بحث

السبت، 24 أغسطس 2019

الذين رأوا مسيح الضلالة الأعور معبود اليهود المنتظر الدجال وكلموه : الحلقة الثانية.


تمهيدات.

1- لماذا إطلاق القول بأن مسيح الضلالة الأعور الدجال هو مسيح أو مخلص أو رب اليهود المنتظر؟

أقول وبالله التوفيق :

ذلك مرجعه إلى أن أحبار اليهود في المدينة المنورة هم من أقروا بهذا لسيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.

وقبل نقل إقرارهم هذا بأن الدجال منهم وبأنهم ينتظرون خروجه في آخر الزمان ، لابد أن ننتبه إلى أن يهود المدينة لن يكونوا بالطبع كبقية اليهود وكذلك أحبار يهود المدينة لن يكونوا كسائر أحبار اليهود في أي مكان بالعالم وقتها.

فاليهود كانوا يعلمون بخروج نبي آخر الزمان وهجرته للمدينة المنورة وكانوا يتوكفون أوان ذلك ، لذا فلن يرسلوا أي أحد لمعايشة ومواجهة هذا النبي المنتظر.

أقول هذا لكي نعلم جيداً قيمة إقرارهم بأن الدجال منهم وأنهم ينتظرونه.

- أورد الإمام الحافظ العلامة جلال الدين السيوطي في تفسير الدر المنثور(13/49 ،50) ما يلي:[أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم بسند صحيح عن أبي العالية رضي الله عنه قال : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : إن الدجال يكون منا في آخر الزمان ويكون من أمره فعظموا أمره وقالوا : يصنع كذا فأنزل الله {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه قال : لا يبلغ الذي يقول {فاستعذ بالله} فأمر نبيه صلى الله عليه وسلم أن يتعوذ من فتنة الدجال {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس} الدجال وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار رضي الله عنه في قوله {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان} قال : هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه من أمر الدجال .وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس}قال : زعموا أن اليهود قالوا : يكون منا ملك في آخر الزمان البحر إلى ركبتيه والسحاب دون رأسه يأخذ الطير بين السماء والأرض معه جبل خبز ونهر فنزلت {لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس}.]اهـ

- أورد الإمام أبو محمد عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي في تفسيره (10/3268) ما يلي:[18440عن أبي العالية رضي الله ، عنه قال : أن اليهود أتوا النبي (صلى الله عليه وسلم) فقالوا : إن الدجال يكون منا في آخر الزمان ، ويكون من أمره فعظموا أمره ، وقالوا : يصنع كذا . . فأنزل الله : {إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه}قال : لا يبلغ الذي يقول {فاستعذ بالله} فأمر نبيه (صلى الله عليه وسلم) أن يتعوذ من فتنة الدجال لخلق السموات والأرض اكبر من خلق الناس الدجال .
18441 عن كعب الاحبار رضي الله ، عنه في قوله : إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان قال : هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه من امر الدجال.]اهـ

- أورد أبو القاسم محمود بن عمر الزمخشري الخوارزمي في تفسيره المعروف بـ الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل(4/178)مايلي:[{إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِىءَايَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}غافر : ( 56 ) إن الذين يجادلون ....إِن فِى صُدُورِهِمْ إِلاَّ كِبْرٌ) إلا تكبر وتعظم ، وهو إرادة التقدّم والرياسة ، وأن لا يكون أحد فوقهم ، ولذلك عادوك ودفعوا آياتك خيفة أن تتقدّمهم ويكونوا تحت يدك وأمرك ونهيك ، لأن النبوة تحتها كل ملك ورياسة . أو إرادة أن تكون لهم النبوّة دونك حسداً وبغياً . ويدلّ عليه قوله تعالى:{لَوْ كَانَ خَيْراً مَّا سَبَقُونَا إِلَيْهِ} (الأحقاف : 11 ) أو إرادة دفع الآيات بالجدال {مَّا هُم بِبَالِغِيهِ} أي : ببالغي موجب الكبر ومقتضيه ، وهو متعلق إرادتهم من الرياسة أو النبوّة أو دفع الآيات . وقيل : المجادلون هم اليهود ، وكانوا يقولون : يخرج صاحبنا المسيح بن داود ، يريدون الدّجال ، ويبلغ سلطانه البر والبحر ، وتسير معه الأنهار ، وهو آية من آيات الله فيرجع إلينا الملك ، فسمى الله تمنيهم ذلك كبراً ، ونفى أن يبلغوا متمناهم.]اهـ

- أورد الإمام محمد بن يوسف الشهير بأبي حيان الأندلسي في تفسيره المعروف بـ البحر المحيط (7/451) ما يلي :[(مَّا هُم بِبَالِغِيهِ) : أي ببالغي موجب الكبر ومقتضيه من رياستهم وتقدمهم،وفي ذلك إشارة إلى أنهم لا يرأسون ، ولا يحصل لهم ما يؤملونه.وقال الزجاج :المعنى على تكذيبك إلا ما في صدورهم من الكبر عليك،وما هم ببالغي مقتضى ذلك الكبر،لأن الله أذلهم وقال ابن عطية:تقديره مبالغي إرادتهم فيه.وقال مقاتل:هي في اليهود.قال مقاتل:عظمت اليهود الدجال وقالوا : إن صاحبنا يبعث في آخر الزمان وله سلطان،فقال تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِىءايَاتِ اللَّهِ)،لأن الدجال من آياته،(بِغَيْرِ سُلْطَانٍ): أي حجة ، ( فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ) من فتنة الدجال . والمراد بخلق الناس الدجال، وإلى هذا ذهب أبو العالية ، وهذا القول أصح . وقال الزمخشري :وقيل المجادلون هم اليهود ، وكانوا يقولون:يخرج صاحبنا المسيح بن داود ، يريدون الدجال ،ويبلغ سلطانه البر والبحر ، وتسير معه الأنهار ، وهو آية من آيات الله ، فيرجع إلينا الملك ، فسمى الله تمنيتهم ذلك كبراً ، ونفى أن يبلغوا متمناهم.انتهى.]اهـ

- قال محمود الألوسي في تفسيره المعروف بـ روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني(24/78)ما يلي:[وأخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم بسند صحيح عنه قال : إن اليهود أتوا النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقالوا : إن الدجال يكون منا في آخر الزمان ويكون من آمره ما يكون فعظموا أمره وقالوا : يصنع كذا وكذا فأنزل الله تعالى إن الذين يجادلون الخ وهذا كالنص في أن أمر اليهود كان السبب في نزولها وعليه تكون الآية مدنية وقد مر الكلام في ذلك فتذكر وفي رواية أن اليهود كانوا يقولون : يخرج صاحبنا المسيح بن داود يريدون الدجال ويبلغ سلطانه البر والبحر وتسير معه الأنهار وهو آية من آيات الله فيرجع إلينا الملك حكاها في الكشاف ثم قال : فسمي الله تعالى تمنيهم ذلك كبرا ونفى سبحانه أن يبلغوا متمناهم ويخطر لي على هذا القول أن اليهود لم يريدوا من تعظيم أمر الدجال سوى نفي أن يكون نبينا صلى الله تعالى عليه وسلم النبي المبعوث في آخر الزمان الذي بشر به أنبياؤهم وزعم أن المبشر به هو ذلك اللعين ففي بعض الروايات أنهم قالوا للنبي عليه الصلاة و السلام :لست صاحبنا يعنون النبي المبشر به أنبياؤهم فالإضافة لأدنى ملابسة بل هو المسيح بن داود يبلغ سلطانه البر والبحر ويسير معه الأنهار.]اهـ

- قال محمد بن محمد العمادي أبو السعود في تفسيره المعروف بـ إرشاد العقل السليم إلى مزايا القرآن الكريم (7/281) ما يلي:[وقالو لو كان خيرا ما سبقونا اليه ولذلك يجادلون فيها لا ان فيها موقع جدال ما وان لهم شيئا يتوهم ان يصلح مدارا لمجادلتهم في الجملة وقوله تعالى ماهم ببالغيه صفة لكبر قال مجاهد ما هم ببالغي مقتضى ذلك الكبر وهو ما ارادوه من الرياسة او النبوة وقيل المجادلون هم اليهود وكانوا يقولون لست صاحبنا المذكور في التوراة بل هو المسيح بن داود يريدون الدجال يخرج في آخر الزمان ويبلغ سلطانه البر و البحر و تسير معه الانهار وهو آية من آيات الله تعالى فيرجع الينا الملك فسمى الله تعالى تمنيهم ذلك كبرا ونفى ان يبلغوا متمناهم.]اهـ

- وقال محمد بن علي الشوكاني في تفسيره المعروف بـ فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير (4/711):[وقد أخرج عبد بن حميد وابن أبي حاتم قال السيوطي بسند صحيح عن أبي العالية قال : إن اليهود أتوا النبي صلى الله عليه و سلم فقالوا : إن الدجال يكون منا في آخر الزمان ويكون في أمره فعظموا أمره وقالوا : نصنع كذا ونصنع كذا فأنزل الله{إن الذين يجادلون في آيات الله بغير سلطان أتاهم إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه }قال:لا يبلغ الذي يقول {فاستعذ بالله} فأمر نبيه أن يتعوذ من فتنة الدجال لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الدجال وأخرج ابن أبي حاتم عن كعب الأحبار في الآية قال : هم اليهود نزلت فيهم فيما ينتظرونه من أمر الدجال.]اهـ

قلت وبالله التوفيق : نخرج مما سبق بأن :

1- سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يكذب دعواهم تلك. 

2- لم ينزل من كلام الله عز وجل تكذيباً لدعواهم ، بل أنزل الحق جل وعلا أيات بينات في تحقير شأن الدجال الذي قال اليهود بأنهم ينتظرونه ، بل وأمر نبيه - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله - بالتعوذ من فتنة الدجال ، وهذا يعد إقراراً لما قالوه والله أعلى وأعلم.

لذا إذا وجدنا أحد رءوس الصهيونية مثلاً أو أحد أذناب العالم الموحد يقول بأنه قد قابل المسيح المنتظر أو الرب ، فهذا بيقين وقولاً واحداً ما هو إلا مسيح الضلالة الأعور الدجال.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق