بحث

الجمعة، 25 أبريل 2014

حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة : الحلقة الثانية

لمحة تاريخية عن كيفية التعامل مع الخوارج : منذ اللحظات الأولى التي ظهرت فيها فتنة الخوارج في عصر النبوة
كان الموقف المعتمد هو المواجهة الصريحة الحاسمة الحازمة لهذا الفكر .

وكيف لا والطبيب هو أرجح الناس عقلاً وأنفذهم بصيرةً وأعلمهم بحال الأمة وما تلاقيها من هؤلاء عبر تاريخها الطويل .

كيف لا والطبيب هو سيدنا ومولانا محمد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم .

روى الإمام أحمد في مسنده قال[حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ عِيسَى حَدَّثَنَا جَامِعُ بْنُ مَطَرٍ الْحَبَطِيُّ حَدَّثَنَا أَبُو رُؤْبَةَ شَدَّادُ بْنُ عِمْرَانَ الْقَيْسِيُّ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي مَرَرْتُ بِوَادِي كَذَا وَكَذَا فَإِذَا رَجُلٌ مُتَخَشِّعٌ حَسَنُ الْهَيْئَةِ يُصَلِّي فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَذَهَبَ إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ فَلَمَّا رَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ كَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُمَرَ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ فَذَهَبَ عُمَرُ فَرَآهُ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ الَّتِي رَآهُ أَبُو بَكْرٍ قَالَ فَكَرِهَ أَنْ يَقْتُلَهُ قَالَ فَرَجَعَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي رَأَيْتُهُ يُصَلِّي مُتَخَشِّعًا فَكَرِهْتُ أَنْ أَقْتُلَهُ قَالَ يَا عَلِيُّ اذْهَبْ فَاقْتُلْهُ قَالَ فَذَهَبَ عَلِيٌّ فَلَمْ يَرَهُ فَرَجَعَ عَلِيٌّ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمْ يُرَهْ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ هَذَا وَأَصْحَابَهُ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ ثُمَّ لَا يَعُودُونَ فِيهِ حَتَّى يَعُودَ السَّهْمُ فِي فُوقِهِ فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ .]اهـ

سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مَن قال عنه الحق جل وعلا في محكم التنزيل{حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: 128] هو الذي يحدد لنا العلاج الناجع والدواء الشافي من هذا الداء العضال : داء الخوارج .

[فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اذْهَبْ إِلَيْهِ فَاقْتُلْهُ ... فَاقْتُلُوهُمْ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ] اهـ

أنظر أخي في الله إلى ذلك التوجيه النبوي بعين التجريد والتسليم فلا أنت بأرحم بالأمة من نبيها ، ولا أنت بأعلم بدائها ودوائها منه صلى الله عليه وعلى آله وسلم حتى تستدرك على أمره الشريف بفهم قاصر وعقل مشوش .

سَلِم تسلم .

الرحمة ههنا مع هؤلاء الخوارج والشفقة أو الاعتقاد بأن لذلك أثر فهذا هو عين الخيال عندما يجمح بصاحبه .

ومن هذا الحديث النبوي الشريف استخرج العلماء دليلاً- كما سيأتي من نقول السادة الأئمة - على أن للإمام - أي للحاكم وولي الأمر - أن يأمر وينتدب لقتل الخوارج من يرى فيه الكفاية والصلاح للقيام بهذا الأمر ، وعلى من توجه إليه هذا التكليف القيام به وتنفيذه على الوجه الأكمل ، وليس له ألا يمتثل لذلك أو يمتنع .

كما استخرجوا من ذلك أيضاً - على ما سيأتي - الدليل على أنه يجوز للحاكم ولولي الأمر أن يأمر بقتل الخوارج بمجرد تعيينهم وحصول العلم بأنهم خوارج ، ولا يشترط بأن يقترن أمر هذا القتل بقيامهم بما يوجب قتلهم ، بل يجوز قتلهم لمجرد أنهم خوارج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق