بحث

الجمعة، 25 أبريل 2014

حكم قتل الخوارج في المذاهب الأربعة : الحلقة التاسعة



- إساءة العمل وتكرار الفتنة : روى الإمام أحمد في مسنده أن سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال
: [يَخْرُجُ مِنْ أُمَّتِي قَوْمٌ يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ قَالَ يَزِيدُ لَا أَعْلَمُ إِلَّا قَالَ يَحْقِرُ أَحَدَكُمْ عَمَلَهُ مِنْ عَمَلِهِمْ يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ فَإِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ ثُمَّ إِذَا خَرَجُوا فَاقْتُلُوهُمْ فَطُوبَى لِمَنْ قَتَلَهُمْ وَطُوبَى لِمَنْ قَتَلُوهُ كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - عِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ.]اهـ

قلت وبالله التوفيق :

يستفاد من هذا الحديث النبوي الشريف بأن فتنة الخوارج فتنة متجددة ما تلبث أن تخبو جذوتها إلا وتأججت نيرانها من جديد – [كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَرَدَّدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم - عِشْرِينَ مَرَّةً أَوْ أَكْثَرَ وَأَنَا أَسْمَعُ.]

وهذا إهداء إلى الجهلاء والمُستغفلين المضحوك عليهم من جماعة الإخوان الإرهابية .

فمنظريهم يلقون في أسماعهم بأن دعوتهم متجددة وكلما وجهت لها ضربة سرعان ما تنهض من كبوتها ، ويعدون ذلك من مفاخرهم ومناقبهم وبأن دعوتهم هي دعوة الحق بدلالة التجدد والاستمرارية .

وسرعان ما يعددون لهم ما تلقته الجماعة في أعوام 48 ، 54 ، 65 ثم يعدونهم ويمنونهم الأمانيّ على ذلك الأصل الذي يستندون عليه بأن جماعتهم سرعان ما ستنهض من جديد .

ولكن غاب عن هؤلاء بأنهم بنظرة بسيطة لما ورد وصح في السنة الشريفة عن صفات الخوارج لوجدوا بأنها منطبقة تمام الانطباق عليهم .

ولعلموا بأن سر تجدد واستمرارية دعوتهم الضالة هو ما قرره سيدنا ومولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم من أن فكر الخوارج ودعوتهم من أهم صفاته الاستمرارية – كما في الحديث النبوي الشريف السايق –

بل بنظرة متأنية لما ورد في هذا الحديث الشريف – وما سبق من ذكر لأهم صفات الخوارج في هذا الموضوع - لوجدتم أنكم ممن :

1 - يُسِيئُونَ الْأَعْمَالَ .

2- يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ .

3- يَقْتُلُونَ أَهْلَ الْإِسْلَامِ .

4- كُلَّمَا طَلَعَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قَطَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .

فلا حجة لكم بعد ذلك في الاستدلال على صحة وقوة دعوتكم باستمراريتها أو بتجددها ، فذلك من أخص خصائص الخوارج بنص الحديث النبوي الشريف .

وبذا أحبتي في الله نكون قد وصلنا لنهاية ذلك العرض لأهم الصفات المميزة للخوارج في عصرنا الحاضر .

هذا وقد ورد في السنن والأثار الكثير من تلك الصفات ، ولكن على قدر الوسع والطاقة حاولت أن انتخب منها ما فيه تبيان وتفصيل لصفات خوارج عصرنا هذا ، وما هو مشترك بين الخوارج على مر العصور .

أما ما كان فيه تعلق بخوارج الأعصر السابقة فلم أعرض له طلباً للاختصار .

ونشرع إن شاء الله فيما يلي في التعريف بالخوارج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق