- في قوله تعالى
: {وجهُ ربِّكَ}.
-
قال ابن أبي حاتم : [حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
بَشَّارٍ، ثنا سُرُورُ بْنُ الْمُغِيرَةِ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ
مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ،"قَوْلُهُ: " فَاسْتَبِقُوا
الْخَيْرَاتِ " ، قَالَ: فَاسْتَبِقُوا إِلَى الْخَيْرَاتِ،
وَاثْبُتُوا عَلَى قِبْلَتِكُمْ، فَإِنَّهَا وَجْهُ
اللَّهِ الَّتِي وَجَّهَ إِلَيْهَا مَنْ صَدَّقَ نَبِيَّهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَآمَنَ بِهِ.]اهـ
-
قال ابن الجوزي: في قوله تعالى : {كُلُّ مَنْ عليها فانٍ} :[أي
: على الأرض ، وهي كناية عن غير المذكور ، «فانٍ» أي؛
هالكٌ.
{ويَبقى
وجهُ ربِّكَ} أي : ويبقى ربُّكَ.
وقال:
{للذين يريدون وجه الله} أي : يطلُبون بأعمالهم
ثواب الله.
وقال:
قوله تعالى:{ إنما
نطعمكم لوجه الله} أي : لطلب ثواب الله .
قال
مجاهد ، وابن جبير : أما إنهم ما تكلموا بهذا ، ولكن علمه الله من
قلوبهم ، فأثنى به عليهم لِيَرْغَبَ في ذلك راغب.]اهـ
-
قال ابن عادل: [قوله : "يُرِيدُونَ" هذه الجملة في مَحَلِّ نَصْبٍ على
الحال من فاعل" يَدْعُونَ" أو
من مفعوله ، والأوَّل هو الصحيح ، وفي الكلام حَذْفٌ ، أي :
يريدون بدعائهم في هَذَيْنِ الوقتين وجهه .
فصل
في الرد على شبهة المجسمة.
تمسكت
المُجَسِّمَةُ في إثبات الأعْضَاء للَّه -
تعالى - بهذه الآية ، وسائر الآيات المُنَاسِبَة ، كقوله
تعالى : { ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ } [ الرحمن : 27 ]
والجوابُ : أن قوله تعالى : { قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ } [
الإخلاص :1] يقتضي الوحْدَانيَّة التَّامَّة ، وذلك
يُنَافِي التركيب من الأعضاء والأجزاء ، فثبت أنَّهُ لا بُدَّ
من التَّأويل ، وهو من وجهين :
أحدهما
: قوله : { يُريدُون وَجْهَهُ} ، أي : يريدونه إلاَّ أنهم يذكرون لفظ الوجه للتعظيم كما يقال
: هذا وجه الرأي ، وهذا وجه الدليل الثاني : أنَّ من أحَبَّ ذاتاً أحب
أن يرى وَجْهَهُ ، فرؤية الوَجْه من لوازم المحبَّةِ ،
فلهذا السَّبَبِ جعل الوجه كِنَايةً عن المَحَبَّةِ ، وطلب
الرضى.
والثاني
: أن المراد بالوجه القَصْدُ
والنِّيَّةُ؛ كقول الشاعر :
أسْتَغْفِرُ
اللَّهَ ذَنْباً لِسْتُ أحْصِيّهُ ... رَبَّ
العِبَاد إلَيْهِ الوَجْهُ والعَمَلُ.]اهـ
-
وقال: [قوله : {ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ} أي ويبقى
الله ، فالوجه عبارة عن وجود ذاته سبحانه وتعالى.
قال
ابن عباس رضي الله عنهما : الوجه عبارة عنه ، كما قال
{ويبقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجلال والإكرام}.
ويقال : هذا وجه الأمر ، ووجه الصواب ، وعين الصواب
، ومعنى {ذو الجلال والإكرام} أي : هو أهل لأن يكرم ، وهذا خطاب مع كل سامع.]اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق