بحث

الجمعة، 25 أبريل 2014

حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة : الحلقة الثامنة

- يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ[عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ
النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم -ذَكَرَ قَوْمًا يَكُونُونَ فِي أُمَّتِهِ يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ سِيمَاهُمُ التَّحَالُقُ قَالَ هُمْ شَرُّ الْخَلْقِ أَوْ مِنْ أَشَرِّ الْخَلْقِ يَقْتُلُهُمْ أَدْنَى الطَّائِفَتَيْنِ إِلَى الْحَقِّ قَالَ فَضَرَبَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - لَهُمْ مَثَلًا أَوْ قَالَ قَوْلًا الرَّجُلُ يَرْمِي الرَّمِيَّةَ أَوْ قَالَ الْغَرَضَ فَيَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلا يَرَى بَصِيرَةً وَيَنْظُرُ فِي النَّضِيِّ فَلَا يَرَى بَصِيرَةً وَيَنْظُرُ فِي الْفُوقِ فَلا يَرَى بَصِيرَةً.]اهـ - رواه مسلم وروى نحواً منه أحمد

قلت وبالله التوفيق :

في هذا الحديث الشريف الذي تقدم معجزة من معجزاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهي تقريره الشريف بأن الخوارج دائماً ما يخرجون في فُرْقَةٍ من الناس .

ومن تتبع فتن الخوارج وجد أن ذلك واقع ولا ريب .

فمنذ خروجهم في أيام سيدنا ذو النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، وتبلور منهجهم ووضوحه كنهج له تأصيلات وقواعد في عهد سيدنا الإمام عليّ رضي الله عنه وكرم الله وجهه وهذا هو حالهم .

وباختصار أضرب ثلاثة أمثلة تدليلاً على ذلك مراعياً أن تكون مشتهرة بين الناس كيلا يحتاج القاريء الكريم إلى كثير عناء في التأكد من مصداقية ما يقرأ .

فأقول وبالله التوفيق :

1- في خروجهم وظهورهم في عهد الخلافة الراشدة .

كان هذا الخروج مواكب لفرقة بين جماهير المسلمين ، وكانت هذه الفرقة تقع ولأول مرة ، ولأول مرة منذ بداية الإسلام ينقسم المسلمون وتدب بينهم الخلافات ، ولا مجال ههنا للاستطراد والتطويل في تلك النقطة فليرجع من شاء إلى مظان ذلك في مواضعه من الكتب .

ولكن ما يعنينا ههنا هو تقرير وقوع ذلك مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

2- في خروجهم وظهورهم في عصر الخلافة العثمانية .

وكان ممثلي الخوارج وقتها من فرقة الوهابية قد بدأوا ظهورهم والفرقة والفتن تعصف بالمسلمين ، وليس هذا فقط بل بالعالم أجمع .

كانت الحروب والنزاعات على أشدها بين الناس في مختلف أرجاء المعمورة .

بل إن دولتهم الأخيرة ما كُتب لها الظهور إلا من رحم الحرب العالمية الأولى - فهل هناك فرقة أشهر وأشد من ذلك -

ولامجال ههنا للاستطراد والتطويل في تلك النقطة فليرجع من شاء إلى مظان ذلك في مواضعه من الكتب - وإن كانت شهرة ذلك وذيوعه تغني عن ذلك

ولكن ما يعنينا ههنا هو تقرير وقوع ذلك مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

3- في خروجهم وظهورهم في أيامنا هذه .

وذلك نراه رأي العين من ممثلي الخوارج ومهجهم هذه المرة وهم من نعرفهم بـ جماعة الإخوان المسلمين .

فمنذ بدايات فتنهم منذ الأربعينيات من القرن المنصرم وحتى الآن لا تظهر لهم فتنة إلا وفُرقة عظيمة تدب بين الناس في مشارق الأرض ومغاربها ، وذلك مما لا يحتاج إلى تدليل فهذا واقع نحياه وأمر شاهدناه .

فلذلك مما سبق نعرف مدى الإعجاز النبوي الذي تضمنه قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : [يَخْرُجُونَ فِي فُرْقَةٍ مِنَ النَّاسِ]

وفي هذا القول عند تطبيقه على تلك الجماعة الإرهابية خير دليل على أنهم خوارج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق