوثيقة بين الحركة الصهيونية والحركة الماسونية , ويتجلى التعبير الواضح عن هذه العلاقة في نشاط (الاخوية ) الماسونية اليهودية (بناي بريت)التي اسسها المهاجرون اليهود الالمان عام 1843 في الولايات المتحدة الامريكية , ومع نهاية عقد الثمانينات من القرن العشرين انتشرت هذه المنظمة في42 بلدا وبلغ عدد اعضائها نصف مليون .

ويشير المؤرخ البريطاني غودمان الى ان (بناي بريت) تعتبر المنظمة الاقوى في عالمنا المعاصر , لانها تمثل في حقيقة الامر تنظيما فوق ماسوني ,او ماسونية قائدة للتنظيمات الماسونية الاخرى , أو (أخوية ضمن الأخويات).

في الخمسينات من القرن العشرين تأسس ما يسمى بنادي بيلدر بيرغ احد اهم المنظمات الماسونية التنسيقية في العالم , حيث يطلق عليه بعض الباحثين تسمية (حكومة حكومات العالم ).

في عام 1973 تأسست احدى المنظمات الماسونية العالمية التنسيقية المسماة اللجنة الثلاثية التي تراسها الملياردير الامريكي الماسوني روكفلر.

اتخذ نشاط الحركة الماسونية العالمية اتجاها يرمي الى توسيع نفوذها من خلال تأسيس نواد شرعية متخصصة وتكوينات تنظيمية اخرى كان من ابرز تجلياتها وضوحا وتأثيرا نادي (روتاري انترنيشينال)وكان الماسوني الامريكي المحامي هاريسو قد اسس هذا النادي في عام 1955 بوصفه (اخوية) ماسونية عالمية .

وحسب رأي (هاس) الباحث والمتخصص في شؤون الماسونية فأن الحركة الروتارية تعتبر التشكيلة الماسونية الأكثر عقلانية وحداثة في عالمنا المعاصر .وتنتسب المنظمة الروتارية لما يسمى بـ (الماسونية البيضاء ) أي إلى الاتحادات والتكوينات التنظيمية المختلفة التي يسعى الماسونيون وينشطون من خلالها للتأثير على المجتمع .

أعدت الحركة الماسونية العالمية قادة خصوصيين في شبكتها التنظيمية الخاصة بوصفهم أعضاء فاعلين في المحافل الماسونية السرية التي تمثل في حقيقة الأمر مراكز حكومية رفيعة المستوى في الادارات العليا للدول الغربية وفي المقام الأول الأمريكية منها.

ويلحق هؤلاء القادة ,بوصفهم متأمرين حقيقيين يحتلون ارفع المناصب الحكومية الرسمية ,افدح الأضرار التي لاتعوض بمبادى الشرعية الدولية والنظام القانوني العام .

واذا ما امعنا النظر في الملاك الحكومي للادارة الامريكية وفي فاعلية دور ونشاط الحركة الماسونية العالمية ,فأننا نستطيع ان نؤكد على ثلاث مسائل رئيسية هي :-

1- يلاحظ النمو المتعاظم لتأثير قيادة الشبكة الماسونية على الاوساط العليا في الادارة الامريكية .

2- تتلقى وكالة المخابرات المركزية الامريكية , بدءا من مؤسسيها دالاس ودونوفان التوجية والاشراف من قبل اعضاء قياديين في الحركة الماسونية العالمية كما يحتل التنظيم الماسوني فيها كافة المناصب الهامة والحساسة ويمكننا القول بكل ثقة وتأكيد ان وكالة المخابرات المركزية الامريكية ومنذ نهاية الخمسينيات تعتبر الاداة التنفيذية الرئيسية للحركة الماسونية العالمية .

3- وبوصفهم القوة الرئيسية الاكثر تأثيرا ونفوذا يوجه الماسونيون الامريكان ,ويسيطرون بصورة كاملة على المراكز الماسونية الاوربية الغربية ,مستخدميين لتحقيق ذلك الامكانيات الهائلة لوكالة المخابرات المركزية الامريكية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق