بحث

الاثنين، 5 مايو 2014

التجسيم والتطبيع مع مسيح الضلالة الأعور الدجال : بلاوي المجسمة في العقيدة : الحلقة الخامسة

لمحة موجزة لما ينتجه التجسيم من فتن وأضرار.


- ذكر الإمام ابن الأثير في (الكامل في التاريخ 8/16) هذه الواقعة في أحداث سنة (429هـ) فقال:[وفيها أنكر العلماء على أبي يعلى بن الفراء الحنبلي ما ضمنه كتابه من صفات الله سبحانه وتعالى المشعرة بأنه يعتقد التجسيم ، وحضر أبو الحسن القزويني الزاهد بجامع المنصور ، وتكلم في ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.] اهـ

وقد ورد في (طبقات الحنابلة) لأبي الحسين بن أبي يعلى وهو يتحدث عن أبيه مؤلف (إبطال التأويلات) قال 2/197:[وقد كان حضر الوالد السعيد قدس الله روحه في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة في دار الخلافة في أيام القائم بأمر الله رضوان الله عليه مع الجم الغفير والعدد الكثير من أهل العلم وكان صحبته الشيخ الزاهد أبو الحسن القزويني ، لفساد قول جرى من المخالفين لما شاع من قراءة كتاب (إبطال التأويلات) فخرج إلى الوالد السعيد من الإمام القائم بأمر الله رضوان الله عليهم : الاعتقادُ القادري في ذلك بما يعتقد الوالد السعيد ، وكان قبل ذلك قد التمس منه حمل كتاب (إبطال التأويلات) ليتأمل فأعيد إلى الوالد ، وشكر له تصانيفه ] اهـ كلام ولده ، وفيه تلطف معذور

والحاصل أن الخليفة ألزم أبا يعلى بالتوقيع على العقيدة القادرية المعترف بها بأسلوب لطيف يليق بعالم مثله في وظيفة القضاء ، وشاركه في ذلك جمع من العلماء الشافعية لئلا يستنكف عن التوقيع.

قال ابن الأثير في (الكامل في التاريخ) في أحداث سنة (459هـ) حيث كانت وفاة أبي يعلى: [وفي شهر رمضان منها توفي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي،ومولده سنة ثمانين وثلاثمائة ، وعنه انتشر مذهب أحمد رضي الله عنه،وكان إليه قضاء الحريم ببغداد بدار الخلافة،وهو مصنف كتاب الصفات أتى فيه بكل عجيبة ، وترتيب أبوابه يدل على التجسيم المحض ، تعالى الله عن ذلك ]اهـ .

وقد ورد في (دفع شبه التشبيه)-طبع المكتبة الأزهرية للتراث- لابن الجوزي عن أبي محمد رزق الله الحنبلي شيخ الحنابلة ورئيسهم في بغداد ما لفظه:[لقد شان المذهب شيناً قبيحاً لا يغسل إلى يوم القيامة.] اهـ

وقد أوردها سبط ابن الجوزي في (مرآة الزمان) بلفظ أقبح فقال - نقلاً من (السيف الصقيل) [لقد بال أبو يعلى على الحنابلة بولة لا يغسلها ماء البحر.]اهـ نقلاً من (السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل –طبع المكتبة الأزهرية للتراث) صـ 148

وهي عند ابن الأثير في (الكامل) 8/104 أشنع لفظاً:[ لقد خري أبو يعلى على الحنابلة خرية لا يغسلها الماء ] اهـ

قال ابن الأثير في الكامل في أحداث سنة (475)هـ:[ورد إلى بغداد هذه السنة الشريف أبو القاسم البكري المغربي الواعظ وكان أشعري المذهب، وكان قد قصد نظام الملك فأحبه ومال إليه وسيره إلى بغداد وأجرى عليه الجراية الوافرة ، فوعظ بالمدرسة النظامية وكان يذكر الحنابلة ويعيبهم ويقول: (وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا ، والله ما كفر أحمد ولكن أصحابه كفروا) .ثم إنه قصد يوماً دار قاضي القضاة أبي عبدالله الدامغاني بنهر القلائين فجرى بين بعض أصحابه وبين قوم من الحنابلة مشاجرة أدت إلى الفتنة وكثر جمعه فكبس دُور بني الفراء وأخذ كتبهم ، وأخذ منها كتاب الصفات لأبي يعلى ، فكان يقرأ بين يديه وهو جالس على الكرسي للوعظ فيشنع به عليهم ، وجرى له معهم خصومات وفتن ولقب البكري من الديوان بعلم السنة ، ومات ببغداد ودفن عند قبر أبي الحسن الأشعري ] اهـ .

قال الحافظ أبوبكر بن العربي المالكي في (العواصم من القواصم) صـ 209:[وأخبرني من أثق به من مشيختي أن أبا يعلى محمد بن الحسين الفراء رئيس الحنابلة ببغداد كان يقول إذا ذكر الله تعالى وما ورد من هذه الظواهر في صفاته يقول : ألزموني ما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة !!.]اهـ

وقال الحافظ ابن الجوزي الحنبلي في كتابه (دفع شبه التشبيه): [ورأيت من أصحابنا من تكلم في الأصول بما لا يصلح ، وانتدب للتصنيف ثلاثة : أبو عبدالله بن حامد ، وصاحبه القاضي أبو يعلى ، وابن الزاغوني ، فصنفوا كتباً شانوا بها المذهب ، ورأيتهم قد نزلوا إلى مرتبة العوام ، فحملوا الصفات على مقتضى الحس فسمعوا أن الله سبحانه وتعالى خلق آدم عليه الصلاة والسلام على صورته فأثبتوا له صورة ووجهاً زائداً على الذات ، وعينين ، وفماً ولهوات وأضراساً ، وأضواء لوجهه هي السبحات ، ويدين وأصابع وكفاً وخنصراً وإبهاماً وصدراً وفخذاً وساقين ورجلين.
وقالوا :ما سمعنا بذكر الرأس !!
وقالوا : يجوز أن يمس ويمس !! ويدني العبد من ذاته.
وقال بعضهم : ويتنفس ، ثم إنهم يرضون العوام بقولهم : لا كما يعقل!.] اهـ من أوله صـ7،8 ط المكتبة الأزهرية للتراث.

وقال في آخره: [ولما علم بكتابي هذا جماعة من الجهال ، لم يعجبهم لأنهم ألفوا كلام رؤسائهم المجسمة فقالوا : ليس هذا المذهب .قلت : ليس مذهبكم ولا مذهب من قلدتم من أشياخكم ، فقد نزهت مذهب الإمام أحمد ، ونفيت عنه كذب المنقولات ، وهذيان المقولات ، غير مقلد فيما أعتقده.]اهـ

وقال الحافظ الذهبي في (سير أعلام النبلاء) 18/91 عن أبي يعلى:[ولم تكن له يد طولى في معرفة الحديث ، فربما احتج بالواهي] اهـ

قلت وبالله التوفيق :
 
ويظهر مما سبق أيضاً براءة السيد الجليل الإمام أحمد بن حنبل رضي الله عنه وأرضاه مما ألصقه به الجهلاء من الخوارج والمجسمة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق