بحث

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

التنزيه والتأويل في تفاسير الحنابلة . [7]

- في قوله تعالى : {في جَنْبِ الله}.

- قال ابن الجوزي : [قوله تعالى:{في جَنْبِ الله} فيه خمسة أقوال :
أحدها : في طاعة الله تعالى ، قاله الحسن.
والثاني : في حق الله ، قاله سعيد بن جبير .
والثالث : في أمْر الله ، قاله مجاهد ، والزجاج .
والرابع : في ذِكْر الله ، قاله عكرمة ، والضحاك .
والخامس : في قٌرْب الله؛ روي عن الفراء أنه قال : الجَنْب : القُرْب ، أي : في قُرْب الله وجِواره؛ يقال : فلان يعيش في جَنْبِ فلان ، أي : في قُرْبه وجواره؛ فعلى هذا يكون المعنى : [ على ] ما فرَّطْتُ في طلب قُرْب الله تعالى ، وهو الجنة.]اهـ

- قال ابن عادل: [قوله : "عَلَى مَا فَرَّطت" ما مصدرية أي على تَفْريطي ، وثمَّ مضاف أي في جنب طاعة الله ، وقيل : في جنب الله المراد به الأمر والجِهَةُ يقال : هُوَ في جَنْبِ فُلاَنٍ وَجانِبِهِ أي جِهَتِهِ ونَاحِيَتِهِ.
(فصل)
المعنى : أن تقول نفس يا حسرتي يعني لأن تقول : نفس كقوله : {وألقى فِي الأرض رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ} [ النحل : 15] و [لقمان : 10] أي لئَلاَّ تَمِيدَ بكم ، قال المبرد : أي بَادِرُوا وَاحذَرُوا أنْ تَقُولَ نفس ، قال الزجاج : خوفَ أن تصيروا إلى حال تقولون يا حسرتنا يا ندامتا والتحسر الاغْتمَام على ما فات ، وأراد : يا حَسرتي على الإضافة لكن العرب تحول ياء الكناية ألفاً في الاستغاثة فتقول : ياَ وَيْلَتَا ، ويَا نَدَامَتَا ، وربما ألحقوا بها الياء بعد الألق ليدل على الإضافة كقراءة أبي جعفر المتقدمة.
وقيل : معنى قوله : {ياحسرتا} أي يا أيَّتُهَا الحَسْرَةُ هذا وَقْتُكِ قال الحسن : قَصَّرْتُ في طاعة الله ، وقال مجاهد : في أمر الله ، وقال سعيد بن جبير في حق الله ، وقيل : قصرت في الجانب الذي يؤدي إلى رضا الله ، والعرب تسمي الجنب جانباً.]اهـ

وقال الرسعني في (6/564) : قوله تعالى :[{يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله}
قال الحسن : في طاعة الله .
وقال سعيد بن جبير : في حق الله .
وقال مجاهد والزجاج : في أمر الله . وأنشدوا للسابق البربري :
أما تتقين الله في جنب وامق  له كبد حرّى عليك تقطّع.
وقال الفراء : الجنب : القرب : أي : على ما فرطت في قرب الله وجواره
يقال : فلان يعيش في جنب فلان ، أي : في قُربه وجواره .
فعلى هذا ؛ يكون المعنى : على ما فرطت في قُرب الله ، وهو الجنة ]اهـ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق