بحث

الاثنين، 5 مايو 2014

التجسيم والتطبيع مع مسيح الضلالة الأعور الدجال : بلاوي المجسمة في العقيدة : الحلقة السادسة



مرجعية الوهابية الخوارج في قضية التجسيم.


في تعريفه الخوارج يَقُول الإمام العلامة ابْنُ عَابِدِينَ الحنفي في (حاشية رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار [1/561]:[قوله (حتى الخوارج) أراد بهم من خرج عن معتقد أهل الحق لا خصوص الفرقة الذين خرجوا على الإمام علي رضي الله تعالى عنه.] اهـ

وبالفعل هذا ما طبقه الوهابية في جل أمورهم ، في الفقه كما في العقيدة ، ودع عنك أيها القاريء تمسحهم في السلف تلك الكذبة الكبرى التي يبدو والله أعلى وأعلم أنهم من فرط تكرارها قد صدقوها ، عملاً بمقولة : إكذب واكذب حتى يصدقك الناس .

والوهابية في خروجهم على معتقد أهل الحق في العقيدة كان ولابد لهم من أن يوجدوا لأنفسهم سنداً وتأصيلاً لبدعهم وضلالاتهم ، إذ أنهم قد ظهروا في القرن الثاني عشر ، فكان ولابد ليدلسوا على العوام بأن يبحثوا وينقبوا عن ذلك السند وهذا الأصل الذي يركنون إليه لتدعيم باطلهم وتزيين مفاسدهم .

وقد وجدوا ضالتهم في فكر ابن تيمية على ما فيه من شذوذ ومخالفات ، فحملوا على عاتقهم إعادة نشر هذا الفكر وتقديمه من جديد للأمة ، ليتجدد مع ذلك ما اندثر من فتن وإحن جرها هذا الشخص وفكره على الأمة في وقته ، فأبى الوهابية إلا أن يعيدونها جزعة لتصطلي الأمة بنار ذلك الضلال من جديد .

يقول محمد خليل هراس وهو من أعمدة الوهابية في مصر والعالم - في كتابه :[الحركة الوهابية صـ 39]: [وكانت كتب شيخ الإسلام ابن تيمية ورسائله مطمورة تحت ركام الإهمال والنّسيان، لا يسمح لها أهل البدع والإلحاد أن ترى النور. فلما قامت هذه الحركة المباركة أخذت تنقب عن تلك الثروة الهائلة التي خلفها ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله، وجدّ المسؤولين عن الدعوة في إبراز هذه الكنوز بالطبع والنشر .]اهـ

- جاء في رسالة [بيني وبين حامد الفقي]لأحمد شاكر - نشر دار المعارف بمصر-سنة1955م [وكيف يتوهم متوهم في حامد الفقي الذي وقف حياته على نشر علوم ابن تيمية وتخصص فيها من يوم أن كان اسم ابن تيمية لا يذكر إلا مقروناً باللعنة على ألسنة الوثنيين الجاهلين وما زلت بحمد الله أصبر على ما ينالني من أذى حتى أقبل الناس اليوم على كتب شيخ الإسلام ابن تيمية يقدرونها قدرها وينتفعون بها ويحرصون عليها.]اهـ

قلت وبالله التوفيق :وحامد الفقي هذا هو رأس من رءوس الوهابية في مصر والعالم وكذلك أحمد شاكر .

ولاحظ أخي القاريء أن ابن تيمية لم يكن اسمه يذكر حتى هذه الفترة إلا مقروناً باللعنة . ثم انظر بعدها إلى وصف حامد الفقي لأهل مصر بالوثنيين الجاهلين ووصف محمد خليل هراس من قبله مخالفي ابن تيمية وهم جمهور الأمة بأهل البدع والإلحاد وهذه هي نظرتهم لكل من خالف دعوتهم الضالة ولا تسأل بعدها لماذا استحل أعضاء الجماعات الإرهابية دماء المصريين وغيرهم من المسلمين.

وفيما سبق أيضاً ما يكشف حقيقة هذا الإبن تيمية ويعريه من تلك الحلة القشيبة التي ألبسها إياه الوهابية الخوارج على خلاف الحقيقة ، إذ أنهم يموهون على العوام والبسطاء ويوهمونهم بأن مكانة هذا الشخص وقيمته وكأنها من المعلوم من الدين بالضرورة .

وبهذا وجد الوهابية الخوارج الغطاء المناسب لمخالفتهم وخروجهم على أهل الحق في العقيدة .

فابن تيمية من رءوس المجسمة ، يشهد بذلك ما قرره في حقه الأئمة الأعلام منذ وقته إلى يومنا هذا ويشهد بذلك أيضاً ما خلفه من تراث نعرض لبعض ما فيه من مستبشعات ومستقبحات وكفريات فيما سيأتي إن شاء الله تعالى .

وابن تيمية كان حلقة من حلقات سلسلة عقيدة التجسيم والتشبيه التي لا تخدم إلا مسيح الضلالة الأعور الدجال وخطته في اختراق أمة الإسلام كما أشرنا من قبل.

فقد سبقه بتلك الشناعات الكثير أبرزهم اثنين هما : أبو يعلى وسعيد بن عثمان الدارمي- وهما غير الإمامين أبو يعلى والدارمي صاحبا كتابي السنن المشتهرين باسميهما –

فسلف الوهابية إذن في هذه المسألة هم : ابن تيمية وأبو يعلى والدارمي .

فما هي أراء ومعتقد سلف الوهابية هؤلاء ؟

هذا ما سوف نعرضه فما يلي ليتبين للقاريء لماذا يقاتل الوهابية على أراء ابن تيمية ؟

لأنه ببساطة لو سقط هذا الشخص وفكره لوجد الوهابية أنفسهم في العراء وبلا غطاء ولا سند لإفكهم وضلالهم. 

وقبل عرض أراء ومعتقد سلف الوهابية في التجسيم أقدم بين يدي ذلك ما يلي: 

- قول ورأي ابن تيمية في الدارمي المجسم .

قال ابن القيم في اجتماع الجيوش صـ 231:[وكتاباه –أي الدارمي- من أجل الكتب المصنفة في السنة وأنفعها ، وينبغي لكل طالب سنة مراده الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة أن يقرأ كتابيه ، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يوصي بهذين الكتابين أشد الوصية ويعظمهما جداً ، وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما.]اهـ

وقال ابن تيمية في الفتوى الحموية : [ويدل على ذلك كتاب الرد الذي صنفه عثمان بن سعيد الدارمي أحد الأئمة المشاهير في زمان البخاري، صنف كتابًا سماه: «رد عثمان بن سعيد على الكاذب العنيد فيما افترى على الله في التوحيد» حكى فيه من التأويلات بأعيانها عن بشر المريسي بكلام يقتضي أن المريسي أقعد بها، وأعلم بالمنقول والمعقول من هؤلاء المتأخرين الذين اتصلت إليهم من جهته، ثم رد عثمان بن سعيد بكلام إذا طالعه العاقل الذكي: علم حقيقة ما كان عليه السلف، وتبين له ظهور الحجة لطريقهم، وضعف حجة من خالفهم.]اهـ

قلت وبالله التوفيق :

وفيما سبق ما يدل على نظرة ابن تيمية لعقيدة الدارمي وأنها في نظره تظهر حقيقة ما كان عليه السلف، وتبين له ظهور الحجة لطريقهم، وضعف حجة من خالفهم ، كما أنه كان يوصي بكتابي الدارمي أشد الوصية ويعظمهما جداً.

- قول ورأي ابن تيمية في أبي يعلى المجسم .

قال ابن تيمية في كتابه بيان تلبيس الجهمية (3/ 134) :[ولهذا لما صنف القاضي أبو يعلى كتابه الذي سماه كتاب إبطال التأويلات لأخبار الصفات وقال في أوله أحمده حمدًا يرضيه وأستعينه على أوامره ونواهيه وأبرأ إليه من التجسيم والتشبيه وصار في عامة ما يذكره من أحاديث الصفات يقر الحديث على ما يقول إنه ظاهره ومقتضاه مع قوله بنفي التجسيم كما يقول سائر الصفاتية في الوجه واليد وكما يقولونه في العلم والقدرة ونحو ذلك وهذا تناقض عند أكثر أهل الإثبات والنفي .
ولهذا صار في أصحاب الإمام أحمد وغيرهم من يشهد بتناقضه إما مائلاً إلى النفي كرزق الله التميمي وابن عقيل وابن الجوزي وغيرهم وإما مائلا إلى الإثبات كطوائف أجلّ وأكثر من هؤلاء من أهل السنة والحديث وغيرهم وطوائف آخرون من أصحاب أحمد وغيرهم يوافقونه على مجمل ما ذكره وإن نازعوه في بعض المواضع وهؤلاء أكثر وأجل من المائلين إلى النفي كالشريف أبي جعفر وأبي الحسن القزويني والقاضي أبي الحسين وأبي وإن كانوا يخالفونه في أشياء مما أثبتها إما لضعف الحديث أو لضعف دلالته.]اهـ

قلت وبالله التوفيق :

- جعل ابن تيمية من أثبت ما أتى به أبو يعلى من خرافات وترهات – كما سنوضحها فيما سيلي – أفضل عنده ممن نفاها .

- وجعل من يثبت هذه الخرافات من أهل السنة والحديث أجل وأفضل من التميمي وابن عقيل وابن الجوزي .

- ومن أثبت بعضاً ولم يثبت بعض فهم عنده أفضل من نفاة الخزعبلات .فإن الذين ينفون بعض ما قاله أبو يعلى بسبب (ضعف الحديث أو لضعف دلالته) يعني ليس بسبب قبح المعاني ولا لوثة عقائدية مجوسية شيطانية.

وفيما سبق وتقدم ما يقطع الطريق على :

كل جاهل غرير أو مجادل في الباطل سيحاول أن يبرأ ساحة ابن تيمية بعد أن يطلع على مستبشعات هذين الشخصين.

بل وأزيده قائلاً : لا تتجعل فما ستستبشعه من أقوالهما وستحاول أن تبرأ ابن تيمية والوهابية الخوارج من كون هذين الشخصين هما سلفهم على التحقيق ستجد مثيله حذو النعل بالنعل لدى ابن تيمية والوهابية الخوارج – كما سيأتي في موضعه -.
 
كما لا تتناسى أيها المعترض في غمرة اندهاشك وفورة خجلك من أن القائم على طبع ونشر وتحقيق هذا التراث الذي تحاول التنصل منه هم شيوخ وأئمة الوهابية ، فأين المفر يا هذا ؟!!!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق