بحث

الجمعة، 10 أبريل 2015

من صور التآمر اليهودي.

شبكة البصرة

ترجمة عن الروسية : نديم علاوي

للعالم الروسي : اولغ اناتولفيج بلاتونوف
تجارة الرقيق والترحيل الجماعي القسري
يعود الفضل في إعطاء إشارة البدء بتجارة الرقيق في امريكا إلى
كريستوفر كولومبوس نفسه, فقد وافق كولومبوس على صفقة عرضها عليه 5 من مرافقيه اليهود (المارانيين) وتقضي بآسر 500 من الهنود وبيعهم في صقلية, ورغم أن الصفقة قد تمت بالفعل, إلا أن كولومبوس نفسه لم يجن أية أموال من وراءها, فقد استحوذ اليهود المارانيون عليها مدشنين بذلك مرحلة تجارة الرقيق في القارة الجديدة.(1).

كان خ. ليفي و وزميله لو, من أوائل اليهود الذين مارسوا هذه " التجارة", وكانت باكورة أعمالهم تشييد مصنعا للخمور في نيوبورت, والبدء بإغراق السكان الهنود المحليين بإنتاجهم من الكحول (2).

لم يمر وقت طويل على ذلك حتى ظهر للوجود 22 مصنعا جديدا للخمور في منطقة نيوبورت وحدها, وكان مالكيها من اليهود فقط (3) .

وبفعل هذه ( المياه القاتلة), وكذلك القتل المباشر, تم محو وإبادة السكان الهنود الأصليين القاطنين في نيوبورت وضواحيها في دائرة يتجاوز قطرها 100 كم.

ظلت تجارة اليهود ب(المياه القاتلة) تتوسع وتنتشر على نطاق واسع. وكانت معظم مصانع الخمور( في نهاية القرن السابع عشر والقرن الثامن عشر) تعتمد بصورة أساسية على تجارة الرقيق. وليس مصادفة أن تتحول منطقة نيوبورت إلى مركز هام لهذه التجارة .

وفي لغة عصرنا ربما طاب للبعض تسميتها ب " نيوبورت اليهودية, المركز العالمي لتجارة الرقيق" .(4)

كان بحوزة اليهود في نيوبورت 300 سفينة لنقل العبيد من أفريقيا (5), وحسب وثائق معهد كارنيجي في واشنطن, فان ثلاثة أرباع القائمين على تجارة الرقيق كانوا من اليهود, ومن القاطنين في نيوبورت على وجه التحديد(6).

وكان المدعو آرون لوبتس من اشهر التجار اليهود الذين مارسوا هذه الجريمة, حيث بقي مواظبا عليها لمدة تقارب النصف قرن (1774-1726), و كان يشرف على نصف تجارة العبيد تقريبا.

هذا ناهيك عن أن نيوبورت قد شهدت في أيامه تأسيس أول عصبة من نوعها للماسونية على أراضى الولايات المتحدة الأمريكية, وكان اليهود يشكلون 90% من مجموع أعضائها.

وبعد20 عاما من ظهور هذه العصبة, ظهرت إلى الوجود عصبة جديدة باسم ( الملك داود) , وكان جميع أعضائها من اليهود.

أما المركز الآخر لتجارة العبيد التي يشرف عليها اليهود, فيقع في شارلستون في جنوب كارولاينا, فهنا أيضا أقام المستثمرون اليهود مجموعة كبيرة من المعامل المختصة بإنتاج الخمور.

وكانت منتجات الخمور تصدر إلى أفريقيا, حيث تجري مقايضتها هناك بالزنوج الأفارقة الذين يتم نقلهم إلى الولايات المتحدة.

ولم يقتصر نقل العبيد الأفارقة (ثمرة هذه المقايضة) إلى الولايات المتحدة فحسب, بل أن قسما منهم شق طريقه إلى مستوطنات تجارة العبيد اليهودية في الهند الغربية.

هناك حيث أنشأ اثنان من رجال الأعمال اليهود المرتبطين مباشرة بروتشيلدام وهم آيرغر و سييلر, وكالة لتجارة العبيد باسم ( أسينتو).(7).

بالنسبة لليهود من أمثال آرون لوبتس وغيره, لا يعدو الأفارقة سوى رعاع وبشر متوحشين.

كان ميكانيزم نظام تجارة العبيد التي يشرف عليها اليهود في القرن الثامن عشر يبدو كالتالي :

I. على أراضي أفريقيا أقيمت مراكز تجارية يشرف عليها رجال الأعمال وتجار الرقيق الذين استخدموا مختلف الأساليب, كالعنف , والخمور, والأكاذيب, للإيقاع بالزنوج ومن ثم تكبيلهم بالسلاسل أو وضعهم في أقفاص .

II. من الولايات المتحدة تأتي السفن المحملة بالكحول. وما أن يتم تفريغ هذه السفن من حمولتها من ( الماء القاتل ) , من قبل الزنوج السيئ الحظ , حتى يتم تقييدهم وسجنهم. الغداء والماء يتم تقديمه إليهم من فتحات ضيقة يتعذر على الإنسان النفاذ منها. وقبل إبحار هذه السفن عائدة إلى امريكا, يكون قباطنة هذه السفن قد أتموا صفقة البيع والشراء مع تجار العبيد, وذلك بإعطائهم 400 ليتر من الكحول المخفف, أو 400 غم من البودرة , أو حتى 20-18 دولار مقابل كل زنجي.

III. ما أن تصل السفن المحملة بالزنوج إلى الولايات المتحدة, وحال الانتهاء من عمليات بيعهم, حيث يباع الزنجي الواحد بما يقارب ال 200 دولار, يكون الزنوج قد توزعوا في جميع أنحاء البلاد, وقد بلغت نسبتهم في منتصف القرن الثامن عشر, في الولايات الشرقية وحدها,1 إلى كل 6 من البيض.

كان تجار الزنوج اليهود يعزون سبب ارتفاع أسعار الزنوج (في مقاييس ذلك الوقت), إلى ارتفاع معدلات الموت الجماعي بين الزنوج خلال عمليات نقلهم من إفريقيا إلى أمريكا, وحسب الوثائق التاريخية, فان زنجيا واحدا فقط , من بين عشرة زنوج , يحالفه الحظ في الوصول حيا إلى الولايات المتحدة. فبين أعوام 1774-1661 تم وصول ما يقارب المليون من الزنوج الأحياء إلى الولايات المتحدة, يقابل ذلك 9 ملايين زنجي قضوا موتا داخل السفن القادمة من أفريقيا. (8).

حقق تجار الرقيق اليهود أرباحا طائلة من هذه التجارة , بلغت ما يقارب المليارين من الدولارات, وهو مبلغ فلكي في قياسات منتصف القرن الثامن عشر. وقد لعبت هذه الموارد دورا كبيرا في تقوية وتعزيز نفوذ اليهود المالي في الولايات المتحدة الأمريكية.

عندما بدأ المستوطنون الأوربيون الاستقرار في امريكا الشمالية في القرن السابع عشر, كانت أراضيها مأهولة بسكان القبائل الهندية المتعددة, المستوطنون تصرفوا دون أي اعتبار لحقوق ومصالح السكان الأصليين, وباشروا منذ البداية بشن حرب إبادة شاملة ضدهم.

وبالتأكيد, فان الهنود المسلحين بالنبال والسهام لم يقدر لهم الصمود أمام جبروت وسطوة المستوطنين , فكانت خسائر البيض في المواجهات المسلحة لا تتعدى مستوطن واحد مقابل عشرات القتلى من الهنود, وعادة , وما أن تنتهي المواجهات بفرض المستوطنون لسيطرتهم على الرجال, حتى يبدءون بالهجوم على قبائل الهنود, ليجهزوا على المتبقين هناك من النساء والأطفال والشيوخ ويقتلونهم من دون أية رحمة.

أما المتبقيين من الهنود الذين لم يتسن للمستوطنين أبادتهم بقوة السلاح , فتتم إبادتهم بطرق جبانة وغادرة.

أكثر الطرق انتشارا في هذا المجال: بيع الهنود أغطية ملوثة بجراثيم الجدري الأسود (9), أو أمراض أخرى فتاكة. أو بيعهم مشروبات كحولية مسممة.

وبعد سيطرة المحتلين على الأراضي العائدة للهنود, يجري تسجيلها على إنها أملاك أصلية عائدة للمستوطنين.

فالقوانين الأمريكية (النافذة حتى عام 1924) لا تعترف بالهنود كمواطنين أمريكيين, ولا تضمن لهم أية حقوق في هذه البلاد.

سأورد هنا بعض الأمثلة المتعلقة بهذه الجانب:

إحدى اكبر القبائل الهندية والمسماة ( شيروكي) , كانت تقطن حتى نهاية القرن السابع عشر في الأراضي الحالية التي تتشكل منها كل من فرجينيا وكارولاينا وألباما وجورجيا, وتمتد على مساحة واسعة ما بين الجبال والبحر, بعد عام 1721 شن المحتلون البيض حربا شرسة ضد هذا الشعب فسلبوا أرضه , ولم يبقوا له منها إلا مساحة صغيرة.

في عام 1791 فرضت حكومة الولايات المتحدة الأمريكية اتفاقية نهب على شعب شيروكي, سلبت بموجبها أجزاء شاسعة من الأراضي التاريخية لهذا الشعب, مقابل وعود بعدم المساس بما تبقى من الأرض .

وبعد 35 عاما من هذا التاريخ , ازداد تعنت المحتلين وقسوتهم ضد الهنود, فأنشئوا قسما خاصا بهم في وزارة الحرب الأمريكية,

بما يعني ان الحكومة الفيدرالية لا تخفي خططها في مواصلة حربها ضد سكان البلاد الأصليين.


وفي هذا الأثناء تقر الحكومة الأمريكية خطة يتم بموجبها ترحيل الهنود بالقوة إلى أقاصي الغرب (الصحراوي آنذاك) , وقد شملت موجة الترحيل تلك 5 من اكبر القبائل الهندية القاطنة في جنوب شرق الولايات المتحدة ومن ضمنها قبيلة شيروكي , ونفذت عملية الترحيل على إنها عملية حربية للقوات المسلحة الأمريكية, وصاحبتها مآس وويلات فظيعة بحق الهنود, من قتل جماعي وأعمال وحشية, وسلب ونهب لممتلكاتهم وقطعانهم.

بعد ذلك, ترغم حكومة امريكا " الديمقراطية" تحت طائلة التهديد بالقتل, ممثلي القبائل الهندية بالتوقيع على اتفاقية "اختيارية" لبيع أراضيهم. وهكذا استجمعوا 400 شخص من مجموع 17000 هم سكان قبيلة شيروكي , في ما يسمى ب" اجتماع عام للقبائل" , أجبر المحتلون خلاله ممثلي القبائل على الموافقة على هذه الاتفاقية التي لم يتأخر الكونغرس الأمريكي بدوره من المصادقة عليها وإقرارها بعد وقت قصير .

وهكذا تم سلب قبيلة شيروكي الهندية من 7 ملايين هكتار من أراضيها الخصبة. وطردها على يد الجيش من مناطقها الأصلية , وإرغامها على الانتقال إلى المناطق الخالية من السكان في غرب نهر الميسيسيبي, مما أسفر عن موت ربع سكانها, كنتيجة لعمليات الترحيل الجماعي القسري.

المصادر :

1Cowley M. Adventures of an African slaver. N. Y., 1928, P. 11.
2. Who brought the Slaves to America, Sons of Liberty. Metairie, 1958. P. 6.
3. Там же. С. 6.
4. Там же.
5. Там же. С. 6, 13.
6. Там же. С.14; Ньюпорт позднее вошел в территорию Нью-Йорка.
7. Там же.
8. Там же. С. 8, 13.
9. Здесь и далее (исключая особо оговоренные случаи) при изложении фактов геноцида индейцев в США
приводятся данные из книги известного ученого M. Стингла <Индейцы без томагавков>. M., 1984
.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق