بحث

الأحد، 12 أكتوبر 2014

مخططات تفكيك وتدمير الأمم في عصرنا الحديث منهجية واحدة . [11] - الأخيرة .

وكما هو معروف ,فإن مصادر الطاقة في أوروبا الغربية شحيحة جدا ,مما يعني أن
روسيا هي التي ستتكفل بتزويد أوروبا كلها بمصادر الطاقة ,كما تلحظ الوثيقة ايضا تحرير التجارة من كافة القيود والعقبات والوصول الى هذا الهدف بأقصى سرعة ممكنة .

وهكذا يتضح أنه في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها روسيا ,ونتيجة لعدم التكافؤ بين الروبل والعملات الغربية وبسبب غياب أي إشراف حقيقي على نوعية ومواصفات المنتجات الروسية وبفعل تدمير البنى الاقتصادية السوفييتية والعجز عن خلق بديل لها ,كل هذا سيؤدي الى استنزاف كل ما هو ثمين في الثروة الروسية من قبل الغرب وإغراق السوق الروسية بالسلع ذات المواصفات الرديئة والضارة بالصحة والبيئة على حد سواء والتي لم تجد تصريفا لها في الغرب .

وتطالب الوثيقة بتوفير ضمانات حكومية للاستثمار الرأسمالي الغربي في روسيا كما تفرد دورا أساسيا خطيرا لروسيا كمنصة يقفز منها الغرب لخدمة مصالحه في القارة الاسيوية بما يتناقض مع مصلحة شعوب هذه القارة التي تجمع روسيا بها خصائص حضارية وسمات روحية مشتركة.

ولن تستطيع الحركة الماسونية العالمية تنفيذ مشروعها المتمثل في إقامة ((أوروبا الكبرى)) إلا بإذابة الشخصية الروسية والقضاء على السمات الفكرية والتاريخية والحضارية التي ميزت روسيا طوال قرون وقرون عن مثيلاتها في الدولة الغربية .

لذا فإن مشروع ((أوروبا الكبرى)) بالشكل الذي تروج له المحافل الماسونية هو في جوهره مشروع طوباوي .

بيد أن الدول الغربية والمحافل الماسونية التي تثق ثقة عمياء بمبدئها القائل : ((الأموال الطائلة تصنع التأريخ)) ونزعتها التسلطية للسيطرة العالمية يدفعها لارتكاب أبشع الحماقات في سياساتها العدوانية لأنها تتجاهل في أغلب الاحيان حقائق الواقع والتاريخ ,مما يجعل ممارساتها السياسية ومخططاتها تتسم بطابع طوباوي , فتحل الرغبات عندها مكان حقائق التاريخ والحياة , وهذا النهج في السياسة يمثل أفدح الأخطار على البشرية والإنسانية جمعاء .

إن النتائج التي حققتها الماسونية والدوائر الغربية في الاتحاد السوفييتي ودول أوروبا الشرقية في مطلع التسعينات لم تكن تمثل انتصارا حقيقيا لها ,بقدر ما مثلت إنهزاماً للأالية التي كانت تسود في تلك البلدان وسرعان ما استوعبت القوى التقدمية من شيوعيين وقوميين ووطنيين الدروس المستفادة وتمكنت خلال فترة وجيزة نسبياً من تعبئة القوى ورص الصفوف الأمر الذي جعلها تراهن بكل ثقة واقتدار على المستقبل من خلال ألية تنظيمية جديدة تستوعب أوسع الجماهير وتفسح لها المجال لتحقيق إشرافها ورقابتها على مؤسسات السلطة والمجتمع مستقبلا .

إن فشل المشروع الماسوني والصهيوني والإمبريالي في الاتحاد السوفييتي ودول أوربا الشرقية وعجزه عن تقديم أي شئ سوى الفوضى والبطالة والجريمة المنظمة والجوع والمرض والفقر وثقافة الجنس المبتذل ونشر المخدرات ,قد خلق ظروفا ملائمة لإعادة تقويم ما تم من أحداث في أواسط الثمانينات ومطلع التسعينات , وركز الاهتمام على دراسة معمقة لأالية عمل الحزب والسلطة في الاتحاد السوفييتي من خلال موقف جدلي انتقادي بعيد, ورسم الصورة على الاسس العلمية الماركيسية – اللينينية , التي تم خرقها بفظاظة خلال عقود من الزمن .

فاتضحت الأمور لدى الغالبية الساحقة من الناس واستوعبت أبعاد المخطط التآمري على قضاياها ومصالحها الاجتماعية والوطنية ,الأمر الذي تجسد في نتائج الانتخابات البرلمانية الاخيرة في روسيا ,التي تحمل في طياتها مؤشرات إيجابية عميقة الدلالة والأهمية بشأن الرهان على المستقبل .

الخلاصة : وحدة كل القوى :-

إن عالمية المخطط الماسوني الصهيوني الهدام يستلزم بالضرورة وحدة كل القوى الشيوعية والقومية والوطنية التقدمية على مختلف الأصعدة الوطنية والقومية والعالمية لتنسق مواقفها وتوحد حركتها ونشاطها في الرد على الأبعاد التآمرية الخطيرة لما يسمى بـ ((النظام العالمي الجديد)).

إننا نهيب بهذه القوى كافة أن تتحمل مسئولياتها وتطور أساليبها في العمل والنضال الموحد لمواجهة خطر ومرامي ((النظام العالمي الجديد)) نظام الهيمنة والإلحاق والتبعية .

تم النقل بحمد الله .

أقول وبالله التوفيق :

وما يعنينا في هذه الدراسة هو المقارنة بين خطط وأساليب العالم الموحد في تدمير وتفكيك الأمم ، وإثبات التماثل في النهج وحتى الأشخاص ، ولا يعنينا بالقطع من قريب أو بعيد التوجه الشيوعي للمؤلف أو من قام بالترجمة ، لذا لزم التنويه .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق