بحث

الأربعاء، 16 أبريل 2014

قصة التغيير : الحلقة الرابعة

إن أمريكا ستظهر بأنها الراعي والداعي لتطبيق الديموقراطية وإنقاذ الشعوب الإسلامية من
الأنظمة الجائرة.

بل إنها ستظهر بمظهر الأم الحنون التي تقبل كل ما تأتي به نتائج الديموقراطية حتى وإن كان "إسلاميين معتدلين" طالما أنهم رضوا بالديموقراطية الأمريكية و يتبنونها منهجاً .

(وهذا هو معيار الإسلام "المعتدل" عند القوم).

نعود لتقرير "عقول وقلوب ودولارات" الذي يصدمنا مرة أخرى بالفقرة التالية:

In at least two dozen countries, Washington has quietly funded Islamic radio and TV shows, coursework in Muslim schools, Muslim think tanks, political workshops, or other programs that promote moderate Islam. Federal aid is going to restore mosques, save ancient Korans, even build Islamic schools.

"
في أكثر من 24 دولة, قامت واشنطن في هدوء بتمويل برامج تلفزيونية وإذاعية إسلامية (كلمة إسلامية في هذا السياق قد تعنى فقط أنها برامج في بلاد المسلمين وليس بالضرورة دينية فهم ينظرون لنا على أن هويتنا الإسلام ونحن ننظر لأنفسنا بناء على الجنسيات!!), مناهج تعليمية في مدارس المسلمين, مفكرين مسلمين , ورش عمل تدريبية سياسية (راجع فى ذهنك الحركات السياسية التى تلقت ورش تدريبية ممولة أمريكياً) وبرامج أخرى تدعم الإسلام "المعتدل".

بل إن الدعم المادى الفيدرالي يستخدم في ترميم المساجد وإنقاذ نسخ القرءان القديمة بل وبناء المدارس للمسلمين."

والفقرة السابقة رغم أنها صادمة إلا أنها منطقية جداً.

فالمنظمات الأمريكية التى ستمول الحركات الشبابية التحررية والجماعات الإسلامية الإصلاحية يجب أن تنال ثقتهم وثقة المجتمع أولاً.

يجب أن تبعث برسالة طمأنة للمسلمين بأنها لا تريد إلا خير الإنسانية جمعاء بغض النظر عن الدين. يجب أن تقول لهم إننا نحبكم ولا نعادي دينكم حتى أننا ننقذ مساجدكم الأثرية ومصاحفكم ونبني لكم المدارس.

أما تمويل المفكرين ومناهج المدارس فهي الخطوة الأهم في عملية توجيه أفكار المجتمع الإسلامي ككل .

(تخيل أنهم يمولون هذا فى 24 دولة وليس دولة أو اثنتين. إنهم يهدفون إلى إنتاج وعي جمعي مصطنع على مستوى الأمة كلها(.

فالمدرسة والإعلام هما الأداتان الأهم في تشكيل الوعي الجمعي للمجتمعات وصب الأفكار في الرءوس الفارغة.

(ولتتذكر أن هذا مذكور بصيغة الماضي فى تقرير يعود إلى 2005. فالله وحده يعلم عدد السنوات التي عملوا فيها على هذا الأمر, بل وربما يعود الأمر إلى ما قبل هيمنة الولايات المتحدة, إلى أيام الحملة الفرنسية).

وأما تمويل ورش العمل والتدريب على التغيير السياسي (يسمونها التغيير اللاعنيف) فهي الأداة التي ستضمن وجود كوادر تستطيع حشد وتوجيه وتحريك الجموع على الأرض وإشعال شرارة "التغيير" في الشعب المهيأ أساساً للتغيير من خلال إعلامه ومفكريه.

إن الأمر يشبه بذر بذور التغيير في الشعوب على مدى سنوات بشكل تدريجي ثم حين تحين اللحظة المناسبة فإن هناك من يوقظ هذه البذور من سباتها الطويل لتؤتى أكلها.

ثم يستمر التقرير في سرد المزيد من التفاصيل والدقائق عن هذا البرنامج الضخم.

فيقرر أنه يعتبر أضخم وأصعب كثيراً من الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي.

حيث يقول على لسان أحد المسئولين بالصفحة السادسة من التقرير ما نصه:

"The Cold War was easy," says a knowledgeable official. "It was a struggle against a godless political ideology. But this has theological elements."

"
الحرب الباردة كانت سهلة, لقد كانت صراعاً ضد أيديولوجية سياسية إلحادية بلا إله.أما هذه فبها عنصر العقيدة"

أنظر مدى أهمية التزام العقيدة الصحيحة وانظر مدى معرفتهم بأنها هي المقاوم الأساسي لمشروعهم.

ثم ارجع البصر إلى حال بعض أبناء الإسلام وكيف أنهم لا يقدرون عقيدتهم حق قدرها ولا يرون الوحي المعصوم على أنه المنقذ الوحيد لهم من كيد أعدائهم, ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير.

ثم يبدأ التقرير في الهجوم على المملكة العربية السعودية مبيناً أنها أحد أهم أهداف التغيير باعتبارها مصدراً قوياً لنشر العقيدة التي تعتبر عقبة كئود في طريق مشروع الهيمنة حيث يقول التقرير في نفس الصفحة :

The role of Saudi Arabia has repeatedly come up in discussions of the new strategy, sources say. Fueled by its vast oil wealth, the Saudis are estimated to have spent up to $75 billion since 1975 to expand their fundamentalist sect, Wahhabism, worldwide. The kingdom has funded hundreds of mosques, schools, and Islamic centers abroad, spreading a once obscure sect of Islam widely blamed for preaching distrust of nonbelievers, anti-Semitism, and near-medieval attitudes toward women. Saudi-funded charities have been implicated in backing jihadist movements in some 20 countries. Saudi officials say they've cracked down on extremists, but U.S. strategists would like to see opportunities for less fundamentalist brands of Islam. Reform may be more likely to come from outside the Arab world. "Look to the periphery," predicts a knowledgeable official. "That's where change will come." One solution being pushed: offering backdoor U.S. support to reformers tied to Sufism, a tolerant branch of Islam.

وتؤكد المصادر أنه قد أتى ذكر دور المملكة العربية السعودية مراراً فى النقاش حول الاستراتيجية الجديدة.

فباستخدام ثروتهم البترولية الضخمة , قام السعوديون بإنفاق ما يقدر بـ 75 مليار دولار منذ عام 1975 لنشر مذهبهم الأصولي الوهابي في أنحاء العالم.

لقد مولت المملكة مئات المساجد والمدارس والمراكز الإسلامية في الخارج ناشرة بهذا مذهباً كاد أن يندثر يوماً ما.

وهو مذهب يلام على أنه يدعو إلى عدم الثقة فى الكفار ومعاداة السامية و مواقف عتيقة تجاه المرأة.

الأعمال الخيرية التى يمولها السعوديون قد ضلعت في مساندة الحركات الجهادية في أكثر من 20 دولة.

ويقول المسئولون السعوديون أنهم يواجهون المتطرفين.

لكن الولايات المتحدة تود أن ترى فرصة لأنواع أقل أصولية من الإسلام.

الإصلاح سيأتى من خارج العالم العربي .

يقول أحد المسئولين الأمريكيين :

"أنظر إلى الأطراف. فمن هناك سيبدأ التغيير".

أحد الحلول المطروحة هو توفير دعم أمريكي من الأبواب الخلفية (أي غير مباشر) للحركات الإصلاحية المرتبطة بالصوفية, أحد الفروع المتسامحة من الإسلام"

أقول - بعيداً عن التقرير وأقوال المترجم - وبالله التوفيق :

وهذه خطة الله أعلم ما الغرض من وضعها لزج الصوفية ومن ورائهم ومن يمثلونهم في اتجاه ما يريده العالم الموحد وحكومته الخفية برئاسة الملعون الدجال .

ما الهدف ياترى من محاولة التنويه والترسيخ إلى أن هدم الدولة السعودية سيكون باستخدام الصوفية ؟!!!!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق