بحث

الأحد، 12 أكتوبر 2014

مخططات تفكيك وتدمير الأمم في عصرنا الحديث منهجية واحدة . [10] .

3- اختيار ((الكوادر)) الطيعة !

يتركز جل اهتمام الدوائر الغربية الماسونية على اختيار
الكوادر الملائمة لتنفيذ البرنامج السياسي والاقتصادي والاجتماعي الهدام في روسيا.

ويلاحظ أن الأغلبية الساحقة من قيادات وأعضاء ما يسمى بـ (( الحركة الديموقراطية الروسية )) السابقين والحاليين اما انهم اعضاء في الحركة الماسونية او منفذون طيعون لكل توجيهاتها وارشاداتها (ولا يشذ عن هذا الا القليل النادر من الاعضاء , الذين ادركوا , في فترة مبكرة نسبيا , المرامي العدوانية للنشاط التخريبي الذي يمارسه هؤلاء القادة (( الديمقراطيون )) ضد مصلحة الشعب والوطن .

ومن اجل خدمة المخططات الامبريالية والتوسعية فان الحركة الماسونية العالمية لا تعتمد على تاسيس النوادي والجمعيات فحسب , بل نراها تلجأ ايضا لتاسيس الاحزاب والحركات السياسية لتنفيذ مخططاتها واهدافها التوسعية .

ففي نهاية عام 1993 جرى الاعلان عن تاسيس حركتين سياسيتين هما : (( خيار روسيا )) ( والاصح ان نقول الخيار الرئيسي للماسونية العالمية) وحركة (( يافلينسكي- بولديريف – لوكين )) التي اطلق عليها اسم (( يابلاكا )) ( وهي الخيار الاحتياطي للحركة الماسونية العالمية ) وتعود الحركة الماسونية العالمية لتسترشد من جديد بشعارها القائل : ((الاموال الطائلة تصنع التأريخ )).

حيث وظفت لتغطية انتخابات حركة ((خيار روسيا )) في عام 1993 مبلغا قدره 2 مليار روبل ,جاء القسم الاعظم منه على شكل مساعدات من الحركة الماسونية العالمية عبر المؤسسات التجارية والمصرفية الاجنبية والمحلية المختلفة .

ومن اجل ضمان افضل النتائج لتخريب روسيا عمل مع غايدار وبوربوليس واناتولي تشوبايس واندرية كوزيريف مئات الاخصائيين الامريكيين الذين لم يبخلوا بكل الوسائل من اجل انجاح حملته الانتخابية من افلام واعلانات وحفلات استعراضية راقصة وغيرها .

لقد حشدت الدوائر الغربية كل اجهزة اعلامها ومخابراتها من اجل دعم عملاء الماسونية العالمية والامبريالية الغربية ,لكن مساعيهم هذه باءت بالفشل .

بيد ان الخيار الاحتياطي للماسونية العالمية للمثل بـ (( يابلاكا )) ,التي تزعمها يافلينسكي قد حصل بدوره على مساعدات مالية سخية من الغرب ,لكن حصة الاسد انذاك كانت مخصصة لخيار روسيا بزعامة ايغور غايدار .

4- العصا السرية الخفية !!

كان سقوط حركة ((خيار روسيا)) صدمة أذهلت الدوائر الغربية مما دفعها الى ان تميل لدعم مرشحها المفضل مستقبلا يافلينسكي .

ولم تتأخر مؤسسات الاعلام الغربية , التي تحركها العصا السرية الخفية للحكومة الماسونية العالمية عن تسخير وتوظيف طاقاتها وتحويلها من ((خيار روسيا)) الى ((خيار يافلينسكي)) .

ومما لاريب فيه ان المهمات التي تأخذها على عاتقها المنظمة الماسونية العالمية ازاء مستقبل روسيا وتطورها كبيرة وضخمة .

ويبرز في المقام الاول منها برنامج تفتيت روسيا وتجزئتها وضم اجزاء من اراضيها للدول الاجنبية ,حيث تلحظ الخطة الحاق مقاطعة كارنيني بالمانيا وقسم من مقاطعة لينينغراد وكاريليا بفلندا , كما تلحظ الخطة ايضا ضم قسم من مقاطعة بسكوف الى استونيا وقسم من اراضي الشرق الاقصى لليابان ومساحة كبيرة من سيبيريا للولايات المتحدة الامريكية .

وتذهب المخططات والمرامي التوسعية الغربية الى ابعد من ذلك , عندما تلحظ ايضا امكانية احتلال روسيا تحت ذريعة اشراف ((المجتمع الدولي)) (والاصح ان نقول الحكومة الماسونية العالمية) على الترسانة النووية الروسية .

وكخطوة اولى على طريق تنفيذ هذه المخططات بالغة الخطورة المرسومة من قبل المحافل الماسونية العالمية تبرز الخطة الماسونية الداعية لبناء ما يسمى بـ ((أوروبا بلا حدود)) او ((أوروبا الكبرى)) .

ففي حزيران من عام 1992 وتحت غطاء المجلس الاوربي ورعاية أمينه العام تمت مناقشة مسألة ((الحقوق الاجتماعية للمواطن الاوربي)) , وهي المسألة التي تمثل في حقيقة الامر نشاطا ماسونيا صرفا هدفه وحدة الحركة الماسونية والتنظيمية تحت شعار ((أوروبا بلا حدود)).

ويقف وراء تنظيم هذه الخطة وتنفيذها كبريات المنظمات الماسونية العالمية مثل ((شرق فرنسا العظيم)), ((أخوية فرنسا)), ((المحفل الماسوني التركي العظيم)) ,((المحفل الماسوني الاسباني العظيم)),((المحفل الرمزي الماسوني العظيم منفي يزرايم )) و ((محفل إيطاليا الماسوني العظيم)).

كما شارك في إعداد هذه الخطة أيضا ممثلون عن الحركة الماسونية الروسية نذكر منهم :

أناتولي سوبتشاك , مساعد غورباتشوف السابق وأحد مسئولي اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفييتي سابقا غراتشيف ,وعضو هيئة تحرير ((أنباء موسكو)) غيلمان ومستشار يلتسين فلاديمير كولوسوف .

5- الهدف : ((أوروبا الكبرى)) !!

بعد عام واحد عقد اجتماع ماسوني عالمي آخر ضم نفس الاعضاء تقريبا , بحث وناقش وثيقة تقضي بتأسيس مؤتمر ماسوني اوروبي وانتخاب لجنة له تمثل فيها كل المنظمات الماسونية , بما فيها منظمة ((الشرق الروسي العظيم)) .

وهكذا تبرز الى حيز الوجود هيئة تنسيقية تضم جميع المحافل الماسونية في غرب اوروبا وشرقها وتصنع هدفا لها اقامة ((اوروبا الكبرى)), وقد نشأت في اطار هذه الحركة التوحيدية ((نجمة اوروبا الكبرى)) .

التي دخل في عدادها كبار ماسونيي اوروبا مثال : عمدة باريس , رئيس الاممية الليبرالية لامبيدروف ونائبه شوتلي , ورئيس وزراء بلجيكا الاسبق مارتينز , ووزير دفاع بريطانيا السابق بيتي وآخرون .

أما عن روسيا فقد تمثل في هذه اللجنة كل من : أناتولي تشوبايس , امبارتسوموف ((مستشار يلتسين)), سيدروف (مستشار كوزيريف), غينادي بوربوليس , باروفوي , اناتولي سوبتشاك , تريتاكوف (رئيس تحرير ما يسمى بـ الجريدة المستقلة((نيزافيسيماغازيتا)) , ياكونين رجل دين سابق ونائب في البرلمان الروسي (الدوما).

وتوصلت اللجنة في ختام اعمالها في 21 كانون اول 1993 الى اصدار ميثاق عرف بأسم (اوروبا الكبرى) الذي يمثل في حقيقة الامر وثيقة ماسونية نموذجية .

وفيما يتعلق بالموقف ازاء روسيا ,تحرم الوثيقة هذا البلد من مزاياه وخصوصيته الوطنية والقومية عندما تؤكد على مبدأ((الحرية الفردية)) أي حرية المقاول والمستثمر الجشع وهو ما يتناقض مع التاريخ الروسي برمته .

مما لاريب فيه أن منظري الماسونية كانوا يدركون هذا جيدا ,لذا نراهم يدرجون في الميثاق فكرة تؤكد على ضرورة النضال ضد كل معارضيهم في الرأي ,وفي المقام الاول ضد ممثلي الافكار التقدمية من شيوعين ووطنيين وقوميين (أي بكلمة اخرى ضد كل الذين يعارضون قيام ما يسمى ((اوروبا الكبرى))).

وتعتمد الوثيقة أساساً على فكرة ((أوروبا الكبرى)) لإنشاء سوق أوروبية موحدة يتحقق من خلالها ((توفير مصادر الطاقة للكيان الأوروبي برمته)) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق