بحث

الجمعة، 25 أبريل 2014

حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة : الحلقة السادسة

- المظهر الخادع البراق : روى الإمام أحمد في مسنده قال
[حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ مَطَرٍ الْحَبَطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رُؤْبَةَ شَدَّادُ بْنُ عِمْرَانَ الْقَيْسِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِوَادِي كَذَا وَكَذَا فَإِذَا رَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ يُصَلِّي فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ كَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ فَذَهَبَ عُمَرُ فَرَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ الَّتِي رَآهُ أَبُو بَكْرٍ قَالَ فَكَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ قَالَ فَرَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مُتَخَشِّعًا فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ قَالَ يَا عَلِيُّ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَذَهَبَ عَلِيٌّ فَلَمْ يَرَهُ فَرَجَعَ عَلِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ يُرَهْ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ فِي فُوقِهِ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ]اهـ

يظهر لنا من الحديث الشريف ما يلي :

- أثناء سير سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه رأى كما وصف للحبيب المحبوب صلى الله عليه وعلى آله وسلم :[ رَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ يُصَلِّي] فأعلم به حبيبه صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

وسيدنا أبو بكر رضي الله عنه هو البكّاء الخاشع الرقيق القلب عند ذكر ربه والوقوف بين يديه في الصلاة ، حتى أن المشركين في مكة - كما حدثتنا كتب السيرة - وفي بدايات وبواكير عصر الإسلام خشوا ذات يوم من هذا القلب الرقيق .

إذ كان من عادة سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه أن يصلي في مسجد له اتخذه في فناء بيته ، وكان إذا وقف بين يدي ربه يناجيه بكلماته بكى حباً وشوقاً خشوعاً وخضوعاً ، بكى رضي الله تعالى عنه بكاءًا يجعل من كل من رءاه من رجل أو أنثى ، حر أو عبد ، صغير أو كبير يعكف على هذا المشهد المهيب .

خشى صناديد قريش وقتها على من يشاهد هذا المشهد المهيب ممن مازال على دين الآباء والأجداد.

ولعلهم أحسوا بالصدق المتدفق من ذلك الرجل ، أضف إلى ذلك ما حبى به الله سيدنا أبو بكر الصديق رضى الله تعالى عنه من حسن السمت وجمال الهيئة وبهاء الطلعة حتى إنهم أطلقوا عليها "عتيقاً" .

خشوع وحسن هيئة وتعبد وتبتل أضف إليها شرفه ومنزلته بين قومه صفات خشى منها كفار قريش وقتها من أن يكون لها أقوى الأثر على من يشاهد ذلك المشهد المؤثر ، ولإدراكهم بأن وَقعَ ذلك على النفوس سيكون له عواقبه التي لن تصمد أمامها شتى وسائلهم التي اعتمدوها لمواجهة تلك الدعوة ؛ لما سعوا لمنع الصديق رضي الله تعالى عنه من مواصلة صلاته تلك .

والدجال عليه لعنة الله ذلك المتأله وهو في غمرة إعداده لجنوده لا يفوته دائماً أن يظهر بمظهر الإله !!!!

فلعله وهو يعد للأقدار البديلة والشخصيات الشبيهة في دولته لما في ملك الله ؛ أراد أن يُظهر من في سمته وهيئته وتخشعه في صلاته يشبه الصديق رضي الله عنه .

ليأتي أحدهم بعدها وينظر إليه ويقول :

إن هذا في سمته وهديه على قدم أبي بكر .

وكما كان الصديق رضي الله تعالى عنه هو الإمام والخليفة بعد سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على أمته ؛ كان هذا الدعي المتشبه هو الإمام على فرقة من خواص أتباع الدجال وهم الخوارج .

شاهد الصديق رضي الله تعالى عنه هذا الشخض متخشع في صلاته وذو هيئة حسنة فأعلم به مولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، فما كان من النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا أن قال له : [اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ].

فما كانت المظاهر الخادعة البراقة لتكون هي العائق عن إنفاذ حكم الله في الخوارج .

وما كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الذي كان له الحكم بالظاهر والباطن أن - وحاشا لله من ذلك – يمر عليه أمر كهذا .

فهو صلى الله عليه وعلى آله وسلم القائل فيما رواه عنه مسلم في صحيحه [إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ.] اهـ

فما كانت مظاهر التخشع وحسن الهيئة والصلاة هي المقياس على ما حوته القلوب .

فهناك صنف من البشر وإن تخشعوا في صلاتهم ، وظهر للناس حسن هيئتهم وسمتهم إلا أن قلوبهم قد بلغ بها المرض مبلغه كالخوارج ، ولا دواء لها إلا ما قرره الحبيب المصطفى صلوات الله وسلامه عليه عندما قال :[ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ] .

وعلل صلوات ربي وسلامه عليه ذلك بأن أعلمنا بأنهم – أي الخوارج – مهما قرءوا في كتاب الله وتخشعوا في صلاتهم وكانت هيئتهم في أعين الناس حسنة فإنهم كما قال صلى الله عليه وعلى آله وسلم [يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ فِي فُوقِهِ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ]اهـ

فيا أخي في الله انتبه فليس كل ما يلمع ذهباً .

ولا تنخدع بالمظاهر البراقة ، ولكن انظر لهؤلاء وزن أعمالهم وانظر هل أعمالهم تلك تقرها الشريعة الغراء أم لا ؟

عندها ، وعندها فقط ستنطق بقلبك قبل لسانك صدقت ياسيدي يارسول الله صلى الله عليك وعلى آلك وسلم عندما قلت :[فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ]اهـ
    
لمزيد تفصيل عما كان للنبي من الحكم بالظاهر وبالباطن يرجى التفضل بالاطلاع على الرابط التالي :

http://www.msobieh.com/akhtaa/viewtopic.php?f=7&t=4721&hilit=%D8%A7%D9%84%D8%A8%D8%A7%D9%87%D8%B1

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق