وإضافة إلى ذلك، فإن سلوك “اسرائيل” اللاحق نحو خصومها العرب ورعاياها الفلسطينيين، كثيراً ما كان وحشياً، ويكذّب ادعاءها التفوق الأخلاقي، وعلى سبيل المثال، قتلت
قوات الأمن “الاسرائيلية” بين سنة 1949 و،1959 ما يتراوح بين 2700 و5000 متسلل عربي، غالبيتهم العظمى غير مسلحة.
وشن الجيش “الاسرائيلي” غارات عديدة عبر الحدود ضد جيران “اسرائيل” في أوائل خمسينات القرن الماضي، وعلى الرغم من أنه تم تصوير هذه الأفعال باعتبارها ردوداً دفاعية، إلا أنها كانت في واقع الأمر جزءاً من جهد أشمل لتوسيع حدود “اسرائيل”، كما أدت طموحات “اسرائيل” التوسعية إلى انضمامها إلى بريطانيا وفرنسا في مهاجمة مصر سنة ،1956 وانسحبت “اسرائيل” من الأراضي التي استولت عليها، بعد الضغط الشديد من قبل الولايات المتحدة.
كما قتل الجيش “الاسرائيلي” المئات من أسرى الحرب المصريين في كل من حربي 1956 و1967.
وفي سنة 1967 طرد بين 100 ألف و260 ألف فلسطيني من الضفة الغربية التي استولى عليها وقتئذ، وطرد 80 ألف سوري من مرتفعات الجولان.
كما كان متواطئا في ذبح أكثر من 1000 فلسطيني بريء في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين بعد غزوة لبنان سنة ،1982 ووجدت لجنة تحقيق “اسرائيلية” أرييل شارون الذي كان وزير الدفاع يومئذ “مسؤولاً شخصياً” عن هذه الفظائع.
وظل “الاسرائيليون” يعذبون العديد من السجناء الفلسطينيين، ويذلون المدنيين الفلسطينيين ويضيقون عليهم بصورة منتظمة، ويستخدمون القوة ضدهم من دون تمييز في العديد من المناسبات.
وخلال الانتفاضة الأولى (1987 - 1991) على سبيل المثال وزع الجيش “الاسرائيلي” الهراوات على قواته وشجعها على تهشيم عظام المحتجين الفلسطينيين. وقد قدرت منظمة “أنقذوا الأطفال” السويدية إن ما بين 236000 طفل و29900 طفل كانوا في حاجة إلى العلاج الطبي بسبب إصاباتهم الناجمة عن الضرب أثناء السنتين الأوليين من الانتفاضة”، وكان نحو ثلثهم يعانون من كسور في العظام. وكانت أعمار ثلث الأطفال المضروبين تقريبا عشر سنوات أو دونها”.
وكان رد “اسرائيل” على الانتفاضة الثانية (2000 - 2005) اشد عنفاً، مما جعل صحيفة “هآرتس” “الاسرائيلية” الرائدة تعلن أن “الجيش “الاسرائيلي” أخد في التحول إلى آلة للقتل، فاعليتها تثير الرعب والصدمة”.
وقد أطلق هذا الجيش مليون عيار ناري في الأيام الأولى من الانتفاضة، وذلك رد بعيد عن أن يكون موزوناً.
ومنذئذ ظلت “اسرائيل” تقتل 3،4 فلسطيني مقابل كل “اسرائيلي” تفقده، وكان معظم الفلسطينيين هؤلاء من عابري السبيل الأبرياء، كما أن نسبة القتلى من الأطفال الفلسطينيين إلى الأطفال “الاسرائيليين” أعلى من ذلك (فهي 5،7 إلى 1). كما قتلت القوات “الاسرائيلية” العديد من نشطاء السلام الأجانب، ومن بينهم فتاة أمريكية عمرها 23 سنة، سحقتها جرافة “اسرائيلية” في مارس/ آذار 2003.
وقد تم توثيق هذه الحقائق عن السلوك “الاسرائيلي” بإسهاب من قبل العديد من منظمات حقوق الإنسان - ومن بينها جماعات “اسرائيلية” بارزة - ولا يختلف عليها المراقبون ذوو التفكير المعتدل. وهذا هو ما حدا بأربعة من ضباط الشين بيت السابقين (منظمة الأمن المحلي “الاسرائيلية”) إلى أن يدينوا سلوك “اسرائيل” خلال الانتفاضة الثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2003.
وقد أعلن أحدهم قائلا: “أننا نتصرف على نحو فاضح”، كما وصف آخر سلوك “اسرائيل” بأنه “لا أخلاقي بصورة سافرة”.
ولكن أليست “اسرائيل” مخولة أن تفعل ما بوسعها لحماية مواطنيها؟ وألا يبرر الشر الفريد للإرهاب استمرار الدعم الأمريكي لها، حتى ولو كانت ترد بقسوة في كثير من الأحيان؟
في حقيقة الأمر، لا تشكل هذه الحجة أيضاً مبرراً أخلاقياً مقنعاً، فالفلسطينيون يستخدمون “الإرهاب” ضد محتليهم “الاسرائيليين”، ورغبتهم في مهاجمة مدنيين أبرياء خاطئة.
ولكن هذا السلوك ليس مدهشاً، لأن الفلسطينيين يعتقدون أنه ليس لديهم سبيل آخر لإجبار “اسرائيل” على التنازل.
وكما اعترف رئيس الوزراء “الاسرائيلي” إيهود باراك ذات مرة، بأنه لو كان قد ولد فلسطينياً “لانضم إلى إحدى المنظمات الإرهابية”.
وفي النهاية، ينبغي علينا ألا ننسى أن الصهاينة قد استخدموا الإرهاب عندما كانوا في وضع ضعيف مماثل، وكانوا يحاولون الحصول على دولتهم الخاصة بهم. وفي ما بين سنتي 1944 و1947 استخدم العديد من المنظمات الصهيونية التفجيرات الإرهابية لطرد البريطانيين من فلسطين، وأزهقوا أرواح العديد من المدنيين الأبرياء خلال ذلك.
كما قتل الإرهابيون “الاسرائيليون” وسيط الأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت سنة ،1948 لأنهم كانوا يعارضون اقتراحه تدويل مدينة القدس.
ولم يكن منفذو هذه الأعمال متطرفين معزولين: إذ تم منح قادة خطة القتل في نهاية المطاف عقوداً من قبل الحكومة “الاسرائيلية”، كما جرى انتخاب أحدهم لعضوية البرلمان “الاسرائيلي” الكنيست، كما أن أحد القادة الإرهابيين الذين وافقوا على عملية القتل من دون أن يقدم إلى المحاكمة كان رئيس وزراء “اسرائيل” المستقيل إسحاق شامير.
وفي حقيقة الأمر، قال شامير علناً، إنه “لا الأخلاق اليهودية ولا التقاليد اليهودية تستبعد الإرهاب كوسيلة للقتال”، بل إن الإرهاب “له دور كبير يلعبه.. في حربنا ضد المحتلين (البريطانيين)”.
فإذا كان استخدام الفلسطينيين للإرهاب اليوم شيئاً يجب التوبة عنه أخلاقياً، فإنه كان كذلك اعتماد “اسرائيل” عليه في الماضي، وهكذا فإنه ليس بوسع المرء أن يبرر دعم الولايات المتحدة ل”اسرائيل” على أساس أن أداءها في الماضي كان متفوقاً أخلاقياً.
وقد لا تكون “اسرائيل” قد تصرفت على نحو أسوأ مما تصرفت به العديد من الدول، لكن من الواضح أنها لم تتصرف على نحو أفضل، ولكن إذا لم تكن الحجج الاستراتيجية أو الأخلاقية قادرة على تفسير دعم أمريكا ل”اسرائيل” فكيف نفسره نحن؟
اللوبي "الاسرائيلي"
يكمن التفسير في قوة لوبي “اسرائيل” التي ليس لها مثيل، فلولا مقدرة هذا اللوبي على معالجة النظام السياسي الأمريكي، لكانت العلاقة بين “اسرائيل” والولايات المتحدة أقل حميمية مما هي عليه اليوم.
ما هو اللوبي؟
إننا نستعمل تعبير “اللوبي” كاختصار مريح للتعبير عن التحالف الفضفاض بين الأفراد والمنظمات التي تعمل بنشاط لتشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاه موال ل”اسرائيل” وليس المقصود من استعمالنا لهذا التعبير الإيحاء بأن “اللوبي” هو حركة موحدة ذات قيادة مركزية، أو أن الأفراد ضمنه لا يختلفون على قضايا معينة.
يتكون جوهر اللوبي من يهود أمريكيين يبذلون جهداً كبيراً في حياتهم اليومية من أجل ثني السياسة الخارجية الأمريكية بحيث تدعم مصالح “اسرائيل” وتتجاوز نشاطاتهم مجرد التصويت لمرشحين موالين ل”اسرائيل”، إلى كتابة الرسائل والإسهامات المالية، ودعم المنظمات الموالية ل”اسرائيل” ولكن ليس كل الأمريكيين اليهود جزءاً من اللوبي، لأن “اسرائيل” ليست قضية بارزة للعديد منهم. ففي مسح أجري سنة ،2004 على سبيل المثال، قال نحو 36% من الأمريكيين اليهود إنهم إما غير مرتبطين جداً ب”اسرائيل” عاطفياً، أو “غير مرتبطين بها عاطفياً بالمرة”.
كما يختلف اليهود الأمريكيون على سياسات “اسرائيلية” معينة. ويدار العديد من المنظمات الرئيسية في اللوبي، مثل منظمة “إيباك”، ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الرئيسية، من قبل متشددين يدعمون في العادة السياسات التوسعية لحزب الليكود “الاسرائيلي”، بما في ذلك عداؤه لعملية سلام أوسلو، ومن جهة أخرى فإن غالبية اليهود الأمريكيين، يميلون إلى تقديم تنازلات للفلسطينيين، وان جماعات قليلة مثل جماعة الصوت اليهودي من اجل السلام تدعم بقوة مثل هذه الخطوات.
وعلى الرغم من هذه الخلافات، يؤيد المعتدلون والمتشددون جميعاً، الدعم الأمريكي الثابت ل “اسرائيل”.
وليس غريباً، أن الزعماء اليهود الأمريكيين، كثيراً ما يتشاورون مع المسؤولين “الاسرائيليين”، بحيث يستطيع هؤلاء الزعماء أن يمارسوا أقصى نفوذ لهم في الولايات المتحدة. وكما كتب احد الناشطين مع منظمة يهودية كبرى: من المعتاد لنا القول: “هذه هي سياستنا بشأن قضية معينة، ولكن يجب علينا أن نرى ما يعتقده “الاسرائيليون” بشأنها”.
ونحن كمجتمع نفعل ذلك طوال الوقت. كما توجد هنالك معايير صارمة ضد انتقاد السياسة “الاسرائيلية”، ونادراً ما يؤيد الزعماء الأمريكيون اليهود ممارسة ضغط على “اسرائيل”، وعلى ذلك، اتهم إدجار برونفمان الأصغر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ب “الغدر” عندما كتب رسالة إلى الرئيس بوش في منتصف سنة 2003 يحثه فيها على الضغط على “اسرائيل” من أجل وقف بناء “السياج الأمني” المثير للجدل. وأعلن المنتقدون “إن من الفحش في أي وقت أن يحث رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رئيس الولايات المتحدة على مقاومة السياسات التي تدعمها حكومة “اسرائيل””.
وبالمثل، عندما نصح رئيس منتدى السياسة “الاسرائيلية” سيمور رايش وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالضغط على “اسرائيل” لإعادة فتح معبر حدودي مهم في قطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني ،2005 أدان المنتقدون تصرفه باعتباره “سلوكاً غير مسؤول” وأعلنوا انه لا مجال أبداً في الأوساط اليهودية السائدة للحشد ضد سياسات “اسرائيل” المتعلقة بالأمن”.
وبعد ذلك تراجع رايش عن هذه الهجمات وادعى أن “كلمة ضغط ليست في قاموسي حين يتعلق الأمر ب “اسرائيل””.
وقد شكل الأمريكيون اليهود سلسلة مهمة من المنظمات للتأثير في السياسة الخارجية الأمريكية، ومن أقوى هذه المنظمات وأشهرها منظمة “إيباك”. وفي سنة 1997 طلبت مجلة فورتشن من أعضاء منظمة المؤتمر اليهودي والعاملين فيها أن يذكروا أقوى جماعات الضغط في واشنطن، فجاءت منظمة إيباك الثانية بعد الجمعية الأمريكية للناس المتقاعدين، ولكنها جاءت قبل جماعات ضغط من الوزن الثقيل مثل اتحاد العمل الأمريكي، مؤتمر المنظمات الصناعية، والجمعية الوطنية للبنادق.
وتوصلت مجلة (ناشيونال جورنال) في دراسة أجرتها في مارس/ آذار 2005 إلى نتيجة مماثلة، حيث وضعت منظمة إيباك في مرتبة ثانية (مرتبطة مع الجمعية الأمريكية للناس المتقاعدين) في “عمليات فرز القوة” في واشنطن.
ويضم اللوبي كذلك بروتستانتيين مسيحيين بارزين مثل جاري بوير، وجيري فالويل، ورالف ريد، وبات روبرتسون، كما يضم ديك آرمي وتوم ديلاي، الزعيمين السابقين للأغلبية في مجلس النواب، وهم يعتقدون أن مولد “اسرائيل” من جديد جزء من نبوءة توراتية، ويساندون أجندتها التوسعية، ويظنون أن الضغط على “اسرائيل” مخالف لإرادة الله. وبالإضافة إلى ذلك، تضم عضوية اللوبي أغياراً من المحافظين الجدد مثل جون بولتون، ومدير تحرير مجلة وول ستريت جورنال السابق روبرت بارتلي، ووزير التعليم السابق وليام بينيت، والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة جين كريكباتريك، والكاتب الصحافي جورج ويل.
فاعلية خارقة للمألوف في العمل من أجل “اسرائيل”
الولايات المتحدة حكومة منقسمة مما يوفر العديد من الطرق للتأثير في العملية السياسية. ونتيجة لذلك تستطيع جماعات المصالح أن تشكل السياسة بطرق مختلفة كثيرة بحشد التأييد للممثلين المنتخبين وأعضاء الفرع التنفيذي، والتبرع للحملات الانتخابية، والتصويت في الانتخابات، وصياغة الرأي العام.. إلخ.
وإضافة إلى ذلك، تتمتع جماعات مصالح معينة، بسلطة لا تتناسب مع حجمها عندما تلتزم بقضية معينة ولا تبالي أغلبية السكان بذلك. ويميل صناع السياسة إلى تسهيل أمور الذين يعتنون بالقضية موضع البحث، حتى ولو كانت أعدادهم صغيرة، وهم على ثقة من أن بقية السكان لن تعاقبهم.
وتنبع قوة اللوبي “الاسرائيلي” من مقدرته التي ليس لها مثيل على لعب لعبة سياسات جماعة المصالح هذه. وفي عملياتها الأساسية، لا تختلف عن جماعات المصالح مثل (لوبي المزرعة)، ولوبي عمال صناعة الفولاذ والنسيج، وغيرها من جماعات الضغط العرقية. والذي يميز اللوبي “الاسرائيلي” عن كل ذلك هو “فاعليته الخارقة للمألوف”. ولكنه لا يوجد شيء غير ملائم بشأن اليهود الأمريكيين وحلفائهم المسيحيين في محاولتهم إمالة السياسة الأمريكية نحو “اسرائيل”، فأنشطة اللوبي ليست من نوع المؤامرة التي تصورها الكتب الدعائية المناوئة للسامية مثل كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون).
وفي أغلب الحالات، يفعل الأفراد والجماعات الذين يشكلون اللوبي ما تفعله جماعات المصالح الخاصة الأخرى، ولكن بطريقة أفضل بكثير. وزيادة على ذلك، فإن جماعات المصالح الموالية للعرب ضعيفة إلى غير موجودة، مما يجعل مهمة اللوبي أسهل.
استراتيجيات للنجاح
يمارس اللوبي استراتيجيتين واسعتين لتعزيز الدعم الأمريكي ل”اسرائيل”. الأولى، انه يمارس نفوذاً عظيماً في واشنطن، بالضغط على كل من الكونجرس والفرع التنفيذي لدعم “اسرائيل” دائماً. ومهما تكن الآراء الخاصة لأحد صناع القانون أو صناع السياسة، يحاول اللوبي أن يجعل دعم “اسرائيل” هو الخيار السياسي “الذكي”.
والاستراتيجية الثانية، هي أن اللوبي يكافح من أجل أن يضمن أن الخطاب العام بشأن “اسرائيل” يصورها على نحو إيجابي، بترديد الأساطير عن “اسرائيل” وتأسيسها، وتعميم الوجهة “الاسرائيلية” في النقاشات السياسية التي تجري كل يوم. والهدف هو منع التعليقات الانتقادية بشأن “اسرائيل” من الحصول على إصغاء معقول على الساحة السياسية. فالسيطرة على النقاش والتحكم فيه أمر ضروري لضمان الدعم الأمريكي، لأن المناقشة النزيهة للعلاقات الأمريكية “الاسرائيلية” قد تؤدي بالأمريكيين إلى تفضيل سياسة مختلفة.
التأثير في الكونجرس
إن أحد أعمدة فاعلية اللوبي هو نفوذه في الكونجرس، حيث تهيمن “اسرائيل” في واقع الأمر، وهذا بحد ذاته وضع فريد، لأن الكونجرس لا يتجنب أبداً القضايا الشائكة. وسواء كانت القضية هي الإجهاض، أو العمل الايجابي (زيادة نسبة تمثيل المرأة والأقليات في الوظائف الرسمية أو الجامعات.. إلخ)، أو الرعاية الصحية، أو الرفاه، فلا بد أن يكون هنالك نقاش حي لها في الكونجرس.
ولكن، حيثما يكون الأمر متعلقاً بـ”اسرائيل”، يخيم الصمت على الجميع، ولا يكاد يكون هنالك نقاش أبداً.
ويكمن أحد أسباب نجاح اللوبي مع الكونجرس في أن بعض أهم الأعضاء صهاينة مسيحيون مثل ديك آرمي، الذي قال في سبتمبر/ أيلول 2002 أن “أولويتي رقم واحد في السياسة الخارجية هي حماية “اسرائيل”، وقد يظن المرء أن الأولوية رقم واحد لأي عضو في الكونجرس ستكون “حماية أمريكا”، ولكن ذلك لم يكن ما قاله آرمي. وهنالك أيضاً سيناتورات، وأعضاء كونجرس يهود يعملون على جعل السياسة الخارجية الأمريكية تدعم مصالح “اسرائيل”.
قوات الأمن “الاسرائيلية” بين سنة 1949 و،1959 ما يتراوح بين 2700 و5000 متسلل عربي، غالبيتهم العظمى غير مسلحة.
وشن الجيش “الاسرائيلي” غارات عديدة عبر الحدود ضد جيران “اسرائيل” في أوائل خمسينات القرن الماضي، وعلى الرغم من أنه تم تصوير هذه الأفعال باعتبارها ردوداً دفاعية، إلا أنها كانت في واقع الأمر جزءاً من جهد أشمل لتوسيع حدود “اسرائيل”، كما أدت طموحات “اسرائيل” التوسعية إلى انضمامها إلى بريطانيا وفرنسا في مهاجمة مصر سنة ،1956 وانسحبت “اسرائيل” من الأراضي التي استولت عليها، بعد الضغط الشديد من قبل الولايات المتحدة.
كما قتل الجيش “الاسرائيلي” المئات من أسرى الحرب المصريين في كل من حربي 1956 و1967.
وفي سنة 1967 طرد بين 100 ألف و260 ألف فلسطيني من الضفة الغربية التي استولى عليها وقتئذ، وطرد 80 ألف سوري من مرتفعات الجولان.
كما كان متواطئا في ذبح أكثر من 1000 فلسطيني بريء في مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين بعد غزوة لبنان سنة ،1982 ووجدت لجنة تحقيق “اسرائيلية” أرييل شارون الذي كان وزير الدفاع يومئذ “مسؤولاً شخصياً” عن هذه الفظائع.
وظل “الاسرائيليون” يعذبون العديد من السجناء الفلسطينيين، ويذلون المدنيين الفلسطينيين ويضيقون عليهم بصورة منتظمة، ويستخدمون القوة ضدهم من دون تمييز في العديد من المناسبات.
وخلال الانتفاضة الأولى (1987 - 1991) على سبيل المثال وزع الجيش “الاسرائيلي” الهراوات على قواته وشجعها على تهشيم عظام المحتجين الفلسطينيين. وقد قدرت منظمة “أنقذوا الأطفال” السويدية إن ما بين 236000 طفل و29900 طفل كانوا في حاجة إلى العلاج الطبي بسبب إصاباتهم الناجمة عن الضرب أثناء السنتين الأوليين من الانتفاضة”، وكان نحو ثلثهم يعانون من كسور في العظام. وكانت أعمار ثلث الأطفال المضروبين تقريبا عشر سنوات أو دونها”.
وكان رد “اسرائيل” على الانتفاضة الثانية (2000 - 2005) اشد عنفاً، مما جعل صحيفة “هآرتس” “الاسرائيلية” الرائدة تعلن أن “الجيش “الاسرائيلي” أخد في التحول إلى آلة للقتل، فاعليتها تثير الرعب والصدمة”.
وقد أطلق هذا الجيش مليون عيار ناري في الأيام الأولى من الانتفاضة، وذلك رد بعيد عن أن يكون موزوناً.
ومنذئذ ظلت “اسرائيل” تقتل 3،4 فلسطيني مقابل كل “اسرائيلي” تفقده، وكان معظم الفلسطينيين هؤلاء من عابري السبيل الأبرياء، كما أن نسبة القتلى من الأطفال الفلسطينيين إلى الأطفال “الاسرائيليين” أعلى من ذلك (فهي 5،7 إلى 1). كما قتلت القوات “الاسرائيلية” العديد من نشطاء السلام الأجانب، ومن بينهم فتاة أمريكية عمرها 23 سنة، سحقتها جرافة “اسرائيلية” في مارس/ آذار 2003.
وقد تم توثيق هذه الحقائق عن السلوك “الاسرائيلي” بإسهاب من قبل العديد من منظمات حقوق الإنسان - ومن بينها جماعات “اسرائيلية” بارزة - ولا يختلف عليها المراقبون ذوو التفكير المعتدل. وهذا هو ما حدا بأربعة من ضباط الشين بيت السابقين (منظمة الأمن المحلي “الاسرائيلية”) إلى أن يدينوا سلوك “اسرائيل” خلال الانتفاضة الثانية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2003.
وقد أعلن أحدهم قائلا: “أننا نتصرف على نحو فاضح”، كما وصف آخر سلوك “اسرائيل” بأنه “لا أخلاقي بصورة سافرة”.
ولكن أليست “اسرائيل” مخولة أن تفعل ما بوسعها لحماية مواطنيها؟ وألا يبرر الشر الفريد للإرهاب استمرار الدعم الأمريكي لها، حتى ولو كانت ترد بقسوة في كثير من الأحيان؟
في حقيقة الأمر، لا تشكل هذه الحجة أيضاً مبرراً أخلاقياً مقنعاً، فالفلسطينيون يستخدمون “الإرهاب” ضد محتليهم “الاسرائيليين”، ورغبتهم في مهاجمة مدنيين أبرياء خاطئة.
ولكن هذا السلوك ليس مدهشاً، لأن الفلسطينيين يعتقدون أنه ليس لديهم سبيل آخر لإجبار “اسرائيل” على التنازل.
وكما اعترف رئيس الوزراء “الاسرائيلي” إيهود باراك ذات مرة، بأنه لو كان قد ولد فلسطينياً “لانضم إلى إحدى المنظمات الإرهابية”.
وفي النهاية، ينبغي علينا ألا ننسى أن الصهاينة قد استخدموا الإرهاب عندما كانوا في وضع ضعيف مماثل، وكانوا يحاولون الحصول على دولتهم الخاصة بهم. وفي ما بين سنتي 1944 و1947 استخدم العديد من المنظمات الصهيونية التفجيرات الإرهابية لطرد البريطانيين من فلسطين، وأزهقوا أرواح العديد من المدنيين الأبرياء خلال ذلك.
كما قتل الإرهابيون “الاسرائيليون” وسيط الأمم المتحدة الكونت فولك برنادوت سنة ،1948 لأنهم كانوا يعارضون اقتراحه تدويل مدينة القدس.
ولم يكن منفذو هذه الأعمال متطرفين معزولين: إذ تم منح قادة خطة القتل في نهاية المطاف عقوداً من قبل الحكومة “الاسرائيلية”، كما جرى انتخاب أحدهم لعضوية البرلمان “الاسرائيلي” الكنيست، كما أن أحد القادة الإرهابيين الذين وافقوا على عملية القتل من دون أن يقدم إلى المحاكمة كان رئيس وزراء “اسرائيل” المستقيل إسحاق شامير.
وفي حقيقة الأمر، قال شامير علناً، إنه “لا الأخلاق اليهودية ولا التقاليد اليهودية تستبعد الإرهاب كوسيلة للقتال”، بل إن الإرهاب “له دور كبير يلعبه.. في حربنا ضد المحتلين (البريطانيين)”.
فإذا كان استخدام الفلسطينيين للإرهاب اليوم شيئاً يجب التوبة عنه أخلاقياً، فإنه كان كذلك اعتماد “اسرائيل” عليه في الماضي، وهكذا فإنه ليس بوسع المرء أن يبرر دعم الولايات المتحدة ل”اسرائيل” على أساس أن أداءها في الماضي كان متفوقاً أخلاقياً.
وقد لا تكون “اسرائيل” قد تصرفت على نحو أسوأ مما تصرفت به العديد من الدول، لكن من الواضح أنها لم تتصرف على نحو أفضل، ولكن إذا لم تكن الحجج الاستراتيجية أو الأخلاقية قادرة على تفسير دعم أمريكا ل”اسرائيل” فكيف نفسره نحن؟
اللوبي "الاسرائيلي"
يكمن التفسير في قوة لوبي “اسرائيل” التي ليس لها مثيل، فلولا مقدرة هذا اللوبي على معالجة النظام السياسي الأمريكي، لكانت العلاقة بين “اسرائيل” والولايات المتحدة أقل حميمية مما هي عليه اليوم.
ما هو اللوبي؟
إننا نستعمل تعبير “اللوبي” كاختصار مريح للتعبير عن التحالف الفضفاض بين الأفراد والمنظمات التي تعمل بنشاط لتشكيل السياسة الخارجية الأمريكية في اتجاه موال ل”اسرائيل” وليس المقصود من استعمالنا لهذا التعبير الإيحاء بأن “اللوبي” هو حركة موحدة ذات قيادة مركزية، أو أن الأفراد ضمنه لا يختلفون على قضايا معينة.
يتكون جوهر اللوبي من يهود أمريكيين يبذلون جهداً كبيراً في حياتهم اليومية من أجل ثني السياسة الخارجية الأمريكية بحيث تدعم مصالح “اسرائيل” وتتجاوز نشاطاتهم مجرد التصويت لمرشحين موالين ل”اسرائيل”، إلى كتابة الرسائل والإسهامات المالية، ودعم المنظمات الموالية ل”اسرائيل” ولكن ليس كل الأمريكيين اليهود جزءاً من اللوبي، لأن “اسرائيل” ليست قضية بارزة للعديد منهم. ففي مسح أجري سنة ،2004 على سبيل المثال، قال نحو 36% من الأمريكيين اليهود إنهم إما غير مرتبطين جداً ب”اسرائيل” عاطفياً، أو “غير مرتبطين بها عاطفياً بالمرة”.
كما يختلف اليهود الأمريكيون على سياسات “اسرائيلية” معينة. ويدار العديد من المنظمات الرئيسية في اللوبي، مثل منظمة “إيباك”، ومؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الرئيسية، من قبل متشددين يدعمون في العادة السياسات التوسعية لحزب الليكود “الاسرائيلي”، بما في ذلك عداؤه لعملية سلام أوسلو، ومن جهة أخرى فإن غالبية اليهود الأمريكيين، يميلون إلى تقديم تنازلات للفلسطينيين، وان جماعات قليلة مثل جماعة الصوت اليهودي من اجل السلام تدعم بقوة مثل هذه الخطوات.
وعلى الرغم من هذه الخلافات، يؤيد المعتدلون والمتشددون جميعاً، الدعم الأمريكي الثابت ل “اسرائيل”.
وليس غريباً، أن الزعماء اليهود الأمريكيين، كثيراً ما يتشاورون مع المسؤولين “الاسرائيليين”، بحيث يستطيع هؤلاء الزعماء أن يمارسوا أقصى نفوذ لهم في الولايات المتحدة. وكما كتب احد الناشطين مع منظمة يهودية كبرى: من المعتاد لنا القول: “هذه هي سياستنا بشأن قضية معينة، ولكن يجب علينا أن نرى ما يعتقده “الاسرائيليون” بشأنها”.
ونحن كمجتمع نفعل ذلك طوال الوقت. كما توجد هنالك معايير صارمة ضد انتقاد السياسة “الاسرائيلية”، ونادراً ما يؤيد الزعماء الأمريكيون اليهود ممارسة ضغط على “اسرائيل”، وعلى ذلك، اتهم إدجار برونفمان الأصغر، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي ب “الغدر” عندما كتب رسالة إلى الرئيس بوش في منتصف سنة 2003 يحثه فيها على الضغط على “اسرائيل” من أجل وقف بناء “السياج الأمني” المثير للجدل. وأعلن المنتقدون “إن من الفحش في أي وقت أن يحث رئيس المؤتمر اليهودي العالمي رئيس الولايات المتحدة على مقاومة السياسات التي تدعمها حكومة “اسرائيل””.
وبالمثل، عندما نصح رئيس منتدى السياسة “الاسرائيلية” سيمور رايش وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس بالضغط على “اسرائيل” لإعادة فتح معبر حدودي مهم في قطاع غزة في نوفمبر/تشرين الثاني ،2005 أدان المنتقدون تصرفه باعتباره “سلوكاً غير مسؤول” وأعلنوا انه لا مجال أبداً في الأوساط اليهودية السائدة للحشد ضد سياسات “اسرائيل” المتعلقة بالأمن”.
وبعد ذلك تراجع رايش عن هذه الهجمات وادعى أن “كلمة ضغط ليست في قاموسي حين يتعلق الأمر ب “اسرائيل””.
وقد شكل الأمريكيون اليهود سلسلة مهمة من المنظمات للتأثير في السياسة الخارجية الأمريكية، ومن أقوى هذه المنظمات وأشهرها منظمة “إيباك”. وفي سنة 1997 طلبت مجلة فورتشن من أعضاء منظمة المؤتمر اليهودي والعاملين فيها أن يذكروا أقوى جماعات الضغط في واشنطن، فجاءت منظمة إيباك الثانية بعد الجمعية الأمريكية للناس المتقاعدين، ولكنها جاءت قبل جماعات ضغط من الوزن الثقيل مثل اتحاد العمل الأمريكي، مؤتمر المنظمات الصناعية، والجمعية الوطنية للبنادق.
وتوصلت مجلة (ناشيونال جورنال) في دراسة أجرتها في مارس/ آذار 2005 إلى نتيجة مماثلة، حيث وضعت منظمة إيباك في مرتبة ثانية (مرتبطة مع الجمعية الأمريكية للناس المتقاعدين) في “عمليات فرز القوة” في واشنطن.
ويضم اللوبي كذلك بروتستانتيين مسيحيين بارزين مثل جاري بوير، وجيري فالويل، ورالف ريد، وبات روبرتسون، كما يضم ديك آرمي وتوم ديلاي، الزعيمين السابقين للأغلبية في مجلس النواب، وهم يعتقدون أن مولد “اسرائيل” من جديد جزء من نبوءة توراتية، ويساندون أجندتها التوسعية، ويظنون أن الضغط على “اسرائيل” مخالف لإرادة الله. وبالإضافة إلى ذلك، تضم عضوية اللوبي أغياراً من المحافظين الجدد مثل جون بولتون، ومدير تحرير مجلة وول ستريت جورنال السابق روبرت بارتلي، ووزير التعليم السابق وليام بينيت، والسفيرة السابقة لدى الأمم المتحدة جين كريكباتريك، والكاتب الصحافي جورج ويل.
فاعلية خارقة للمألوف في العمل من أجل “اسرائيل”
الولايات المتحدة حكومة منقسمة مما يوفر العديد من الطرق للتأثير في العملية السياسية. ونتيجة لذلك تستطيع جماعات المصالح أن تشكل السياسة بطرق مختلفة كثيرة بحشد التأييد للممثلين المنتخبين وأعضاء الفرع التنفيذي، والتبرع للحملات الانتخابية، والتصويت في الانتخابات، وصياغة الرأي العام.. إلخ.
وإضافة إلى ذلك، تتمتع جماعات مصالح معينة، بسلطة لا تتناسب مع حجمها عندما تلتزم بقضية معينة ولا تبالي أغلبية السكان بذلك. ويميل صناع السياسة إلى تسهيل أمور الذين يعتنون بالقضية موضع البحث، حتى ولو كانت أعدادهم صغيرة، وهم على ثقة من أن بقية السكان لن تعاقبهم.
وتنبع قوة اللوبي “الاسرائيلي” من مقدرته التي ليس لها مثيل على لعب لعبة سياسات جماعة المصالح هذه. وفي عملياتها الأساسية، لا تختلف عن جماعات المصالح مثل (لوبي المزرعة)، ولوبي عمال صناعة الفولاذ والنسيج، وغيرها من جماعات الضغط العرقية. والذي يميز اللوبي “الاسرائيلي” عن كل ذلك هو “فاعليته الخارقة للمألوف”. ولكنه لا يوجد شيء غير ملائم بشأن اليهود الأمريكيين وحلفائهم المسيحيين في محاولتهم إمالة السياسة الأمريكية نحو “اسرائيل”، فأنشطة اللوبي ليست من نوع المؤامرة التي تصورها الكتب الدعائية المناوئة للسامية مثل كتاب (بروتوكولات حكماء صهيون).
وفي أغلب الحالات، يفعل الأفراد والجماعات الذين يشكلون اللوبي ما تفعله جماعات المصالح الخاصة الأخرى، ولكن بطريقة أفضل بكثير. وزيادة على ذلك، فإن جماعات المصالح الموالية للعرب ضعيفة إلى غير موجودة، مما يجعل مهمة اللوبي أسهل.
استراتيجيات للنجاح
يمارس اللوبي استراتيجيتين واسعتين لتعزيز الدعم الأمريكي ل”اسرائيل”. الأولى، انه يمارس نفوذاً عظيماً في واشنطن، بالضغط على كل من الكونجرس والفرع التنفيذي لدعم “اسرائيل” دائماً. ومهما تكن الآراء الخاصة لأحد صناع القانون أو صناع السياسة، يحاول اللوبي أن يجعل دعم “اسرائيل” هو الخيار السياسي “الذكي”.
والاستراتيجية الثانية، هي أن اللوبي يكافح من أجل أن يضمن أن الخطاب العام بشأن “اسرائيل” يصورها على نحو إيجابي، بترديد الأساطير عن “اسرائيل” وتأسيسها، وتعميم الوجهة “الاسرائيلية” في النقاشات السياسية التي تجري كل يوم. والهدف هو منع التعليقات الانتقادية بشأن “اسرائيل” من الحصول على إصغاء معقول على الساحة السياسية. فالسيطرة على النقاش والتحكم فيه أمر ضروري لضمان الدعم الأمريكي، لأن المناقشة النزيهة للعلاقات الأمريكية “الاسرائيلية” قد تؤدي بالأمريكيين إلى تفضيل سياسة مختلفة.
التأثير في الكونجرس
إن أحد أعمدة فاعلية اللوبي هو نفوذه في الكونجرس، حيث تهيمن “اسرائيل” في واقع الأمر، وهذا بحد ذاته وضع فريد، لأن الكونجرس لا يتجنب أبداً القضايا الشائكة. وسواء كانت القضية هي الإجهاض، أو العمل الايجابي (زيادة نسبة تمثيل المرأة والأقليات في الوظائف الرسمية أو الجامعات.. إلخ)، أو الرعاية الصحية، أو الرفاه، فلا بد أن يكون هنالك نقاش حي لها في الكونجرس.
ولكن، حيثما يكون الأمر متعلقاً بـ”اسرائيل”، يخيم الصمت على الجميع، ولا يكاد يكون هنالك نقاش أبداً.
ويكمن أحد أسباب نجاح اللوبي مع الكونجرس في أن بعض أهم الأعضاء صهاينة مسيحيون مثل ديك آرمي، الذي قال في سبتمبر/ أيلول 2002 أن “أولويتي رقم واحد في السياسة الخارجية هي حماية “اسرائيل”، وقد يظن المرء أن الأولوية رقم واحد لأي عضو في الكونجرس ستكون “حماية أمريكا”، ولكن ذلك لم يكن ما قاله آرمي. وهنالك أيضاً سيناتورات، وأعضاء كونجرس يهود يعملون على جعل السياسة الخارجية الأمريكية تدعم مصالح “اسرائيل”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق