بحث

الخميس، 10 أبريل 2014

الوهابية - رأس فكر الخوارج في عصرنا الحالي - في سطور

- الوهابية فرقة ضالة تنسب لمحمد بن عبد الوهاب النجدي الذي ظهر في القرن الثاني عشر الهجري بأرض نجد ، وقد قامت دعوته على تكفير المسلمين واستباحة دمائهم وأعراهم وأموالهم ، وكانت الدعامة الأساسية لدعوته هو زعمه بردة الأمة وكفرها وعبادتها للأولياء والصالحين.
 
وقد قام عليه أئمة المسلمين في عصره وحذروا منه وأظهروا بدعته ، وكان على رأسهم الشيخ سليمان بن عبد الوهاب شقيق محمد بن عبد الوهاب المذكور ، إذ أنه كان من أكبر المحذرين من ضلالات أخيه وكان له عليه الرد الذي اشتهر باسم : الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية .
ولما انتشر شرر هذه الدعوة الضالة وطال أرض الحرمين الشريفين وفعل أتباعها بالمسلمين في تلك البلاد الأفاعيل من قتل ونهب وسلب واستباحة للأعراض توالت الوقائع بين أتباع محمد بن عبد الوهاب من بعده وبين قوات الخلافة العثمانية إلى أن نجح محمد علي باشا والي مصر من قبل الخلافة العثمانية في القضاء عليهم وتدمير عاصمتهم الدرعية .
ثم وجد هذا الفكر الضال من أحياه مجددا في بدايات القرن الماضي وكان من أهم عوامل سقوط الخلافة العثمانية وهزيمتها في الشام في الحرب العالمية الأولى ومن ثم سقوط القدس في أيدي الإنجليز .
ومع توالي الفتن والمحن التي تعصف بالأمة ، ومع رفع العلم بقبض العلماء ، ومع الطفرة البترولية وما نتج عنها من توفير موارد مادية هائلة لأبناء هذه الحركة ، أخذ هذا الفكر الضال يبلور نفسه ويظهر للأمة في ثوب جديد ناصع براق تحت ستار الدعوة إلى مذهب السلف ، وتسمى أتباعه بالسلفيين إمعانا في الكذب وتضليل المسلمين ، ونفقت هذه السلعة الجديدة في سوق الجهل والتخبط ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وهذا الفكر على التحقيق ما هو إلا مذهب الخوارج ، والسلف منه ومن القائمين على نشره براء .
ومن رحم هذه الفكر الضال نمت وخرجت وترعرت بقية جماعات الإرهاب والخوارج في عصرنا الحاضر كجماعة الإخوان وغيرها من جماعات الضلال والبهتان .

وهذه نبذة من أقوال أهل العلم والمؤرخين توضح بجلاء حقيقة هذه الحركة الضالة .
 
- قال الإمام " ابن عابدين" في كتابه "رد المحتار على الدر المختار شرح تنوير الأبصار"[4 / 262]:
[مطلب في أتباع عبد الوهاب الخوارج في زماننا:كما وقع في زماننا في أتباع عبد الوهاب الذين خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف.] اهـ

- قال الإمام الصاوي في "حاشيته على تفسير الجلالين " (5/ 78): [وقيل هذه الآية نزلت في الخوارج الذين يحرفون تأويل الكتاب والسنة ويستحلون بذلك دماء المسلمين وأموالهم لما هو مشاهد الآن في نظائرهم وهم فرقة بأرض الحجاز يقال لهم الوهابية يحسبون أنهم على شيء ألا إنهم هم الكاذبون, استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله أولئك حزب الشيطان ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون، نسأل الله أن يقطع دابرهم.]اهـ

- قال الشيخ محمد بن عبد الله ابن حميد النجدي الحنبلي: يقول في كتابه " السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة " (صـ 275, 276)في ترجمة والد محمد بن عبد الوهاب:
[عبد الوهاب بن سليمان التميمي النجدي وهو والد صاحب الدعوة التي انتشر شررها في الأفاق لكن بينهما تباين مع أن محمدا لم يتظاهر بالدعوة إلا بعد موت والده وأخبرني بعض من لقيته عن بعض أهل العلم عمّن عاصر الشيخ عبد الوهاب هذا أنه كان غاضبا على ولده محمد لكونه لم يرض أن يشتغل بالفقه كأسلافه وأهل جهته ويتفرس فيه أنه يحدث منه أمر فكان يقول للناس: يا ما ترون من محمد من الشر فقدر الله أن صار ما صار وكذلك ابنه سليمان أخو محمد كان منافيا له في دعوته ورد عليه ردا جيدا بالآيات والآثار وسمى الشيخ سليمان رده عليه ( فصل الخطاب في الرد على محمد بن عبد الوهاب ) وسلمه الله من شره ومكره مع تلك الصولة الهائلة التي أرعبت الأباعد فإنه كان إذا باينه أحد ورد عليه ولم يقدر على قتله مجاهرة يرسل إليه من يغتاله في فراشه أو في السوق ليلا لقوله بتكفير من خالفه واستحلال قتله.] اهـ مختصرا

- قال الشيخ "سليمـان بن عبـد الوهـاب النجدي " شقيق " محمد بن عبد الوهاب يقول في كتابه " الصواعق الإلهية في الرد على الوهابية " من صـ ( 32 ,33) :
[....حيث أجريتم الكفر والردة على أمصار المسلمين وغيرها من بلاد المسلمين وجعلتم بلادهم بلاد حرب حتى الحرمين الشريفين اللذين أخبر النبي صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة الصريحة أنهما لا يزالان بلاد الإسلام وأنهما لا تعبد فيهما الأصنام وحتى الدجال في أخر الزمان يطأ البلاد كلها إلا الحرمين الشريفين كما نقف على ذلك إن شاء الله في هذه الرسالة فكل هذه البلاد عندكم بلاد حرب كفار أهلها لأنهم عبدوا الأصنام على قولكم وكلهم عندكم مشركون شركا مخرجا من الملة فإنا لله وإنا إليه راجعون فوالله أن هذا عين المحادة لله ولرسوله ولعلماء المسلمين قاطبة.]اهـ
- وقال (صـ  35 ) :
[هل قالوا مثل ما قلتم من فعل هذا فهو كافر ومن لم يكفره فهو كافر عياذا بك اللهم من قول الزور]اهـ
- وقال (صـ42) :   
[ولكن والله مالكم مثل إلا عبد الملك بن مروان لما قال لابنه ادع الناس إلى طاعتك فمن قال عنك برأسه فقل بالسيف على رأسه هكذا يعنى اقطعه فإنا لله وإنا إليه راجعون ]اهـ
- وقال ( صـ 45 ):
[فانظر إلى هدى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأئمة المسلمين لعل الله يهديك – يخاطب أخاه – إلى اتباع سبيل المؤمنين وينبهك من هذه البلية التي تزعمون أنها السنة وهى والله طريقة القوم – يقصد الخوارج – لا طريقة "علىّ" ومن معه رزقنا الله اتباع آثارهم]اهـ
- وقال (صـ 57 ):
[بل والله كفرتم من قال الحق الصرف حيث خالف أهواءكم ]اهـ
- وقال (صـ 71 ):
[فيا عباد الله تنبهوا وارجعوا إلى الحق وامشوا حيث مشى السلف الصالح وقفوا حيث وقفوا لا يستفزكم الشيطان ويزين لكم تكفير أهل الإسلام وتجعلون ميزان كفر الناس مخالفتكم وميزان الإسلام موافقتكم فإنا لله وإنا إليه راجعون.] اهـ

- قال الإمام أبي حفص عمر بن أبي الفضل قاسم المحجوب المالكي.قال في رسالته الأجوبة التونسية على الرسالة النجدية( صـ 41):
[أعد نظراً في إيقاد نار الحرب بين أهل الإسلام واستباحة المسجد الحرام وإخافة أهل الحرمين الشريفين والاستهوان لإصابة لعنة الله والملائكة والناس أجمعين فسيتضح لك أنك غيرت المنكر في زعمك وبحسب اعتقادك وفهمك وأتيت بجمل كثيرة من المناكر وطائفة عديدة من الكبائر آذيت بها نفسك والمسلمين واتبعت بها غير سبيل المؤمنين وتعرضت بها لإذاية الأولياء والصالحين، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام في حديث رواه البخاري والإمام - يقصد الإمام أحمد - ( إن الله عز وجل قال: من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب ) فكفى بالتعرض لحرب الله خطرا وضررا ] اهـ

- الإمام العلامة أحمد بن زيني دحلان مفتي السادة الشافعية بمكة المكرمة قال في كتابه: "خلاصة الكلام في بيان أمراء البلد الحرام" (صـ298 ):
[وفي هذه السنة كان ابتداء الحرب والقتال بين مولانا الشريف غالب وطائفة الوهابية التابعين لمحمد بن عبد الوهاب في عقيدته التي كفر بها المسلمين ، ويبغي قبل ذكر المحاربة والقتال ذكر ابتداء أمرهم وحقيقة حالهم فإن فتنتهم من أعظم الفتن التي ظهرت في الإسلام طاشت من بلاياها العقول وحار فيها أرباب المعقول . وكان ابتداء ظهور محمد بن عبد الوهاب سنة ألف ومائة وثلاث وأربعين واشتهر أمره بعد الخمسين فأظهر العقيدة الزائغة بنجد وقراها .]اهـ

- وقال أيضا في كتابه " الدرر السنية في الرد على الوهابية "(صـ 145, 146 ):
[وكان ينتقصيقصد محمد بن عبد الوهاب – النبي صلى الله عليه وسلم كثيرا بعبارات مختلفة ويزعم أن قصده المحافظة على التوحيد فمنها أن يقول إنه طارش وهو في لغة أهل المشرق بمعنى الشخص المرسل من قوم آخرين فمراده أنه صلى الله عليه وآله وسلم حامل كتب آي غاية أمره أنه كالطارش الذي يرسله الأمير أو غيره في أمر لأناس ليبلغهم إياه ثم ينصرف " ثم قال بعدها بأسطر " حتى إن بعض أتباعه كان يقول عصاي هذه خير من محمد لأنها ينتفع بها في قتل الحية ونحوها ومحمد قد مات ولم يبق فيه نفع أصلا وإنما هو طارش وقد مضى ] اهـ
- وقال (صـ 160):
[فصار الأغبياء الجاهلون يستحسنون حالهم ويغفلون ويذهلون عن تكفيرهم المسلمين فإنهم كانوا يحكمون على الناس بالكفر من منذ ستمائة سنة وغفلوا أيضا عن استباحتهم أموال الناس ودمائهم وانتهاكهم حرمة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بارتكابهم أنواع التحقير له ولمن أحبه وغير ذلك من مقابحهم التي ابتدعوها وكفروا الأمة بها]اهـ

- الإمام داود بن سليمان قال في كتابه: " نحت حديد الباطل وبرده بأدلة الحق الذابة عن صاحب البردة " (صـ 102 ):
[فاتفق له أتباع رعاع يتبعون مثل هذا الناعق ، فكل لما يقوله يعتقد أنه للحق مطابق ، مع أن كلامه لو حققته كهذيان ذي حمى مطبقة ، وأتباعه مثله فوافق شن طبقة وليس بعجيب تكفير هذا الجاهل لصاحب البردة فإنه كفر الصحابة الكرام في قولهم : اجعل لنا ذات أنواط ، وحكم عليهم بالردة ، إلا أنه اعتذر عنهم بأن من تكلم بكلمة كفر ثم نبه فتنبه ، فكان التنبيه لكفرهم حائط ، فكان العذر أعظم من الذنب ،كمن غسل بالبول الغائط ، فعياذا بك اللهم من هذا الداء العضال ، وضراعة إليك من سبيل هؤلاء الطغام الجهال .]اهـ

- الشيخ مصطفى بن أحمد بن حسن الشطي الحنبلي قال في مقدمة رسالته: "النقول الشرعية في الرد على الوهابية" :
[وبعد فهذه رسالة وجيزة دعت إليها الحاجة مشتملة على مسائل شرعية، غمض فهمها على بعض من الناس ممن استولى على عقله {الوسواس الخناس. الذي يوسوس في صدور الناس } وصار يحسن إليهم اتباع هواء عقولهم، ويزين لهم إلقاء ذلك لكثير من عوام الناس.]اهـ

-الإمام إبراهيم المنصوري السمنودي قال في كتابه: " سعادة الدارين في الرد على الفرقتين الوهابية ومقلدة الظاهرية " (1 / 19 ):
[إن الله سبحانه وتعالى قد حماها من عهد نشأتها – يتكلم عن مدينة المنصورة – فيما أعلم وله تعالى الفضل والمنة من ظهور مبتدع فيها بعقيدة تخالف ما عليه ساداتنا من أهل السنة. إلى أن نزل بها أواخر العام السابق الذي هو عام سنة ألف وثلاثمائة وإحدى عشر شخص من الجماعة الخوارج الضلالية المعروفين بالوهابية الذين ظهروا في القرن الثاني عشر ولم يبلغني خبره إلا بعد أن فشى أمره وهو أن يجتمع على بعض العوام، ويبث لهم عقائد جماعته، ويحملهم على القول ببدعته.]اهـ

- الإمام يوسف بن إسماعيل النبهاني قال في كتابه: "شواهد الحق في الاستغاثة بسيد الخلق "(صـ33):
[وذلك أن الوهابية قوم أهل بدعة ظهروا بها في بلاد نجد وانتشر مذهبهم إلى ما حواليهم من البلاد, ثم تقلص ظلهم وقلوا وذلوا وانحصروا في أرضهم, وهم مع كونهم حنابلة أنكر عليهم علماء مذهب الإمام أحمد ما هم عليه من الغلو في الدين وتضليل المسلمين ]اهـ

- السيد الشريف عبد الله حسن فضل الحسيني قال في مقدمة كتابه:"صدق الخبر في خوارج القرن الثاني عشر":
[لما كانت الطائفة المسماة بالوهابية, المنسوبة إلى محمد بن عبد الوهاب الخارج في بلاد نجد ببدعته والتي هي موضوع هذا السفر – أي الكتاب –... الخ ] اهـ

-الإمام محمد زاهد الكوثري وكيل المشيخة الإسلامية بدار الخلافة العثمانية قال في كتابه: " مقالات الكوثري " (صـ 406, 408 ):
[على أن شيعة ابن عبد الوهاب صرحاء في معتقدهم في التشبيه والتجسيم.. والمجسم عابد وثن عند كثير من أئمة أصول الدين ... أفلا يكون من الغريب المستغرب جدا أن يعد زعيم المشبهةيقصد ابن عبد الوهاب – في أواخر القرن الثاني عشر الهجري إمام الموحدين... ثم شرحها – قصيدة للأمير الصنعاني – شرحا يكشف عن أحوال ابن عبد الوهاب من الغلو والإسراف في القتل والنهب ويرد عليه وسمى كتابه: إرشاد ذوي الألباب إلى حقيقة أقوال ابن عبد الوهاب]اهـ مختصرا

- الحافظ أحمد بن الصديق الغماري قال في كتابه: " إحياء المقبور من أدلة جواز بناء المساجد على القبور" (صـ 44 ):
[وكل هذه البدع والمحرمات وأمثالها وأضعافها موجودة بأظهر معانيها وأجل مظاهرها وأفخر ملابسها في دار ابن السعود ملك القرنيين وفي إدارته وهيئاته وملابسه وحاشيته حتى قال بعض من دخل داره بنجد ورأى فيها من الرفاهية المحرمة ما كنا نظن أن ما نقرأه بكتاب ألف ليلة وليلة عن الملك وأبهته موجود حقيقة حتى رأيناه بدار ابن السعود
كل هذا بمرأى من شياطين علمائه وبعلمهم وهم الآمرون له بهدم قباب الأولياء والصالحين لأن ذلك بدعة منهي عنها وما يفعلونه هم وملكهم وأبناء ملكهم من المحرمات والموبقات والعظائم التي يستحى من ذكرها ليست بدعة ولا منهيا عنها]اهـ

- الإمام العلامة محمد بخيت المطيعي مفتي الديار المصرية الأسبق قال في تقديمه لكتاب " شفاء السقام في زيارة خير الأنام ":
[ولما أن تظاهر قوم في هذا العصر بتقليد ابن تيمية في عقائده الكاسدة وتعضيد أقواله الفاسدة وبثها بين العامة والخاصة واستعانوا على ذلك بطبع كتابه المسمى بالواسطة ونشره وقد اشتمل هذا الكتاب على كثير مما ابتدعه ابن تيمية مخالفا في ذلك الكتاب والسنة وجماعة المسلمين فأيقظوا فتنة كانت نائمة فقياما بما يجب علينا كنا عزمنا على جمع مؤلف في الرد على ذلك الكتاب حتى لا يقع المسلمون بواسطة ابن تيمية ومن هم على شاكلته في مهواة الضلال والهلاك الأبدية، غير أنا وجدنا كتاب الإمام الجليل والمجتهد الكبير تقي الدين أبي الحسن السبكي المسمى ( بشفاء السقام في زيارة خير الأنام ) أو شن الغارة على من أنكر فضل الزيارة وافيا بالغرض المقصود.]اهـ

- الإمام العلامة يوسف الدجوي قال في تقريظه لرسالة: "المقالات الوفية في الرد على الوهابية" :
[فقد اطلعت على مواضع من هذه الرسالة المسماة بالمقالات الوفية في الرد على الوهابية، فوجدتها رسالة غراء بل روضة غناء، صدعت بالحق وأفحمت تلك الطائفة التي ارتكبت شططاً وحكمت بتكفير المسلمين لأوهى سبب غلطا.]اهـ

-علامة العراق الأستاذ جميل صدقي الزهاوي قال في كتابه " الفجر الصادق في الرد على منكري الكرامات والخوارق ( صـ 2، 3 ) :
[ومن آخر تلك الفرق الهالكة وأعداها للدين ، وأشقها لعصا المسلمين ، الفرقة الوهابية التي مازالت منذ نشأتها إلى هذا اليوم تدأب في الغي متلاعبة في الدين ، خارجة وقتا بعد آخر على ولاة المسلمين لما تزعمه من أن من خالفها من الأمة الإسلامية واقع في شَرك الشرك يجب عليها بزعمها الفاسد ومعتقدها الباطل قتاله والجهاد معه حتى يؤب إلى بدعتها وهي كما بغت ردت الدولة المؤيدة كيدها في نحرها . وأطفأت شرر شررها . وها هي اليوم قد رفعت راية عصيانها . وتجاهرت بوخيم عدوانها . حتى أرسلت الدولة العلية ، أيدها رب البرية كتيبة خضراء من مؤيدي عساكرها تدميرا لجماعة تلك الفئة الباغية وقطعا لدابرها .] اهـ

- صديق بن حسن القنوجي قال في كتابه "أبجد العلوم"(3/ 194):
[قال الشيخ الإمام العلامة: محمد بن ناصر الحازمي الآخذ عن شيخ الإسلام: محمد بن علي الشوكاني....ورسائله معروفة – أي محمد بن عبد الوهاب - وفيها المقبول والمردود وأشهر ما ينكر عليه خصلتان كبيرتان:
الأولى: تكفير أهل الأرض بمجرد تلفيقات لا دليل عليها وقد أنصف السيد الفاضل العلامة: داود بن سليمان في الرد عليه في ذلك.
الثانية: التجاري على سفك الدم المعصوم بلا حجة ولا إقامة برهان وتتبع هذه جزئيات ذكر السيد المذكور بعضها وترك كثيرا منها وهي حقيرة تغتفر مع صلاح الأصل وصحته.انتهى .
وقد كان المولى العلامة السيد: محمد بن إسماعيل الأمير بلغه من أحوال هذا النجدي ما سره فقال قصيدته المشهورة:
سلام على نجد ومن حل في نجد... وإن كان تسليمي على البعد لا يجدي
ثم لما تحقق الأحوال من بعض من وصل إلى اليمن وجد الأمر غير صاف عن الإدغال وقال:
رجعت عن القول الذي قلت في النجدي... فقد صح لي عنه خلاف الذي عندي
ونقلت من خط العلامة وجيه الإسلام: عبد القادر ابن أحمد بن الناصر ما صورته في ذي القعدة سنة 1170، سنة وصل إلينا الشيخ الفاضل: مربد بن أحمد بن عمر التميمي النجدي الحريملي : نسبة إلى حريمل : بلد قرب سدوس أول بلاد اليمامة من جهة الغرب وكان وصوله إلى اليمن لطلب تحقيق مسألة جرت بينه وبين الشيخ : محمد بن عبد الوهاب في تكفير من دعا الأولياء والشيخ يكفر من فعل ذلك ومن شك في كفره ويجاهد من خالفه وكان سبب وصوله إلى اليمن : أنه سمع قصيدة لشيخنا السيد العلامة : محمد بن إسماعيل الأمير كتبها إلى الشيخ : محمد بن عبد الوهاب وللشيخ : مربد عليها جواب صغير ولم يكن يتعاطى فيها الشعر قط فهذا كلام إمام ذلك الزمان في تحقيق مذهب الشيخ : محمد بن عبد الوهاب النجدي من قبل أن يولد أكثر هذه الطبقة التي نحن فيها . انتهى حاصله
وأما السيد العلامة : محمد بن إسماعيل الأمير فعبارته في شرح قصيدة مذكورة له الموسومة : ( بمحو الحوبة في شرح أبيات التوبة ) لما بلغت هذه الأبيات نجدا يعني القصيدة الأولى وصل إلينا بعد أعوام من بلوغها رجل عالم يسمى : الشيخ : مربد بن أحمد التميمي وكان وصوله في شهر صفر سنة 1170 ، وأقام لدينا ثمانية أشهر وحصل بعض كتب شيخ الإسلام : ابن تيمية والحافظ : ابن القيم بخطه وفارقنا في عشرين من شوال 1120 ، راجعا إلى وطنه وكان من تلاميذ الشيخ : محمد بن عبد الوهاب الذي وجهنا إليه الأبيات فأخبرنا ببلوغها ولم يأت بجواب عنها وكان قد تقدمه في الوصول إلينا بعد بلوغها الشيخ الفاضل : عبد الرحمن النجدي ووصف لنا من حال ابن عبد الوهاب أشياء أنكرها عليه من : سفك الدماء ونهبه الأموال وتجاربه على قتل النفوس ولو بالاغتيال وتكفيره الأمة المحمدية في جميع الأقطار فبقي معنا تردد فيما نقله الشيخ : عبد الرحمن حتى وصل الشيخ : مربد وله نباهة ووصل ببعض رسائل ابن عبد الوهاب التي جمعها في : وجه تكفير أهل الإيمان وقتلهم ونهبهم وحقق لنا أحواله وأفعاله وأقواله فرأينا أحواله أحوال رجل عرف من الشريعة شطرا ولم يمعن النظر ولا قرأ على من يهديه نهج الهداية ويدله على العلوم النافعة ويفقهه فيها بل طالع بعضا من مؤلفات الشيخ : أبي العباس ابن تيمية ومؤلفات تلميذه : ابن القيم الجوزية وقلدهما من غير إتقان مع أنهما يحرمان التقليد ولما حقق لنا أحواله ورأينا في الرسائل أقواله وذكر لي أنه : إنما عظم شأنه بوصول الأبيات التي وجهناها إليه وأنه يتعين علينا نقض ما قدمناه وحل ما أبرمناه وكانت هذه الأبيات قد طارت كل مطار وبلغت غالب الأقطار وأتتنا فيها جوابات من مكة - المشرفة - ومن البصرة وغيرهما إلا أنها جوابات خالية عن الإنصاف ولما أخذ علينا الشيخ : مربد ذلك تعين علينا لئلا نكون سببا في شيء من هذه الأمور التي ارتكبها ابن عبد الوهاب - المذكور - كتبت أبياتا وشرحتها وأكثرت من النقل عن ابن القيم وشيخه لأنهما عمدة الحنابلة . انتهى كلام السيد - رحمه الله تعالى.
وقد وقفت على هذا الشرح وهو عندي موجود ألفه السيد المؤلف في سنة 1170، ثم وقفت لهذا العهد على كتاب: ( رد المحتار وحاشية الدر المختار ) للسيد: محمد أمين بن عمر المعروف : بابن العابدين بمصر حالا وكان في سنة 1249 ، ما لفظه: "كما وقع في زماننا في أتباع ابن عبد الوهاب الذي خرجوا من نجد وتغلبوا على الحرمين وكانوا ينتحلون مذهب الحنابلة لكنهم اعتقدوا أنهم هم المسلمون وأن من خالف اعتقادهم مشركون واستباحوا بذلك قتل أهل السنة وقتل علمائهم حتى كسر الله شوكتهم وخرب بلادهم وظفر بهم عساكر المسلمين عام ثلاث وثلاثين ومائتين وألف." انتهى ]اهـ مختصرا.

- عبد الرحمن الجبرتي قال في كتابه " عجائب الآثار في التراجم والأخبار ":
[وانه ورد عليهم خبر ليلة أربعة عشر شهره بأن جماعة من كبار الوهابية حضروا بنحو سبعة آلاف خيال وفيهم عبد الله ابن مسعود وعثمان المضايفي ومعهم مشاة قصدوا أن يدهموا العرضي على حين غفلة فخرج إليهم شديد شيخ الحويطات ومعه طوائفه ودلاة وعساكر فوافاهم قبل شروق الشمس ووقع بينهم القتال والوهابية يقولون هاه يا مشركون وانجلت الحرب عن هزيمة الوهابية وغنموا منهم نحو سبعين هجينا من الهجن الجياد محملة أدوات وكانت الحرب بينهم مقدار ساعتين هذا ملخص ما ذكره ] اهـ

-[وفي يوم الجمعة خامس عشره حضرت مكاتبات من الديار الحجازية يخبرون فيها عن الوهابيين أنهم حضروا إلى جهة الطائف فخرج إليهم شريف مكة الشريف غالب فحاربهم فهزموه فرجع إلى الطائف وأحرق داره التي بها وخرج هاربا إلى مكة فحضر الوهابيون إلى البلدة وكنيرهم المضايفي نسيب الشريف وكان قد حصل بينه وبين الشريف وحشة فذهب مع الوهابيين وطلب من مسعود الوهابي أن يؤمره على العسكر الموجه لمحاربة الشريف ففعل فحاربوا الطائف وحاربهم أهلها ثلاثة أيام حتى غلبوا فأخذ البلدة الوهابيون واستولوا عليها عنوة وقتلوا الرجال وأسروا النساء والأطفال وهذا دأبهم مع من يحاربهم ] اهـ

-[وفيه وردت الأخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة وأتم التسليم بعد حصارها نحو سنة ونصف من غير حرب بل تحلقوا حولها وقطعوا عنها الوارد وبلغ الإردب الحنطة بها مائة ريال فرانسة فلما اشتد بهم الضيق سلموها ودخلها الوهابيون .] اهـ

-[وفيه وصل ثلاث دوات من جدة إلى ساحل السويس فيها أتراك وشوام وأجناس آخرون وذكروا أن الوهابي نادى بعد انقضاء الحج أن لايأتي إلى الحرمين بعد هذا العام من يكون حليق الذقن وتلا في المناداة قوله تعالى يا أيها الذين امنوا إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ] اهـ

-[والمضايفي هذا زوج أخت الشريف وخرج عنه وانضم إلى الوهابيين فكان أعظم أعوانهم وهو الذي كان يحارب لهم ويقاتل ويجمع قبائل العريان ويدعوهم عدة سنين ويوجه السرايا على المخالفين ونما أمره واشتهر لذلك ذكره في الأقطار وهو الذي كان افتتح الطائف وحاربها وحاصرها وقتل الرجال وسبى النساء وهدم قبة ابن عباس الغريبة الشكل والوصف وكان هو المحارب للعسكر مع عريان حرب في العام الماضي بناحية الصفراء والجديدة وهزمهم وشتت شملهم ] اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق