* - عن قَوْلُهُ
تَعَالَى: "يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ"
قال
ابن أبي حاتم في تفسيره : [عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ
قَوْلِهِ:" " يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ " ، قَالَ
: إِذَا خَفَى عَلَيْكُمْ
شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ ،
فَابْتَغُوهُ فِي الشِّعْرِ فَإِنَّهُ دِيوَانُ الْعَرَبِ،
أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
اصْبِرْ
عَنَاقُ إِنَّهُ شَرٌّ بَاقٍ قَدْ سَنَّ لِي قَوْمُكَ ضَرْبُ
الْأَعْنَاقِ وَقَامَتِ الْحَرْبُ بِنَا عَلَى سَاقٍ"
قَالَ
ابْنُ عَبَّاسٍ:"هَذَا يَوْمُ كَرْبٍ وَشِدَّةٍ "
عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ، " يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ
" ، قَالَ: هُوَ الْأَمْرُ الشَّدِيدُ الْمُفْظِعُ مِنَ
الْهَوْلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".]اهـ
-
قال ابن الجوزي في زاد المسير: [{ يوم يُكْشَفُ } المعنى :
فليأتوا بها يوم يكشف عن ساق . قرأ الجمهور : «يُكْشَفُ»
بضم الياء ، وفتح الشين . وقرأ ابن أبي عبلة ، وعاصم
الجحدري ، وأبو الجوزاء ، بفتح الياء ، وبكسر الشين . وقرأ
أبي بن كعب ، وابن عباس : «تَكْشِف» بتاءٍ مفتوحة ، وكسر
الشين . وقرأ ابن مسعود ، وأبو مجلز ، وابن يعمر ، والضحاك
: «نَكشف» بنون مفتوحة مع كسر الشين . وهذا اليوم هو يوم
القيامة . وقد روى عكرمة عن ابن عباس «
يوم
يُكْشَفُ عن ساق» قال : يُكْشَفُ عن شِدَّةٍ ، وأنشد:
وَقَامَتْ
الحَرْبُ بِنَا عَلَى سَاقْ ... وهذا قول مجاهد ، وقتادة .
قال
ابن قتيبة : وأصل هذا أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم
يحتاج إِلى معاناته والجدّ فيه ، شمّر عن ساقه ، فاستعيرت
الساق في موضع الشدة ، هذا قول الفراء ، وأبي عبيدة ، واللغويين . وقد أضيف هذا الأمر إِلى الله تعالى
. فروي في «الصحيحين» من حديث أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه
وسلم أنه " يكشف عن ساقه " ، وهذا إضافة إليه ، لأن
الكل له وفعله . وقال أبو عمر الزاهد (غلام ثعلب النحوي
الحنبلي) : يراد بها النفس ، ومنه قول علي رضي الله عنه :
أقاتلهم ولو تلفت ساقي ، أي : نفسي . فعلى هذا يكون المعنى
: يتجلّى لهم.]اهـ
-
قال ابن عادل الحنبلي في
اللباب: [فصل في "الساق"
قال ابن عباس في قوله تعالى :
{ يَوْمَ يُكْشَفُ عَن سَاقٍ } ، قال : كرب وشدة .
وعن
مجاهد : شدة الأمر وحده .
وروى مجاهد
عن ابن عباس قال : أشد ساعةٍ في القيامة .
وقال أبو
عبيدة : إذا اشتد الأمر ، أو الحرب قيل كشف الأمر عن ساقه .
والأصل
فيه : أن من وقع في شيء يحتاج فيه إلى الجد ، شمر عن ساقه ،
فاستعير الساق والكشف عنها في موضع الشدة.
وقيل
: ساق الشيء : أصله الذي به قوامه كساق الشجرة ، وساق
الإنسان ، أي : يوم يكشفُ عن أصل الأمر ، فتظهر حقائق الأمور ،
وأصلها.
وقيل
: يكشف عن ساق جهنم .
وقيل
: عن ساق العرش .
وقيل
: يريد وقت اقتراب الأجل وضعف البدن ،
أي : يكشف المريض عن ساقه ليبصر ضعفه ، ويدعوه المؤذنون إلى
الصلاة ، فلا يمكنه أن يقوم ، ويخرج.]اهـ
- قال
عز الدين عبد الرازق بن رزق الله الرَّسْعَني
الحنبلي في كتابه ( رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز
) (8/239) :قوله تعالى : {يوم يكشف عن ساق} قال
عكرمة : سئل ابن عباس عن قوله : {يوم يكشف عن ساق} فقال :
إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر ؛ فإنه
ديوان العرب ، أما سمعتم قول الشاعر:
وقامت
الحربُ بنا على ساق
هو يوم
كرب وشدّة .
وهذا
قول كثير من المفسرين واللغويين . وقال مجاهد عن ابن
عباس : هي أشد ساعة في القيامة .
وقال عكرمة : إذا اشتد الأمر في الحرب ، قيل : كشفت الحرب عن ساق . أخبرهم الله تعالى بشدة ذلك اليوم .
قال ابن قتيبة : أصل هذا : أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجدّ فيه ، قيل : شمَّر عن ساقه ، فاستعير الكشف عن الساق في موضع الشدة .فتأويل الآية : يوم يشتد الأمر كما يشتد ما يحتاج فيه إلى أن يُكشف عن ساق .
وقال عكرمة : إذا اشتد الأمر في الحرب ، قيل : كشفت الحرب عن ساق . أخبرهم الله تعالى بشدة ذلك اليوم .
قال ابن قتيبة : أصل هذا : أن الرجل إذا وقع في أمر عظيم يحتاج إلى الجدّ فيه ، قيل : شمَّر عن ساقه ، فاستعير الكشف عن الساق في موضع الشدة .فتأويل الآية : يوم يشتد الأمر كما يشتد ما يحتاج فيه إلى أن يُكشف عن ساق .
فصل : اعلم أنني سلكت
في تفسير هذا الحرف سبيل كثير من علماء السنة ، وسوَّغ ذلك :
أن ابن عباس والحسن في جماعة من التابعين فسَّروه
بهذا التفسير ، ونقله الإمام أحمد ورواه.
قال
الزجاج في معانيه : أخبرنا عبدالله بن أحمد بن محمد بن حنبل قال :
حدثنا أبي ، أخبرنا محمد بن جعفر ، عن شعبة ، عن مغيرة ، عن
إبراهيم قال : قال ابن عباس في قوله:{يوم يكشف عن ساق} : الأمر الشديد وقاعدة مذهب إمامنا
في هذا الباب : اتباع السلف الصالح ، فما تأولوه تأولناه ، وما سكتوا
عنه سكتنا عنه ، مفوضين علمه إلى قائله ، منزهين الله
عما لا يليق بجلاله .وذهب جماعة من علماء السنة إلى
إلحاق هذا بنظائره من آيات الصفات وأخبار الصفات. ورووا عن عبدالله
بن مسعود في قوله : {يوم يكشف عن ساق} قال :
عن ساقه جلّ ذكره.
ثم
ذكر استدلالهم بحديث
الشيخين : " يكشف ربنا عن ساقه" ...، وذكر أثر مقاتل بن سليمان عن ابن مسعود في
الآية السابقة - وتعقبه فقال : وهذا إن ثبت عن ابن مسعود من طريق يوثق
به غير طريق مقاتل فمقبول ، وإلا فمقاتل لا يثبت حديثه
عند أهل العلم بالحديث.
وقد أشرنا
إلى مذهب أهل السنة في هذه الآية تأويلا وسكوتاً.
ومذهب الورعين عن الخوض في تأويلها أسلمُ المذهبين
، وأشبه بأصول صاحب المذهب ، الإمام أبي عبدالله أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني ، رضي
الله عنه ، ورزقنا الاهتداء بأنواره ، والاقتداء بآثاره. ]اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق