بحث

الخميس، 9 أكتوبر 2014

التعاملات السرية بين صنائع مسيح الضلالة الأعور الدجال : إسرائيل وإيران والولايات المتحدة : ثالوث خُلّص خدم مسيح الضلالة الأعور الدجال [3] .

* تعاون عسكري في مواجهة بغداد :
بعد مرور ثلاثة أيام على دخول القوات العراقية الأراضي الإيرانية قطع موشي دايان زيارة خاصة كان يقوم بها إلى فيينا لعقد مؤتمر صحفي لحث الولايات المتحدة ـ في غمرة أزمة الرهائن ـ على نسيان الماضي ومساعدة إيران على مواصلة دفاعها عن نفسها.

بعد ذلك بيومين قال نائب وزير الدفاع الإسرائيلي موردخاي زيبوري لصحيفة معاريف الإسرائيلية بأن إسرائيل ستقدم مساعدات عسكرية لإيران في حال غيرت موقفها العدائي من الدولة اليهودية وهذا ما جرى بالفعل…

وكانت النتيجة أن تم عقد لقاء جمع بين مسئولين إيرانيين وإسرائيليين لإبرام صفقة أسلحة وهناك ناقش العقيد الإسرائيلي بن يوسف ونظيره الإيراني العقيد زارابي مدير المجمع الصناعي العسكري بإيران اقتراحات كثيرة منها اتفاق يسمح لتقنيين إسرائيليين بتدريب الجيش الإيراني على تعديل العتاد الحربي أمريكي الصنع بحيث يلائم قطع غيار إسرائيلية الصنع وفي واشنطن حث السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة أفراييم إيفرون وزير الخارجية الأمريكي أدموند موسكي على تليين موقف إدارة كارتر من مبيعات الأسلحة إلى طهران مع نقل هواجس تل أبيب من مضامين الانتصار العراقي.

وعلى العكس من رغبات واشنطن تراجع بيجن عن الوعد الذي قطعه لكارتر واستأنف مبيعات الأسلحة وقطع الغيار لإيران وإثناء اللقاء الأخير بين كارتر وبيجن الذي انعقد في 13 -11-1980 أعاد بيجن التأكيد على مصلحة إسرائيل في استئناف العلاقات مع إيران.

ويجمل البروفيسور " ديفيد مناشري " من جامعة تل أبيب والخبير الأول في الشئون الإيرانية بإسرائيل مشهد الميل الإسرائيلي لإيران بالقول " طوال فترة الثمانينات لم يقل احد في إسرائيل شيئا عن وجود خطر إيراني لم يتفوه احد حتى بهذه الكلمة " كان الهدف الإسرائيلي حتمية هزيمة جيش صدام حسين وبالأحرى الخلاص من جيش عربي يزيد حجمه بمقدار أربعة أضعاف عن حجم الجيش الإسرائيلي.

* إيران تعرض وواشنطن ترفض :

في 9 ابريل نيسان 2003 سقط نظام صدام وشعرت إيران بأن الأيادي الأمريكية تمتد إليها لهذا بادر الإيرانيون بإعداد اقتراح شامل بين حدود صفقة ضخمة محتملة بين البلدين تعالج كافة نقاط النزاع بينهما حملها إلى واشنطن " تيم غالديمان " السفير السويسري القائم بالأعمال الأمريكية أذهل الاقتراح الأمريكيين سيما وأنه حصل على موافقة المرشد الأعلى للثورة خامنئي.

يقول " فينت ليفريت " المدير الرفيع لشئون الشرق الأوسط لدى مجلس الأمن القومي اعترف الإيرانيون بأن أسلحة الدمار الشامل ودعم الإرهاب قضايا قابلة للتفاوض كما عرضوا وقف دعمهم لحماس والجهاد ودعم عملية نزع سلاح حزب الله وتحويله إلى حزب سياسي وفي الموضوع النووي عرض الاقتراح فتح البرنامج النووي الإيراني بالكامل أمام عمليات تفتيش دولية غير مقيدة من اجل إزالة أية مخاوف من برامج التسلح الإيرانية إضافة إلى استعداد إيران لتوقيع البروتوكول الخاص بمعاهدة عدم الانتشار كما عرضت إيران التعاون الكامل في مواجهة المنظمات الإرهابية فيما البند الأكثر إثارة هو قبولها بإعلان بيروت الصادر عن القمة العربية أي خطة السلام التي أعلنها ولي العهد السعودي عام 2002 في بيروت.

وفي المقابل كان للإيرانيين مطالب تكتيكية مثل تسلم أعضاء من المنظمة الإرهابية ـ بحسب المؤلف ـ الإيرانية العاملة في العراق منظمة مجاهدي خلق في مقابل تسليم ناشطين من القاعدة تحتجزهم إيران أما المطالب الاستراتيجية فقد أراد الإيرانيون التوصل إلى تفاهم على المدى الطويل مع الولايات المتحدة عبر وقف كافة التصرفات المعادية التي تقوم بها أمريكا مثل خطاب محور الشر والتدخل في الشئون الداخلية الإيرانية وإنهاء كافة العقوبات الأمريكية واحترام المصالح القومية الإيرانية بالعراق ودعم مطالب الإيرانيين بالحصول على تعويضات عن الحرب واحترام حق إيران بالحصول غير المقيد على التكنولوجيا النووية والبيولوجية والكيميائية وأخيرا الاعتراف بالمصالح الأمنية الإيرانية المشروعة في المنطق كما أوضحت الوثيقة الإجراءات الخاصة بالتفاوض المتدرج إلى حين التوصل إلى اتفاقية تكون مقبولة لدى الطرفين.

والتساؤل كيف جاء الرد الأمريكي؟

واقع الحال أنه لم يقتصر على رفض العرض الإيراني فقط بل وجهت واشنطن لوما وتقريعا بالغا للسفير السويسري باعتباره تجاوز حدود التفويض الدبلوماسي.

والشاهد أن الكتاب مليء بالمناورات والأسرار والعلاقات الخفية بين مثلث واشنطن ـ طهران ـ تل أبيب سيما وأن كل منهم تسعى للسيطرة على المنطقة الشرق أوسطية ما يستدعي تساؤل ماذا عن المستقبل؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق