* تمهيد.
يحلو للخوارج المتمسلفة وأتباع ابن تيمية و المستغفَلين و المستغفِلين للغير أن يصوروا ما حدث معه من وقائع وما دار بينه وبين أئمة الأمة - منذ عصره إلى وقتنا هذا - وولاة الأمر في عصره على أنه مجرد محض خصومات علمية مدفوعة بالحقد والغيرة من قبل خصومه ، أو نتاج لتعارض مصالحهم الدنيوية مع نهج الحق الذي ينادي به ابن تيمية على حد زعمهم ، أو خصومات سياسية مع ولاة الأمر نتيجة لمواقفه تجاه ظلمهم ومفاسدهم.
بل في أحسن أحوالهم يدعون بأن السبب في تلك الوقائع مع ابن تيمية هي نتاج خلافات علمية في الرأي ورأيه راجح وآرائهم مرجوحة.
بل تجد في بعض الأحيان أخي في الله من صور الأمة في وقت ابن تيمية وكأنها كانت تحيا في بحر لجي من الجهل والظلمة والاضمحلال العلمي ، مع إلباس ابن تيمية وما أتى به من مستبشعات ثياب التجديد واعتماده وفكره البغيض كطوق النجاة للأمة من تلك المهالك.
وعلى الرغم من مباينة ما سبق للحقيقة إلا أن هذا الكلام قد نفق في سوق الغفلة والملاينة والميوعة والجهل في زماننا هذا فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
وعلى التحقيق أخي الفاضل فإن ما سبق من صورة رسمت لهذا الإبن تيمية ما هي إلا محض تدليس وتلبيس وافتراء.
وفي هذا التمهيد وكشفاً لتلك الصورة الزائفة أعرض إن شاء الله لما يلي :
أ- الحالة العلمية للأمة في تلك الفترة وسوابقها ولواحقها.
ب - علاقة ابن تيمية بعلماء عصره قبل خروجه على الأمة بتلكم المستبشعات.
جـ - علاقة ابن تيمية بولاة الأمر في عصره.
وبعد الانتهاء بفضل الله من هذا التمهيد سننظر هل بالفعل ما تم مع ابن تيمية كان نتاج لغيرة وحسد علماء زمانه منه ومنافرة ولاة الأمر له لصدعه بالحق ، وللتردي العلمي للأمة وقتها ؟
أم أنه كان نتاج ومحصلة ما جنت يداه وسودت به صحائفه إلى يوم القيامة ؟
يتبع إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق