بحث

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

التنزيه والتأويل في تفاسير الحنابلة . [6]

- في قوله تعالى : {إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ الله}.

- قال ابن الجوزي في قوله تعالى : {إلا أن يأتيهم الله} : [كان جماعة من السلف يمسكون عن الكلام في مثل هذا. وقد ذكر القاضي أبو يعلى عن أحمد أنه قال : المراد به : قدرته وأمره . قال : وقد بينه في قوله تعالى :{أوَ يأتي أمر ربك } (الانعام : 158) .قوله تعالى : {في ظلل من الغمام} أي : بظلل .والظلل : جمع ظلة . و"الغمام" : السحاب الذي لا ماء فيه.]اهـ

- قال ابن عادل : قوله : {َجَآءَ رَبُّكَ والملك صَفّاً صَفّاً } : [أي : جاء أمره وقضاؤه . قاله الحسن ، وهو من باب حذف المضاف . وقيل : جاءهم الربُّ بالآيات ، كقوله تعالى : {إِلاَّ أَن يَأْتِيَهُمُ الله فِي ظُلَلٍ مِّنَ الغمام} [البقرة : 210] أي بظلل .وقيل : جعل مجيء الآيات مجيئاً له ، تفخيماً لشأن تلك الآيات ، كقوله تعالى في الحديث :" يَا ابْنَ آدم مَرضتُ فلمْ تعُدِنِي ، واسْتسْقَيتُكَ فَلمْ تَسقِنِي واسْتطعَمْتُكَ فَلمْ تُطْعمْنِي ".
وقيل : زالت الشبه ، وارتفعت الشكوك ، وصارت المعارف ضرورية ، كما تزول الشبه والشكوك عند مجيء الشيء الذي كان يشك فيه [وقيل وجاء قهر ربك ، كما تقول جاءتنا بنو أمية ، أي : قهرهم .
قال أهل الإشارة : ظهرت قدرته واستوت ، والله - سبحانه وتعالى - لم يوصف بالتحول من مكان إلى مكان ، وأنَّى له التحول والانتقال ، ولا مكان ولا أوان ، ولا يجري عليه وقت ولا زمان؛ لأن في جريان الوقت على الشيء فوات الأوقات ، ومن فاته الشيء ، فهو عاجز .]اهـ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق