قبل أربعة أشهر، في شهر إيار/مايو 1996م، وصل أسامة بن لادن- وهو الابن السابع عشر لملياردير سعودي- إلى افغانستان على متن طائرته الخاصة عبر
الخطوط الجوية الأفغانية، أريانا.وعلى خلاف الـ «سي. آي. إيه»، كان باستطاعة بن لادن استئجار طائرة للاستخدام الشخصي.
أحضر معه مجموعات من الإسلاميين العرب المتشددين، تؤججهم رؤى حرب إسلامية عالمية.
وصل في البداية إلى جلال آباد، وهي عاصمة مقاطعة تقع شرقي كابول ويغمرها الغبار، فكان هناك موضع ترحيب أمراء الحرب المحليين الذين عرفوا بن لادن متبرعاً لحركة المقاومة ضد السوفيات، ومقاتلاً في بعض المناسبات، في خلال الجهاد ضد السوفيات.
عاد إلى افغانستان هذه المرة لأن خياراته كانت محدودة، عاش في السودان في السنين الأربع الأخيرة، لكن حكومة البلاد في الخرطوم قد طردته منها.
وقد اشتكت بلدان عدة، ومنها الولايات المتحدة ومصر والجزائر، من إن ابن لادن مول مجموعات إسلامية في أنحاء الشرق الأوسط. وقد طلب السودانيون من بن لادن الرحيل سعياً وراء الرضاء الدولي.
كان بلده الأصلي -المملكة العربية السعودية- قد جرده من الجنسية. وباتت أفغانستان أحد الأماكن القليلة التي يمكن ان يجد فيها ملجأ، ذلك أن حكومتها بالكاد كانت موجودة، وأمراء حربها الإسلاميون كانوا يسرحون ويمرحون. ويرتكبون الفظائع بحرية، وشعبها الغارق في الفقر يرحب بشيخ ميسور يحمل الهدايا والأموال.
كانت هذه المساكن أقسى بكثير من المجمعات المدينية والمكاتب الإدارية المكيفة التي تمتع بها ابن لادن في الخرطوم. حين وصل إلى أفغانستان، بدا في مزاج كرب، وكان يستشيط غضباً ضد اولئك المسئولين عن نفيه.
وشهد ذاك الصيف أول موافقة علنية لابن لادن على القيام بموجة عنف واسعة النطاق ضد الامريكيين.
وفي آب/اغسطس، أصدر دعوته إلى «حرب مفتوحة ضد احتلال الامريكيين لأرض الحرمين الشريفين»، أي السعودية، حيث يرابض أكثر من خمسة آلاف عسكري بري وجوي امريكي. طلب ابن لادن من أتباعه مهاجمة الاسرائىليين والامريكيين، والتسبب لهم في أكبر قدر ممكن من الأذى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق