بحث

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

التنزيه والتأويل في تفاسير الحنابلة . [4]

- في قوله تعالى : {بِأَعْيُنِنَا}.


 - قال ابن ابي حاتم:[حَدَّثَنَا أَبِي، ثنا مَحْمُودُ بْنُ خَالِدٍ، ثنا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَطَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، وَأَمَّا قَوْلُهُ: {بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا } "بِعَيْنِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ".]اهـ

وقال: [عَنِ أَبِي نهيك رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، قَالَ: ولتعمل علي عيني.
عَنِ أَبِي عمران الجوني رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، فِي قَوْلِهِ:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، قَالَ: تربى بعين الله .
عَنْ قَتَادَة، فِي قَوْلِهِ:{وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي}، يَقُولُ: ولتغذى عَلَى عيني.]اهـ

- قال ابن الجوزي في قوله تعالى : {واصنع الفلك} أي : واعمل السفينة.
وفي قوله : {بأعيننا}  ثلاثة أقوال :
أحدها : بمرأىً منا ، قاله ابن عباس.
والثاني : بحفظنا ، قاله الربيع .
والثالث : بعلمنا ، قاله مقاتل .
قال ابن الأنباري : إِنما جمع على مذهب العرب في إِيقاعها الجمع على الواحد ، تقول : خرجنا إِلى البصرة في السفن ، وإِنما جمع ، لأن من عادة الملك أن يقول : أمرنا ونهينا.]اهـ

- قال ابن الجوزي: في قوله تعالى {تَجْري بأعيْننا} :[أي : بمَنْظَرٍ ومرأىً مِنّا {جزاءً} قال الفراء : فعَلْنا به وبهم ما فعلنا من إنجائه وإغراقهم ثواباً لمن كُفِر به.]اهـ

- قال ابن الجوزي: قي قوله تعالى : {ولِتُصْنَع على عيني} :[وقرأ أبو جعفر:"ولْتُصنعْ" بسكون اللام والعين والإِدغام . قال قتادة : لتُغذى على محبتي وإِرادتي . قال أبو عبيدة : على ما أُريد وأُحِبّ . قال ابن الأنباري : هو من قول العرب : غُذي فلان على عيني ، أي : على المَحَبَّة مِنّي . وقال غيره : لتُرَبَّى وتغذى بمرأىً مني ، يقال : صنع الرَّجل جاريته :إِذا ربَّاها؛ وصنع فرسه : إِذا داوم على علفه ومراعاته.]اهـ

- قال ابن عادل في قوله تعالى : {واصنع الفلك بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا.} :[بأعْينِنَا" حالٌ من فاعل "اصْنَع" أي : محفُوظاً بأعيننا ، وهو مجازٌ عن كلاء الله له بالحفظ.
وقيل : المراد بهم الملائكة تشبيهاً لهم بعيون النَّاس ، أي : الذين يتفقَّدُونَ الأخبارَ ، والجمع حينئذٍ حقيقةٌ.
وقرأ طلحةُ بنُ مصرف "بأعْيُنَّا" مدغمة .
وقال: وأما قوله : « بأعْيُنِنَا » فلا يمكنُ إجراؤه على ظاهره لوجوهٍ::
أحدها : أنه يقتضي أن يكون لله أعين كثيرة ، وهذا يناقض قوله تعالى:{وَلِتُصْنَعَ على عيني} [طه : 39 ].
وثانيها : أنَّهُ يقتضي أن يصنع الفلك بتلك الأعين ، كقولك : قطعت بالسكين ، وكتبت بالقلم ، ومعلوم أن ذلك باطل.
وثالثها : أنَّه - تعالى - مُنَزَّه عن الأعضاء ، والأبعاض؛ فوجب المصيرُ إلى التأويل ، وهو من وجوه :
الأول : معنى « بِأعْيُنِنَا » أي : بنزول الملك؛ فيعرفه بخبر السفينة ، يقال : فلان عين فلان أي : ناظر عليه.
والثاني : أنَّ من كان عظيمَ العنايةِ بالشيء فإنه يضع عينه عليه؛ فلمَّا كان وضع العين على الشَّيء سبباً لمبالغة الحفظ جعل العين كناية عن الاحتفاظ ، فلهذا قال المفسِّرون : معناه : بحفظنا إيَّاك حفظ من يراك ، ويملك دفع السُّوء عنك.]اهـ

- وقال: [قوله:" تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا" أي بمَرْأى منَّا .
وقال مقاتل : بأعيننا أي بحفظنا ، لقولك : اجْعَل هذا نصب عينك . وقيل : بالأعين النابعة من الأرض .
وقيل : بأعين أوليائنا من الملائكة . فقوله : بأعيننا أي ملتبسة بحفظنا ، وهو في المعنى كقوله تعالى : {وَلِتُصْنَعَ على عيني} "طه : 39".]اهـ

- وقال الرسعني في (4/506) :[قوله تعالى : {ولتصنع على عيني} : أي : لتربى وتغذى بمرأى مني .
قال قتادة : لتغذى على محبتي وإرادتي .
قال ابن الأنباري : العين في هذه الآية يقصد بها قصد الإرادة والاختيار ، من قول العرب : غُذّي فلان على عيني ، أي : على المحبة مني.]اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق