بحث

السبت، 24 أغسطس 2019

رحلة إلى العالم الداخلي : (الإله الدخان The Smoky God) الحلقة الثالثة.


إني أنا "يانسن أولاف" عالم في علم البحار .. وإني بحار أرجع لأصول "نرويجية " على العلم أنني ولدت في بلدة (Uleaborg) الروسية الصغيرة .. على الساحل الشرقي لخليج بوثنيا من الذراع الشمالي لبحر البلطيق .. ووالدي يعمل بحاراً على متن سفينة سياحية لصيد السمك في خليج بوثنيا وقد رسا بالسفينة في بلدة (Uleaborg) الروسية .. في الوقت الذي ولدت فيه : وهو في يوم 27 تشرين الأول / أكتوبر بعام 1811 .. 

وولد والدي في بلدة رودوج (Rodwig) من السواحل الاسكندنافية بالقرب من جزر (Lofoden) وبعد أن تزوج والدي قرر أن يستقر بمنزل في العاصمة السويدية "أستوكهولم".. لأن جميع الذين يقيمون ببلدة رودوج "أميين" .. 

وهذا ما جعل أبي يقرر أن ننتقل إلى "أستوكهولم" ومنذ أن بلغت سن السابعة كان أبي يأخذني في رحلات الصيد البحرية على طول السواحل الاسكندنافية .. 

وحينما بلغت عمر التاسعة أدخلني أبي في مدرسة خاصة في "أستوكهولم" وأكملت دراستي بها حتى بلغت من العمر "14 سنه" وبعد هذا ذهبت مع والدي برحلات منتظمة لصيد السمك .. 

وقد كان والدي رجلاً قوياً قادراً على تحمل المشاق أكثر من أي رجلٍ آخر قد عرفته .. كان طوله ست أقدام .. وكان يتسم بالبخل قليلاً.. ولديه همه جبارة لا توصف تجعله لا ينهزم إذا صمم على فعل شيء أراده ..

وحينما بلغت سن 19 بدأت رحلتي أنا وأبي للسفر واكتشاف الأرض الجديدة ((أمريكا)) والذي أسفرت عن قصة غريبة عجيبة واقعية قد حدثت لي وعاصرت كامل أحداثها من اكتشاف حقيقة هذا الكون العجيب وسوف أبينها لكم وللعالم أجمع بهذا التقرير .. 

ولكن قبل أن أفعل ذالك سوف أخبركم عما حدث لي من معاناة أليمة .. وأرجوا أن لا تنشر هذه الحقائق لكم في حياتي .. خوفا من المزيد من "الإذلال والمعاناة والتجريح" .. 

فإن من أول معاناتي ومن دون أي ذنب وضعني قبطان السفينة الذي أنقذني وأنا على سواحل "القطب الجنوبي" بالسجن "وكبلني بالأصفاد" لا لأي شيء إلا لأنني "ذكرت الحقيقة عن عالم جوف الأرض الحقيقي الواقعي" وقد عُذبت وسُجنت واتُهمت بالجنون ..

وبعد غيابي وتغربي عن وطني "أربع سنوات وثمانية أشهر" وصلت "أستوكهولم" .. فوجدت أمي قد لقت حتفها "وماتت" في العام السابق .. والأملاك التي تركها والدي أصبحت بحوزة زوج أمي .. ولم يعطني شيئاً واحداً لي منها ..

فربما كادت كل هذه المصائب والوقائع أن تمحي من ذاكرتي ما جرى لي من الأحداث التي لاقيتها بالعالم الداخلي ..

وكانت أكبر مصيبة لي هي موت "أبي" أمام عيني وغرقه في قاع البحر .. دون أن أستطيع إنقاذه أو انتشاله..

وبعد كل هذا قررت أخيراً أن أذكر كامل قصتي وما حدث لي مع أبي .. للعم : "غوستاف أوسترلند" .. (Gustaf Osterlind ) .. وهو رجل كبير تاجر صاحب أملاك .. لأحثه ليمول لي رحلة استكشافية أخرى لهذه الأرض الغريبة المجهولة ..

ففي البداية بدا العم : "غوستاف أوسترلند" مهتماً لما أقوله ومنجذباً إلى اقتراحي وما تفضلت به عليه .. وقد دعاني للذهاب والإقبال على بعض المسئولين لأشرح وأبين لهم ما حدث لي من ذالك .. كما شرحت له .. وبعد انتهى سردي لهم "فتخيل خيبة أملي ومعاناتي" .. 

فلقد تم التوقيع على أوراق معينة من قبل العم .. ودون سابق إنذار وجدت نفسي مرمياً بالسجن .. بحبس كئيب ومخيف لمدة 28 سنة في هذا السجن من سنوات شاقة طويلة ومعاناة مؤلمة مريرة .. 

وبعد التأكد من سلامة قواي العقلية .. واحتجاجي على ظلمي وحبسي ونسياني .. أخرجوني من الحبس أخيراً : في "السابع عشر من تشرين الأول / أكتوبر بعام 1862" وأصبحت غريباً بعدما بلغت من سني أكثر من خمسين سنة .. وكان سجلي الذي يعرفه ورسخ في أذهان الناس عني .. أنني رجل مجنون ليس لدي أصدقاء ..

فحينما خرجت من الحبس مع المجرمين والمجانين .. بعد التأكد من أن قواي العقلية سليمة .. كنت في حيرة من أمري لمعرفة ما الذي ينبغي لي عمله من أجل كسب لقمة عيشي وقوتي .. فتوجهت غريزياً نحو الميناء حيث ترسوا قوارب الصيد في أعداد كبيرة لأبحث عن عملً لي .. وبعد أسبوع تعرفت على صياد إسمه "يان هانسن" الذي كان يعمل في رحلة صيد طويلة على جزر لوفودين (Lofoden ) .. 

وقد أثبت جدارتي وخبرتي في الصيد واستفدت من خبراتي القديمة للصيد لأثبت جدارتي وأجعل نفسي رجلاً مفيداً بالصيد أمامه .. وقد كان هذا .. فاقتصدت ما أجني وأربحه .. وفي غضون سنوات قليلة أصبحت عميد صيد .. بعدما عملت خمس سنوات للآخريين وشاركت 22 رجل .. 

وخلال كل هذا السنوات كنت طالباً مجتهداً في قراءة الكتب وخلال هذه السنوات من المعاناة والآلام علمتني أن لا اذكر قصتي وما حدث معي ومع والدي لأحد .. حتى أنني أخشى أن يكتشف أحد ما أكتبه وأخفي وأحفظ سجلاتي وتقاريري وخرائطي هذه خشية من أن يعرف أي إمرء ما حدث معي .. 

فكل هذه المصائب والكروب والآلام والمعاناة لتبرر عدم كشفي لقصتي وما قلته لكم .. وأرجوا أن تكشف هذه الحقيقة بآخر يوم من أيامي على وجهه الأرض .. لعدم تعرضي من المزيد من المعاناة والآلام .. وسأترك السجلات والخرائط التقارير هذه " لتنير الطريق " وآمل أن "تستفيد منها البشرية" ..

فإن ذكر حبسي الطويل مع المجرمين والمجانيين والأحداث الأخرى التي عانيت منها .. علمتني أن لا اذكر قصتي لأحد ...

ففي عام 1889 بعت الكثير من قوارب الصيد وقد تراكمت عندي ثروة كافية لا بأس بها تكفي لما تبقى لي من حياتي ثم هاجرت إلى أمريكا .. 

وبقيت بها لأثني عشر عاماً .. وكان بيتي في ولاية إيلينوي (Illinois) الأمريكية .. بالقرب من باتافيا (Batavia) .. وقد كونت مكتبةً خاصة لي هناك وجمعت فيها معظم كتبي .. وبعد ذالك قررت أن أنتقل من ولاية إيلينوي (Illinois) إلى ولاية "لوس أنجلس" .. 

حيث استقريت في "لوس أنجلس" بتاريخ "4 مارس / 1901" وإني أتذكر هذا التاريخ جيداً .. وهو في نفس يوم تنصيب الرئيس ماكينلي لرئاسته الثانية .. وقد اشتريت هذا المنزل المتواضع لعزمي على الاستقرار في هذه البلد لأتفرغ لكتابة ما حدث لي وتبيين قصتي الواقعية بالتفصيل والدليل وكتابة قصتي كاملة ..منذ أن غادرنا أنا ووالدي من أستوكهولم إلى أن افترقت عنه بحدث غرق أبي المأساوي العظيم الذي حدث بالمحيط المتجمد الجنوبي.



‏.. (( الجزء السادس : استنتاجات علمية موثقة )) .. 
‏ ‏ 
وفي ختام هذا التاريخ من مغامرتي واستكشافي .. أود أن ‏أذكر أن لدي اعتقاد "راسخ العلم " لا يزال في مراحله ‏الأولى المتعلقة بعلم خلقة كون العالمين للأرض .. 

وهنالك ‏الكثير من الناس في عداد المفقودين .. والمعرفة في هذا العالم ‏تقبل وتتقدم يوما بعد يوم وستبقى كذلك أكثر من أي ‏وقت مضى .. 
‏ 
ومن أين جاءت أشجار " الأرز العملاقة العظيمة " المكدسة ‏على شواطئ وسواحل "البحار الشمالية" دون أي دليل ‏على وجود هذه الأشجار العملاقة المهولة بالأراضي ‏الشمالية .. ؟؟ 

ومن أين جاءت جثث فيلة " الماموث " ‏المكدسة على طول شواطئ السواحل الشمالية بـ"القطب ‏الشمالي" دون أن توجد أية فيلة بالأراضي الشمالية ..!! إلا ‏أن جاءت من قارات العالم الداخلي ..؟؟ 
‏ 
وأن أرض العالم الداخلي معروفة عندنا من قبل الجغرافيين ‏والمستكشفين ..وقد أستكشف القطب الشمالي الكثير من ‏المغامرين والمكتشفين الذين سجل لهم التاريخ ذالك والذين ‏يريدون أن يكشفوا غموض فتحة القطب الشمالي وما ‏التفسيرات والمبررات على أنبعاث بعض الأشياء العجيبة ‏ببحر المحيط وظهور بعض الظواهر الغريبة .. 
‏ 
فمنهم : الكثير , الكثير , كمثل السيد : جون فرانكلين ( ‏John‏ ‏Franklin‏) والمستكشف "غرينيل هافن" ‏‏(‏Haven Grinnell‏) والسيد : جون موراي ‏‏(‏John‏ ‏Murray‏) والمستكشف : كين (‏Kane‏) ‏والعديد من المستكشفين الذين منهم : "روس" (‏Ross‏) ‏و"جيرلاخ" (‏Gerlache‏) و "بريناقا" ‏‏(‏Bernacchi‏) و"سكهويلكا" (‏Schwatka‏) ‏و"غريلي" (‏Greely‏) و"بيري" ( ‏Peary‏) و"نانسن" ‏‏(‏Nansen‏) و"ميلفيل " (‏Melville‏) والمستكشف ‏العظيم " أندرية " (‏Andree‏) و"تحاجج أمسدن ‏‏(‏Andree, Amsden‏)" والمستكشف : امندسون ‏‏(‏Amundson‏) .. 
‏ 
وإني أعتقد أعتقادا جازما أن المستكشف المفقود : (( أندريه ‏‏)) وأثنين من رفاقه الأبطال .. هم الأن بعالم جوف الأرض ‏الداخلي .. و "فرنكيلل "(‏Fraenckell‏) و ‏‏"ستريندبرغ " (‏Strindberg‏) الذي طارا بالمنطاد من ‏الساحل الشمالي لجزيرة " سبيتسبيرجن " ‏‏(‏Spitsbergen‏) 

على هذا فانه من بعد ظهر يوم ‏الأحد 11 / يوليو 1897 هما الأن مما لا شك فيه بعالم ‏جوف الأرض الداخلي يعيشون مع عمالقة جوف الأرض ‏الذين يسكنون القارة الداخلية كما كنا نعيش أنا ووالدي ‏معهم ..‏

وإني على دراية تامة بما هي الأسباب التي تأثر على إبرة ‏البوصلة وتجعلها دوما تشير إلى الشمال .. فإني على استعاد ‏أن أقول أني مؤمنا إيمانا راسخا أن ما يؤثر بالإبرة ‏المغناطيسية هي التيارات الكهربائية المغنطيسية التي تغلف ‏الأرض تماما مثل تغليف الثوب للجسد .. 
‏ 
‏وأن هذه التيارات في حركة لا نهاية لها .. بخروجها من ‏العالم الداخلي ومرورها من منحنى فتحة " القطب الجنوبي" ‏حتى تنتشر بكافة سطح الأرض الخارجي متجهتا بسرعة ‏جنونية نحو فتحة "القطب الشمالي" لعالم السطح الداخلي ‏من الأرض .. حتى تخرج من فتحة القطب الجنوبي بظاهرة ‏كونية بديعة .. وهكذا .. 
‏ 
لهذا تشير البوصلة دائما إلى الشمال القطبي نحو فتحة ‏القطب الشمالي )) لانبعاث التيارات المغناطيسية من فتحة ‏القطب الجنوبي إلى فتحة القطب الشمالي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق