بحث

السبت، 12 أبريل 2014

هرمجدون : الحلقة الرابعة - الأخيرة -

وهذا يفسر أن ما تقوم به الطائفة اليمينية المسيحية المتطرفة من دعم مالي وسياسي لإسرائيل أكثر بكثير مما يقدمه اليهود لدولتهم، وهي طائفة
تتمتع بنفوذ في كل المؤسسات الحكومية وتطغى على مستويات السلطة وأن رئيسها أكثر افتتاناً بالرؤية الصهيونية المسيحية التي تسعى إلى ضرب العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في كل مكان.

كما أن الصهيونية تستغل الخلاف المسيحي مسيحي لتمرير مشاريعها والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط، وهي لا تكترث بمسألة نزول المسيح أو عدم نزوله لأنها لا تؤمن بهذه الفكرة من بدايتها.

وقد يوجد من يقول:

إذا كانت هذه قناعة الأغلبية من المجتمع الأمريكي بضرورة حرب هرمجدون وهي المذكورة في التوراة فما دخل الشيطان في هذه المسألة باعتبار الحرب قدراً محتوماً؟

ولعل كتبهم المقدسة هي من تجيب على السؤال ، فقد ذكر سفر الرؤيا أن الشياطين هي من تقوم بتعبئة جيوش العالم ـ شرقية أو غربية ـ ثم تزج بها في معركة فانية من خلال تعبئة الحركات الداعية إلى حرب يكون مركزها أرض فلسطين:


"وجمعت الأرواح الشيطانية جيوش العالم كلها في مكان سمي هرمجدون".

هذا السفر يشير بصريح العبارة أن معركة هرمجدون هي معركة الشيطان وتحضر لها الشياطين ولكن ضحاياها ملايين البشر.

ولذلك فإن ما تنتجه أفلام هوليود الأمريكية حالياً يعبر بشكل ما عن حقيقة معتقدات المجانين الجدد ورؤية هذا الشعب الدينية للحرب القادمة وكيف يجعلون من أنفسهم طائفة ناجية تغادر الأرض قبل بدأ الحرب الفتاكة إلى كوكب آخر يؤمن حياتهم ويضمن لهم اللقاء المباشر مع المسيح .

ثم يعودون (جيش القديسين) برفقة المسيح على أمل أن يجدوا الأرض قد تخلصت من أعداء الله، ولم يبق فيها إلا أتباعهم الذين يستقبلونهم استقبال المنتصرين الفاتحين الأبطال.

ومن أمثلة تلك الأفلام المروجة للحرب القادمة التي تدعو إلى دعم إسرائيل فيلم "إسرائيل مفتاح أمريكا إلى النجاة" وفيلم "القدس .د.س".

والذين شاهدوا هذا النوع من الأفلام أجمعوا على أنها تبعث برسائل واضحة مفادها:

" اشكروا الله، أرسلوا الذخيرة!!"

واستجابة لتنبؤات المنجمين تخوض أمريكا اليوم حرباً ضد بعض دول الشرق بغية فرض هيمنتها على مناطق الحروب المستقبلية لتكون حاضرة عسكرياً قبل حلول يوم الحسم، وهي لا تريد من هذه الدول أن تكون حليفة بقدر ما تريد منها أن تكون من الموالاة والتوابع.

وقد جاءت الجيوش الأمريكية والغربية بحجة محاربة الإرهاب غير أنها نسيت أن الحركات الإرهابية التي تعمل على أراضيها وتقدم لها الدعم المالي والمعنوي هي أخطر على السلم في العالم من جميع الحركات الأخرى، بل هي من تدفع صناع القرار في أمريكا إلى مزيد من الحروب.

لهذه الأسباب فإن مجلس الكنائس المسيحية الشرقية حذرت من خطورة المخططات الكنيسة الإنجيلية الخاضعة للأفكار الصهيونية، وأعلن عليها وعلى (السفارة المسيحية الدولية) حرباً.

وللوقوف على حقيقة ما تهدف إليه هذه السفارة نذكر ما صرح به مؤسسها ومديرها الهولندي (جان فان هوفين)، الذي قال:

"إننا صهاينة أكثر من الإسرائيليين أنفسهم، وإن القدس هي المدينة الوحيدة التي تحظى باهتمام الله، وأن الله قد أعطى هذه الأرض لإسرائيل إلى الأبد".

وفي تصريح مماثل قال (أورل روبيتسون) صاحب كتاب دراما نهاية الزمن:

"كل شيئ سيمضي في بضع سنوات فستقع المعركة العالمية الكبرى معركة هرمجدون أو معركة سهل مجيدو."
 
وقال القس الأمريكي الشهير (جينيس وجرت):

"كنت أود أن أستطيع القول بأننا ننتظر السلام أو سنحقق السلام، ولكنني أؤمن بأن معركة هرمجدون قادمه وسيخاض غمارها في وادي مجيدو في فلسطين."
ما يعني أن الأمريكان يحضرون للحرب ولا يفكرون في شيء اسمه السلام، والسياسة التي تمارسها الإدارة الأمريكية على الشعوب الشرقية تثبت أنه لا يوجد بصيص أمل في السلام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق