بحث

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

التنزيه والتأويل في تفاسير الحنابلة . [5]

- في قوله تعالى : {وجهُ ربِّكَ}.

- قال ابن أبي حاتم : [حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ بَشَّارٍ، ثنا سُرُورُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ،"قَوْلُهُ: " فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ " ، قَالَ: فَاسْتَبِقُوا إِلَى الْخَيْرَاتِ، وَاثْبُتُوا عَلَى قِبْلَتِكُمْ، فَإِنَّهَا وَجْهُ اللَّهِ الَّتِي وَجَّهَ إِلَيْهَا مَنْ صَدَّقَ نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآمَنَ بِهِ.]اهـ

- قال ابن الجوزي: في قوله تعالى : {كُلُّ مَنْ عليها فانٍ} :[أي : على الأرض ، وهي كناية عن غير المذكور ، «فانٍ» أي؛ هالكٌ.
{ويَبقى وجهُ ربِّكَ} أي : ويبقى ربُّكَ.
وقال: {للذين يريدون وجه الله} أي : يطلُبون بأعمالهم ثواب الله.
وقال: قوله تعالى:{ إنما نطعمكم لوجه الله} أي : لطلب ثواب الله .
قال مجاهد ، وابن جبير : أما إنهم ما تكلموا بهذا ، ولكن علمه الله من قلوبهم ، فأثنى به عليهم لِيَرْغَبَ في ذلك راغب.]اهـ

- قال ابن عادل: [قوله : "يُرِيدُونَ" هذه الجملة في مَحَلِّ نَصْبٍ على الحال من فاعل" يَدْعُونَ" أو من مفعوله ، والأوَّل هو الصحيح ، وفي الكلام حَذْفٌ ، أي : يريدون بدعائهم في هَذَيْنِ الوقتين وجهه .
فصل في الرد على شبهة المجسمة.
تمسكت المُجَسِّمَةُ في إثبات الأعْضَاء للَّه - تعالى - بهذه الآية ، وسائر الآيات المُنَاسِبَة ، كقوله تعالى : { ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ } [ الرحمن : 27 ] والجوابُ : أن قوله تعالى : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } [ الإخلاص :1] يقتضي الوحْدَانيَّة التَّامَّة ، وذلك يُنَافِي التركيب من الأعضاء والأجزاء ، فثبت أنَّهُ لا بُدَّ من التَّأويل ، وهو من وجهين :
أحدهما : قوله : { يُريدُون وَجْهَهُ} ، أي : يريدونه إلاَّ أنهم يذكرون لفظ الوجه للتعظيم كما يقال : هذا وجه الرأي ، وهذا وجه الدليل الثاني : أنَّ من أحَبَّ ذاتاً أحب أن يرى وَجْهَهُ ، فرؤية الوَجْه من لوازم المحبَّةِ ، فلهذا السَّبَبِ جعل الوجه كِنَايةً عن المَحَبَّةِ ، وطلب الرضى.
والثاني : أن المراد بالوجه القَصْدُ والنِّيَّةُ؛ كقول الشاعر :
أسْتَغْفِرُ اللَّهَ ذَنْباً لِسْتُ أحْصِيّهُ ... رَبَّ العِبَاد إلَيْهِ الوَجْهُ والعَمَلُ.]اهـ

- وقال: [قوله : {ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ} أي ويبقى الله ، فالوجه عبارة عن وجود ذاته سبحانه وتعالى.
قال ابن عباس رضي الله عنهما : الوجه عبارة عنه ، كما قال {ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجلال والإكرام}.
ويقال : هذا وجه الأمر ، ووجه الصواب ، وعين الصواب ، ومعنى {ذو الجلال والإكرام} أي : هو أهل لأن يكرم ، وهذا خطاب مع كل سامع.]اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق