لاقت أحكام الإعدام التي أصدرتها المحاكم المصرية في عهد عبد الناصر، بحق سيد قطب وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين، سخطاً واستياء واسعين بين علماء المملكة في عهد الملك فيصل بن عبد العزيز، وكذلك الحال بعد تنفيذها.
وأبرزت الصحف السعودية الأنباء التي تتحدث عن الأحكام، ووصفتها بـ"الجائرة" و"الإرهابية"، محذرة من "حرب يشنها عبد الناصر على الإسلام".
وصدّرت صحيفة الندوة السعودية، الصادرة عام 1966، صفحتها الرئيسية بالمانشيت العريض:
"سخط إسلامي شامل على الحكم الإرهابي في القاهرة"، وعنونت بـ:"القاهرة تنفذ مخططها الإرهابي ضد الإسلام في مصر".
أما جريدة البلاد فقد أبرزت نداء وجهه علماء الحرمين الشريفين إلى الرئيس المصري، جمال عبد الناصر، يناشدونه فيه الإبقاء على حياة سيد قطب وزملائه.
وذكّر العلماء في رسالتهم عبد الناصر بالآية الكريمة: "﴿واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون﴾ التوقيع علماء الحرمين الشريفين بمكة والمدينة".
من جهتها، صدرت جريدة عكاظ في مانشيت الصفحة الرئيسية: "تنفيذ حكم الإعدام في الشهيد سيد قطب واثنين من زملائه".
وتضمن خبرها أنه قد وصل الإذاعة العربية السعودية العديد من الرسائل الهاتفية والبرقيات الناقلة لأسى أصحابها وحزنهم إزاء هذا الخبر، مشاركين أسرة الإذاعة في ذلك.
وفي مانشيت آخر، حذرت الصحيفة من "مخطط ناصري رهيب لإبادة الإسلام في مصر"، وأردفت بعنوان "الإعدام والسجن والتعذيب ومصادرة الأموال وإفساد النساء والحرمان من التعليم".
ونشرت جميع الصحف السعودية خطاب الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، والذي أكد أن "الأنباء الرهيبة" التي تناقلتها الصحف ومحطات الإذاعة حول أحكام الإعدام بحق سيد قطب وإخوانه "أشاعت القلق والأسى في نفوس المسلمين، وبخاصة علماء الجامعة الإسلامية في دار الهجرة".
واستنكرت الجامعة في خطابها، باسم أساتذتها وطلابها "الحكم الخطير"، ودعت إلى إعادة النظر فيه وإلغائه، لافتة إلى أن هذه الأحكام ليست في مصلحة الحكومة المصرية ولا الشعب المصري.
ووقع الخطاب من قبل نائب رئيس الجامعة، الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الذي أصبح لاحقاً مفتي المملكة، قبل أن يتوفى عام 1999.
وتحت عنوان: "لماذا قتلوهم"، نشرت صحيفة سعودية، في أحد أعمدتها، مقالة لوزير المعارف، الشيخ حسن آل الشيخ، معلقاً على إعدام قطب وزملائه.
لم يستغرب الوزير تعليق "رجالٍ آمنوا بالله وأخلصوا له" على أعواد المشانق، في إطار "حرب كائدة مجرمة من أعدائه (الإسلام) الحاقدين عليه"، ولكنه، في الوقت ذاته، عبر عن استغرابه من تجاهل المسؤولين المصريين لمشاعر المسلمين في كل بقاع الأرض التي احتجت على إعدام قطب، الذي وصفه الوزير بـ"الزعيم الشهيد".
من جهته، كتب رئيس الهيئات الدينية في المملكة، عمر آل الشيخ، رسالة وجهها لعبد الناصر، نشرت في صحيفة سعودية تحت عنوان: "برقيات الاستنكار ضد أحكام القاهرة بإعدام أعضاء جماعة الإخوان المسلمين"، دعا فيها عبد الناصر لإعادة النظر في "الحكم الجائر"، مخاطباً إياه بالقول: "إنه صفحة سوداء في تاريخكم، وعواقبه وخيمة في الحاضر والمستقبل إلى أبعد حد".
وأبرزت جريدة الندوة السعودية خبر مقتل 500 مصري خلال الاحتجاجات التي اندلعت في مصر على أحكام الإعدام، إذ كتبت بالمانشيت الأحمر: "مقتل 500 مصري هتفوا ضد الاشتراكية والإرهاب".
وأضافت أن مظاهرات صاخبة خرجت في الأردن وباكستان احتجاجاً على إعدام سيد قطب ورفاقه، متابعة أن "المتظاهرين يستنكرون الحكم الإرهابي وينددون بحكام القاهرة".
جريدة المدينة المنورة السعودية كتبت بالمانشيت العريض أيضاً: "إعدام سيد قطب ورفاقه في مصر يثير سخط العالم الإسلامي واستنكاره"، وأرفقت لسيد عدة صور ونعتته بـ"سيد الشهداء".
أما جريدة عكاظ السعودية، فقد أبرزت في صفحتها الأولى، بالمانشيت الأحمر: "إعدام سيد قطب مأساة يندى لها جبين العرب والمسلمين"، وكتبت في العنوان الفرعي: "عبد الناصر يعلن الحرب على الإسلام تماشياً مع سياسة زج مصر في طريق الشيوعية"، واصفة إياه أنه "عدو الإسلام ودكتاتور". اهـ
قلت وبالله التوفيق :
علشان بعد كده ما حدش يزعل أو يستغرب لما نقول بأن الوهابية أدعياء السلفية وداعش والإخوان حاجة واحدة ، وأن داعش والإخوان هما ذات الوهابية ولكن قبل التدجين والاستئناس والترويض.
وبأن موقف الوهابية أدعياء السلفية من داعش والإخوان حالياً يعبر عن المصلحة الآنية لدولة المنشأ.
وبأن ما نراه من رءوس الوهابية أدعياء السلفية وهجومهم على داعش والإخوان ووصفهم بالخوارج إنما ذلك مرجعه لتهديد داعش والإخوان لمصالح دولة المنشأ ، ولكن لو عقدنا مقارنة بينهم سنجد النتيجة تؤكد بأنهم حاجة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق