بحث

الأحد، 20 أبريل 2014

نموذج عملي على بطلان وفساد منهج الخوارج

القلوب وجلة
العيون زائغة
العقول حائرة

العزائم خائرة
الأيادي مرتعشة
الأرواح تذوب في الأجساد

الطرقات تعج بفلول الهاربين المشردين
الخوف يزحف ببطء سريع وبسرعة بطيئة
الناس لا حديث لهم إلا ما سمعوه من الهاربين المشردين
فالعراق والشام وحواضرهما صاروا كهشيم تذروه الرياح

طوفان التتر لم يبقي ولم يذر
 ولم تبقى إلا أرض مصر .. ولا قوة حقيقية للمسلمين بعدها
وها هم على أبوابها لا يفصلهم عنها إلا مقدار جدهم في السير إليها

أمراء مصر وسلطانها ، العدو قد أحاط بهم من كل جانب ، حتى ولا بحر خلفهم
ظلمات بعضها فوق بعض عاشها أهل مصر في ذلك الوقت ، وما هذا عليهم بالجديد
فتن العالم فساده وإفساده نتاجه انتهى إلى بابها – كالعادة – 

وعليها أن تسدد الحساب وتدفع الضريبة باسم الجميع .
هذا قَدَرُها وهذا قَدْرها

اليأس يلف كل شيء
ولكن ، في غياهب هذه الظلمات يظهر الرجال
يظهر أهل الله .. يظهر أهل النجدة

فعلى أرض مصر عبد صالح ، وما أكثر ما حملت يا أرض مصر الطيبة من الصالحين.
عبد رباني ، عبد بدأ مع السهروردي
وانتهى إلي أبي الحسن الشاذلي
عبد عرف بعز الدين بن عبد السلام

وصدق من قال لكل إنسان من اسمه نصيب
وقد كان له وللمسلمين من ذلك أوفي نصيب
إنه سلطان العلماء عبد العزيز بن عبد السلام
الصوفي ... الشافعي ... الأشعري

ضاقت بالسلطان وعساكره الأرض
فاستشاروا الشيخ رحمه الله

فقال :أخرجوا وأنا أضمن لكم على الله النصر.

جملة خرجت من فم رجل صالح ، ولله عباد لو أقسم أحدهم على الله لأبره
جملة واحدة خرجت من قلب طاهر ذاكر ، غيرت مجرى التاريخ
هنيئا لك يا مصر

الصدر الحاني على عباد الله الصالحين ، تنتفض عضلاته
يشمخ ... يشتد ... ينتفخ ... يمتلأ بـ{ قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرُكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}

الأيادي الحانية على جراح آل البيت ، ذابت .... انصهرت ... التحمت ... اتحدت فلا فارق بينها وبين ما تحمله من آلات للحرب والجهاد .

بشارة نبوية يلوح في الأفق شرحاً مفصلاً لها {فإنهم خير أجناد الأرض}

خير أجناد الأرض
سلطان عادل
عبد صالح
جمعتهم أرض طيبة
أرض مصر ... فكان النصر
 -
 ذكر الإمام العلامة شيخ الإسلام تاج الدين السبكي في [طبقات الشافعية الكبرى] ضمن ترجمته لسلطان العلماء عز الدين بن عبد السلام:
[ذكر واقِعة التتار وما كان من سلطان العلماء فيها.
وحاصلها أن التتار لما دهمت البلاد عقيبَ واقعة بغداد التي سنشرحها إن شاء الله تعالى في ترجمة الحافظ زكي الدين وجَبُن أهل مصر عنهم وضاقت بالسلطان وعساكره الأرض استشاروا الشيخ عز الدين رحمه الله فقال اخرجوا وأنا أضمن لكم على الله النصر .
فقال السلطان له إن المال في خزانتي قليلٌ وأنا أريد أن أقترض من أموال التُّجار فقال له الشيخ عز الدين إذا أحضرت ما عندك وعند حريمِك وأحضر الأمراء ما عندَهم من الحُلي الحرام وضربته سكَّة ونقدا وفرَّقته في الجيش ولم يقُم بكفايتهم ذلك الوقت اطلب القرض وأما قبل ذلك فلا.
فأحضر السلطان والعسكر كلُّهم ما عندهم من ذلك بين يدي الشيخ وكان الشيخ له عظمة عندهم وهيبة بحيث لا يستطيعون مخالفته.
فامتثلوا أمره فانتصروا.] اهـ

هؤلاء هم الصوفية والأشاعرة

فأين أنتم يا خوارج من وهابية وإخوان ، وأين أئمتكم وماذا قدموا أو فعلوا بالأمة.!!!!!

فمنذ ظهوركم المشؤم لم تجني الأمة منكم إلا المرارة والخزي والحنظل يا شجرة الحنظل .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق