- في قوله تعالى
{وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ}.
-
قال ابن ابي حاتم: [حَدَّثَنَا أَبُو
سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ،
عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي
الْمُغِيرَةِ، عَنِ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ،"قَوْلُهُ: " وَسِعَ كُرْسِيُّهُ
السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ " , قال: عِلْمُهُ". وَرُوِيَ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، نحو ذلك. ]اهـ
-
قال ابن الجوزي: [{وسع كرسيه} أي : احتمل
وأطاق . وفي المراد بالكرسي ثلاثة أقوال :
أحدها
: أنه كرسي فوق السماء السابعة دون العرش ، قال النبي صلى الله
عليه وسلم : " ما السموات السبع في الكرسي إِلا كحلقة
ملقاة في أرض فلاة " وهذا قول ابن عباس في رواية عطاء .
والثاني
: أن المراد بالكرسي علم الله تعالى . رواه ابن
جبير عن ابن عباس .
والثالث
: أن الكرسي هو العرش ، قاله
الحسن.]اهـ
- قال ابن عادل:
[فصل في حقيقة "الكُرْسِيّ". واختلفوا
فيه على أربعة أقوال :
أحدها
: أنَّه جسم عظيم يسع السَّموات ، والأرض قال الحسن : هو العرش
نفسه
.
وقال
أبو هريرة : الكرسيُّ : موضوعٌ أمام العرش
ومعنى قوله : {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السماوات والأرض } أي
: سعته مثل سعة السَّموات والأرض .
وقال
السُّدِّيُّ : إنَّه دون العرش ، وفوق السَّماء السَّابعة ، وفي
الأخبار أن السموات والأرض في جنب الكرسيّ كحلقة في فلاةٍ ،
والكرسي في جنب العرش كحلقة في فلاةٍ .
وأمّا
ما روي عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه قال : الكرسيُّ : موضع
القدمين فمن البعيد أن يقول ابن عباس هو موضع القدمين لأن
الله سبحانه وتعالى منزه عن الجوارح.
وثانيها
: أنَّ « الكرسي » هو السُّلطان ، والقدرة ، والملك .
ثالثها
: هو العلم ، لأنَّ العلم هو الأمر المعتمد عليه
«والكُرْسِيُّ» هو الشَّيء الذي يعتمد عليه ، وقد تقدَّم هذا.
ورابعها : ما اختاره القفَّال وهو : أنَّ المقصود من هذا الكلام تصوير
عظمة الله وكبريائه؛
لأنَّه خاطب الخلق في تعريف ذاته ، وصفاته بما اعتادوه في ملوكهم ، وعظمائهم كما جعل
الكعبة بيتاً له يطوف النَّاس به كما يطوفون ببيوت ملوكهم ، وأمر النَّاس بزيارته ، كما يزورون بيوت ملوكهم .]اهـ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق