رشاد خليفة.. كيميائي ادعى النبوة وأبطل السنة استنادًا إلى معجزات الرقم «19»

«أنا رسول الله، واسمي ورد في القرآن 19 مرة».. قالها الدكتور رشاد خليفة في مايو 1988 ليعلن أنه «آخر رسول من عند الله»، وذلك بعد الاكتشافات التي توصل إليها من خلال جهاز الكمبيوتر، ولعل أشهرها سر الرقم «19». ادعاءاته حول النبوة كانت سببًا رئيسًا في اغتياله، حيث اكتسب عداوة التيارات الإسلامية بعد إعلان رسالته المزعومة، ومن العلماء من أفتى بإباحة قتله مثل الشيخ القرضاوي، وبالفعل تم اغتياله في 31 يناير 1990، على يد أحد أتباعه، لينهي بذلك حياة مليئة بالعوارض، تستعرضها «المصري لايت» في هذا التقرير. نشأته وتعليمه ولد رشاد خليفة في مدينة كفر الزيات بمحافظة الغربية، في 19 نوفمبر 1935، وكان أبوه عبد الحليم محمد خليفة شيخ إحدى الطرق الصوفية في طنطا، وأمه هي زينب سليمان دويدار. عرف الطفل «رشاد» بالورع وحب التصوف، وكانت نشأته الأولى في مدينة طنطا التي غادرها إلى القاهرة للدراسة في كلية الزراعة جامعة عين شمس، وأبدى الطالب تفوقًا على زملائه، وبعد التخرج اشتغل مهندسًا في الهيئة العامة للإصلاح الزراعي عام 1957، وبعدها بعامين سافر إلى أمريكا ضمن بعثة دراسية، والتحق بجامعة أريزونا التي منحته درجة الدكتوراة في الكيمياء الحيوية. علاقته بالقذافي عاد «خليفة» إلى مصر عام 1966، واشتغل مدرسًا ورئيسًا لقسم البحوث البستانية في كلية الزراعة جامعة القاهرة، إلا أنه لم يطق الاستمرار في ذلك، وهرب من وظيفته إلى ليبيا لتبدأ علاقته مع القائد معمر القذافي. عاش «خليفة» في قصر «القذافي» وكان له تأثير قوي عليه، ويقال أنه كان يتمتع بتمويله، وينسب البعض تصريحات «القذافي» التي أنكر فيها بعض تعاليم السنة النبوية إلى أفكار «خليفة». ويقول الكاتب الصحفي أسامة فوزي إن «القائد الليبي فكر في ادعاء النبوة، وشرع في تغيير بعض آيات القرآن، ما أدى إلى وقوع خلافات بينهما»، وأدت هذه الخلافات بدورها إلى فرار «خليفة» من ليبيا إلى الولايات المتحدة، ليشن من هناك حملة على «القذافي». التمهيد لرسالة النبوة عرف الدكتور رشاد خليفة لدى العرب والمسلمين في ولاية أريزونا الأمريكية، حيث كان رئيسًا للمركز الإسلامي، وزعيمًا لمسلميها بعد حصوله على الجنسية، وكان أول من ارتدى البدلة من بين الشيوخ. فكر «خليفة» في ترجمة القرآن الكريم إلى الإنجليزية ليتمكن أطفاله من قراءته وفهمه نظرًا لنشأتهما الغربية، ومن هنا بدأ في دراسة القرآن بشكل علمي، ثم أدخل حروفه على الحاسب الآلي الذي قاده إلى اكتشاف «المعجزة العددية» المبنية على الرقم «19». وفي 1974 نجح «خليفة» في استخراج علاقة عامة بين القرآن والرقم «19»، وألف العديد من الكتب في هذا الشأن، كما أعلن عن نبذ السنة كأحد الركائز الأساسية في الشريعة الإسلامية، والاكتفاء بالقرآن وحده. إعلان النبوة في مطلع عام 1980 أعلن «خليفة» أن جبريل عليه السلام أنزل إليه بوحيٍ من الله، ويقول إن «الملك أمره بالإعلان عن رسالته بحلول عام 1988، وإن القرآن لم ينفي وجود الرسل بعد محمد، وإنما ينفي نزول الأنبياء»، كما قال إن «معجزة القرآن لا تكمن في فصاحته كما يشاع، وإنما تكمن في الرقم 19، وأن الكتاب مكون من هذا الرقم ومضاعفاته». وإلى جانب «الإعجاز العددي» وسر الرقم «19»، كانت لـ«خليفة» مجموعة من الآراء في بعض المسائل الدينية، لعل أبرزها: «طاعة الرسول محمد واجبة فيما أتى به من القرآن فقط»، و«هناك آيات شيطانية في القرآن دست إليه لتمجيد الرسول»، و«الإخوان المسلمون والخميني والشيعة جميعهم في النار»، و«أتباع البخاري في النار لأنه لم يتبع القرآن»، و«ابن باز وابن عثيمين ومتولي الشعراوي وشيخ الأزهر يقودون المسلمين إلى النار وبئس المصير». علماء السنة و«خليفة» رحب علماء السنة في بادئ الأمر باكتشافات سر الرقم «19»، وظهرت تيارات دينية تبحث في الأعداد وإعجازاتها في القرآن، وعندما أعلن «خليفة» عن رسالته، وطالب بنبذ الحديث وإبعاده عن التشريع، انقلب عليه علماء السنة، وظهرت الفتاوى التي استباحت قتله لدحض دعواه، مثل الشيخ عبد العزيز بن باز ، والشيخ يوسف القرضاوي. اغتياله عثرت الشرطة الأمريكية على جثته غارقة في دمائها في مطبخ منزله بمدينة توسان، في 31 يناير 1990 عن عمر يناهز 54 عامًا، وتشير رواية أخرى إلى أن شرطة ولاية أريزونا عثرت على جثته في مسجده الذي أصبح مقرًا لأتباعه في المدينة. المصدر : http://lite.almasryalyoum.com/extra/40009/ مع التحفظ على ذكر الخوارج كابن باز وابن العثيمين والقرضاوي كعلماء من أهل السنة.