- يَخْرُجُونَ
فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ[عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ
النَّبِيَّ
-صلى الله عليه وسلم -ذَكَرَ قَوْمًا يَكُونُونَ فِي أُمَّتِهِ يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ سِيمَاهُمُ
التَّحَالُقُ قَالَ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ أَوْ مِنْ أَشَرِّ الْخَلْقِ
يَقْتُلُهُمْ أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ قَالَ فَضَرَبَ النَّبِيُّ
- صلى الله عليه وسلم - لَهُمْ مَثَلًا أَوْ قَالَ قَوْلًا الرَّجُلُ يَرْمِي
الرَّمِيَّةَ أَوْ قَالَ الْغَرَضَ فَيَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلا يَرَى بَصِيرَةً
وَيَنْظُرُ فِي النَّضِيِّ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً وَيَنْظُرُ فِي الْفُوقِ فَلا
يَرَى بَصِيرَةً.]اهـ - رواه مسلم وروى نحواً منه أحمد –
قلت وبالله التوفيق
:
في هذا الحديث الشريف الذي تقدم معجزة
من معجزاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهي تقريره الشريف بأن الخوارج دائماً ما
يخرجون في فُرْقَةٍ من الناس .
ومن تتبع فتن الخوارج وجد أن ذلك واقع
ولا ريب .
فمنذ خروجهم في أيام سيدنا ذو النورين
عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وتبلور منهجهم ووضوحه كنهج له تأصيلات وقواعد في عهد
سيدنا الإمام عليّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه وهذا هو حالهم .
وباختصار أضرب ثلاثة أمثلة تدليلاً على
ذلك مراعياً أن تكون مشتهرة بين الناس كيلا يحتاج القاريء الكريم إلى كثير عناء في
التأكد من مصداقية ما يقرأ .
فأقول وبالله التوفيق :
1- في خروجهم وظهورهم في عهد الخلافة الراشدة .
كان هذا الخروج مواكب لفرقة بين جماهير المسلمين ، وكانت هذه الفرقة تقع ولأول مرة ، ولأول مرة منذ بداية الإسلام ينقسم المسلمون وتدب بينهم الخلافات ، ولا مجال ههنا للاستطراد والتطويل في تلك النقطة فليرجع من شاء إلى مظان ذلك في مواضعه من الكتب .
كان هذا الخروج مواكب لفرقة بين جماهير المسلمين ، وكانت هذه الفرقة تقع ولأول مرة ، ولأول مرة منذ بداية الإسلام ينقسم المسلمون وتدب بينهم الخلافات ، ولا مجال ههنا للاستطراد والتطويل في تلك النقطة فليرجع من شاء إلى مظان ذلك في مواضعه من الكتب .
ولكن ما يعنينا ههنا هو تقرير وقوع ذلك
مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
2- في خروجهم وظهورهم في عصر الخلافة العثمانية .
وكان ممثلي الخوارج وقتها من فرقة
الوهابية قد بدأوا ظهورهم والفرقة والفتن تعصف بالمسلمين ، وليس هذا فقط بل
بالعالم أجمع .
كانت الحروب والنزاعات على أشدها بين
الناس في مختلف أرجاء المعمورة .
بل إن دولتهم الأخيرة ما كُتب لها
الظهور إلا من رحم الحرب العالمية الأولى - فهل هناك فرقة أشهر وأشد من ذلك -
ولامجال ههنا للاستطراد والتطويل في تلك النقطة فليرجع من شاء إلى مظان ذلك في مواضعه من الكتب - وإن كانت شهرة ذلك وذيوعه تغني عن ذلك –
ولامجال ههنا للاستطراد والتطويل في تلك النقطة فليرجع من شاء إلى مظان ذلك في مواضعه من الكتب - وإن كانت شهرة ذلك وذيوعه تغني عن ذلك –
ولكن ما يعنينا ههنا هو تقرير وقوع ذلك مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
3- في خروجهم وظهورهم في أيامنا هذه .
وذلك نراه رأي العين من ممثلي الخوارج
ومهجهم هذه المرة وهم من نعرفهم بـ جماعة الإخوان المسلمين .
فمنذ بدايات فتنهم منذ الأربعينيات من
القرن المنصرم وحتى الآن لا تظهر لهم فتنة إلا وفُرقة عظيمة تدب بين الناس في
مشارق الأرض ومغاربها ، وذلك مما لا يحتاج إلى تدليل فهذا واقع نحياه وأمر شاهدناه .
وفي هذا القول عند تطبيقه على تلك الجماعة الإرهابية خير دليل على أنهم خوارج .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق