بحث

الخميس، 10 أبريل 2014

سوء الخاتمة عاقبة الوقوع في الصالحين واقعة حقيقية حدثت بالفعل نسأل الله العفو والعافية



[وكما أزاغ الله – جلت حكمته – أقواماً ببغضهم في الصحابة الكرام ، أزاغ آخرين ببغضهم في أوليائه الصالحين .


فما خلا زمان ولا مكان من أولئك الذين احترفوا سوء الظن بأولياء الله ، وخاضوا في أنواع القبيح من الكلام عنهم ولولا أنه – سبحانه وتعالى – يمهل للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته لما تركهم يمشون على الأرض لحظة .

سمعت والدي – رحمه الله – وهو يحكي – أكثر من مرة – قصة ذلك الشيخ الأزهري الذي كان يتباهى في كل مجلس يجلس فيه بالتطاول على أولياء الله تعالى ، ويتسلى بسبهم ، خصوصاً سيدي " عبد الوهاب الشعراني " ، الذي هو أرق من النسيم الساري .

فكان لا يسميه إلا " البعراني " .

وغفر الله لي أن تخط يدي حروف ما خاض فيه وأجرم .

قال أبي – وقد أبى أن يذكر اسم ذلك الشيخ في كل مرة سمعته يحكي هذه القصة – قال : إنه – أي الوالد – كان في نفر من أصدقائه وبينهم ذلك الشيخ " المتعوس " الذي استأذنهم في ذلك اليوم أن يذهب إلى دورة المياه ، وتأخر عليهم ، حتى ذهب واحد منهم ليطمئن عليه ، فدق عليه الباب فلم يُجب بشيء ، فكسروا عليه الباب فإذا هو ميت ورأسه في فتحة المرحاض .

قال الوالد وهو يضحك : إن أحد الشيوخ عندما رأى هذا المشهد راح يقول " شيء لله يا سيدي عبد الوهاب يا شعراني " !

رضي الله عن الإمام الشعراني ، لكم تحمل من الأذى في حياته وبعد موته ، ولو خُيّر لاختار العفو عن المُسيء إليه ، ولكن الله الذي توعد وحذّر وأنذر :

" من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب " .

ما كان الله – سبحانه وتعالى – ليتوانى عن الانتصار لأحبابه وخاصة أهله وأوليائه ، فهو نعم المولى ونعم النصير .] اهـ

من كتاب : [قصتي مع التصوف] وهو جزء من مذكرات خالد محمد خالد – الطبعة الثالثة : دار المقطم للنشر والتوزيع – القاهرة – مصر – ذو الحجة 1426هـ - يناير 2006م .

إعداد وتقديم : محمد خالد ثابت .

من صـ 73 ، 74

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق